أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المقري - دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)














المزيد.....

دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)


علي المقري

الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


ليس لمعظم الكتاب العرب أي خبرة أو معرفة بتقاليد النشر المتعارف عليها عالميا؛ فالتخلف في الحياة الثقافية العربية شمل صناعة الكتاب منذ تأليفه حتى توزيعه.
ونجد مع هذا الوضع العلاقة ملتبسة دائما بين الكاتب والناشر ،إذ لم تكن ملتبسة بين الناشر ونفسه وبين الكاتب ونفسه ،كما ظهر حال مبارك علي الدعيلج مؤلف رواية (المطاوعة) في تصريحاته حول ناشر الرواية(رياض الرّيس للكتب والنشر)،وحول التعديلات التي أُدخلت في الرواية ،ومن أدخلها ،وهل له علم بذلك ،ونظرته إلى الكتابة والرقابة وعلاقتهما بالمجتمع وتقاليده ؟.
لقد أثارت تصريحات الدعيلج عشرات الأسئلة ،ربما كان المشار إليها هنا أقلّها ، والتي لست هنا بصدد مناقشتها أو محاولة الإجابة عنها، فهناك ربما أسئلة أخرى ستليها مختفية أ وظاهرة بين هذه السطور .
فالدعيلج ،لأسبابه الخاصة، لم يكن يعرف ،وهو يعلن تصريحاته، أنه يتعامل مع ( ناشر حديث)، بما تعنيه الكلمتان من مقصد ، بل ظن نفسه أمام ورّاق أو ناسخ ومغلِّف كتب ، أو لنقل أمام أحد الناشرين العرب الذين تمتلئ بهم معارض الكتب والمكتبات ولا يستطيعون أن يملئوننا بدهشة كتاب واحد.
رياض الرّيس ليس كأي ناشر ، طبعا. ليس لأن هذا الاسم يشير إلى مكانة صاحبه الهامة في الحياة الثقافية ، منذ خمسين عاما أو أكثر، كمفكر ناقد وأديب وصحافي ، بل ولأنه صانع كتاب من طراز أول ،بكل مهارة الصنعة وحرفتها المتقنة خبرة ودواما.
وهو،على هذا،صار حلما للكثيرين من الأدباء والباحثين العرب الذين يجدون فيه مُكمِّلا أساس لنشر انجازاتهم وإخراجها،بما يليق بها.
ولكن للرّيس هواجسه الخاصة في صناعة الكتاب يلحظها من يتابع إصداراته ، ويجدها موضوعا وطباعة وإخراجا وزمنا وتوزيعا، وقد لا يجده الكثيرون ملبيا لرغباتهم ، بسب من البرمجة والتخطيط والفائدة.
وما يمكن أن نشير إليه هنا ونحن نتداخل مع تصريحات الدعيلج التي نشرتها عدد من الصحف السعودية ورد رياض نجيب الريس عليها المنشور في (الرياض)،هو أن أكثر الكُتاب العرب لا يعرفون أن تأليف الكتاب ،أي كتاب، يتطلب في الدول الناشطة في النشر موافقة محررين متخصصين يقومون بقراءته ومراجعته ، وفي أغلب الأحوال إعادة صياغته ليصبح ملفتا للقارئ ومقصدا لاقتنائه، إلاّ أن ذلك يتم بالتوافق مع الكاتب .
وهناك شركات ومكاتب أسست وخصصت لهذا العمل ويتعامل معها الكاتب ،خاصة المبتدئ، مباشرة قبل أن يذهب بالكتاب إلى الناشر الذي قد يكون له ملاحظاته ،أيضا.
لا يتحرّج كاتب مهم كالألماني غونتر غراس حائز نوبل للآداب من القول أن هناك كُتّابا يساعدونه في ترتيب الصياغات النهائية لكتبه.
ويبدو لي ،أنه بسبب عدم وجود سياسة منظمة للكثير من دور النشر العربية باختيار موضوع الكتاب وطريقة صياغته عنوانا وأسلوبا وإخراجا أدى إلى فشل الكثيرين منهم ، أقول الفشل وليس الخسارة.
ومقولة ((الكتاب لا يؤكل عيش))صارت متداولة لدى ناشرين يعيشون مع الفشل ، ويعتمدون على الربح الموسمي والعابر والغير منظم كعمّال التراحيل ، أو على هبات مالية مقابل إنتاج كتب دائما هي على السرعة والبرق وليس لها من متن إلا صفتها ككتب.
فالثقافة ،باعتبارها صناعة لها فنها، هي مربحة وتؤكل العيش لمنجزيها من المؤلف حتى القارئ،ولهذا ليس غريبا، أو(عيبا) كما يقال، أن تكون الحقوق المالية ،بفوائدها، مرعية الإجراء بتوافق الأطراف.
وهنا لا أجد في نص بند العقد الذي أعترض عليه الكاتب :«يشمل هذا التنازل الكتاب بوضعه الحالي أو بعد إدخال أي زيادات أو إضافات أو فصول أو دراسات عليه أو بعد مراجعته وتعديله)) ، أي مشكلة إذا ما أتفق الطرفان في شكل تنفيذه ومن ينفذ وكيف ولماذا؟
وما تردد حول تقاليد المجتمع والإساءة إليها فلا أظن أن كاتبا جيدا يمكنه أن ينتج شيئا متميزا ، أو يواصل ذلك ، وفي هاجسه هذه الحسابات والمراعاة.
وما يمكن قوله أن الروية مهمة لجهة تقديم شخصية (المطاوعة)في سرد أدبي ،على نحو يثير الجدل والنقاش.
أما رياض الريس في كتبه التي يدرس بعناية لماذا يخرجها ومتى وكيف فإنه يدُس بها العسل في سموم أفكارنا لتلين وتشفى.



#علي_المقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس خصوصية في الحرية
- لنتضامن معه:حكم بالسجن 4 سنوات على مدون مصري وأهله يتبرأون م ...
- في نظرتهم إلى الأخدام:هل اليمنيون عنصريون؟
- هل سيوقع جلال طلباني حُكم إعدام صدام حسين؟
- طاش ما طاش..وهج تنوير وحرية
- ترميمات


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المقري - دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)