أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهيل حداد - محكمة دولية بلغت حد القرف والسخرية















المزيد.....

محكمة دولية بلغت حد القرف والسخرية


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أعزائي القراء عذراً للإطالة فالأمر يستحق العناء والوقوف ملياً أمام ما يجري في المنطقة عموماً، وفي لبنان خصوصاً، مضمون هذا المقال هو تعبير عن آراء شريحة واسعة ومتنوعة من السوريين الذين باتوا وبدون شك يرون أن كل ما يحدث يتعدى ويتجاوز بكثير مسألة التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري ومعرفة الجناة الفعليين ومحاكمتهم. فالأمر بالنسبة لهم أصبح قضية وطن وشعب بأكمله .........
فعند سؤالك لأي سوري ماذا يجري في لبنان يبادرك بالقول أنه قرف ومل وأصبح غير مستعدِ لسماع المزيد من هذه التفاهات والمهازل.، فهناك من يلعب بالنار في لبنان ويتاجر بدماء شعبه ... بهدف تدويله ووضعه تحت الوصاية الأمريكية .... والمتهم سورية؟!!!

المهزلة الدولية تنجب محكمة دولية .....
كلما تفاءل الشعب السوري بقرب انفراج الأزمة في المنطقة، ولاحت في الأفق بوادر دولية إيجابية تجاه الدور السوري والمواقف والثوابت السورية. تنفجر أزمة في العراق، أو في لبنان، أو في غزة لتعود الكرة من جديد. وتبدأ الاتهامات تنهال على سورية من كل حدب وصوب. ويتفا جئ السوري بتصريحات الإدارة الأمريكية السريعة والجاهزة المعادية له والتي تعود على سماعها و أصبحت عادة تكرارية واشمئزازية وخاصة بأنها تصدر عن رئيس دولة تعتبر نفسها الأقوى والأعظم في العالم. ويستغرب بإشفاق عليه كيف أصبح ألعوبة وببغاء يردد عن غباء وحمق ما يمليه ويفبركه جماعة 14 آذار في لبنان، وكأنه لم يتعلم من الدرس العراقي أي شيء ولا كيف انجر وراء إدعاءات وأكاذيب مضللة للمستنقع العراقي!!!!.
ويتساءل أين الهيبة الأمريكية التي تدعي بأنها حاملة رسالة الحرية الديمقراطية والحضارة والإنسانية والسلام لشعوب العالم. هذه الهيبة التي تمرغت بدماء الأبرياء في بغداد وبيروت وغزة، وأوحال السياسة الرخيصة المتناقضة في القاهرة وطرابلس الغرب والرياض. فكل متطلع للحرية والحضارة الإنسانية الجديدة التي بشرت بها أمريكا وروجت لها عبر وسائل الإعلام المتاحة والتي بدأت تدخل كل البيوت بسهولة، أصبح متأكد اليوم بأن كل ما يراه ويسمعه ويبشر به السياسيون الأمريكيون ليس إلا أكاذيب وأوهام وإدعاءات فارغة ومضللة لحقيقة نواياهم وأهدافهم. فالحقد بدأ يتغلغل في عمق أعماق نفس كل عربي حر عموماً، وكل سوري خصوصاً، فهو متهم في أية لحظة وكل ثانية بأنه إرهابي قبل أن يولد، وممول سلاح لكل الحركات الإرهابية وقاتل ضمني.

ماذا يريدون؟.....
في ظل هذه الظروف والمعطيات يريدون منه أن يقبل أو يقتنع بمحكمة دولية أصبحت بالنسبة إليه كشيطان وسيف بتار سيهوي على رقبته في أية لحظة تحت أية ذريعة، اخترعه الغرب الذي تهيمن عليها إدارة أمريكية متفردة وعنصرية حاقدة من أجل حرمانه من كل سبل العيش الآمن والحياة المستقرة وحقه في تقرير مصيره وقضاياه وثرواته.
الهم اللبناني وقرفه وخاصة فيما يتعلق بقضية اغتيال الحريري أصبح يستحوذ على تفكير المواطن السوري الصغير قبل الكبير، العادي قبل المسؤول. والجميع يتساءل ماذا يريد هؤلاء؟. والذي يسمون يدعون بأنهم حماة الحرية والسيادة والاستقلال في لبنان والذي يطلقون على أنفسهم تسميات وكأنهم عصابة شوارعية فمرة يأخذون تسمية جماعة 14 شباط، ومرة أخرى جماعة 14 آذار وكأنهم يذكرون الجميع بتسميتهم السابقة جماعة 17 أيار.

الجيش السوري خرج بصراحة بكل رجاله وعتاده وأجهزته، هذا الجيش الذي دخل لبنان لحماية شعبه من الذبح على الهوية ولإيقاف نزيف الدم في الشارع اللبناني بين الأخوة اللبنانيين من جهة وبينهم وبين الفلسطينيين من جهة أخرى، ولنقل بصراحة أكثر في البداية لحماية المسيحيين من الذبح على يد ما كانوا يطلقون على نفسهم زعماء "الحركة الوطنية". هذا الجيش الذي حمى الاستقرار والأمن والدولة وحددتها في لبنان خرج مرفوع الرأس ومشكوراً من كل القادة اللبنانيين الشرفاء الذين لم تتلوث أيديهم بالصفقات المشبوهة وسرقة أموال المهجرين وخزينة الدولة والمال العام.
السوري الذي عايش بحزن وألم الحرب اللبنانية وكل أزماتها، ودفع الروح والمال من أجل إحلال السلم الأهلي والأمن في ربوع هذا البلد، يتساءل الآن؟. من كان يؤجج النار في لبنان ويرتكب الجرائم والفظائع بحق الشعب اللبناني؟. وكيف كان يتم ذبح الأطفال في آسرتهم قبل الكبار من الرجال والنساء؟. كيف كانت تتم مهاجمة المنازل الآمنة والحرمات الدينية واستباحتها بلا شعور أو ضمير؟. هل كان السوريون؟. - أم وبكل صراحة، والكل يعلم ويعرف- أنها عصابات الإجرام والقتل من أمراء 14 آذار الحاليين الممثلين "بجنبلاط" وحكيم الزنزانة "جعجع". ويتذكر أيضاً أن ما نهب من الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، لازال موجوداً في إقطاعياتهم في المختارة وغدراس. ويتذكر أن من أفرغ خزينة الدولة ونهبها كان رئيس دولة سابق في هذه الجماعة، ومن حمل لبنان وزر الديون الثقيلة واستباح المشاريع وأموال الناس وأفقرهم وأفسد العباد وبنى إمبراطورية على حسابهم أموالها في خارج لبنان وفي جيوب خدام وشيراك، ممثلاً في غره الصغير المدعو سعد.

فهل يستقيم في أي عرف أو دين أو قانون أو شرع، أن يطالب القتلة ومنتهكي الحرمات ولصوص السوليدير والخزينة اللبنانية بمعاقبة شعب بأكمله واستعداء قوى أجنبية عليه وإلصاق تهمة جريمة قتل مفردة هو براء منها لمجرد الظن والشك والتحليل وقد يكونوا هم مع عملاء سادتهم في البيت الأبيض وتل أبيب قد قاموا بها من أجل اتهام سورية وتوريطها.

الهدف والمتضرر....
بعد كل هذه المخازي والاتهامات والضغوط والشتائم والحقد وانتهاك السيادة الوطنية السورية. تعتقدون أن أي مواطن سوري ممكن أن يقبل مجرد السماع باسم المحكمة الدولية والتي تحولت بحقدكم على هذا الشعب والوطنيين الأحرار في لبنان إلى مهزلة وتجارة بدم شباب لبنان وشعبه. فما معنى تحويل جنازة بيير أمين الجميل الذي يريد أهله المفجوعين أن تكون عائلية وبعيدة عن المزايدات والمهاترات، ولكن بإصرار هذه العصابة من الحاقدين يريدون تحويلها إلى تظاهرة وعراضة لينفثوا عبرها حقدهم وعداءهم واتهاماتهم الباطلة لسورية قبل أن يبدأ أي تحقيق أو وجود أي دليل على تورط أي سوري، سوى أشباحكم.
في عالم الجريمة يسألون دائماً من المستفيد واليوم المواطن السوري يسأل من المتضرر. فالسوريون والوطنيون في لبنان هم الأكثر تضرراً من كل ما يجري في لبنان من عدم الاستقرار واستباحة للأمن والتفرد بالقرار السياسي وجرائم القتل والاغتيال المنظمة.
والجميع أصبح اليوم في سورية يعلم بل متأكد أن ما يجري في لبنان مخطط له خارجاً وينفذ بأيد لبنانية تلوثت بدماء الأبرياء ومارست القتل والذبح على الهوية والسرقة والنهب والتهجير. وتريد اليوم من خلال تمترسها واصطفافها مع بعضها ضمن عصابة حكومية أن تحمي نفسها وتحافظ على استمراريتها حتى ولو أغرقت لبنان في بحر من الدماء، خوفاً من كشف فضائحها المالية والأخلاقية نتيجة لمطالبة بعض القادة الوطنيين الشرفاء في لبنان بفصل القضايا والملفات، وفتح ملفات الفساد كاملة!!!!.
مخطط أمريكي منظم...
إن كل هذه الجرائم والتي أتت في سياق متسلسل مع حدث سياسي مرتقب كفيلم أمريكي يغيب عنه البطل الشبح لم تكن وليدة صدفة إنما أمر منظم بمنهجية ورسائل محلية ودولية لزيادة استعداء الغرب والرأي الدولي ضد سورية قبل أي استحقاق أو انفراج في الأفق. فهي جرائم جنائية – سياسية من الطراز الأول:
- فضحاياها مثاليون ويحملون مواصفات أمريكية بامتياز وفقاً لنشرة البوصة الأمريكية الخارجية ومخابراتها المركزية والأجندة الإسرائيلية (معارض لسورية ومواقفها بغلو شديد، ينتمي إلى طائفة محددة يجد له في الداخل والخارج أتباع ومؤيدون يتعاطفون معه، ويظهر بالإعلام مهاجماً بعنف سورية ودورها وحلفائها محملاً إياهم أوزار كل ما حدث في لبنان منذ عدة قرون وكأنه يقرأ ورقة نعوته أو يدلي ببيان أو رمز سري لمن حان دوره ليدخل في سجل الشهادة، ودائماً يتم ذلك وبالمصادفة قبل أيام على فضائية معينة من خلال مقابلات تكون نذير شؤم وبشير قتل لصاحبها تؤهله ليكون الضحية التالية حسب مسلسل القائمة التي وضعوها مسبقاً واتهموا سورية بها عنوة. فأهله بعد موته يتابعونها على نفس الفضائية لنفث روح الحقد والضغائن، ومن المضحك المبكي أن هذه الفضائية التي تحمل لهؤلاء الزوار بشائر الموت تدعى المستقبل، وأي مستقبل أسود ينتظر ضيوفها من رواد هذا الشارع المحدد المراد له الاضطراب والفوضى والتطرف.
- والمتهم جاهز، فسورية الهدف والممانع للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
- والفاعلة أشباح، من أصحاب النظارات السوداء التي تؤم المختارة وغدراس وقريطم (موساد، CIA، M6، وأجهزة استخبارات غربية وعربية أخرى تدور في نفس الفلك).
- وردود الفعل جاهزة ومحضرة مسبقاً، القتيل معروف، والمتهم معروف، ولجنة التحقيق الدولية جاهزة لتمارس دورها وتدخل البلاد والعباد في دوامة أخرى من جديد، والفاعل ينام قرير العين في تل أبيب أو في واشنطن أو في باريس بقصر أوناسيس ...

ردود فعل المواطن السوري ....
في البداية كان هناك تعاطف شعبي سوري إنساني الطابع مع عائلة رفيق الحريري بسبب بشاعة الجريمة التي أودت بحياته. ولكن مع الأيام تحولت هذه المشاعر إلى غضب عارم وشعور بالمرارة والاشمئزاز على خليفته بالتحديد، مع احترام شديد لشقيقة المفقود التي تكتمت أو منعت عن البوح بما تعرفه أو التحدث بموقفها من تصرفات خليفة أخيها ورعونته وحقده الأعمى على سورية وشعبها التي قالت في وداع جيشها عند خروجه من لبنان لا نقول وداعاً سورية إنما إلى اللقاء.
واليوم أصبح السوري على بينة وحقيقة لا جدل فيها أن المطلوب هو تهديد حياته واستقراره وأمنه عبر استعداء الغرب والرأي الدولي ضده وعزله سياسياً واقتصادياً وإنهاكه في الدفاع عن نفسه وسيادته، بدلاً من إفساح المجال له بالنهوض والاستمرار في خطوات الإصلاح والتطوير التي بدأت مع العهد الجديد.
وإدخاله من جديد في آتون الصراعات والحروب والضغوطات والتهديدات التي كان بغنى عنها لولا الاتهامات الباطلة والادعاءات المغرضة المستمرة والتي أصبحت مثل قصة الشيطان تؤرق نهاره وليله. حيث تسأل أي سوري بعد أي حدث في لبنان أو العراق أو فلسطين فيجيبك مباشرة سيتهموننا وسيقولون بأننا وراءه مستندين إلى ما يحاك من ادعاءات كاذبة ضد هذا الشعب وقيادته ومواقفه وثوابته يصوغها حاقدون لبنانيون (جماعة 17 أيار الجديدة) وسوريون في الخارج على رأسهم خدام بأكاذيبه التي ليس لديه سوى غيره شاهد عليها. بالإضافة لشهود زور مصطنعين ومضخمين بأموال الحريري المنهوبة من رقاب الشعب اللبناني، وبعض الكتاب الحاقدين من مرتزقة اليورو ولعق الأحذية.

طفح الكيل....
بوش يهدد، شيراك يتوعد، الملك عبدا لله بن سعود يطالب، مبارك ينصح، جنبلاط يرغي ويزبد كالمسعور، سعد ينفث السم والحقد ويتلعثم، خدام الخائن والغادري الصغير بحقدهم الأسود والأعمى وتحريضهم على الفتنة فقدوا المنطق والعقل، وباتوا يعملون لدى وسائل الإعلام بصارات ومنجمات ويدلون بتنبؤات خنفشارية خيالية لا تمس الواقع. ويضاف إليهم مهزلة عودة مسبع الكارات اللبناني السبع، الذي لا يستطيع إخافة فأر، وزيراً للداخلية من جديد، بعد إنجازات فتفت الذي برع في مهنة النادل، وفي صنع الشاي وتقديمه لأعداء لبنان في مرجعيون.
وأنقلب التعاطف لحقد عام وغضب عارم على كل السياسة الأمريكية والغربية والمجتمع الدولي وكل من يتعاطف معها من اللبنانيين والعرب. وانقلبت روح الأخوة إلى مشاعر ألم وحسرة وحزن على الأيام والمواقف التي كنا معاً فيها. وعمت اللامبالاة والسخرية الشارع السوري من سخافة الموقف العربي والدولي، فالأمم المتحدة بعد أن حلت مشكلة المجاعة في العالم، ووجدت حلولاً جذرية لكل الأوبئة والأمراض المستعصية التي تضرب العالم وتقضي على الملايين من البشر، وأوقفت المجازر في فلسطين والعراق.... وأعادت الحقوق المغتصبة لشعوبها الأصلية...، ونزعت أسلحة الدمار الشامل وأوقفت كل الحروب في كافة مناطق العالم. ولكي يعم السلام والاستقرار والأمن والازدهار في كل أنحاء المعمورة لم يبقى لها إلا الانتهاء من التحقيق بقضية مقتل رفيق الحريري وبيير الجميل في لبنان. ثم تنهي مهامها وتغلق ملفاتها وأبوابها منهية كل أعمالها !!!!!!!. متناسين أن الإدارة الأمريكية وربيبتها إسرائيل تحتل بلاداً وتغتال شعوباً بأكملها، ورؤساء دول وقادة وطنيون وتمارس الإرهاب الدولي والسطوة على مقدرات الشعوب دون رادع أو وازع.
وأمام هذه المهازل والمآسي ونزيف الدم والتشرذم التي تحدث في العراق وغزة وما حدث من مواقف لا إنسانية لهذه الإدارة الأمريكية وحلفائها المهيمينين على القرار الدولي أثناء العدوان الإسرائيلي الهمجي البربري على لبنان أخيراً مروراً ببيت حانون... جعل المواطن السوري يعيد الكثير من حساباته وأفكاره ويزداد التصاقاً بقيادته وبلده ويمتن من جبهته الداخلية شاعراً بقيمة ما يتوفر له من آمان واستقرار بعد معاينة ما يحدث لأشقائه في لبنان من تشرذم وزرع فتن طائفية ومذهبية، وفي فلسطين من قتل وتهويد وإبادة، وفي العراق من قتل وتهجير وإبادة وزرع فتن عرقية وطائفية ومذهبية تقود إلى أهوال حرب أهلية أكثر شراسة وعنفاً مما يحصل تحت نير الاحتلال والهيمنة والوصاية.
كل ما يجري من إجحاف بحق السوريين الذين لم ولن يتوقفوا في يوم من الأيام عن تقديم يد المساعدة والعون لأخوتهم في لبنان في محنهم ومعانتهم، جعل السوري يكفر بكل المسلمات ويضق ذرعاً بمهزلة إنشاء وإقرار المحكمة الدولية -(التي أقرت قبل إنهاء التحقيق، أو وجود أي متهم فعلي/ أو دليل اتهام على أحد؟؟؟؟!!!!... فهل ستحاكم أشباح مجهولين أم أقرت لمحاكمة سورية...)- وأدواتها وأذنابها من اللبنانيين والعرب وغيرهم، وكل من يهدد بها ضارباً عرض الحائط بكل ما يصدر بشأنها من بيانات وتحليلات وآراء. عاقداً العزيمة ومصمماً خلف رئيسه وقيادته ومواقفه وثوابته وخياراته في الحرب والمقاومة والسلام على الدفاع والذود عن وطنه وسيادته مهما كان الثمن، وعدم السماح لأي كان المساس بأي مواطن سوري كان أو رمز وطني سوري من رموز سيادته تحت أية ذريعة كانت وخاصة هذه المحكمة المهزلة التي جرى تشكيلها من قبل حاقدين لبنانيين وإدارة أمريكية متصهينة بهدف زعزعة استقرار سورية وإلهائها عن دورها في الوقوف ضد المشاريع التي تخططها هذه الإدارة وربيبتها إسرائيل في المنطقة. فالسوري لم يعد معني بهذه المحكمة ولا بكل مراسيمها ولا بالأهداف التي من أجلها أنشئت.
ولن يقبل السوريون أن يكونوا ضحية أو أن بدفعوا ثمن فشل السياسة الأمريكية وتخبطها وتناقضاتها في المنطقة. بل على العكس هم يطالبون الإدارة الأمريكية أن تغيير سياساتها وتخرج بأسرع ما يمكن من المستنقع العراقي التي وضعت نفسها به، وأن تضغط على إسرائيل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة الصادرة بخصوص القضية الفلسطينية والأراضي المحتلة، وأن تحيي مبادرة الدولية التي تقوم على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام. وعلى الإدارة الأمريكية أن تعلم أن هيمنتها على العقول بإدعاءات ووعود كاذبة قد ولى بغير رجعة فلم يعد أحد يثق بهذه الإدارة ومشاريعها وخططها.

ظلام دامس .... سيزول ... وينبلج فجر لبناني جديد ...
بتفاؤل إلى المستقبل، يرى السوريون المتمسكين بخياراتهم وثوابتهم أن هناك بصيص أمل يخلص لبنان من الظلام الدامس المحيق به، ويخفف من محنته ومعاناته، وذلك لوجود شرفاء لبنان الوطنيين الأحرار المقاومين وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة، والرئيس نبيه بري، والجنرال عون، ورؤساء وزراء سابقين مثل عمر كرامي وسليم الحص، وقائد تيار المردة سليمان فرنجية، والأمير طلال أرسلان، وقادة أحزاب وتيارات وتجمعات وطنية وقومية وليبرالية أخرى (قوميين سورين، وبعثيين، وناصرين ..)، وغيرهم من الوطنيين الأحرار من إخوتنا في لبنان، والذين يقفون مع الشعب اللبناني سداً منيعاً في وجه المخططات المحبوكة خارج لبنان وداخله ضد وحدته وسيادته واستقلاله وعروبته ومقاومته.
ونأمل أن لا تمنع ألاعيب هذه العصابة المتحكمة برقاب الشعب اللبناني رؤيتنا قريباً للعلم اللبناني الذي يرفعه هؤلاء الوطنيين الشرفاء مرفرفاً فوق كل سماء لبنان الحر من كل أشكال الهيمنة والوصاية الأمريكية والأجنبية، معلناً سقوط هذه الحكومة غير الدستورية المتواطئة والمتخاذلة وأذنابها، وولادة لبنان الجديد الحر المستقل بظل حكومة وحدة وطنية تعبر عن آمال وطموحات لبنان وشعبه بكل فئاته وتنوعاته.
دمشق، في 24/11/2006.



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل بيير الجميل ... الأب أمين يتذكر
- ننشد معكم ومن أجلكم... مقاومة
- ماذا أنتم فاعلون أمام هذا الهلوكوست الصهيوني الجديد
- إذا اليوم لم نفعل ونغضب... فمتى؟ ..
- الحسابات الأمريكية والأرصدة السورية ... سورية الرقم الصعب دا ...
- قصاصات نهاد الغادري الورقية .. خدعة أم مؤامرة
- هذا هو جنبلاط لمن لا يعرفه .... تهديد واعتراف بالقتل
- اللعب بالنار في لبنان ... فضيحة أبطالها جنبلاط المتوتر والحر ...
- اغتيال جبران تويني ... لبنان إلى أين... تدويل أم تحت وصاية
- الجار الله شاهد زور وتضليل.. هل سيورط الكويت معه
- الحوار المتمدن... متنفس للرأي
- سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية
- دائماً يستفيق العرب بعد فوات الآوان
- أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطي ...
- يتكلمون باسم الشعب السوري ... من أعطاهم الحق
- القرار 1636 بتجرد
- المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري
- تناقضات وألغاز تقرير ميليس وأهدافها
- إعلان دمشق دعوة للتغيير الوطني أم للاستيلاء على السلطة؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهيل حداد - محكمة دولية بلغت حد القرف والسخرية