أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة عسال - مدن تحت المجهر














المزيد.....

مدن تحت المجهر


مالكة عسال

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


عد بي..أيها الفلك الهائم
فعصافير الذاكرة تطاردني
والمخبأ تحت الضلوع
والزمن كالخطأ الطبي
يحرق النسائم الرهيفة
على فوهة بركان
يغسل المواجع
من مناديل النساء
من وجوه المسحوقين
يوسع الرقع
فلا أدري أين موضع القدَم
للبعض يقص الأجنحة
ولآخر
’ينبت زعانف الطاووس
فمَن بمخاخ الضفادع
’يكنس بشقيقه اللجج
ومَن بعيدان غيره
له كالديدان تنحني..يتلذذ
لا يبالي بأمعاء
تصدح فيها الجُرذان
لا يدري أن الريح
تقوده نحو هودجها الفاتن
واللحظة غضة طرف
مدخلها شهقة
والمخرج زفرة
والموت
وطأة قدم طويلة
الليل
عيون مطبقة
النهار
أفواه مفتوحة
عجبا
كيف التباريح
كوجع الولادة تتلبس الإنسان
وآخَرعلى لحاف اللوز ينام؟
كيف بين ذا وذاك تمريرة
يرتقيها ذا على على أنقاض ذاك
والسبك والمعدن واحد ؟
’عد بي أيها الفلك الهائم
’عد...بي
أتسلق ثابوتي المتآكل
وعلى نهد العاصيات
أسوق مواجعي
في جمرها
أحمل الأوردة المفجوعة
وجثثا تقدّ رغيفها من حجر
وأخرى
تصادرأعضاءها كي لا تندثر
وعلى الأكتاف غيرها
تنتعل خفي القمر
من أنزل القديس من خلطة الألوان
وأشعل بين يديه الحِكم
ليد’حّ في غصن الإنسان
بذرة الإذعان
فتنذبح الكرامة
يقتل المدن الدافئة
في المقصورة يوزع الدخان
وعلى جسر الخواطر
تسقط الترنيمة شهيدة؟
صَوت يَخر’م ضلعي
ولغة الملح تفعم الأكياس
تنسرب كالرمل من جماجم مثقوبة
ويحك..ويحك
من لدغة الحرف
يبهرك بالبريق
وتحت الوسادة ’يخفّر لك ترياقا
يشيد على قلبك
جدارا مطليا بالرصاص
الزمن يبرز العضلات
وفي شهد الإنسا نية يحفر المقابر
’عد..بي أيها الفلك الهائم
لتدغدغني الغواية
أحضن في عطشها حلما لا يجيء
أن أرى يوما إنسانا
يزرع الشتل في الأحضان
والفرح يصافح الوجنات
...والحلم مِسَنّ
أشحذ على فخذه لحظاتي
كيف تنمو أحلامي أشجارا
في سماء وردتها لهيب
في واحة
توغل أثوابها في القدم
وهي ’تسقَى من جسدٍ
تغمده الجَدب؟
كيف تنمو الأجنة في صحراء
تقضِم أقدامها..ثم تبتلع روحها؟
كيف لي عناق خِصر الضوء
يتهشم في آخر حلقة من قلبي
تدثره أوراق الصقيع
وأقدامي تتعثر في خشب الليل؟
كيف لي رَشف رحيق
تطفح كؤوسه بالجراح؟
أغطس أناملي في حِمم المعنى
فينساب في المستحيل صرخة
مِن حناجر مبحوحة..
هو ذا الزمن
يبتليني برتق قمصان
تلك التي انتزعها من مدني
في ’عريها
تتشابك سوالف شهوتي
في محرقها
تمشي قاطرتي بلا أجنحة
وفي ملحها
تنتحر الشواطئ
أسائل نفسي
كيف تدليت من صحن الطبيعة؟
وما حصتي من بشاعتها؟
أين أنا مِن هذا الإبهام المحلق بي؟
أأنا ثاويةعلى رأسه
أم هو على رأسي ثاو؟
أم أنا علامة استفهام
ستركن أبدا تحت ذقنه؟
’عد بي أيها الفلك الهائم
فالنار
مِن بين أضراسي تتصاعد
أما مِن عنب
يولد يوما من باب السماء
ليطرز أثواب المهمشين
وبين الجلد والعظام
يغرس تفاحة آدم؟
’عد بي
لأضاجع سؤالا تحت نافذة الريح
حيث تختمر كينونتي
وأقول للموت
خذ نبيذك المعتق...



#مالكة_عسال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...
- وفاة الفنان المصري نعيم عيسى بعد صراع مع المرض
- باللغة السواحيلية.. صدور قصص عن الحرب الوطنية العظمى للكتّاب ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية بنسبة 100? على الأفلام الأجنبية. ...
- ثقافات روسيا القومية


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة عسال - مدن تحت المجهر