أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جوزيف بشارة - البريء لا يخشى المحكمة الدولية في لبنان!














المزيد.....

البريء لا يخشى المحكمة الدولية في لبنان!


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تدهشني بعض الاستنتاجات الغريبة التي تصل إليها بعض التحليلات الخاصة بمكاسب وخسائر الأطراف المحلية والإقليمية من عملية الاغتيالات المنظمة التي تشهدها لبنان في السنتين الأخيرتين، والتي طالت عدداً من السياسيين والصحفيين اللبنانيين المعارضين للنظام السوري، والتي بدأت باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط من العام الماضي. يستخلص بعض المحللين السياسيين الموالين للقوى المعروفة بمساعيها الدائبة لتخريب لبنان نتائج منحازة وخالية من المنطق تبدو كما لو كانت تبريء المشتبه به الأساسي، وتلصق التهم بالضحايا. لعل أكثر ما أفزعني في هذا الصدد كان بشأن الاتهامات المبطنة والجزافية التي وجهها البعض لقوى الرابع عشر من آذار بارتكاب جريمة اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل بغرض، حسب ادعاءاتهم، استجداء دعم الجماهير التي تحولت إلى تأييد جماعة حزب الله بعد حرب تموز الماضي.

لست هنا في معرض الدفاع عن قوى الرابع عشر من آذار التي تضم عدداً من القادة السياسيين الذين يملكون من القدرة ما يكفي للرد على هذه الادعاءات. وأيضاً لست هنا في موقف توجيه الاتهامات لطرف أو آخر، فتلك مهمة المحكمة الدولية المنوطة بالتحقيق في الجريمة. ولكني أجد نفسي في موقف لا يجب معه الصمت على افتراءات تسعى برأيي إلى تحييد النظر عن المجرم الحقيقي الذي يستمر في ارتكاب جرائمه الحقيرة بحق لبنان واللبنانيين.

إذا ما افترضنا أن السياسة الماكيافيلية التي يتبعها البعض قد تبرر الاغتيالات، وأن التنافس السياسي القذر قد يسمح لبعض الساسة بالتضحية بالشركاء لتحقيق مكاسب سياسية أو جماهيرية أو انتخابية، فلست أعتقد أن هذا ربما ينطبق على قيادات تجمع الرابع عشر من آذار في سلسلة الاغتيالات الأخيرة. قلقد طالبت قيادات التجمع بإلحاح بضرورة تشكيل محكمة دولية للتحقيق في هذه الجرائم، ولست أعتقد في أن يتوقع عاقل قيام مجرم بالمطالبة بالتحقيق في الجرائم التي يرتكبها. ومن ثم فإن اتهام قيادات التجمع بالاغتيالات لا يبدو متسقاً مع إصرار هذه القيادات على تشكيل محكمة دولية تتبع منظمة الأمم المتحدة للكشف عن المجرم الحقيقي الذي يقف وراء الاغتيالات التي شهدها لبنان في السنتين الآخيرتين.

لعل تسؤلات مهمة تتبادر إلى الذهن هنا بشأن سبب حالة الخوف والرعب التي يعيشها بعض الكتل المحلية والقوى الإقليمية منذ الاعلان عن أنباء تشكيل المحكمة الدولية. لا يساورني الشك للحظة في أن أولئك ما كانوا سيخشون المحكمة الدولية لو كانوا أبرياء، ولا يساورني الشك أيضاً في أن أحداً من المؤيدين للنظام السوري في لبنان كان سيتشبث برفض تشكيل المحكمة لو لم تكن له مصلحة مباشرة في التكتيم على الجرائم ومرتكبيها. فحالة الذعر والهلع التي تستولي على البعض بسبب تشكيل المحكمة الدولية ما كانت لتصدر عن نظام بريء لم تتلطخ يداه بدماء الضحايا. وبالمثل فإن حالة الرفض الشديد من قبل البعض لتشكيل المحكمة الدولية ما كانت لتصدر إلا عن أناس يستفيدون من إطلاق يد المجرمين في لبنان.

بدا واضحاً في الآونة الأخيرة أن تشكيل المحكمة الدولية لم يكن ليتفق مع مصالح النظام السوري وشركائه في لبنان، إذ لا يوجد سبب واضح يدعو أحد لرفض إقرار تشكيل المحكمة الدولية، اللهم إلا السعي للحفاظ على ورقة التوت التي تغطي عورة الجاني. لم يكن السوريون وحلفاؤهم في لبنان ليرفضوا المحكمة الدولية ما لم تكن لهم فائدة مباشرة في الحيلولة دون تقديم الجناة للمحاكمة. فما من بريء يخشى التحقيق العادل، ولكن المجرم عادة ما يخشاه ويقاتل لتجنبه.

لقد وضع الخوف النظام السوري وحلفاءه في موضع الريبة والشك أمام المجتمع الدولي حتى من قبل أن تبدأ المحكمة الدولية عملها التحقيقي. وعلى جانب آخر فقد كانت النتيجة المنطقية لرفض دمشق ومؤيديها تشكيل المحكمة الدولية أن تحوم الشبهات من جديد حول دمشق ومؤيديها في جريمة اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل. لقد كان واضحاً أن اغتيال أحد أعضاء مجلس الوزراء اللبناني في هذا التوقيت جاء بغرض خدمة مصالح النظام السوري عبر إسقاط النصاب القانوني لالتئام المجلس حتى يتم عرقلة قرار إنشاء المحكمة الدولية.

يبقى سؤال مهم هنا وهو من المستفيد من سلسلة الاغتيالات؟ لقد طالت سلسلة الاغتيالات التي تلت اغتيال الرئيس الحريري فئة واحدة دون غيرها وهي فئة المسيحيين المعارضين للوجود السوري بلبنان. يبدو للمراقب أن عمليات الاغتيال تتم لمصلحة طرفين بعينهما أحدهما النظام السوري الذي يريد التخلص من الوطنيين اللبنانيين من معارضي وجوده في لبنان، والآخر هو الطرف الذي يسعى لتصفية النفوذ والوجود المسيحي بلبنان، ولكن تثبت التحقيقات أن الاغتيالات تخدم مصالح طرف واحد فقط ربما عبر الانتقام من اللبنانيين، أو خلق حالة من عدم الاستقرار في لبنان قد تفضي إلى التخلص من النظام السياسي الحالي الذي أثمرت عنه اتفاقات الطائف.

أما وقد وافقت الحكومة الللبنانية الشرعية مبدئياً على قرار تشكيل المحكمة الدولية، فإن الفرصة لا تزال متاحة أمام من هو بريء من الجرائم التي ارتكبت بحق لبنان للحاق بركب الأغلبية الحاكمة في لبنان في السماح للمحققين الدوليين بالعمل للإعلان عن مرتكبي الجرائم. ليت كل لبناني يعي أن الرهان على النظام السوري أثبت التاريخ خسارته، وليت كل لبناني يعرف أن لبنان تتمزق بسبب المناورات الخبيثة التي يقوم بها أعداء لبنان، وليت كل لبناني يدرك أن الوطني الشريف لا يخدم سيدين، الوطني الشريف يخدم فقط بلده... فربما يتمكن اللبنانيون من غسل عار الجرائم القذرة التي ارتكبت بحق وطنهم بالموافقة على تشكيل المحكمة المحكمة الدولية للكشف عن الوجه القبيح للجاني.


جوزيف بشارة



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الشكر اللبناني!
- إرهاب وزير!
- حيَّ على الخجل!
- بارقة أمل من بيت حانون؟!
- عجيب امرك أيتها الشعوب العربية!
- وداعاً صدام... شكراً أميريكا!
- محرقة الأقلية المسيحية في إمارة العراق الإسلامية
- كل عام ونحن متسامحون
- تحكيم أم تحجيم العقل في مسألة صراع الأديان
- 25 يوماً من الحرب... 58 سنة من الكراهية
- نصر الله لمن: لحزبه المغوار أم لشعبه المختار؟
- سياسة الأسد: عليّ وعلى جيراني
- من يحاسب حزب الله على أخطائه بحق لبنان؟
- الأسد يعاقب اللبنانيين بالآلة العسكرية الإسرائيلية
- لبنان: ماذا يخبيء لك حزب الله؟
- المسكوت عنه في محاولة تقسيم الكنيسة القبطية
- تجريد الإنسان الأمريكي من آدميته
- القذافي يخشى مصير تلميذه الليبيري
- طغاة في قبضة العدالة: إنذار لمن يهمه الأمر
- قراءة في آفاق جديدة للقضية القبطية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جوزيف بشارة - البريء لا يخشى المحكمة الدولية في لبنان!