أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد العلي - مواقع الانترنت بين الاستبداد والاستبداد















المزيد.....

مواقع الانترنت بين الاستبداد والاستبداد


احمد العلي

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


تشتكي العديد من مواقع الانترنت العربية من الرقابة الأمنية والقبضة الحكومية التسلطية ، إذ لم تكتفي أجهزة الأمن في معظم الدول العربية باضطهاد الإنسان جسدا حتى حاصرته في ما يقول ويطرح ويعتقد ويسطر، امتدت خفافيش الظلام إلى الانترنت وشكلت لها خلية تجسس ومراقبة مهمتها الوحيدة متابعة كتاب الانترنت في كل ما يطرحون في شتى الأمور، حجبت مواقع، وطورد إدارييها، وانتشر الخوف في أرجاء الشبكة العنكبوتية ، سال لعاب السلطات المتغطرسة على بعض المواقع وحاولت إسكات بعضها بدفع الملايين من قوت الشعب حتى تغير مواقفها وسياساتها وتوجهاتها، اعرف صديقا قال لي أن صاحب السمو الملكي اخبره بان موقعه على الانترنت يساوي مليون دولار فهل يقبل بيعه؟ معظم المحطات الفضائية اشتراها آل سعود من أموال شعب الجزيرة العربية، أنهم يدفعون ببذخ من اجل سمعتهم ، في العام الماضي أنفقت الحكومة السعودية وفقا لبعض وكالات الأنباء أكثر من نصف مليار دولار لتحسين صورتها في الولايات المتحدة ، بينما يعيش الشعب محروما ومفتقدا للكثير من الخدمات الضرورية،والعائلة الكريمة تنفق المليارات لكي تضمن عدم انتقادها من قبل وسائل الأعلام أو طرح قضايا الداخل السعودي بشفافية .
لقد اكتشفت السر!
لقد عرفت الآن! أن بعض المحطات الفضائية تناقش شان العديد من الدول العربية وعلى قدر واسع من الصراحة والوضوح ، لان هذه الدول ليس لديها ما تدفعه، أما مملكة آل سعود فليس عندها مانع من دفع نصف إيرادات النفط لإسكات أي برنامج إعلامي يتناولها بالنقد ، ببساطة الأموال التي سوف تدفعها ليست أموالها الخاصة بل من المخصصات اليسيرة للمرافق العامة التي تمن بها حكومتهم على الشعب الغارق في الخصوصية !! عندما افتتحت إسرائيل محطتها الفضائية العربية أطلقتها بسبعة عشر مليون دولار فقط ، بينما ينفق آل سعود المليارات على المحطات الفضائية المختلفة ، إن إسرائيل دولة تعرف كيف تنفق أموالها على مصالح شعبها أما النظام السعودي فلا يكن لشعبه سوى الازدراء كما قالت أميرة سعودية على الهواء مباشرة عندما صرحت بان عائلتها جلبت الشعب السعودي من الصحراء وأجبرته على العيش في المدن وعلمت أبنائه وافتتحت له المدارس والمستشفيات ورصفت له الطرق، وكأن هذه الأموال اقترضتها الحكومة السعودية من المريخ وليست في ترواث شعب مغلوب على أمره.
مواقع الانترنت مستبدة أيضا
أعود لمواقع الانترنت ، في الوقت الذي يحارب آل سعود أي موقع يعارض سياساتهم ترهيبا وترغيبا، فان هذه المواقع هي الأخرى تمارس نفس الدور تماما ، العديد من الأفكار والأطروحات والمقالات تمنع من النشر في هذا الموقع أو ذاك، لماذا؟ لأنها تارة تخالف القواعد الدينية والفكرية التي يعتنقها أصحاب الموقع، وتارة لأنها تمس قناعاتهم الدينية، وتارة لأنها تخالف العقيدة الدينية السائدة وتتناول بالنقد السلطات الدينية أو الاجتماعية الحاكمة، أتذكر أنني بعث بالعديد من المقالات التي تتناول بالنقد السلطتين الدينية والاجتماعية دون السياسية ولم تنشر ، فإذا ما كانت هذه المواقع ترفض نشر المقالات التي تنتقد السلطات السياسية ويمكن أن نتفهم أن الحكومات تمتلك كافة أدوات القمع التي تمكنها من منع ما يمس مصالحها وإخراس الألسن والأقلام التي تنتقدها سرا وعلانية ، فكيف يمكن تفسير منع هذه المواقع من نقد الأنظمة الاجتماعية والدينية الحاكمة؟
الاستبداد والقمع حلقات عنكبوتيه
كتبت سابقا في عدة شبكات حوارية دينية كشبكة هجر، ومنعت من الكتابة على صفحاتها لأني تجرأت على نقد بعض المسلمات في الفقه والعقيدة ، رغم أني انتقدتها دون استفزاز وبموضوعية وحيادية، كما تم إيقاف عضوية العديد من الإخوة العلمانيين والليبراليين، وبعد حين دار الزمن وأصاب الشبكة ما أصابنا منها، حجبت هجر لأنها تنتقد وبموضوعية المذهب السلفي ! إنها نفس المعادلة وذات الإشكالية ، أنها روح الاستبداد والقهر تدور في كل كل مكان من واقعنا المتردي على الدوام، بعض مواقع الانترنت ليست سوى نموذج مصغر لجهاز القمع السياسي الحاكم، تسلسل استبدادي ، من أعلى قمة السلطة إلى أسفلها ، الحاكم يمارس الاستبداد على ما دونه ، ليمارسونه على بعضهم البعض إلى ما لانهاية.
اضطهاد كتاب الانترنت
أتذكر أني كتبت في موقع حوار محلي وكانوا يمارسون الرقابة الصارمة على كل ما يكتب بقوانين عرجاء تسلطية إلى أن طردت منه، إلا أن دائرة الأيام لا تتوقف فوصلها الحجب لأنها تنتقد النظام الديني والاجتماعي السعودي! دخلت ذات مرة مكتبة دينية وسالت عن بعض المؤلفات فأجابني المسئول أنها ممنوعة لأنها تخالف قناعات القائمين عليها! عجبا إننا ننتقد وزارات الأعلام وهيئات الرقابة على الانترنت لأنها تمنع المصنفات الثقافية بحجج واهية وتحجب مواقع الانترنت لأنها فقط لا تتفق مع سياساتها و نحن في السر والعلن بوعي أو بدون وعي نمارس نفس الدور وبإتقان !!
أين اكتب؟
لا اعرف أين اكتب، ومن سينشر لي، فمواقع الانترنت من داخل البلاد تخشى قمع السلطة! سواء كانت دينية أو اجتماعية أو سياسية، وبعضها يمثل هذه السلطات قلبا وقالبا، وبعض المواقع في الخارج دفعت لها أموال الشعب لكي لا تنشر ما لا يروق لأصحاب السمو ،اعرف صاحب موقع في الخارج قال لي أنهم عرضوا عليه بشتى السبل التوقف عن الكتابة ضد مملكة الإنسانية إلا انه أبى بيع مبادئه مقابل حفنة دولارات،ولكنه بعد فترة وجيزة انقلب على عقبيه ولم يعد ينشر ما يمس أصحاب الكروش المتخمة والاشمغة الحمراء . كنت اكتب في موقع إخباري ثقافي كانت بدايته جيدة ثم أن عواء السلطات أجبره على التحفظ ، ثم انه انقلب إلى بيئته التي خلق منها ، فتارة تمنع المقالات لأنها تغضب أصحاب السماحة، وتارة تحظر الفكرة لأنها تخالف الذهنية السائدة أو العرف العام ولا يريد القائمون على الموقع بان ترتسم عنهم فكرة سيئة الطابع من قبل المجتمع المحافظ جدا ، ثم أنهم تحفظوا على هذا المقال وتلك المقالة لأنها تخالف قناعاتهم الشخصية وهي بنظرهم توابث في الدين والعقيدة ، وهكذا تضيع الفكرة ويقتل الرأي ويكسر القلم في بيئة تخنق الأنفاس الحرة ، إلا أن النور لا بد من أن يبزغ برغم عتمة ليل طويل ليشرق فجر النصر من رحم الأمل لينال القلم حريته في يوم قادم لا محال.



#احمد_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الخصوصية السعودية
- عندما يتحول الدين الى افيون
- المثقف السعودي: الى متى الصمت في عصر العولمة؟
- شيعة القطيف والاحساء في النفق المظلم
- النخبة السعودية والحوار الوطني: مقدمة لمشروع إصلاحي أم مراوغ ...
- الشيعة في المملكة العربية السعودية .. التقرير الحقوقي الاول ...
- رانيا الباز: الهروب من الجحيم
- الاقتصاد السعودي بين الاستنزاف والاصلاح
- بلال اخو هلال
- سياحة في البيئة السعودية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد العلي - مواقع الانترنت بين الاستبداد والاستبداد