أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - مشروع تاريخي !














المزيد.....

مشروع تاريخي !


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لعل أحداً من البلدان لم يشهد ما شهدناه عبر هذا المشروع التاريخي الفذ، مشروع أعزالله السامعين أجمعين، مشروع المجاري! هذا المشروع الخطير عَبرَ عدة عقود بل قرنين ولم يــُنجز بعد. صار لدينا على الأقل ما يمكن أن يوضع في كتاب جينز للأرقام القياسية. لا نستطيع أمام إنجازٍ كهذا سوى أن نطالب بالتخفيف من الاندفاع في عمل مشروعات كونية مثل هذه.
حسبما أخبرنا وزير أسبق بأن مشروع المجاري سوف يستغرق ثلاثين سنة فقط، ورأينا جحافل عمال الإنشاءات وهي تهدر حفراً في الشوارع، وتذيق الأرصفة فتكاً ودقاً والأحجار تقذف، والرمال تنسف، والفتحات تتسع وتتمدد في كل جهة، والشوارع تتعطل، والمدن تختنق، والأموال تــُسنزف، والفلل تزدهر على حساب ذوي الدخل المحدود، ولكن المشروع لا ينتهي. قال الوزير الأسبق: إن مشروع المجاري هو مشروع كوني، أقرب لمشروعات الفضاء الأمريكية، كمشروع ديسكفري وغزو المريخ، وأن أي أنتقادات سطحية يصعب عليها الوصول إلى عمق فلسفة المشاريع الطويلة الأمد في البلد، وأن أي إنجاز سريع هو نوع من الفكر الصبياني. وأضاف قائلاً إن الثلاثين سنة المقترحة لعمر مشروع المجاري هو مجرد حساب أولي، فهناك عقود أخرى سوف تضاف، وهي كلها مع ذلك مقدمة للمشروع الأصلي! ومن كان يرى حشود الآلات التي تهدر في الشوارع، وأعداد الصبية وكبار السن والعمال الأجانب الذي ذهبوا ضحايا لمثل هذا الإنجاز، والطرق التي تسد، والأزقة التي تحاصر، والميادين التي تتحول بين ليلة وضحاها إلى هشيم، والأرصفة الجميلة والأشجار التاريخية التي تتحول إلى أغصان يابسة، فسوف يدرك أن المشروع ليس سهلاً أو عابراً، بل هو مرافق دائم لأعمار أهل البلد، فكثيرون من الأطفال ولدوا على هدير آلاته، وماتوا بعد عمر طويل على دقاته. مشروع المجاري البحريني هو مشروع غزو ليس للسماء بل لقلب الكرة الأرضية، وتفجير لطاقاتها من الحصى والرمل والمياه المالحة.. وذهب الوزير الأسبق وجاء وزير سابق، وكان علامة لغوية، وصاحب فذلكة فلسفية، فيقول إن المجاري من فعل جرى، فليس هي جري الأموال للجيوب، بل هي جري الماء للزرع والضرع والقلوب، وتحويل صحارينا إلى حدائق غناء لا تعرف معنى الغروب.. وقد سئل لماذا يتم حفر الشارع عشر مرات، فكان الشارع أنيقاً ذا أسفلت مسطح، ثم يعود بعد الحفر والتعديل والصقل إلى شارع له أودية وهضاب عالية يكسر السيارات ويرسلها للكراجات؟ فقال هذه هي الخطة الدقيقة فنحن نكتشف كما يقول إن الحفريات لم تحقق إنجازاً بسبب أن البلد مغمور بالمياه، فنحفر مكاناً آخر، ثم نكتشف بعد بضعة أشهر ان المكان ليس هو المقصود بالحفر، فنحفر المكان المقصود، ثم نكتشف إن هو قريب من المكان المقصود، وحتى هذا لا ينجز، لأننا في المرحلة التمهيدية فقط لمشروع المجاري التاريخي، فنقوم بالتركيز على مياه البيوت وتفريغها فيه، أما مياه الأمطار فلها مشروع آخر لم ينفذ إلا في أمكنة قليلة. ثم يحدث أن يصطدم المشروعان، مشروع المجاري بمشروع مجاري الأمطار، فالمجاري تصبح للأمطار والأمطار لا تذهب للمجاري! وتتغير الوزارات ويتغير الوزراء وينتقل العالم من الحرب الباردة إلى الحرب الساخنة، لكن مشروع المجاري يظل مستمراً وحفرياته تحفر الرؤوس. لا توجد خريطة واحدة عُرضت عن هذا الإنجاز، ولا أحد يعرف ماذا يحدث في أعماق الأرض، ومشروعات المترو الكبرى في العالم انتهت وهذا المشروع لم ينته!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنيون أقدر على خدمة الشعب
- العمال والانتخابات
- عامل الخمسينيات قائداً
- دساتير هشة
- اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف
- الناشطة الإيرانية والجزيرة
- الوضع العربي الراهن
- تنوير هادي العلوي
- الاحتجاجات مهمة ولكن...
- تفسخ رأسمالية الدولة
- البرجوازية القديمة وغياب الليبرالية
- وحدة اليسار في البحرين


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - مشروع تاريخي !