أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة عسال - الذبح من القفا















المزيد.....

الذبح من القفا


مالكة عسال

الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


دعوة
فتحت بابي ،فلمحت شيئا كالورقة، يرقص على هبة ريح منسلة من الفتحة ،اقتحمت طويّها في فضول جميل،انفرج مبسمها عن عبارة : الحضور ضروري لحفل زفافي ياشقيقي ورفيق دربي ، الذي تقاسم معي عقوق الأيام ،ولعنات القدر في عرين الطفولة..أنا اليوم سألتحم بنصفي الآخر ..
يريد أن يكمل جسده..أليس الزواج تكملة ،ودق أوتاد الرزانة في فدافدا الشغب والاستهتار، وترويض طفل المراهقة ،بسببه قضى ليالي تحت تهاطل الأمطار ،ولفحات الشمس ليسكته،وفاعلا حقيقيا لإبادة حشرات الوحدة مستفزته بطنينها الأحمر، ورادعا قويا بإغلاق أبواب مطارة الجنس الآخر في وجهه ،على الأقل في البداية.. ؟
لكن لا تسألني عن الشريكة حمالة حطب المقبل في جيدها ،فأنا أجهلها تماما..على كل حال هي امرأة ككل النساء ...لرهافة قلب صديقي، ستعيش حياة ببريق الماس،تنجب أو ينجبان هما الإثنان،لا أدري ،لا أدري أتنجب هي أم ينجبان هما معا ذرية الاستمرار ،وترسيخ الا سم في سجل الحياة ..و لكن لا أدري أهي صالحة أم ليست كذلك ،ولا هي عاقر أم ولود ...بيني وبينك أليس الزواج لعبة شد الحبل في ميدان التعب وحرق الأعصاب في رماد الأشقياء.....؟ يا أخي من يرد الغطس في بحيرة هادئة يرها ، ومن يرد خوض حمم السعير يرها ...وما شأنك أنت وهذا التحليل المريض؟ فأنت خارج المربع ،تعيش فرخ حمام في أعلى أسفل الأبراج...فإن أضعت مفاتيح قفص الزفت هذا في برك شطط القدر ،فذا شأنك ...اُتركِ الثرثرة والاستفهام ،فاللحظة تضيق بهما ،وهيئ نفسك لتعلن للصداقة وفاءها ......
بقرت بطن الصوان الذي تخلى عن دفتيه ،لأنتقي خيرة الملابس ..تسربلت القمصان والسراويل في هدوء..لا شيء منها يدعو إلى الغبطة ...حتى الحذاء فاتح شدقه منذ أسبوع..ماذا أفعل ؟أأجمع قشاتي في عشي وأمرر إليه اعتذاري ؟...يا أخي أية ذريعة تقنع صديقك بالقبول ،اِلْوِ جسدك في أية ملاءة وانصرفْ، واستفذ من حصتك هذه ، فما زالت أمامك مثل هذه الأجواء...أتمزح ؟فمبلغي المادي يتعرض للقضم قبل الوصول إلي هيكلا عظميا ...وما تبقى تساومه فواتير الماء والكهرباء والكراء .......
بعثرت الملابس، والتبعثر أُدْمِنت عليه منذ الصغر ،هكذا علمتني أمي ،فحين لفظني رحمها بعد البنت الثانية ،كربة الأسرة، ومعبر نحو الشؤم كما تراها الأسرة ،لكونها رديفة البكر ،كأنها غلطة العمر..البنت مصيبة إذا عَنَستْ ،وترى فيَ أنا ذكر البيت ومبهجه...أتتفق أنت على أن البنت كارثة ،رغم بحر حنانها المتدفق، وتحملها جزءا من مسؤولية البيت ؟أعوذ بك من لغوك المخروب هذا ......على إثر التبعثر كنت أجد ملابسي منسقة كالآيات القرآنية ،والتغيير يتم على ذوق أمي أو أختي من حيث انسجام الألوان ..والوسخة أرميها أشلاء في الجنبات ..ولا دراية بالطبع أية أنامل جمعتها ونظفتها ،وأعادتها مرصفة إلى مكانها..والتلبية بنفس الإيقاع حين تهاجمني صراصير الجوع،ولا شأن لي بالمائدة وأوانيها ، فارس البيت كنت ،أمشي فيه أميرا .....ولما بعثرتني الأيام ،أعيش الآن بأسلوب التبعثر،حتى غدا النظام من كبريات المعضلات..غرفتي، أِلفتُها هكذا مبعثرة..لأن التبعثر هو الذي يريد......قمصان منكمشة، وربطات عنق: أسمال بالية لا غير ..يالهذه الدعوة البلوة ،التي غدت اليوم فاتورة دين يجب تسديده..ركنت إلى سريري تتجاذبني متاهات وعيناي مبسوطتان على الملابس ..قمت ثانية بعثرتها يمينا، شمالا..لبست قميصا أصفر ،فأصبحت ككنائس الضوء..
ومنظري أبشع من وجه ميت ..نزعته..ولبست آخر أحمر ،فذكرني بإشارة دورية الليل،وبقع دم الضحايا المهرقة غدرا
فأقلعته أيضا ..تصور دعوة فرح تجر عليك سيلا من المشاكل..جلست على حافة السريرأتمعن في الأحذية : أانتعل الحذاء الرياضي مع السروال ؟أي تناسق؟ ألا تعرف مقلبه في الأجواء الحارة؟تجاوزْه ياعم ..الصندل :أظن لا اعتراض فالرِّجل لها منفذ لاستنشاق الأكسجين.. الصندل مع السروال ؟ أية غرابة وأي تبعثر؟...أنا قلت لك منذ قليل :إني مبعثر ونشأت على التبعثر ...
أنسيت حذاءك؟ .. حدثتك عنه سابقا...اِلتحفْ أية خرقة وهيا لتبتر هذه الليلة من قائمة الليالي الماردة،فتروِ صحراءك الجدباء ..حل ترقيعي لِرَي القشور أما تحت الضلوع فالدود ينغل..أعدت الملابس إلى مزبلتها ثم تسمرت في مكاني ،متتبعا مروق ذكرايات من حافة الطفولة مبتسما، مقطبا ...انتفضَ الحذاء ضاربا النور في الجوانب يلمع بشكل مدهش ،جوربان بلون رمادي تقفزان من الدرج، وتحطان عصفورتين على الحذاء، أفرك عيني ،أغمضهما ،أفتحهما أُرمِشُ.. يتدلى القميص ببياض مشع كحيوان رخوي، تركض وراءه بذلة دهماء ، ربطة عنق رقطاء تتلوى كثعبان ..تزحف الجماعة نحوي ..أربعة أياد بلورية تُلبِسني..تُقوّم الخلل..أنا الآن في تمام أناقة الأمراء ..مشطت شعري ..
ابتسمت،التفتّ ،انحنيت ،قمت ، عاينت سحنتي في المرآة ،تأبطت الهدية وانطلقت كالسهم نحو العرس ..انتبهت على
صفارة سيارة الشرطة.. جلبة وغوغاء ..الحمذ لله إذ مازلت في بيتي..




-----------------------------


-----------------------------

-----------------------------
مالكة عسال من مواليد13/6/54 بمد ينة ابن أحمد إقليم سطات.
قاصة وشاعرة لها مساهمات في أغنية ومسرح الطفل ، وهاوية الرسم الكاريكاتوري
عمر الكتابة وجيز جدا، إذ ابتدأ ت مع اجتياح أمريكا للعراق سنة2003 أ ول قصيدة كانت بعنوان فلسطين في 27/10/2003 وثاني قصيدة كانت بعنوان جراح في 30/10/2003 .
لهاإصداران:

دمعة : ديوان شعرفي مارس2005

فراد يس منفلتة : مجموعة قصصية في شتنبر2005
ولها حاليا عدة مخطوطا ت نذ كر منها :
متى نأكل تفاحة آدم: ديوا ن شعر
وشم ا لأمس على الأضرحة: ديوان شعر
مدن تحت المجهر : مجموعة قصصية
ودراسات وحوارات ومسرحيات وأغاني الأطفال
قرئت أشعار مالكة عسال وأقيمت معهاحوارات في مختلف الإذاعات الوطنية ضمن برامج متعددة:
- إذاعة وجدة ضمن برنامج حدائق الشعر مع الدكتور محمد بن عمارة
- إذاعة طنجة ضمن برنامج أصوا ت شعرية مع الشاعر حسن مرصو
- إذاعة عين الشق ضمن برنامج فضاء وإبداع مع الأخ أحمد علوة
- إذاعة عين الشق ضمن برنامج من وحي الصيف مع الأخ محمد با عمران
-إذاعة أف- أم : ضمن برنامج سكن الليل مع الأخ محمد البقالي
-إذاعة الرباط مع الأخ الريسوني سمير ضمن برنامج منتدى الشباب

-إذاعة الرباط مع الأخت حياة بلعولى ضمن برنامج سكون الليل

شاركت في عدة ملتقيات شعرية وتكوينية بعدة مدن مغربية.
كما نشر شعر مالكة عسال وأقيمت معها عدة حوارات في مختلف الصحف الوطنية
وعلى عدة مواقع ومجلات بشبكة الأنترنيت
مالكة عسال تقيم حاليا بمدينة الدار البيضاء
- حاصلة على ميدالية الرتبة الثانية في أغنية الطفل
لفريق بلابل السلام 2002 بنيابة الفداء درب السلطان
-حاصلة على جائزة الرتبة الثانية وشهادة التقدير في مسرح الطفل بنفس النيابة
حاصلة على جوائز وشواهد التقدير في الشعرمن عدة فعاليات في المجتمع

العنوان :

مالكة عسال ص.ب.4425

الفداء- الدار البيضاء

المغرب



#مالكة_عسال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطاردة
- خلطة هي الفصول
- مدن تحت المجهر


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة عسال - الذبح من القفا