أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيليب عطية - الازمة المصرية..بين ترقيع الدستور وترقيع النظام














المزيد.....

الازمة المصرية..بين ترقيع الدستور وترقيع النظام


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ان ابدأ الموضوع ينبغي ان اقول :دستوركم ياسياد ،وهي عبارة شائعة يقولها المواطن المصري البسيط لئلا ينهشه الجن والعفاريت ،ولما لا نقولها والموضوع يتعلق بالدستور، والدستور في الفقه القانوني هو المهيمن علي السلطات ،وهو دستور الشعوب قبل ان يكون دستور الحكومات ،لكنه في دول العالم الثالث لادخل للشعوب بالدستور ولاعلاقة للدستور بالحكومات !!الدستور بالنسبة لشعب مازال غارقا في الامية مجرد قصاصة ورق تستعمل لقضاء الحاجة، اما بالنسبة للحكومات فمصلحة الطبقة الحاكمة هي دستور الدساتير ومرجع لايوجد له نظير ،فلماذا نضحك علي انفسنا اذا ؟
الازمة في مصر ليست ازمة دستور لكي نتناوله بالتعديل والترقيع كلما عن لنا ذلك...الازمة في مصر اخطر من هذا بكثير ..انها ازمة هيكلية في صميم بناء المجتمع وتنذر اذا مااستمرت علي وتيرتها الحالية بخراب ودمار المجتمع، انها ازمة اقتصادية اجتماعية في المقام الاول ،وقد بدأت تلك الازمة في اوائل السبعينات من القرن الماضي حين اعتلت طبقة من العاطلين بالوراثة قمة السلطة لتهدم كل منجزات الفترة السابقة ،وانظروا الم تقدنا تلك الفترة الي الهزيمة ؟ فلما لانتصالح مع اسرائيل ونتمسح علي اعتاب الاحتكارات الامريكية ونجعل السوق سداح مداح الكاسب فيه هو الاقدر علي السرقة والمضاربة ،وهكذا ظهرت الي الوجود طبقة من احقر الطبقات في المجتمع المصري والتي لايجوز تسميتها بغير طبقة اللصوص والمنتفعين
انها ليست تلك الطبقة الليبرالية المحترمة التي ظهرت مع ثورة تسعة عشر وحاولت ان تنقل المجتمع من مجتمع زراعي الي مجتمع صناعي قادر علي المنافسة ويشكل ركيزة للاستقلال الوطني ،وانما هي طبقة اقرب ماتكون الي طبقات المرتزقة التي ظهرت في رحاب العثمانيين والانجليز فلايهمها الا ان تعيد امجاد العز والابهة،ولامانع من الطائرات الخاصة التي تحضر الطعام من مطعم مكسيم الباريسي الشهير،اما الجواري والسيارات والخمور فحدث ولاحرج ،وليذهب الشعب الي الجحيم ،فمن هو هذا العبد الناصر المهزوم الذي حاول ان يقيم قاعدة صناعية وطنية وجعل لكل مصري الحق في العمل والتعليم المجاني والعلاج...الخ
ولن نستغرب ان يجلس احد العاطلين بالوراثة ليقول دون حياء :اية مجانية للتعليم تلك التي اخرجت لنا جيلا جاهلا!!واي عمل لمن لايكد ويكدح (يقصد لمن لم يسرق ويضارب)ليصبح مثل روكفلر !وهكذا اصبح في قلب مصر سبعة ملايين عاطل من خيرة شبابها ...وانتظروا فسوف نزرع لكم سيناء ووادي النطرون ووادي السباع
اما التعليم المجاني فقد اصبح في ذمة التاريخ....صحيح ان هناك ظل باهت لهذا التعليم بجانب مدارس الاغوات والباشوات لكن من السذاجة ان يقال انه تعليم مجاني فما لايدفعه التلاميذ كمصروفات دراسية يذهب الي جيوب المدرسين الخصوصيين الذين دخلوا الي المعمعة وشعارهم:ياقاتل يامقتول
والادهي انه لايوجد تلميذ الآن يجلس علي كرسي المدرسة او الجامعة دون ان يحلم بالذهاب الي امريكا...ارض الخيرات الموعودة
اما بالنسبة للفلاحين والصنايعية فالحلم يختلف...انه ارض الخليج التي ظلت حتي الآن صمام امان وهمي للبروليتاريا الرثة ،وهو صمام يمكن في اية لحظة ان تكتسحه الاحداث كما اكتسحت العراق.ان الازمة الاقتصادية المصرية ليست ازمة موارد وثروات كما يتصور البعض بل ازمة لصوص وبلطجية يرفعون الشعار اللويسي:انا وليكن بعدي الطوفان. فاذا نظرنا لجملة المشاكل الاجتماعية المترتبة علي هذا الواقع البائس لوجدنا عجبا:دعونا من مشاكل الزواج والعنوسة والتفكك الاسري فتلك كلها استهلكت بحثا ولاتحتاج الي مزيد ،وهناك ماهو اخطر:طريق الله هو طريق الجنة الموعودة..ومن هنا يجثم اصحاب الذقون علي قلب المجتمع وليسوا بحاجة الي قانون او دستور ليقبضوا علي زمام السلطة اذا ما وقعت الواقعة
اي دستور هذا يمكن ان يقي المجتمع من هول النكبات ؟ لا استبعد اذا ما استمر الوضع علي ماهو عليه حربا طائفية او حربا اهلية او كارثة انسانية
ومرة اخري.....دستور ياسياد



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت والخلود ومناطحة الجلمود
- العقل والعلم والدين
- البحث عن الهراء داخل عقول بعض المثقفين
- الله وعقدة النقص المركب
- الاخوان بين الفاشية والخمينية والديمقراطية الامريكية
- الحجاب وصك ملكية الانثي
- لبنان ومسخرة التاريخ
- الارض اليباب وصيحة الخراب


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيليب عطية - الازمة المصرية..بين ترقيع الدستور وترقيع النظام