طاش ما طاش..وهج تنوير وحرية

علي المقري

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:47
المحور: الادب والفن
    

عبدالله السدحان وناصر القصبي وعبد الخالق الغانم هم حقيقة أبطال من هذا الزمان الجديد في السعودية..وهج تنوير وحرية يأتي هذه المرّة عبر بهاء التمثيل في الحركة والكلمة..فالسعودية التي لم نعرف عنها من قبل أنها منتجة سينما أو مسرح ، أو حتى راعية لعروض سينمائية أو مسرحية أصبحنا نعرف عبر((طاش ما طاش))أن هذا الشعب، في المملكة، رغم ذلك يمتلك الكثير من القدرات الفنية الهامة ، بل أن هؤلاء الفنانين لم يتجهوا إلى التهريج بالفن ، ولم يقبلوا أن يكونوا أداة استلاب لروح المشاهد العربي، وفضَّلوا أن يكونوا مشعل تنوير يقومون بالدور نفسه الذي قام به المفكرون والأدباء والفنانون من التنويريين الذين كانوا فاصلة لزمن جديد ، وعلامة على موت ماض لم يعد قادر على أن يلبي طموحات أجيال حديثة مشبعة بحرية الحياة وعقل المعرفة.
((سور الحريم))الذي عرضه المسلسل في رمضان الماضي ،ضمن حاقات أخرى ناقدة، يصور عذابات الإنسان في السعودية من خلال عملية الفصل بين الجنسيين منذ الفصول الأولى للدراسة وحتى نهايتها ،وتعليم أو تلقين الفتيات من قبل شيوخ طاعنين في السن عبر سماعات داخلية، ثم عملية الفصل في الأسواق ووصولا إلى بناء (سور الحريم) الذي يُقسِّم المدينة بين رجال يسكنون شمالها ، ونساء يسكنّ جنوبها ، وتخصص غرف للخلوة الشرعية للأزواج يتم تنظيم الدخول إليها عبر طوابير وكشوفات.
وإذا كانت هذه الحلقة ، ومثيلاتها ، قد أغضبت بعض رجال الدين في السعودية فهذا يؤكد أن هؤلاء مازالوا متمسكين بالقيم الثقافية المتخلفة ذات النزعة التفريقية بين الجنسين التي ينتقدها المسلسل ، وهي قيم صارت مرفوضة مهما كانت المرجعيات التي يتكئون عليها ليبرروا مواقفهم سواء كانت دينية أو تقاليد وعادات اجتماعية.
والمشكلة تكشف أن الكثيرين من رجال الدين رغم ترديدهم القول أن لا وجود للكهنة في الإسلام ،فإن ما يقوم به الكثيرون منهم في إدعاء امتلاك الحقيقة الدينية الكاملة ، وتحديدهم لكل ما هو حلال وحرام وما يجوز ولا يجوز حتى في ألأكل والشرب والملبس ، يعني أن هؤلاء قد تحولوا إلى كهنة وقاموا بما أنكره المسلمون طوال تاريخهم.
وهنا ، تكون التحية للسدحان والقصبي والغانم وزملائهم من كُتّاب الحلقات والممثلين، وكل أسرة ((طاش ما طاش)) على اختراقهم هذه الدائرة التي تدور حول واقع لم يعد بالإمكان احتماله.

#علي_المقري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل