أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فيليب عطية - الموت والخلود ومناطحة الجلمود














المزيد.....

الموت والخلود ومناطحة الجلمود


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 06:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دفعني لكتابة هذا المقال فكرة طريفة بأننا لانموت لان اجسامنا جزء من الطبيعة فهي تعود الي عناصرها الاولي لتواصل دورة الحياة وبهذا ينتفي الموت لان الوجود موجود وبارك الله في عبد الموجود !!الفكرة ليست جديدة علي اية حال ويمكن ان نجد في البوذية مثيلا لها لكني اعتقد ان الامر يحتوي علي مغالطة فاضحة اذ يوضح اننا لا نفهم معني الموت !!الموت لايعني تلاشي عناصر....الموت في فكر كل الشعوب كان يعني شيئا واحدا:تلاشي الكائن او تلاشي الشخص المعين الذي كانت تجمعنا به رابطة معينة كالحب والصداقة او الكراهية والبغضاء ،وفي حين كانت الروابط السلبية لاتستدعي الكثير من الجهد لتقبل زوال اصحابها كانت الروابط الايجابية مدعاة لاعنف الردود النفسية التي قد تصل الي حد الانتحار للحاق بالفقيد ،ومن هنا اتخذت كل المجتمعات البشرية موقفا حازما ضد الموت لابانكاره بل بتجاهله ومن هنا لايمكن ان نجد مجتمعا بشريا يخلو من فكرة الروح ،فالكائن لايموت ،كل ماهناك ان روحه تذهب الي مكان ما تحدده ثقافة المجتمع...قد يكون ربوة كما في مجتمعات ميلانيزيا البدائية او السموات العلا كما في ثقافتنا الحالية ،وبالطبع لم يقصر مجتمع من المجتمعات في وصف تفاصيل الرحلة وشرح علاقات الروح بالاحياء والثواب والعقاب الي آخر ذلك البناء الميثولوجي المدهش للعبقرية البشرية
واعتقد ان المصريين القدماء هم اول من قدم بناء كاملا متكاملا لمشكلة الموت وهو البناء الذي اثر بلاجدال في تصورنا الحالي كما نجده في المسيحية والاسلام،اما اليهودية فلانجد لها موقفا محددا من الموت سوي تلك الروح الضبابية التي تشترك فيها مع كل الديانات البدائية
كان للمصريين ثلاثة مفاهيم عن الروح :البا وهي اقرب التصورات لمفهومنا الحالي عن الروح ،والكا التي تترجم بالقرين حيث تظل ملازمة للميت في مقبرته ،والخو الذي يترجم بالروح الممجدة للشخص ،وحيث ان الجدل مازال دائرا حتي الآن عن وظيفة كل من الكا والخو لنركز اهتمامنا علي البا فهي الروح التي تنطلق الي مملكة اوزيريس حيث تجري محاسبتهاعن افعالها الدنيوية ،وغالبا ماكانت الروح توفر عناء البحث والتقصي بأن تتلو بيانا سالبا امام هيئة المحكمة تنفي فيه كل الذنوب كالقتل والزنا والسرقة.....الي آخر تلك القيم الاخلاقية التي تجعل من الوصايا العشر التوراتية مجرد ثغاء اطفال ،ويندهش المرء حقا من مدي الرقي الاخلاقي للمصريين وهو يطالع هذا التعبير:اني لم اتسبب في بكاء.....اني لم انزع اللبن عن فم الرضيع
اذا تركنا الميثولوجيات القديمة لنبحث فيما اسميه الميثولوجيات العصرية التي تستند الي قوانين الفيزياء والكيمياء والفلك _ونحن نتجاهل هنا بعض الافكار العصرية القائلة بالعدم نجد اننا امام كون يتركب من شيئين: مادة وطاقة ......اما المادة فوحداتها الاساسية هي الالكترون والبروتون والنيوترون ،واذا اخذنا بالنظرية الاحدث التي تقول ان البروتون والنيوترون يتكون من الكواركات نكون قد وضعنا ايدينا علي الالكترون والكوارك كمكون للمادة التي نعرفها والتي تتكون من ذرات وجزيئات وعناصر ومركبات ،وهي كلها مادة نستطيع معاينتها وقياسها ،وثمة مادة اخري في الكون كانت عصية حتي الاسابيع القليلة الماضية علي الرصد وكان وجودها يعرف فقط بتأثيرها الجاذبي وتلك هي المادة السوداء التي استطعنا مؤخرا تصويرها بواسطة بعض الموجات الراديوية ،وهناك توقعات بأن تقلب معرفتنابهذه المادة السوداء كل افكارنا عن المادة ....فليكن ولننتقل الآن الي الطاقة فمن المعروف ان اشكال الطاقة عديدة متنوعة ولكن مايهمنا هنا التركيز علي الطاقة الضوئية التي تتكون من الفوتونات .نحن نعلم ان الضوء يتكون من موجات وكل موجة من الموجات لها طول معين ولها تردد ولها سرعة ويعتبر الضوء طبقا لنظرية النسبية اسرع موجات الطبيعة التي لايمكن تجاوزها رغم ان بعض النظريات تصاعدت مؤخرا بوجود سرعات تفوق سرعة الضوء ....المهم ان طول الموجة بشكل عام يرتبط بالسرعة وهذا قانون فيزيائي معروف يربط بين التردد وطول الموجة والسرعة بمعني انه كلما كان طول الموجة اقصر كانت السرعة اعلي ،والآن مارأيكم في تلك النظرية الحديثة التي تطرح لأول مرة :الروح موجات صفرية-والصفر هنا لايعني العدم بل يعني بمفهومه الرياضي الكمية البالغة الصغر او اللامتناهية الصغر-تنتقل من المادة الحية،وبالذات خلايا المخ والقشرة المخية قبل تلفها الاخير الي خارج الكون المعروف وتحمل معها كل صفات الكائن البشري
ولايستهين احد بتلك النظرية الميثولوجية الحديثة اذ يمكن ان يبني عليها لاهوت كامل



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل والعلم والدين
- البحث عن الهراء داخل عقول بعض المثقفين
- الله وعقدة النقص المركب
- الاخوان بين الفاشية والخمينية والديمقراطية الامريكية
- الحجاب وصك ملكية الانثي
- لبنان ومسخرة التاريخ
- الارض اليباب وصيحة الخراب


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فيليب عطية - الموت والخلود ومناطحة الجلمود