أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق - سلام خماط - لماذا اصبحت بغداد مركزا للفتنة















المزيد.....

لماذا اصبحت بغداد مركزا للفتنة


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:16
المحور: الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
    


ان فهم الدين لايمثل الا وجهة نظر المجتهدين او الباحين عن الحقيقة، الامر الذي يجعلنا نسلم بان الاختلافات في فهم الدين قد تمخضت عنها مذاهب لم تسلم منها اي ديانة :-قال تعالى( ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك) وان وجهة النظر الثقافية يمكن ان تكون موجودة لدى اي انسان مهما كان انتمائه الديني، وان الفكرة التي تقول بان المسلمين ادرى باسلامهم هي فكرة غير دقيقة ولو كانت كذلك لماابدع جورج جورداق في افضل ماكتب عن شخصيات اسلامية وجورج هذا هو من الاخوة المسيحين ، ان تشابك العلاقات الانسانية والتحديات المشتركة التى تواجهها فرضت على الانسان مهما كانت ديانته ان يدخل في حوار مع الاخر لكي يتوصل الى قناعات فكرية ، ان الحيادية تبيح لنا ان نرى ماحولنا وتبيح لنا كذلك القناعة بان الحقيقة لايمكن ان يملكها احد دون الاخر ولكي نعرف الجزء الاخر من الحقيقة فاننا سنحتاج الى الحوار معه حتى نوسع دائرة المشاركة الحقيقية بيننا. ان بعض علماء الكلام يعتقدون بان جدلهم او حوارهم المنطقي يوصلهم الى الحقيقة وان سعة الاطلاع لدى الانسان تجعل من الصعب ان يتعصب لمذهب بعينه من المذاهب الدينية المتخاصمة ومثل هذا الانسان لايجد احدا يصغي اليه من الطوائف المتشاحنة والسبب في ذلك هو اعتقاد كل طائفة بان الحق معها دون غيرها من الطوائف، ان الباحث مهما تعمق في البحث وسار في ضوء الادلةوتجرد من عصبيته المذهبية فانه لم يجد اي سبب يبرر العداء بين طوائف المسلمين مهما اتسعت شقة الخلاف ، ومن هنا يجب التصدي لكل من اراد الفرقة والرد على الاقلام المشبوهة بان يكفوا عن التحرش والطعن بعضهم ببعض كي لاتثور الاحقاد وتؤجج العصبيه وهذا مانشاهده اليوم في اكثر الفضائيات لانريد ان نذكرها لانها معروفة. فثمة ضوابط ومعايير لتمييز الحق والباطل ويجب ان نقيس الرجال الى تلك الضوابط ولايهمنا خلفياتهم واسمائهم الا ان يدينوا بالحق، ولنلقي نظرة بسيطة الى مايقوله الامام علي عليه السلام حيث يقول:- لايعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف اهله، ويقول كذلك في من يعيشون في ظل الحكم الاسلامي ولكنهم لايدينون بدين الاسلام( دمائهم كدمائنا واموالهم كاموالنا ) ثم يقول الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق: يقول كوفي عنان الامين العام للامم التحدة السابق ان افضل شعار للامم المتحدة يجب ان يكون هذا الكلام، ان هدف الاسلام هو اثارة عقل الانسان لكي يمارس حياته بوعي وليقوم بدوره الديني على يقين ولذلك قال عليه السلام : ان الله بعث الانبياء للناس ليثيروا فيهم مكامن العقول. ان الحديث عن الشيعة والسنة ضرورة لان فيه تفويت الفرصة على تجار الفرقة والطائفية من جانب وليعرف بعضنا بعضا من الجانب الاخر ، ان الكثير من ابناء الطائفتين السنة والشيعة يعيشون على اوهام ولدتها في نفوسهم الظنون وادخلتها عليهم سياسة الحكام وزينتها لهم الدعاية المغرضة وساعدت على بقائها قلة الوعي وقلة الرغبة في الاطلاع ومعرفة الاخر . فلن يبتلي بلد من البلدان العربية والاسلامية كما ابتلى العراق من الطائفية المقيتة ، وان قليل من ابناء هذا الجيل من المثقفين قد ادركوا هذه الحقيقة وسئموا تلك النزاعات التي اعتبروها مصدر بلائه واساس ضعفه حيث ظل المجتمع رازح تحت وطئتها واعبائها الثقيلة لماتحمله من جدل لن يثمر عن شئ . ان الحق والباطل في نظر المنطق الحديث هما امران اعتباريان وان النزاع بينهما هو نزاع على المقاييس وليس على الحقائق ، وهنا يمكن القول بان لااحد يستطيع ان يدرك الحقيقة غير الذي ينظر الى كل راي نظرة الحياد. ان الحقيقة التاريخية الثابتة هي ان طائفة الشيعة وطائفة السنة كانتا في اول الامر حزب واحد هو الاسلام وان الذي فرق بينهما هم الحكام واتباعهم من الذين يتسترون وراء الدين من المنتفعين والمنافقين .ففي عهد الدولة الاموية كان الشيعة والسنة ثوار ضد الحكام المستبدين وكان السلاح المستخدم هو سلاح السيف وسلاح القلم فاحدهما يثور بالسيف والاخر يثور بالقلم وان اي ثورة في العالم تحتاج الى هذين النوعين من السلاح فالسيف وحده لايكفي لتدعيم اي مبدا من المبادئ الثورية اذا لم تكن هنالك اقلام تدعو اليها وتنشر مبادئها بين الناس. ومما يلفت النظر في هذا الصدد ان معظم الفرس في ذلك الوقت كانو ا من اهل السنة والجماعة وكانت اصفهان مركزا لهم ومن الجدير بالذكر ان مصطلح (اهل السنة والجماعة) لم يعرف في التاريخ الا في ايام المتوكل العباسي وكانو يعرفون قبل ذلك بـ(اهل الحديث).اما اهل العراق فكان يغلب عليهم التشيع العلوي وكان مركزهم الكوفة وعندما تاسست بغداد كعاصمة للدولة بدأ الناس يرغبون في السكن فيها فنزح اليها المسلمون من المدن الاسلامية فنزح المسلمون من بلاد فارس وسكنوا في جانب الرصافة ونزح المسلمون من الكوفة وسكنوا في جانب الكرخ وبهذا اصبحت بغداد مركزا للفتنة الطائفية ان مشكلة التعصب المذهبي هي مشكلة خطيرة ادت الى تكدير صفو الاخوة ، الا ان المسلمين تنبهوا الى دفع ذلك الخطر واتخذوا الطرق والوسائل لاصلاح الوضع وجمع الكلمة، وقد تجاوبت اصوات العقلاء بالدعوة الى الوحدة لكن اغلبها لم يفلح وذلك بسبب التعصب الذي سيطرت عليه عوامل العاطفة والذي ادى الى التشتت والانقسام الذي اوجده المتعصبون، لقد مر المجتمع بفترات مليئة بالفتن والفوضى والحوادث الدامية حتى تصدع كيان الامة وطغى تيار التعصب وتحلل المسلمون من روابط المودة والاخوة فحدثت حوادث مؤسفة من اراقة الدماء ونهب اموال وحرق دور وتخريب مساجد واعلان مسبة البعض للبعض الاخر او تكفير فرقة لاخرى وجعلوا من الدين وسيلة للتغلب وطريقا لنجاح الخصومة فوضعوا كتبامليئة بالخرافات والاوهام التي تتعلق بنصرة المذهب واعلاء كلمته ، وكان كبار الامة وصلحائها يقفون موقف المعارضة لهذه الاوضاع لكن الناس تغلبت عليهم دعاية العناصر المتدخلة بمعاونة السياسات الظالمة ، وعلى مرور الايام وامتداد التاريخ لانزال نشاهد تلك الخلافات ولازال دعات الفرقة واعوان الاستبداد يسايرون ركب الاسلام عبر التاريخ لتحقيق اهدافهم الشريرة
فمن اوجه الخلاف بين السنة والشيعة هو موضوع الخلافة فالشيعة يؤمنون بالنص والسنة لايؤمنون به، فكل من قال بالنص فهو شيعي وكل من لم يقل بالنص فهو سني حسب مايقول الاستاذ العلامة محمد جواد مغنية ، والنص هنا ان النبي قد نص بالخلافة من بعده الى علي (ع) وهنالك من يسال اذا كان النبي قد نص بالخلافة الى علي فلماذا رفضها من بعد مقتل عثمان والجواب على ذلك وحسب اعتقادي ان على رفضها لانها وصلت اليه ممزقة لايمكن اصلاحها لهذا السبب رفضها ومن يريد ان يطلع على هذا الموضوع فليقرا الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة . ان نسبة بعض الفرق الى الشيعة هو الظلم بعينه وماهذه الفرق او مايسمونها بـ(غلاة الشيعة) كالقرامطه والخطابيه والعلاالهية وهي من الفرق المنقرضة وان الشيعة الامامية وأئمتهم يبرأون من تلك الفرق براءة التحريم لان ظلالة تلك الفرق ان الامام عندهم هو الله ظهورا واتحادا وحلولا او نحو ذلك مما يقول به كثير من مشايخ الطرق الصوفية وقد ينقل عن الحلاج وابو يزيد البسطامي وابن عربي من الكلمات مايدل بظاهره على ان لهم منزلة فوق الربوبية وان لهم حقا زائدا عن الالوهية ، وقريب من ذلك مايقول به اصحاب التجسيم امثال احمد بن حنبل ومالك بن انس وابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وكذلك مايقول به اصحاب وحدة الوجود مثل محي الدين بن عربي وهؤلاء كلهم من ا لسنة .ان الشيعة الامامية يبراون من تلك المقالات ويعدونها من الظلالات وليس الدين عندهم الا التوحيد وتنزيه الخالق عن كل مشابهه للمخلوق وتشمل كل مؤلفاتهم على البراهين الدامغة على بطلان التناسخ والاتحاد والحلول والتجسيم . اما عبدالله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة او يلصقون الشيعة به فان كتب الامامية جميعها تتبرا منه، لانه العن من ان يذكر ويعتبرونه من الشخصيات الوهمية التي هي من نسيج الخيال الذي ابتدعه اعداء الشيعة من الامويين كي يلحقوا كل عقائد الشيعة به باعتباره يهودي اسلم فتكون عقائد الشيعة يهودية بالاصل وهذا ماذكره احمد امين في كتابه فجر الاسلام، حيث يقول( ان التشييع كان ماوى يلجأ اليه كل من اراد هدم الاسلام لعداوة او حقد ، ومن يريد ادخال تعاليم ابائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية ، فاليهودية ظهرت في التشييع بالقول بالرجعة، وقالت الشيعة : ان النار محرمه على الشيعي الا قليلا ، وقال اليهود : لن تمسنا النار الا اياما معدودة ، والنصرانية ظهرت في التشيع في قول بعضهم ان نسبة الامام الى الله كنسبة المسيح اليه، وقالوا:ان اللاهوت اتحد بالناسوت في الامام ، وان النبوة والرسالة لاتنقطع ابدا فمن اتحد به اللاهوت فهو نبي ، وتحت التشيع ظهر القول بتناسخ الارواح وتجسيم الله والحلول ، ونحو ذلك من الاقوال التى كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس قبل الاسلام ) لايعلم احمد امين وهو من كبار كتاب مصر ان الامويين هم الد اعداء الشيعة فالامويون حاربوا الشيعة وائمتهم وطاردوهم ونالوا منهم مانالوا من القتل والاضطهاد بالظلم والتنكيل بل وعمدوا الى نبش قبورهم وحرقوا جثثهم حتى قال احدهم : اسفوا على ان لايكونوا شاركوا******** في قتله فتتبعوه رميما
حتى ان الحسن البصري اذا اراد ان يذكر او يستشهد في قول للامام علي لم يذكر اسمه خوفا من بطش الامويين فكان يقول : كما قال ابو زينب ويقصد به علي بن ابي طالب هذا الشخص الذي اخفى محبوه فضائله خوفا واخفى اعدائه فضائله كرها وبين هذا وذاك ملات فضائله مابين المشرق والمغرب : فلولا سيف علي لما اخضر للاسلام عود حتى قيل ان الاسلام بني بسيف علي ومال خديجة .وهنالك من يعزو اسباب الخلاف بين الطائفتين الى ان الشيعة ترى جواز السب والمس بكرامة الخلفاء او الطعن فيهم ولكن ائمة الشيعة نهوا عن ذلك واعتبروه من المعاصي ومااكثر العصاة في الطائفتين.ان الشيعة مسلمين لايظلمون انفسهم ويتورطوا في نسبة الباطل الى اخوانهم في الدين وانهم ممن تادبوا بادب الاسلام وتمسك بتعاليم القران ولايعتمدون الا على كتاب الله وسنة رسوله التى ياخذونها من العترة الطاهرة ، وان ثلاثون الف حديث متصلة برسول الله ومنقولة عن الامام الصادق لم يكذب منها حديث واحد وباتفاق الجميع
ان المنعطف الاكبر لعملية التكامل السياسي بين السنة والشيعة يتمثل بالغزو البريطاني سنة 1914 الذي بسببه توحدت قوى المعارضة المشتركة التى بلغت ذروتها في الانتفاضة المسلحة عام 1920 فقد تنادى الوطنيون سنة وشيعة لكى يعملوا وينسقوا معا وقد شهدت بغداد احتفالات دينية مشتركة لم يسبق لها مثيل ، لقد كافح الكثير من الوطننين وعانوا ماعانوا وبذلوا الاموال والانفس من اجل هدفين اساسين هما الوحدة بين الشيعة والسنة والثاني مقاومة وطرد المحتل الغاشم، فما أحوج العراق اليوم وفي هذه المرحلة الحساسة التي تتقاذف بلدنا قوى الشر والظلام من كل جهة وتحاول زرع الفتنة الطائفية بيننا ومااحوج العراق الى عبالعزيز البدري ومصطفى جمال الدين .ان التطرف الذي نلاحظه اليوم في العراق يكشف لنا عن ضعف المتورطين في اثارته وسذاجة مؤهلاتهم اذ اننا نعيش لحظة تتجلى فيها تبعات التطرف ونتائجه في اكثر من بلد



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب في الاسلام
- مصالحة وطنية ام مصالحة سياسية
- الارهاب والتالق في فلسفة الباطل
- لعبة السياسة المارقة
- الورقة الاخيرة


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق - سلام خماط - لماذا اصبحت بغداد مركزا للفتنة