أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - أتقوا الله أنه العراق















المزيد.....

أتقوا الله أنه العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1752 - 2006 / 12 / 2 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاتدعو الجدري يأكل وجهه فيشوهه الى الأبد ، ولا تدعو الجذام ينتشر أمام أبصاركم وانتم في غفوة الصباح فتكونوا على ما رأيتم نادمين ولات ساعة مندم !
كيف سمحتم لأنفسكم بالسكوت ان يكون ( صدام ) لاغيره قائداً للعراق ، هذا العراق الذي تعاقبت على حكمه الرجال الرجال ، وحكمته القيم وما تمسكت به القبائل والعشائر والمجالس والبيوت من الاعتبارات والأعراف ؟ كيف سمحتم لأنفسكم إن تقتطعوا فترة من الزمان يكون فيها ( صدام ) حاكماً أوحداً للعراق ؟
كيف قبلتم الخنوع والركوع لطغيان صدام وأولاده وغلمانه كل هذا الزمن المرير ؟
وها أنتم تقبلون ان يكون العراق ساحة للبهائم العربية ، وتقبلون إن تكون تلك البهائم بين ظهوركم وداخل بيوتكم ، بزعم أنهم يحاربون الاحتلال ويسعون للقضاء على طائفة منكم وهم يرفعون شعار القضاء عليكم جميعاً وعلى عراقكم .
كيف سمحتم لأنفسكم إن تكون بقايا هذه البهائم العربية السائبة تلطخ جدران بيوتكم وتوسخ شوارعكم ، بعد إن عافوا حانات العروبة ومواخيرها ، وتركوا أوكار العروبة المحمية بأعلام إسرائيل ومكاتبها ، ليفجروا أجسادهم النتنة وسط حشود أخوتكم حسب توجيهات شيوخهم ورؤوسهم وأنبياؤهم .
وها انتم تتمزقون شيعة وسنة ومعتزلة وخطابية وحنبلية وواقفية ومالكية وظاهرية وشافعية وزيدية وحنفية وأشعرية ووهابية لا يوحدكم الله ولانبيه ولا كتابه ولابيته ، فكيف يمكن لكم إن تتوحدوا أو تلتقوا بعد اليوم ؟
وها انتم تلاحقون عباد الله من أهل الأديان الأخرى بالقتل والذبح على قبلتكم بعد إن كلفكم الله بحمايتهم ورعايتهم والكف عن اذيتهم .
أتقوا الله انه العراق بلد النخيل والفرات والقباب والأئمة والتأريخ ، فكيف يمكن تحويل جنته الى خراب ومدن خاوية ... أمكم هاوية .
أنه العراق الذي لايليق به حروب المذاهب ولا تحل به دماء المسلمين الذين يتم نحرهم بسكين مسلم أو بسيف على قبلة الإسلام ، ولا بتفجير قنبلة موقوتة أو مفخخة مزروعة ولايليق به إن يذبح المسيحي أو المندائي أو الأيزيدي مهما كان الزعم أو الادعاء أو الغاية التي ماسبقتها غاية في هذا العراق الملون الأديان والقوميات والأجناس .
أنه العراق الذي تتوضأ الناس في طهارة ماءه ، فمن يطهر الدماء التي تسيل يوميا في مدنه ومحلاته ، وكيف للأعظمية إن تعانق الكاظمية ؟ وكيف للأنبار إن تحتضن كربلاء ؟ وكيف للموصل والحويجة والشرقاط إن تحتضن العمارة والسماوة والحلة ؟ وكيف للبصرة إن تفيض بخيرها على بساتين ديالى وكيف وكيف ؟؟
انه العراق بلد الخير والجمال والطيب والنخوة والشهامة ، فكيف تضيع منكم كل تلك القيم ؟ وكيف تضيعون زمناً ووطناً كان ولم يزل مرتعاً للحضارة ولقيم الإنسانية ومنارة الدنيا ، ورافدين وسماء تنعكس على صفحة المياه في الخابور والعظيم والكحلاء والأهوار ، وبلاد حباها الله بكل شيء سوى أنها تفتقد لمن يعتمد العقل والاستماع للرأي الأخر دون إن يستل خنجره يطعن بها خاصرة أخيه ليقنعه انه على الحق .
انه العراق الذي يعرق خجلا منكم حين يشاهدكم وجروحه تنز دما وقيحاً وانتم تتبادلون الاتهامات وتتقاذفون الجرائم ويذبح بعضكم بعض ، وتصير الرؤوس المنفصلة عن أجسادها لغة يتم اعتمادها بينكم ، وحتى لايلعنكم الله و التأريخ تداركوا وتعقلوا وتلمسوا ما سيصير اليه الخراب .
انه العراق فماذا سيوحدكم بعد اليوم غير العراق .
انه العراق فاتقوا الله في العراق أيها الناس ، وتبصروا وضعوا سيوفكم ومفخخاتكم وقنابلكم واتهاماتكم جانباً ، ودعوا بياناتكم وخطاباتكم وتهديدكم جانباً ، انه العراق يتطلب منكم إن تحقنوا دماء الناس فلا تلزموا بها يوم القيامة ، يوم لاينفع مال ولابنون ، وتدافعوا من اجل حقن دماء الناس وحماية أرواحهم وأعراضهم فهي أمانة في أعناقكم ، ومن لم يستطع إن يتحمل تلك الأمانة فليركن لبيته وليتنحى عن المسؤولية ، ففي فرقتكم ضعف العراق ، وفي مهاتراتكم نخر لجسد العراق ، وفي لغتكم ورصاصكم وشظاياكم جراح العراق فيزداد غماً وحزناً وجراحاً فوق التي ولدها له الاحتلال .
حتى بيوت الله جوامعه وحسينياته وكنائسه لم تسلم من رصاصكم وقتلكم فأي مكان يلوذ به الناس حتى يأتمنوا من هياج شركم المستطير وأرواحكم الهائجة والفزعة ، وحتى بيوت الناس التي استباحها قبلكم الاحتلال فأكملت مهمته وغايته في انتهاكها واستباحتها .
وانه العراق الذي لايليق به إن يصل معكم الى ما وصل اليه ، فقد أذللتموه ، وجعلتموه رقماً صغيراً واسما مرعبا تهرب منه الناس فتلوذ بدول الجوار ، فأي زمان حللتم ، وأي مستقبل تريدون ، وأي نتائج تبغون .
يامن تتلذذون بمشاهد التفجير والذبح والدم ، ستكبر الجراح وتتوسع ولامراهم لمداواتها ، وسيعم الخراب في نفوس العراقيين ويعم الحزن ولامجال لفرح في أيامهم القادمة ، ويامن تعملون لدنياكم وتحت أحقادكم الشخصية ومآربكم التي تدفع الناس ثمنها بؤساً وحزناً وموتاً ونزوحاً ، ويامن جعلتم لبهائم العرب مكاناً بين أهلكم وعيالكم فاستباحوكم وقتلوكم في الأسواق والمطاعم الشعبية وأمام أبواب المخابز ووسط الساحات العامة ، ولا يفرق الموت في المشرحة بين قتيل في الرمادي وقتيل في كربلاء ، ولا يميز البهيمة العربية إن كان القتيل من أهالي تلعفر أو البصرة ، ولا يعرف البهيمة العربي دين الضحايا إن كانوا من ديالى أو بغداد أو المحمودية فكلهم ضحايا دين الإرهاب الجديد الذي يتزامن غزوه مع غزو أمريكا وإسقاطها لصنمها صدام ، ولن تقوم لكم قائمة مالم يوحدكم الموقف وتتغلب أصالتكم وعراقيتكم على نعراتكم وطائفيتكم البغيضة ، ولن تقوم لكم قائمة بين الأمم مالم تتوحد صفوفكم تجاه الأغراب والأعراب القادمة ، ولن تقوم لكم قائمة ما لم تواجهوا هجمة هوجاء جاء بها من جاء وأراد بها من أراد ، ولن تقوم لكم قائمة مالم تمزقوا الستائر التي تلعب من خلفها الأيادي وتحرك من خلفها الأصابع كائن من يكون .
العراق العراق أيها الناس تكالبت عليه كل بنات آوى فصار حتى العواء يخيف أطفالنا ، وصار النباح في الفضائيات يغزونا في عقر دارنا ، وصارت الصحف التي نفقت ولم يشتريها احد تشتمنا جهاراً ، يالعاركم أيها الجالسين على دكة مسؤوليتكم وانتم تتزاحمون من اجل مناصب زائلة ... أمكم هاوية .
العراق العراق في خطر وانتم تتقاذفون نبال الاتهامات وتتكاثرون ومعكم كل جيوشكم وحماياتكم ، وترسمون في الخفاء لبعضكم البعض ، وتخططون كيداً ، وتتآمرون ، والله والعراق يرون ما سيصير اليه الحال ، وأهل العراق الثكالى الذين سقاهم الطاغية المر والهوان ، يشربون اليوم علقماً لايستساغ وانتم تستمرءون الأيام فلا تتوقفون ولا تتركون فرصة للعقل في الاختيار والقرار .
الله الله في العراق ايها الناس !!
لن نترحم على أيام صدام ، كما لن نترحم على أيامنا هذه ، فلسنا ممن يتم تمرير الظلم عليهم خنوعاً ، ولسنا من قبائل الجاهلية التي تخنع لغزو القبائل الأخرى ، ولسنا نقبل حلول ظالم محل ظالم ، فنحن العراق وتأريخنا يشهد على ذلك ، فلا تكونوا كالديوك التي تنفش ريشها وتتقافز دون إن تعرف ما سيجري لها من ذبح قريب ومن خراب لأهلها ، فلا تفكروا إن تكون الضحايا من غيركم وبعيداً عن اهليكم ، لأن الخراب سيصلكم والموت لايفرق بين جدار وجدار ، والعراق الذي بقي متحملاً كل ظلم صدام ودكتاتوريته وجبروته سيتحملكم ولكن على مضض ، وبعدها سينفض عنه ما يتراكم من ضيم السنين وسيلعنكم الناس والتأريخ لأنكم لم تحفظوا لهذا العراق دم أولاده ولاشرفه ولا كبرياءه ، ولم تصونوا حياته ومكانته بين الأمم ، وبالرغم من كل انهار الدماء التي سالت والتي ستسيل ، وبالرغم من حجم الخراب الذي عم والذي سيعم ، وبالرغم من كل الأحداث الجسام والضحايا التي كبرت أعدادها ، لم تزل الفرصة أمامكم في رتق الجراح وإيقاف النزيف وتغليب مصلحة العراق على المصالح الشخصية والمطالب الذاتية ، ولم تزل الفرصة سانحة لإخماد نار الفتنة وإطفاء لهيب نار الأحقاد والطائفية والسعي لتأجيج نار الحريق الكبير ، ولم تزل الفرصة مواتية لنفض الأيادي وغسلها من استلام تعليمات دول وتجمعات ومجموعات تريد خراب العراق فتنشر الميكروبات في حياة الناس وتستمر بتصدير البهائم المفخخة .
لم تزل الفرصة سانحة إن نستعيد العراق ونحقن دماء إخوتنا وأهلنا مهما كانت مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم ومعتقداتهم السياسية ، فالعراق ليس لطرف واحد ، وليس بمقدور احد إن يستغله لوحده ، وليس بإمكان احد إن يفرضوا على الآخرين رغباتهم وأوامرهم ، العراق للجميع عربا واكرادا وتركمانا وكلدان وآشوريين وأرمن ، والعراق مسلمين ومسيحيين ويهود ومندائيين وأيزيديين ، والعراق إسلاميين وقوميين عروبيين وشيوعيين وديمقراطيين ومستقلين فأتقوا الله في العراق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون
- عواد حمد البندر
- هل توفرت أدلة في قضية الدجيل ؟
- المركز القانوني لوظيفة مستشار الأمن القومي
- الفيحاء المزروعة في قلوب اهل العراق
- عيد سعيد ياعبير
- هل هناك إشكالية في قانون الأقاليم العراقي ؟
- الديوانية التي كانت زهرة الفرات
- جريمة الإتجار بالفتيات الكورديات ضمن جرائم الأنفال
- بيدهم الحل
- المحكمة الجنائية العراقية .. مالها وماعليها
- اللغز العراقي
- رسالة الى رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي
- إختصاصات رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا
- المصالحة الوطنية وأسباب نجاحها وفشلها
- بلادنا التي لن ينكسر ظهرها
- حتى لانذبح الكورد الفيلية مرة أخرى
- الأحكام القضائية
- زمن المقابر العربية
- الحكم بأعدام صدام شنقاً أو رمياً بالرصاص


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - أتقوا الله أنه العراق