أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!















المزيد.....

نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مطلع العقد السابع من القرن الماضي ألقى جهاز الاستخبارات الإيرانية (السافاك)القبض على
خلية سرية تضم عدد من الإيرانيين المنتمين لحركة يسارية محظورة تدعو إلى الكفاح المسلح لإسقاط نظام محمد رضا بهلوي .وسرعان ما اصدر القضاء المسيس حكم الإعدام بحقهم ,إلا أن تدخل الرئيس الفرنسي وعدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية الأوربية قاد إلى إنقاذ احدهم من حبل المشنقة لصغر سنه واستبداله بالسجن مدى الحياة .لم يكن ذلك المعارض الصغير بملامحه الوسيمة الشبيه بفرسان الإمبراطور داريوس سوى مسعود رجوي .

كان لحركة مجاهدي خلق الإيرانية حضور بارز بين صفوف المعارضة لنظام الشاه من طلبة الجامعات والفئات المتوسطة المثقفة وسكان المدن واللبراليين الذين امنوا بالمشروع الإسلامي التحرري الذي كان من ابرز دعاته الفيلسوف الإيراني علي شريعتي الذي اغتاله السافاك .ولم يكن شاه إيران بغائب عن رصد هذه التحركات وإجهاضها وتصفية قياداتها بوحشية بدعم من حلفائه الأمريكيين بعد أن نجح في احتواء جزء كبير من المرجعية الدينية التي انتفضت ضده عندما أطلق حركته التحديثية المسماة( بالثورة البيضاء ) التي عارضتها المرجعيات الدينية المتحالفة مع البازار عندما شعروا بأنها ستقوض النفوذ والسلطة التي يتمتع بها كلا الطرفين مما أدى إلى طرد رجل دين متمرد من إيران قاد تلك المضاهرات الاحتجاجية في الستينات... ولم يكن ذلك الرجل سوى روح الله الخميني .
غير أن شاه إيران الذي احتفل في تلك الفترة بالألفية الثالثة للإمبراطورية الفارسية متربعا على عرش الطاووس الذهبي لم يكن مدركا لحجم المخاطر المحيطة بعرشه وما تخبأه تلك الرياح القادمة من الجبال المحيطة بطهران .حيث جرى مبايعة أية الله الخميني في النجف من قبل قوى المعارضة الإسلامية صيف عام 1977 ليكون زعيما للإمبراطورية الإيرانية الإسلامية بمشروعها الذي يتجاوز حدود الخارطة الإيرانية .ومن المفارقات أن يتم هذا الاختيار في نفس العام الذي اختفى فيه الإمام موسى الصدر في ليبيا والذي تربطه بالخميني صلة مصاهرة وكان بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك قد رشح الصدر حينها ليترأس النظام الإيراني الجديد بدلا عن الشاه .كان من الذين بايعوا الخميني في النجف صادق قطب زاده ومصطفى شمران وعلي خامنئي ومحمد بهشتي وهاشمي رافسنجاني وجلال الدين الفارسي وغيرهم.
واللافت للنظر انه لم يكن يجمع هؤلاء المعارضين الإيرانيين حزب سياسي إلا إن خامنئي وبهشتي اقترحوا على الخميني عام 1976 إنشاء الحزب الإسلامي وأيدهم لاحقا عدد من قادة المعارضة بيد أن أية الله الخميني لم يكن متحمسا كثيرا لفكرة هذا الحزب بل كان مهتما بدراسة هيكل ومؤسسات الدولة الإسلامية التي صاغها أية الله العظمى محمد باقر الصدر إضافة إلى تكريس مبدأ ولاية الفقيه بما يضمن مركزية السلطة الروحية والسياسية بيد قائد الثورة والدولة . وهي فكرة تعود في حقيقتها إلى الشيخ التراقي الذي صاغها قبل حوالي 195 عاما خلت في كتابه(عوائد الأيام) الذي تحدث عن ولاية الفقيه وإلغاء نظرية الانتظار بعد غياب الإمام الثاني عشر عند الشيعة الأمامية من خلال استخدام حقوق الإنابة عن الإمام وسلطاته باستثناء العصمة ,الأمر الذي قد يفسر معارضة الخميني لفكرة إنشاء حزب سياسي قبله على مضض ,ثم اصدر أمرا بحله عام1987 بعد استنفاذ مبرراته .

لقد نجح أية الله الخميني بفضل الكاريزما التي تمتع بها في خلق أجماع شعبي حول قيادته في المنفى بدعم من اغلب الأحزاب المعارضة والمرجعية الدينية في الداخل التي مثلها الطالقاني وشريعة مداري ومنتظري ونجح في فبراير من عام 1979 في إجبار الشاه على مغادرة طهران وهو يردد (لقد رما بي الأمريكيون مثل فار ميت )بعد أن ترك خلفه عشرات الآلاف من القتلى الذين سقطوا وهم يواجهون حرسه من( الخالدين).
استقبل الملايين الإمام العائد من منفاه الباريسي واتضح منذ البداية إن طوفان الثورة الإسلامية يحمل في أعماقه تيارات عقائدية متقاطعة شكلت اكبر تحدي للمشروع الجديد بعد إن سعى جناح حزب الله وخط الإمام والحزب الإسلامي برئاسة محمد بهشتي فرض المطلقات المقدسة لولاية الفقيه ونعت جميع التيارات الإسلامية واللبرالية المعتدلة بأنها معادية أو غير مدركة لمشروع الثورة الإسلامية.وقد مثلت محنة الدكتور مهدي بزركان أول رئيس للوزراء عام 1979 أول مؤشر جلي على إن الصدام واقع لا محالة بين التيارين .
قدم بزركان الإصلاحي واللبرالي استقالته للخميني ثلاث مرات بعد إن شعر إن تيار خط الإمام يمنعه من أداء مهامه الحكومية,فقد هيمن على مؤسسات الدولة مئات الآلاف من الفقراء والفلاحين ومتوسطي التعليم وطلبة المدارس الدينية الذين امنوا بالسلطة الثيوقراطية والعداء للبرالية والغرب والشرق الذين نعتهم الأمام القائد بالشيطان الأكبر والأصغر فراحوا يبسطون نفوذهم على كل شيء وهم يهتفون الحزب حزب الله والمرشد روح الله الخميني .
وأخذت سلطة الحرس الثوري بالتصاعد السريع في نبض الدولة الإسلامية التي كانت تبحث عن ملامحها وطرحت بحدة إشكالية الانتقاص من معارضة الخارج التي قادها هادي غفاري ومحمد منتظري الذي هاجم أتباعه بالهراوات والسلاسل حركة حرية إيران بقيادة بزركان وأنصار أبو الحسن بني صدر وحركة مجاهدي خلق والجبهة الوطنية والقومية بزعامة ابراهيم يزدي وكذلك الحزب الشيوعي والأحزاب القومية غير الفارسية التي شكلت في مجموعها خطر سياسي أمام السلطة الواسعة للإمام الخميني .
لم يكن قائد الثورة في إيران راغبا بظهور إي قطب أو مركز جذب يقود إلى تصدع الثورة الإسلامية وكان ذلك يعني منع ظهور قيادات تستمد صيرورتها من مرجعيات أخرى على حساب المرشد الأعلى لذلك أقدم على إصدار فتوى تمنع رجوي من الترشيح للانتخابات . فقد كان واضحا عشية الانتخابات الإيرانية الأولى عام 1980 أن حركة مجاهدي خلق تحتل الموقع الثاني بين صفوف الناخبين بحكم سمعتها السياسية وخبرتها ومرونتها وشعاراتها. لذا شعر رجوي بان حرمانه من دخول البرلمان يعني مصادرة أصوات الملايين من أنصار الحركة وتخليا من الإمام الخميني عن وعوده بأجراء انتخابات حرة ونزيهة في إيران لذا لجا إلى الشارع الإيراني ونظم أنصاره تجمعا في ملعب امجدية بطهران للتعبير عن معارضتهم وتمردهم على السلطة الجديدة.
شن رجوي أول هجوم سافر ضد رموز السلطة الجديدة الذين نعتهم بالدكتاتورية باسم الدين وسرقة ثورة وتضحيات الشعب الإيراني وأيد رجوي ثلاثين نائبا في البرلمان دافعوا عن حقه الانتخابي وأدانوا الاعتداء عليه وعلى كوادر حزبه من قبل ميلشيات منظمة( مجاهدي انقلاب إسلامي)التي شكلها بهزاد نبوي من خلال دمج خمس مجموعات أطلق عليهم الإيرانيون لقب حملت الهراوات وهؤلاء هم الذين نفذوا احتلال السفارة الأمريكية في طهران في 4-تشرين الثاني- نوفمبر-1979 بأمر من الإمام الخميني رغم معارضة رئيس الجمهورية أبو الحسن بني صدر ومنظمة مجاهدي خلق لإدراكهم أن المواجهة مع واشنطن لن تخدم مصالح الثورة الإسلامية .
أصيب العالم بالصدمة من عنف التصفيات الدموية في إيران فقد اعدم أكثر من أربعة ألاف من كوادر مجاهدي خلق وباقي فصائل المعارضة ... هرب أبو الحسن بني صدر ومسعود رجوي سرا إلى باريس .ولم تكن نهاية الابن المقرب من الخميني وسفير الثورة صادق قطب زاده الذي اعدم بتهمة خيانة الثورة ألا دليلا واضحا على إن الثورة بدأت تنتفخ من ابتلاع أبنائها, وان الصدام بين القوى التي شكلت معارضة الأمس واقع لا محالة .
نجح المئات من كوادر مجاهدي خلق في اختراق جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية .وقد وجهت إليهم أصابع الاتهام بتفجير مقر الحزب الإسلامي في طهران الذي راح ضحيته بهشتي وخمسة وسبعون من القيادات البارزة في إيران... واستمرت لعبة التصفيات والانتقام بين النظام والمنظمة الذي بلغ ذروته حين نجح مجاهدو خلق هذه المرة في تفجير مقر رئاسة الوزراء في أب –أغسطس -1981حيث أودا الانفجار برئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر اللذان كانا مجتمعين لمناقشة التطورات في جبهة القتال . حينها أدرك الخميني أن المعركة بادت خطيرة خاصة مع تصاعد واتساع حدت الهجمات العراقية على الجبهة الإيرانية واحتلال القوات العراقية لعدد من المدن الحدودية الإيرانية.
في شباط- فبراير من عام 1982 وجه الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية (السافاما)ضربة موجعة جدا للمنظمة ستشكل جرحا عميقا في قلب قائدها مسعود رجوي حين انقض هؤلاء على المقر السري للمنظمة في طهران وقاموا بتصفية جميع الموجودين فيه وكان من بين الصرعى زوجة مسعود مريم وقائد المنظمة في الداخل خباياني إضافة إلى سبعةعشر قياديا بارزا من بينهم اذر رضائي ومحمد مقدم وكاضم مرتضوي وخسرو رحيمي وثريا سنماري .
ظهرت صحف طهران في اليوم التالي وعلى صدر صفحاتها الأولى صورة حجة الإسلام خلخالي وهو يحمل بين ذراعيه ابن مسعود رجوي الصغير"الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات" داخل سجن طهران وعلى وجهه ابتسامة الانتصار!
عندما شكل رجوي وبني صدر والمعارضين الأكراد بقيادة قاسملو وإطراف أخرى (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية )عام 1983 كان يدرك بان مجرد المعارضة في المنفى لن تقود إلى إضعاف النظام في طهران .ونجح بعض الوسطاء الغربيين في إقناعه بفتح حوار سري مع بغداد بما شجعه على الانتقال إلى محا فضة واسط العراقية قرب الحدود مع إيران وهو الآمر الذي عارضه بني صدر .
توجه رجوي مع زوجته الجديدة اشرف إلى بغداد وعندما خرج من لقاء ضمه مع صدام حسين وطارق عزيزذهب مباشرة إلى كربلاء حيث ضريح الإمام الحسين ابن علي وأخيه العباس ..انهار باكيا وهو يجثو على ركبتيه و وضع على أرضية الضريح كتابا حمل صور وأسماء عشرات الآلاف من مقاتلي الحركة الذين سقطوا في المعارك ضد نظام بهلوي وآيات الله .
كان صدام كريما مع مجاهدي خلق التي انظم إليها المئات من المقاتلين المعارضين للنظام في طهران وفي غضون عامين شكل جيشا نظاميا يظم عشرين ألف مقاتل مزودين بالدبابات والمدفعية الثقيلة والمدرعات التي نقلت من ترسانة الجيش العراقي .وإذا كانت بغداد حريصة على عدم اشتراكهم مباشرة في القتال ضد الجيش الإيراني فان أنصار الحركة في الداخل مثلوا أهم قناة للمعلومات الاستخبارية الهامة طوال سنوات الحرب التالية بين الجارتين .
بعد بضعة أشهر على قبول الخميني السلام مع صدام في 8-آب-أغسطس-1988 ذكرت بعض المصادر السرية للمعارضة العراقية إن صدام حسين ومسعود رجوي وبناءا على خطة غربية توصلوا إلى ضرورة قيام فصائل المعارضة الإيرانية لاستغلال الهدوء في الجبهة لشن اكبر عملية عسكرية لمنظمة مجاهدي خلق في العمق الإيراني للسيطرة على مناطق واسعة من إيران وتحريك الاضطرابات في العاصمة طهران تمهيدا لإسقاط النظام شارك فيها أكثر من خمسين ألف مقاتل إيراني انطلقوا ليلا عبر خمسة محاور في القاطع الأوسط والجنوبي .لكن القدر كان لهم بالمرصاد حيث اصطدموا صدفة بإحدى الدوريات المتقدمة لفيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذين شاغلوهم ريثما وصلت تعزيزات كبيرة من القوات العسكرية والحرس الثوري...
دارت معركة طاحنة بين الجانبين أدت إلى مصرع وجرح الآلاف من الطرفين واعتقال 35000 مقاتل من مجاهدي خلق تم إعدامهم خلال الأشهر القادمة في سجون النظام الإيراني مما اثأر موجة من الاحتجاج العالمي ضد طهران التي ضربت عرض الحائط بكل مناشدات المنظمات الإنسانية.
لم يتدخل الجيش العراقي لنصرت مجاهدي خلق خشية إلا تندلع الحرب مجددا بين الطرفين ,فيما شكك قياديون في الحركة من إن تكون هذه العملية العسكرية برمتها فخا نصب لهم في ضوء تفاهم سري بين صدام والإيرانيين كجزء من صفقة السلام بين البلدين .
لقد توقع الكثيرون بان المنظمة باتت بعد هذه الهزيمة العسكرية مشلولة وغير قادرة على الوقوف إلا أنها فاجأت الكثيرين عندما نفذت عمليات اغتيالات واسعة شملت رئيس أركان الجيش الإيراني ومدير السجون وهاجمت مقر المرشد الأعلى والحرس الثوري ومواقع عسكرية في العمق الإيراني .

خلال انتفاضة عام1991 التي شهدنها المناطق الشيعية والكردية في العراق رضخت قيادة المنظمة تحت ضغط الأوضاع المنهارة التي خلفتها (عاصفة الصحراء)وإقناع صدام حسين بان مصير الجانبين أصبح واحدا مما أجبرهم على القتال إلى جانب الحرس الجمهوري في قمع تلك الانتفاضة في منطقة الفرات الأوسط حيث سقط المئات منهم في الحلة والهندية وكربلاء والنجف مما سهل على بغداد الادعاء بان طهران هي التي كانت وراء الانتفاضة الشعبانية التي قمعت بوحشية .
في مقابل ذلك نجح جهاز المخابرات الإيراني عبر خلاياه في العراق في تفجير عدد من السيارات قرب مقرات الحركة أو إطلاق الهاونات على العمارات السكنية التي تقطنها غوائلهم وسط بغداد.

شنت حكومة طهران حملة دعائية واسعة داخل إيران وخارجه لتشويه سمعة( المنافقين) حسب التعبير الرسمي الإيراني في وصف مجاهدي خلق ,حيث وجهت لهم الاتهام بقتل ثلاثة من كبار رجال الدين المسيحيين الإيرانيين وتقطيعهم والاحتفاظ برئس احدهم في الثلاجة الأمر الذي تسبب في انتقاد واسع وامتعاض أوربي وأمريكي انجح طهران في إدراج المنظمة ضمن قائمة الحركات الإرهابية بمساعدة البارونه ايما نكلسون عضوه البرلمان الأوربي التي تتهمها منظمة مجاهدي خلق بان لديها استثمارات واسعة في إيران .
كما اتهمتهم طهران بأنهم كانوا وراء تفجير قنبلة في ضريح الإمام علي ابن موسى الرضا في قم التي راح ضحيتها العشرات.إضافة إلى تهم أخرى مثل المشاركة في الغارة الكيماوية على سكان حلبجة ومشاركة القطعات العراقية في غزو الكويت, والمساهمة في تجفيف الاهوار وإخفاء أسلحة الدمار الشامل فيها ,واجراء الاتصالات مع حركة طالبان .
إلا إن الحركة نفت جميع هذه الاتهامات وأكدت في بياناتها إن اغلب هذه الجرائم تقف ورائها المخابرات الإيرانية لتشويه سمعة هذه الحركة...وخلال الغزو العسكري الأمريكي على العراق ربيع عام 2003 كلفت الحركة من قبل القيادة العراقية بحماية إحدى الطرق المحيطة بمطار صدام في منطقة الرضوانية ألا أن مقاتليها انسحبوا دون مواجهة مع المارينز عندما كانت الدبابات الأمريكية قد وصلت إلى قلب بغداد.وقد تم تجريد المنظمة من سلاحها بعد سقوط نظام صدام حسين ونقلت إلى معسكر ديالى الذي سمي بمعسكر اشرف .
ومنذ البداية طالبت السلطات العراقية الجديدة بإخراج هذه الحركة من العراق كنوع من رد الجميل لطهران التي احتضنت لاكثر من ثلاثة عقود العديد من فصائل المعارضة العراقية .وقد ركزت حركة مجاهدي خلق نشاطها خلال السنوات الثلاث الماضية على العمل الدعائي في الأوساط الأوربية وتوجيه الاتهام لطهران بانتهاك حقوق الإنسان ومصادرة الحريات وقمع تطلعات القوميات غير الفارسية وتنظيم المظاهرات ضد النظام في طهران .
لا يبدوا أن واشنطن ستصغي كثيرا لنداءات حكومة المالكي الأخيرة لإبعاد مجاهدي خلق من الأراضي العراقية بناءا على ضغوط طهران المستمرة التي أحرجت مرارا الإتلاف العراقي الموحد كلما تذمر من اتساع التدخل الإيراني في الشأن العراقي .
وفيما تستعد الكتيبة البلغارية المؤلفة من 120 عسكريا والتي تقوم بحراسة معسكر اشرف للاجئين من مجاهدي خلق لتحل محلها كتيبة أخرى مؤلفة من 150 بلغاريا سيبقون لغاية مارس 2008 فان بقاء هذه المنظمة المعارضة في العراق سيكون رهينا بالتواجد العسكري الأمريكي في العراق واستمرار الود المقطوع بين واشنطن وطهران منذ أكثر من 28 عاما والذي بلغ ذروته بعد انتهاء المهلة التي منحت لطهران لتتخلى عن برنامجها النووي ,وسط سيناريوهات عن ضربة جوية شاملة قد يوجهها البنتاغون لأكثر من ألف موقع على الخارطة الإيرانية الأمر الذي قد يطيل من عمر منظمة مجاهدي خلق التي باتت بين مدافع آيات الله ونيران العراقيين.

صحفي عراقي -بخارست



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات العراقية-السورية
- هل يكفي ان يكون الحق مع الحسين........؟
- هل تخلى (المهدي المنتظر) عن( جند السماء)؟
- حكومة المالكي في مواجهة مؤامرات المماليك!!!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!