أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد العلي - سياحة في البيئة السعودية















المزيد.....



سياحة في البيئة السعودية


احمد العلي

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 12:52
المحور: المجتمع المدني
    


تنشر الصحف السعودية بين فترة وأخرى إحصائيات عن الواقع الاجتماعي السعودي ، تقول إحدى الصحف أن عدد السعوديين المسافرين عبر جسر الملك فهد في عطلة عيد الفطر المبارك لعام 1424هـ بلغ 200 ألف شخص ، أما الإمارات فان الإحصائيات تؤكد على أن نسبة السعوديين في المواسم السياحية لا تقل عن 40% ، يصرفون ما يناهز من أل 6 مليارات درهم ، وفي عام 1425م نشرت صحيفة الحياة إحصائية تفيد أن السعوديين ينفقون على السياحة في بلدان العالم المختلفة في عطلة الصيف ما يزيد عن 6 مليارات دولار .
إن نسبة عظيمة من رواد ملاهي البحرين ودبي في عطلة نهاية الأسبوع والأعياد والإجازات من السعوديين ، ذلك أن النظام الاجتماعي والديني في المملكة يقوم على تحريم العديد من وسائل الترفيه امتثالا لآراء المشايخ الوهابيين ، فنظام المملكة يمنع دور السينما ويحرم عرض المسرحيات التي تظهر فيها النساء ، كما ويمنع حضور النساء للعروض المسرحية المحلية ، لذلك يلاحظ أن الفرق المسرحية الخليجية والعربية تعرض مسرحياتها في معظم دول الخليج باستثناء السعودية، كما وتمنع أنظمة المملكة عروض السرك والغناء باستثناء العروض الوطنية ، كما وتخضع معارض الكتاب والفنون التشكيلية إلى رقابة صارمة ، وقد تضاءلت معارض الكتاب في السنوات الأخيرة نتيجة للإجراءات الحكومية ، فشركة معارض الظهران الدولية التي تتخذ من مدينة الخبر الساحلية مقرا لها توقفت عن إقامة معرض الكتاب الدولي الذي تقيمه سنويا نتيجة للضغوط الحكومية .
في شهري محرم وصفر 1426هـ أقيمت أنشطة خاصة بموسم عاشوراء إلا أن السلطات حظرتها بدعوى عدم حصول المنظمين على التراخيص اللازمة وصادرت السلطات في محافظة الاحساء عشرات اللوحات التشكيلة الخاصة بمعرض ديني في مناسبة أربعينية الإمام الحسين (ع) بمدينة المبرز ، كما وتحظر وزارة الإعلام المئات من المصنفات والعناوين الثقافية لمخالفتها للنظام الديني الذي يعتمد مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، الذي تأسس في القرن الثامن عشر الميلادي ، كما وتحظر العناوين التي تدعوا إلى القومية أو الديمقراطية أو العلمانية ، كما وان الحظر يشمل كافة العناوين التي تدعوا إلى تجديد الفكر الديني السلفي أو الإسلامي بشكل عام أو التي تدعوا إلى الوحدة والانسجام ما بين المذاهب الإسلامية ، وكذلك كافة المطبوعات التي تعالج قضايا مهمة وجوهرية في المجتمع الإسلامي وتنتقد النظام الاجتماعي الحاكم خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة ، كما وان كافة المطبوعات الورقية والالكترونية الشيعية ممنوعة من دخول البلاد، وتخضع مواقع الانترنت إلى رقابة دورية ويتعرض القائمين عليها إلى الاعتقال في حال وجه نقد إلى حكومة المملكة أو العائلة المالكة ، وتقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بحظر المواقع الغير مرغوب فيها ، تفيد بعض الإحصائيات أن الحكومة حجبت ما يزيد عن 400 ألف موقع مند بداية أغسطس 2001م ، مما حدا بمنظمة مراسلون بلا حدود أن تمنح المملكة " أول جائزة للرقابة" وهي جائزة ساخرة استحقتها المملكة السعودية بسبب هذا النظام الرقابي الصارم الذي حرم المستخدمين تحت دعاوى حماية "الثقافة والقيم الإسلامية" من الاستفادة القصوى من شبكة المعلومات الدولية ، كما وتمنع الرقابة معظم المطبوعات الخاصة بأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى خاصة منها المناوئة في بعض عقائدها للمذهب السلفي الحاكم ، كما وتمنع أجهزة الإعلام التابعة والمقربة من الحكومة السعودية من نشر أية مقالات أو أخبار تنتقد بطريقة أو بأخرى المذهب السلفي أو النظام الاجتماعي والسياسي السعودي .
كما يحظر في السعودية أية أنشطة سياسية فلا وجود لأحزاب أو تنظيمات سياسية وجميع مؤسسات الحكم تخضع لمجلس الوزراء والذي بدوره يخضع للعائلة المالكة ، ويقوم النظام السياسي السعودي على الملكية المطلقة والخضوع التام للملك والعائلة الحاكمة .
ليس في المدن السعودية أية نشاطات دينية أو ترفيهية أو ثقافية إلا في نطاق محدود ومنغلق مما يدفع بآلاف السعوديين إلى السفر خارج المملكة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع أو الإجازات السنوية والرسمية بعيدا عن الأجواء الرتيبة التي تعيشها المملكة طوال العام .
ويخضع الجنسين لنظام فصل عنصري هو الوحيد في العالم تقريبا، وتخضع المرأة السعودية إلى العديد من الضوابط التي حولتها إلى مخلوق مسلوب الإرادة، مهمش، محطم الذات، فنسبة المرأة في مجلس الوزراء 0% والقضاء 0% ومجلس الشورى0% ، ويحظر على المرأة ما يلي :
1- العمل في المؤسسات والوزارات الحكومية والخاصة إلا ما استحدث من أقسام نسائية تقتصر خدماتها على النساء.
2- قيادة وسائل المواصلات الخاصة والعامة.
3- دراسة القانون والهندسة المعمارية وعلوم البترول والمعادن والحاسب الآلي والصحافة .
4- ممارسة النشاط التجاري دون وكيل شرعي من الذكور.
5- السفر داخل وخارج البلاد دون مرافق من أقاربها أو شخص يحمل وكالة شرعية من ولي أمرها.
6- الزواج دون موافقة ولي الأمر .
7- استئجار الشقق السكنية أو البيع أو التملك دون الولي أو الوكيل الشرعي.
8- الدراسة الجامعية والعمل في القطاعين الحكومي والخاص دون موافقة ولي الأمر ومن الممكن لولي الأمر إخراج ابنته أو زوجته من عملها أو مقعدها الجامعي دون مبرر أو حجج قانونية .
9- استخراج بطاقة شخصية أو جواز سفر دون موافقة ولي الأمر.
10- الخروج في الأسواق وغيرها دون ارتداء العباءة .
11- الاختلاط بالرجال مطلقا.
كما يحظر على المرأة دخول المطاعم والبنوك والدوائر الحكومية ومراكز الشرطة دون محرم .
في عام 2004م أقامت جامعة الملك عبد العزيز بجدة معرضا للكتاب ، كان من المقرر أن تعقد ندوات ثقافية وشعرية عديدة على هامش المعرض إلا أن سلطات المعرض وقعت في التباس لم تستطع مواجهته فدعوتها للعديد من الكتاب والمفكرين جوبه بالرفض من قبل السلطات لأسباب مختلفة ، كما وان تصريحات رواد المعرض وزائريه تخالف تماما ما صرحت به إدارة المعرض من إن سياسة المنع لم تتجاوز نسبةال10% من الكتب المعروضة حيث لاحظ الزائرين اختفاء مئات العناوين التي من المفترض أن تكون في مقدمة العناوين المعروضة .
كثيرا ما يعيش الإنسان السعودي في حيرة من أمره جراء السياسات الحكومية المتناقضة، فإذا ما كانت المصنفات الفنية ووسائل الإعلان تخضع لرقابة صارمة بدعوى المحافظة على القيم الإسلامية إلا أن قنوات "أوربت" الفضائية المشفرة يمتلكها أمير سعودي ولذلك صرح لها بالعمل داخل المملكة رغم ما تبثه من برامج تحتوي على نسبة عالية من مشاهد الجنس ، كما وتتناقل الألسن أن القنوات الفضائية الجنسية تمول برأس مال عربي بعضها من داخل المملكة السعودية، كما وان القنوات الإذاعية الرسمية تبث الأغاني العربية رغم أن المملكة دولة دينية ، والمشايخ الوهابيين يحرمون كغيرهم من أرباب المذاهب الإسلامية الغناء والطرب خاصة إذا كان بصوت امرأة ، وإذا ما كانت قيادة السيارة محرمة على المرأة إلا أن الأمير الوليد بن طلال أمر بتعين فتاة سعودية تخرجت حديثا من أكاديمية للطيران بمملكة الأردن المجاورة في أسطوله الخاص ، وهذا تناقض محير فالفتاة السعودية هويدا مصرح لها بالطيران إلا أنها ممنوعة من قيادة السيارة داخل المملكة، والأغرب من ذلك أن المرأة السعودية تقود السيارة في الهجر والقرى والمناطق الصحراوية ولكن يحظر عليها القيادة داخل المدن والطرق السريعة !
ورغم إعلان المملكة بأنها دولة إسلامية تلتزم يشرع الله إلا أنها تتمتع بعلاقات إستراتيجية مع الغرب ، ففي عام 1991م دعت الحكومة القوات الأمريكية للدفاع عن المملكة مما أذى إلى معارضة شعبية واسعة ، وقد سمحت السلطات للجنود الأمريكيين بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية إضافة إلى إقامة حفلات الرقص والاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات الأخرى بينما تقوم بمنع المواطنين الشيعة من أداء طقوسهم وشعائرهم الدينية ! ، وبينما تمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة يسمح للمرأة الغربية المقيمة في الظهران بالقيادة على يكون ذلك في داخل ومحيط مدينة الظهران ، ويتناقل المواطنون السعوديين بالمنطقة الشرقية أن هناك منتجعات خاصة للمواطنين الغربيين خاصة الأمريكيين منهم يقضون فيها أوقاتهم بكل حرية ، وقد استطاع العديد من المواطنين دخول تلك المنتجعات وراوى بأم أعينهم النساء الغربيات وهن بلباس البحر ، كما وان هناك مبنى في مدينة الظهران يتخذ كنيسة لممارسة الشعائر الدينية بينما يحرم المواطنون الشيعة من بناء مراكزهم الدينية !.
نظام الفصل العنصري
لنظام الفصل العنصري آثار مدمرة على الحياة الاجتماعية ويظهر ذلك جليا في المجتمع السعودي ، فالمرأة إضافة إلى كونها عنصر محطما ، مهمشا ، ليس له حقوق تذكر في ظل نظام الاستعباد ، فإنها أضحت غير قادرة على فهم الرجل وكذلك الرجل من جانبه غير قادر على فهم المرأة مما أذى إلى تحول النظرة الإنسانية لكلا الجنسين إلى مفهوم الذكورة والأنوثة ، فالرجل ينظر إلى المرأة في كونها امرأة وليس إنسان والمرأة كذلك تنظر إلى الرجل بعين التوجس والريبة والحذر والخوف، لا ترصد علاقات طبيعية بين الجنسين في المستشفيات وهي المؤسسة الوحيدة التي يسمح لكلا الجنسين بالعمل سويا، فعلاقات الزمالة التي من المفترض أن تسود قليلة ومحدودة نظرا لطبيعة النظام النفسي والتربوي الذي نشئ فيه كلا الجنسين ، وتنعدم العلاقات الطبيعة بين الجنسين وكل علاقة بين رجل وامرأة لا بد أن تكون علاقة جنسية في اغلب الأحيان كما وتمنع أي مظاهر للعلاقات بين الجنسين خارج إطار الزوجية فكل رجل وامرأة معرضين للاعتقال في حال تبث كونهما غير مرتبطين برابطة مقبولة اجتماعيا كالقرابة والزواج ، وكثير ما تقام نقاط تفتيش عشوائية داخل المدن للتدقيق في هويات المواطنين نساء ورجالا والتأكد من وجود صلة قرابة بين السائق والمرأة التي يقلها بسيارته .
الرغبة الجنسية عالية في المجتمع ويعتبر الشعب السعودي من أكثر الشعوب اندفاعا وهوسا بالجنس ، فبعد كل جنس عن الآخر يساهم في زيادة الشغف الجنسي ، يرصد ذلك في ارتفاع معدلات التحرش الجنسي في المدارس والأسواق والمجمعات التجارية ، كما أن إنشاء مؤسسة الزواج تعتبر صعبة جدا في المجتمع المحافظ ، فتكاليف الزواج تتخطى في معدلها العام مبلغ أل 30 ألف دولار ، إن صعوبة الحصول على زوجة مواطنة دفعت بآلاف المواطنين للزواج من نساء عربيات أو أجنبيات إلا أن الحكومة سنت قانون يقضي بمنع الزواج من الخارج إلا في حالات محددة ، وحظر على كافة المواطنين الزواج من امرأة غير سعودية إلا بموافقة وزارة الداخلية ويستثنى أمراء العائلة والمتنفدون من ذلك بالطبع ، ونظرا لصعوبة الزواج وتعقيداته ظهرت العديد من أنواع الزيجات كزواج الصيف والمسيار في محاولة للالتفاف على الواقع المتسم بالتخلف ، ويعتبر السعوديين ضيوفا معروفين لمؤسسات الدعارة في البلاد المجاورة نظرا لصعوبة الزواج وانغلاق المجتمع وتطبيق نظام الفصل العنصري بين الجنسين ، وفي جولة سريعة بين مواقع الانترنت الجنسية يلاحظ أن النسبة العظيمة من أعضائها من الشباب السعودي ، كما أن الشباب السعودي صاحب النسبة العليا في كتابة المواضيع الجنسية ، وتشتهر بعض المدن السعودية بأحياء للدعارة وممارسة الرذيلة والفساد على نطاق واسع ، ففي الرياض يعرف المواطنون حي" الفيصلية" وفي جده حي" الهنداوية، وفي الدمام " حي الخليج .
كما وتسجل نسبة العنوسة بين السعوديات ارتفاعا شديدا ، وأشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن عدد السعوديات المهددات بالعنوسه سوف يرتفع إلى ما يناهز أل 3 ملايين امرأة خلال الأربعة أعوام القادمة .
************
في السعودية تتدخل الدولة في كافة الأنشطة والبرامج الشعبية، لا وجود لما يعرف بمؤسسات المجتمع المدني ، الدولة تسيطر على عصب الاقتصاد والقطاع الخاص قطاع أناني يبحث عن الربحية فقط ، فمنح الشركات الأهلية فرصة حقيقية لتسيير الاقتصاد يعني بالضرورة تقليص صلاحيات العائلة المالكة، في الأعوام القليلة الماضية سمحت الحكومة بافتتاح الجامعات الأهلية إلا أن الأمراء من العائلة المالكة هم فقط الذين سمح لهم بإنشاء الجامعات، وتعاني النظم والقوانين الخاصة بالنظام الاجتماعي والاقتصادي إلى تقادم وتخلف إذ أنها مبنية على القيم الاجتماعية والقبلية، فبناء مدرسة خاصة للبنات يخضع لشروط معقدة مرتبطة بدونية المرأة في المجتمع ومكانتها المهمشة ، وإذا ما كانت الأنظمة تمنع المرأة من قيادة السيارة ولكن يسمح لها بتملك السيارات الخاصة ، والمفارقة أن صاحبة السيارة إذا ما أرادت الخروج بمركبتها لخارج المملكة لن يكفيها أن تتبث أن السيارة باسمها وان محرمها معها بل لا بد من أن تحصل على تصريح خاص من قبل إمارة المنطقة التي تعيش فيها! وفي الجامعات السعودية إذا ما أرادت الطالبة أن تلغي دراستها وتسحب وثيقتها الدراسية يجب أن تقدم إذن مكتوب من ولي أمرها موثق من جهة عمله من اجل ذلك! رغم أن الشهادة الدراسية التي بموجبها قبلت في الجامعة أمرا يخصها وحدها ! وفي العام الماضي منعت وزارة التجارة بضائع من الدخول لان عليها علامة"x" " معللة ذلك بأنها شعارا للدين المسيحي! كما وتحظر وزارة التجارة العديد من السلع لأسباب دينية وطائفية.
وتعتبر السعودية من الدول سيئة الصيت في مجال حرية الرأي والفكر والتعبير والضمير ، فالأقلية الشيعية سواء في شرق البلاد أو في إقليم نجران بالجنوب، أو في المدينة المنورة تتعرض للقمع بتفاوت ، وأسوء الأوضاع ما يعيشه شيعة المدينة المنورة ومحافظة حائل شمال البلاد حيت يحرمون من أداء صلواتهم وشعائرهم علنا مما يضطرهم لأدائها في أقبية تحت الأرض ! وقد رصدت بعض الأنشطة للطائفة الشيعية في الرياض حضرتها بعض الشخصيات الدينية وكانت تقام أيضا في أقبية البيوت خوفا من سطوات الأمن، وفي أوائل هذا العام 2005م رفع الحظر جزئيا على بناء المساجد والحسينيات في القطيف والاحساء بعد عقود من المنع والمتجول في أحياء محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية يلاحظ أن هناك عدد لا باس به من المساجد تحت الإنشاء والمرممة ، وكأن أهل المنطقة حديثي عهد بالإسلام! وذابت الحكومة على منع الشيعة من بناء مراكزهم الاجتماعية كقصور الأفراح مما حذا بالأهالي إلى إقامة مناسبات الإعراس في خيم مكيفة ، ولم تخضع إلى رقابة كافية من الأجهزة المختصة مما أذى إلى حدوث كارثة القديح الرهيبة عام 1419هـ .
وتعتبر البيئة السعودية من البيئات الاجتماعية التي تنعدم فيها حرية البحث ، فلا وجود لمؤسسات بحثية ومكتبات عامة تضم بين رفوفها المصادر الدينية والتاريخية والفكرية والثقافية والعليمة ، ويمنع منعا باتا أي تواصل بين الطائفتين الشيعة والسنية ولا تتوفر أي بنى تحتية للبحث الحر في تاريخ كلا الطائفتين ، الحياة الثقافية والفكرية مصابة بالشلل جراء منع مصادر الثقافة والفكر وعدم وجود الحوافز التشجيعية للمواطنين للإقبال على الثقافة وتحريك الحياة الثقافية نحو الايجابية والتقدم ، ويحظر البحث الحر في العديد من المواضيع المهمة والحيوية كالديمقراطية وتجديد الفكر الديني وحقوق المرأة ، في العام الماضي حكمت محكمة شرعية على مدرس في إحدى مدارس الرياض بالسجن لكونه طرح بعض الآراء على الطلاب تنتقد النظام الديني والاجتماعي الحاكم واتهم بالردة، وقضت عدة محاكم بأحكام متفاوتة على عدد من الصحفيين لنفس الأسباب .
وتشدد أجهزة الأمن المحلية الرقابة الحكومية الصارمة على حياة المواطنين، ويتعرض المتصلون بالقنوات الفضائية إلى الملاحقة والاعتقال إذا ما وجهوا نقدا إلى السلطات أو العائلة المالكة أو سياسة الدولة ، ويقبع في السجون العديد من أحرار الرأي والضمير أبرزهم ما يعرف بقادة الحركة الدستورية الدكتور على الدميني والدكتور متروك الفالح والدكتور عبد الله الحامد الذين طالبوا العائلة المالكة بالتأسيس لمملكة دستورية على غرار الكويت المجاورة .
لا يعترف في السعودية بأي مذهب إسلامي سوى مذهب الوهابي وان كان المشايخ الوهابيون يكنون الاحترام المتحفظ للمذاهب الأربعة السنية ، ويسيطر خطاب ديني متشدد مبتنى على القواعد العقائدية والفقهية للمذهب السلفي الذي وضع قواعده وأركانه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتحظر دعاوى التجديد في المذهب وتعتبر من البدع ، ويكن أتباع المذهب السلفي في أدبياتهم وبحوثهم العقائدية والفقهية عداء صارخا للشيعة والصوفية واليهود والمسيحيين
وقد وضع علمائهم العديد من قواعد المعاملة معهم وتتسم بالتحفظ والعدوانية ، ويتعرض أتباع الطائفة الشيعية لتمييز وقمع شديد بناء على ذلك، وقد أصدرت المحاكم الشرعية العديد من أحكام الإدانة بحق مواطنين من الشيعة لمجرد تعبيرهم عن أرائهم العقائدية أو ضبط مطبوعات خاصة بالمذهب الشيعي ويكاد لا يمر عام هجري إلا وقد حكم على عدة أشخاص بأحكام شرعية تتراوح ما بين الجلد والسجن ، وتمنع الطائفة الشيعية تماما من أي حركة باتجاه توضيح عقائدها ومبانيها الفقهية داخل المملكة ، وفي العام الميلادي الفائت لم تسمح الحكومة ببث قناة الأنوار الفضائية عن طريق قمر "العربسات" لكونها قناة شيعية صرفه .
إن نظام يقوم على الملكية المطلقة ومذهب ديني متشدد واضطهاد يمارس بعدوانية ضد أصحاب الآراء المناهضة والأقليات الدينية والأديان الأخرى والشعوب المجاورة يساهم دون شك في استفحال الظواهر الإرهابية والعنفية والعصبية العمياء داخل المجتمع وهذا ما تعاني منه المملكة السعودية ، فالملكية المطلقة ساهمت في استفحال الفساد المالي الإداري وشيوع البطالة والاستبداد و القهر وبالتالي إرهاصات اجتماعية واقتصادية ونفسية عديدة، وتجريد البيئة الاجتماعية من نسائم الحرية والمعرفة والإبداع خلق احتقان شديد وأمراض نفسية حولت شخصية الإنسان السعودي إلى ذات متخلفة، أنانية، متعصبة ، منغلقة، كما أن عقود من التعتيم وانعدام الشفافية وإقصاء الآخر حول الفرد السعودي إلى إنسان تفوح منه رائحة الحقد والكره والبغضاء تجاه الآخرين وانعدام التطلع نحو التغيير والتجديد .
إن الإنسان السعودي إنسان في حقيقته وجوهره ذات متخلفة لا تتمتع بأي قدر من الثقافة أو السمو وكل ما تسعى إليه هو اللذة والحصول على المنافع المادية ، القمع السياسي والاجتماعي حوله إلى إنسان يمارس الاضطهاد بنشوة واعتزاز دون وازع من ضمير وأخلاق ويجد المبررات اللازمة في فتاوى الفقهاء السلفيين لممارسة المزيد من إذلال الآخرين، الإنسان السعودي يعيش في المدن الكبيرة ويمتطي السيارات الفارغة ويسكن الفلل الواسعة إلا أن عقله وذاته ما تزال هناك في الصحراء القاسية ، وعقله يحمل قيم البداوة المتخلفة التي لا تمس للحضارة والمدنية بصلة .

الانتخابات البلدية
نظرا للضغوط الغربية المتزايدة، والاحتقان الداخلي الشديد، والوضع الاقتصادي المزري،
قررت الحكومة تنظيم انتخابات بلدية جزئية، كانت الانتخابات تجرى سابقا في عهدي الملك سعود والملك فيصل قبل تجميدها بمرسوم ملكي ، الإقبال وفقا لمعظم الإحصائيات كان ضئيلا، بينما كان الإقبال على الاكتتابات التجارية لبنك البلاد وشركة الاتصالات الجديدة "موبايلي" وغيرها منقطع النظير، فقد بلغت نسبة المكتتبين في بنك البلاد 40% من عدد السكان ، وبلغ حجم الاكتتاب في شركة موبايلي حوالي 8 مليارات دولار في رقم يفوق عدد الأسهم المطروحة ، في بعض المناطق كان الإقبال جيدا كالمناطق الشيعية ، فقد اقبل الناخبون الشيعة كمن يتعلق أمله بفرصة يائسة لاتباث الوجود وتحقيق مكاسب ، تنبهت الحكومة لهذا الأمر منذ بدايته فمنحت القطيف والاحساء مجلسين مستقلين ، القطيف بالذات طالبت منذ البداية بان يكون لهم مجلسا مستقلا فاستجابت الحكومة ، استبشر الأهالي بذلك وما علموا أن تحقيق مطلبهم لم يكن سوى تحقيقا لأهداف إمارة المنطقة الشرقية و أهالي المناطق المحيطة بالقطيف ، فالإمارة ممثلة بأمير المنطقة تخشى من سيطرة الشيعة على المجلس البلدي نظرا للثقل الديمغرافي للقطيف ، والعزوف المتوقع للناخبين السنة والإقبال الكثيف من قبل السكان الشيعة ، من جانب آخر خضعت الانتخابات البلدية للأعراف القبلية والقيم الدينية بكل ما تحمله من طائفية وبغضاء ، فصدرت دعاوى للانتخاب خاصة في المنطقة الشرقية حتى لا يستأثر"الروافض" بمقاعد المجلس، وفي المناطق الأخرى كالرياض وجده أطلق رجال الدين والمرتبطين بهم الدعوى للأهالي للانتخاب شخصيات معينة مقربة من رجال الدين حتى يفوتوا الفرصة على أل"العلمانيين" والليبراليين من دخول المجلس ، المجلس البلدي السعودي في نهاية الأمر ليس سوى مجلس استشاري ، وثقل السلطة يتركز في إمارات المناطق ومجالسه بقيادة أمير من العائلة المالكة .

جولة في المجتمع السعودي
تمنع المرأة السعودية من الحركة والتنقل دون ارتداء العباءة التي تغطيها من رأسها لاخمض قدميها ، وتمنع من الاختلاط بالرجال ويسود نظام قمعي للفصل بين الجنسين، جميع المعارض العامة يخصص أيام منها للرجال وأخرى للنساء ، وتعزف المكتبات الحكومية عن استقبال النساء بدعوى حرمة الاختلاط، إلا أن بعض المكتبات الحكومية تستقبل النساء في أيام محددة من الأسبوع، معظم الأنشطة الترفيهية تخصص للعائلات وتسيطر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حركة الشارع ويلاحق عناصرها المخالفين من الجنسين ، تنشر الصحف بين فترة وأخرى دعوات لمواطنين من الجنسين للمزيد من الفصل ، حتى وصل الأمر إلى اقتراح طبيبة سعودية بإنشاء مستشفيات ودور رعاية خاصة للنساء فقط وإلغاء نظام المستشفيات المختلطة ، وتنتشر في بعض المدن خاصة الكبرى منها مجمعات نسائية مغلقة ، واقترح بعض المواطنين إغلاق محلات بيع الخياطة النسائية التي تكون العمالة فيها من الرجال وقصر العمالة على النساء فقط لما يمثلونه من خطر على الأخلاق العامة! ، ويسود التحفظ والتعتيم على كافة أوجه الحياة في السعودية ، علاوة على سيادة نظام الفصل العنصري يسود التمييز الطائفي ضد الشيعة فبينما يحرم الشيعة من بناء المساجد في المناطق التي يقطنوها في مدن الدمام والخبر والرياض والمدينة المنورة تعج القطيف والاحساء بالمساجد السنية التي ترفع أدانها عاليا وقت الصلاة بينما يجرم الشيعة إذا ما رفعوا الأذان وفقا للمعتقد الشيعي وقد أقدمت فرقة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قتل احد الشيعة من كبار السن يدعى احمد الملبلب من أهالي الاحساء لمخالفته التعاليم التي تقضي بعدم رفع الأذان على الطريقة الشيعية ، وحتى بناء المقابر يحرم المواطنون الشيعة من بنائها فالأهالي الشيعة في الدمام والخبر محرمون إلى هذا اليوم من بناء مقبرة لدفن موتاهم ويضطرون لدفن المتوفين في مقابر سيهات والقطيف والاحساء ! ، وفي نهاية شهر رمضان يخشى الشيعة من دعوة مواطنيهم العلنية للصيام إذا ما أعلنت المؤسسة الدينية الرسمية حلول عيد الفطر.
ويجبر أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم أوقات الصلاة وإيقاف كافة أنشطة البيع والشراء ويتعرض المخالفون إلى عقوبات الغرامة والسجن ، وتتعطل الحياة في أوقات الصلاة فحتى محطات البنزين والصيدليات تغلق أبواها مما يعطل المصالح العامة والخاصة وتشاهد في العديد من الأحيان السيارات المدنية بانتظار انتهاء وقت الصلاة لملء خزاناتها بالوقود ، وفي مدن عدة تلاحق فرق الهيئة الشبان السعوديين لإجبارهم على الصلاة ويتعرضون لعقوبات مادية ومعنوية إذا ما رفضوا الاستجابة لأوامر رجال الهيئة .
وتعج المكتبات بالكتب التي تهاجم العقائد الأخرى خاصة العقيدة الشيعة وتطبع على نفقة الحكومة ورغم التقارب مع القوى الشيعية سياسيا كإيران والحكومة العراقية والنتائج الخطيرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا أن المسار العقائدي لم يتغير كثيرا وقد صرح الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بعدم إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما تطالب بذلك قوى في الولايات المتحد ة ومن داخل البلاد أيضا.
وفي سلك القضاء لا تقبل شهادة المواطن الشيعي ويمنع الزواج من الشيعة إلا أن زواج المواطنات الشيعيات من مواطنين من المذهب السني حدث في بعض الأحيان دون أن تستطيع القوى الاجتماعية الشيعية تدارك الأمر، في عام2004م تقدم مواطن من دولة عربية بطلب الزواج من مواطنة شيعية من البحرين إلا أن المحكمة الشرعية في محافظة القطيف رفضت الطلب واشترطت على المرأة تغيير عقيدتها ، وقد رصدت العديد من الحالات المشابهة في هذا المضمار.
في السعودية تحظر المظاهرات وتنعدم قنوات للتعبير عن الرأي والمخزون الباطني للفرد والجماعة ، وقد أوقف العشرات من الأشخاص ومنع العديد من الكتاب من الكتابة في الصحف المحلية ، بل وتمنع مؤلفات العديد من المواطنين السعوديين الذين لم يواجهوا سلطات الدولة الأمنية فالوزير غازي القصيبي له العديد من الكتب الممنوعة من التداول داخل البلاد رغم كونه وزير في الحكومة وشغل العديد من المناصب الحكومية ، ويضطر الكثير من الكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي إلى تهريب الكتب والمطبوعات الأخرى بطرق مختلفة في النقاط الحدودية وقد أشار بعضهم إلى ذلك في أعمدتهم الصحفية ، ولا تمارس الحكومة أي ضغوط حقيقة على السلفيين أصحاب الفتاوى التكفيرية فالمنتديات الالكترونية التي تكفر الشيعة غير محجوبة والشيخ فهد العودة الذي اشتهر بتكفيره الشيعة في كل محفل والشيخ ناصر العمري الذي حث الحكومة على تهديم مساجد الشيعة وسجن شيوخهم وإجبارهم على التحول إلى المذهب الوهابي أحرار طلقاء ولم ترصد أية اعتقالات لمشايخ وهابيين كفروا المواطنين الشيعة ولم تمنع وزارة الإعلام أي مطبوعات تندد بالمذهب الشيعي .
وتنتشر الكتيبات بكافة لغات العالم لتشرح للمسلمين المقيمين السلوك الذي يجب اتخاذه تجاه غير المسلمين عبر فتاوى المشايخ الوهابيين التي توزع في كل مكان وتوضع كملصقات إعلانية في المحال التجارية والمساجد وأماكن التجمع السكاني، ومن أمثلثها حرمة السفر إلى البلاد الأجنبية مع غير الضرورة ، وعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة ، وحرمة إطلاق كلمة "أختي" على الممرضة الأجنبية لأنها كافرة، وقد أعلن احد مسئولي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض العاصمة أن أي مواطن سعودي يبتعث للخارج لا بد له أن يتلقى دورة دينية موثقة قبل السماح له بالسفر ، وتشمل الدورة على دروس في كيفية التعامل مع أهل البلد والأحكام الشرعية المختلفة التي قد تواجه الطالب المتغرب ، إضافة إلى دروس مختلفة في كيفية الوقاية من الانحراف والحفاظ على العقيدة .
ويفتي العلماء الوهابيون أن التصوير "حرام" بكافة أنواع وانه يؤدي إلى تقديس الأشخاص وعبادتهم دون الله إلا أن صور أمراء العائلة المالكة تملئ الوزارات الحكومية ، وتظهر في المدن السعودية مدى سيطرة العائلة المالكة ، فجميع المؤسسات العامة تقريبا تحمل أسماء الملك وولي عهده ونائبه الثاني وأمراء المناطق، في محافظة القطيف افتتحت مدينة رياضية أطلق عليها اسم "مدينة القطيف الرياضية" وبعد عدة أشهر فقط أزيلت اللوحة ليغير اسم المدينة إلى" مدينة الأمير نايف الرياضية" !
وينتشر العنف ضد المرأة على نطاق واسع في المجتمع السعودي، وقد تعرضت المئات من
النساء السعوديات لاعتداءات جسدية من جانب أزواجهن أو أقاربهن دون توفر ضمانات قانونية رادعة ولعل أشهرها قضية المذيعة التلفزيونية رانيا ألباز التي تنازلت عن حقها في القضية مقابل حضانة أطفالها، وتواجه المرأة السعودية صعوبة جمة في الحصول على الطلاق وعادة ما يتم الطلاق مقابل تنازلات من جانب الزوجة ، نشرت إحدى الصحف المحلية تحقيقا مثيرا عن قضايا الطلاق المرفوعة في محاكم المنطقة الشرقية ، بعض النساء يعانين من عاهات دائمة جراء الضرب المبرح ويشترط الأزواج لتطليقهن أن يتنازلن عن دعاوى التعويض وحقهن الخاص في غياب كامل لحكم القانون .
ويعاني المجتمع من انعدام الشفافية فالتعتيم يسود كافة أوجه الحياة الإنسانية في المجتمع ولا توجد معلومات مفصلة وواضحة للكثير من القضايا السياسية والاجتماعية كدخل الدولة من النفط وأوجه صرفه وعدد السعوديات في دور الأحداث والسجون ووضعهن القانوني والاجتماعي بعد انقضاء مدة العقوبة وحقيقة التمييز ضد الشيعة وغير ذلك الكثير .
ومن جولة سريعة في المدن السعودية يلحظ الزائر تهالك الطرق الداخلية والخارجية وان نسبة كبيرة من المدارس الحكومية مستأجر والعديد منها قديم ويحتاج إلى تجديد، كما أن مراكز الرعاية الصحية مقراتها مستأجرة أيضا ، وتعاني الخدمات الصحية من تدنى في الرعاية الأولية ونقص المعدات وضعف الكفاءات ، كما أن التمييز الطائفي يشملها أيضا ، ففي المنطقة الشرقية يتم نقل الكفاءات الطبية إلى مستشفى الدمام المركزي بينما تعاني الخدمات الصحية في القطيف ذات الأغلبية الشيعية من قلة الكفاءات الطبية بسبب نقلها للعمل في الدمام والخبر حيث أن معظم سكانها من الطائفة السنية ، كما وتعاني مقرات الوزارات والدوائر الحكومية من القدم والحاجة إلى التجديد، كما أن التقدم العمراني للمدن سيء ولا يتناسب مع حجم الثروة النقطية الهائلة ، فمدينة الدمام مبانيها قديمة لا تعكس صورتها الحقيقة كعاصمة لمنطقة النفط الأولى في العالم اجمع.
وتعاني الدوائر الحكومية من البيروقراطية واستشراء الفساد والمحسوبية والطائفية ، فافتتاح مشروع صغير لا يتجاوز رأس ماله 3000 دولار يحتاج إلى 6 شهور على الأقل، وفي العام الماضي نشرت الصحف أسماء الطالبات المقبولات في الكلية الصحية للبنات في الدمام وبعد يومين أعلن استثناء 90 طالبة جلهن من محافظة القطيف بدعوى أن أسمائهن نشرت خطاً وأنهن في قائمة الاحتياط، كما استثنى جهاز الحاسب الآلي عدة مدرسات من العمل في قطاع التعليم وجميعهن من محافظة القطيف ! ، ورفضت العديد من طلبات الالتحاق بالجامعة في كليات الطب لطالبات من القطيف رغم حصولهن على معدلات عالية جدا ، كما لم يعين الجهاز التعليمي في المنطقة الشرقية أي مدرسة شيعية لمنصب مديرة مدرسة أو عميدة كلية لأسباب طائفية ، وتستشري المحسوبية والنزعات القبلية والرشاوى على قطاعات واسعة من دوائر الدولة ، فبعض الدوائر والمؤسسات يغلب عليها الانتماء لقبيلة معينة ، ويتطلب نقل الموظفين والموظفات من مناطق عملهم إلى مناطق أخرى دفع رشاوى مالية أو عينية أو الاستعانة بالقيم القبلية والطائفية والمصالح الشخصية الواسعة الانتشار .

اضطهاد العمال الأجانب
يتعرض العمال الأجانب في السعودية إلى مشاكل خطيرة من أهمها غياب الضمان القانوني لحقوقهم الإنسانية في بلد ينعدم فيه حكم القانون ويسير بالأهواء والمصالح ، في أوائل هذا العام 2005م حظرت الحكومة الاندونيسية عمالتها من التوجه للعربية السعودية بعد ازدياد قضايا الاضطهاد ضد مواطنيها بدون حماية حكومية حقيقة ، ومن القضايا التي أثارت الرأي العام قضية الخادمة الاندونيسية " نور مياتي" والتي نقلت للمستشفى اثر إصابتها بضربات خطيرة في يدها ورجليها تطلب جراحة عاجلة أدت إلى بتر أجزاء من جسدها ، اعتقل مخدومها وزوجته واتهما بضربها وانتهاك حقوقها إلا أن المحكمة برئتهما واتهمت بالمقابل الخادمة بأنها افترت عليهما وان إصابتها جراء حادث عرضي وبررت زوجة مكفولها ضربها للخادمة لكونها تخرج دون ملابس داخلية في فناء البيت !
وتعرض العديد من الخدم والعاملين الأجانب إلى انتهاكات مختلفة ،ولعل الانتهاكات الجنسية تعد الأخطر ، ويكاد لا ينقضي أسبوع حتى تسجل حالة واحدة على الأقل لاعتداء جنسي موجه ضد خادمة أو عاملة من الفلبين أو اندونيسيا وغيرها من البلدان المصرحة ، إضافة إلى الاعتداءات الجسدية الأخرى من قبل الكفيل السعودي أو زوجته أو أبنائه ، ولا يسمح للعمالة الأجنبية بممارسة شعائرها الدينية على نحو الإطلاق، العمالة من الطائفة الشيعية في القطيف كانت تمارس شعائرها في يوم عاشور إلا أنها منعت من ذلك وهدد القائمين عليها بالسجن والطرد من البلاد، كما تغيب أية جزاءات وإجراءات قانونية واضحة لضمان حقوق العمالة الأجنبية ، ويعمل العمال الأجانب في المحلات التجارية والمؤسسات الخاصة ساعات عمل طويلة دون عائد مجزي يتناسب مع المجهود الجسدي والنفسي المبذول ، وانتشرت في السنوات الماضية ظاهرة بيع التأشيرات والمتاجرة بها من جانب المواطنين السعوديين وعلى رأسهم أمراء العائلة المالكة ، فالعامل الأجنبي عليه دفع اكثرمن 3000 دولار في المتوسط ليحضا بفرصة عمل متواضعة في البلاد ، وفي العديد من الأحيان يترك العمال القادمين للعمل ليهيموا في المدينة التي يقطنها كفلائهم للبحث عن فرصة عمل مناسبة بشرط أن يدفع للكفيل مبلغ مالي كل شهر نظير الكفالة ، وكثير من هذه العمالة لجأت بسبب ذلك إلى التجارة والكسب بطرق مشروعة وغير مشروعة وساهمت بذلك في استنزاف الاقتصاد وشيوع الفوضى وزيادة نسبة البطالة بين المواطنين .

الإرهاب والديمقراطية في البيئة السعودية
إن العديد من الإرهابيين الإسلاميين الدوليين هم من نشى وترعرع على الأقل عدة سنوات من عمره في المملكة السعودية ، فاسأمه بن لادن وأيمن الظواهري وكبار قادة القاعدة تعلموا في المدارس الدينية السلفية السعودية، والمئات من المجاهدين في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك واليوم في العراق هم من السعوديين، إن الذين يقومون بعمليات انتحارية ضد التجمعات السكانية والدينية الشيعية وقوات الأمن العراقية والقوات الأميركية اغلبهم سعوديون ومن جنسيات عربية أخرى تخرجت من المدارس الدينية التي تدار وتمول برأس مال سعودي، سعد الفقيه المعارض للنظام السعودي ويسعى لإسقاطه، موقفه من شيعة الجزيرة العربية واضح تماما فهو سيدعوهم حال تسلمه مقاليد السلطة للإسلام الصحيح أو القتل ! فتاوى الوهابيين تملا أصقاع العالم ، تلك الفتاوى التي تكفر الشيعية وتخرجهم من دائرة الإسلام ، وتدعوا المجتمعات الإسلامية السنية إلى كره الأقلية الشيعية ، وبغض المجتمعات والشعوب الغير مسلمة ، في السابق استغلت الحكومة السعودية الوهابيين والإسلاميين المتشددين لحرب الشيوعية التي كانت خطرا محدقا بالنظام السعودي الموالي للغرب ، وبعد انهيار الشيوعية اتجه الإسلاميون وفي مقدمتهم زعماء تنظيم القاعدة إلى محاربة الغرب والولايات المتحدة وحكومات الشرق وعلى رأسها الحكومة السعودية ، إن الانشقاق في المذهب السلفي ما بين مؤيد للنظام السعودي ومعارض له هو انشقاق سياسي وليس عقائدي، فالنظام السعودي يستغل العلماء الموالين له في مصالحه ومآربه في الداخل والخارج ، وهذا ما لا يرضي التيار السلفي الذي شق عصا الطاعة وأعلن الحرب عليه ، ويطالب اسماه بن لادن وآخرون الحكام السعوديين إلى مقاطعة الولايات المتحدة والغرب عموما والضغط عليهم تحقيقا لروىء غير واقعية على المدى الطويل ، ومكاسب آنية محددة كانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وانسحاب أمريكا من العراق وأفغانستان وعدم التدخل إطلاقا في شئون العالم الإسلامي وترك الشرق الإسلامي وشانه إلا أن هذه المطالب ليست سوى مقدمة لتحقيق أجندة أعمق واخطر من ذلك، لأنهم يريدون الانطلاق من العراق وأفغانستان لتأسيس المنظمة الإسلامية الدولية ذات الأصول الفقهية والعقائدية السنية وتدمير كافة المذاهب الغير منضوية تحت لواء الإسلام السني وإسقاط الحكومات العربية وحكومات الدول الإسلامية لتوحيدها كليا أو جزئيا تحت لواء الخلافة الإسلامية العالمية والانطلاق منها لغزو العالم وإجبار شعوب الأرض قاطبة على اعتناق الإسلام أو الجزئية أو القتل! إن هذه الأجندة زرعت في عقول آلاف المتلقين للعلوم الشرعية في العربية السعودية بشكل أو بآخر، لذلك تستحكم رو ح التعصب والميول العدوانية تجاه الآخرين في الشخصية الدينية السعودية، ليتوارى الانفتاح وروح التسامح لتسود العصبية السوداء والإرهاب المدمر.
الشعب السعودي هو شعب ضد الديمقراطية والانفتاح بسبب التزمت الديني الذي ينبع من كافة أوجه الحياة في السعودية ، خاصة في التعليم والثقافة الأحادية الجانب ، المنغلقة كما وكيفا ، لذلك لا تجد في المطالب الشعبية اتجاه حقيقي نحو الانفتاح والديمقراطية بل إن مطالب الإصلاح تتركز حول التوزيع العادل للثروة والإصلاح الإداري والاقتصادي ومعالجة قضايا الفساد ، أما حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق المرأة ودولة المؤسسات والقانون وسن دستور محكم للدولة والمشاركة الشعبية فبعيدة كل البعد عن اتجاهات النخبة والقادة الشعبيين والعامة ، والمنادين بها شرائح من المجتمع اغلبها من أصحاب التوجهات الليبرالية التي لا تحظى بتأييد واسع في صفوف الشعب ، أما علماء الدين المنادين بالإصلاح فأنهم يقرون بالمطالب الشعبية علاوة على إصلاح القضاء وإعادة هيكله وفقا للموازين الشرعية ، أما الشيعة فان جل همهم هو إلغاء سياسة التمييز الطائفي والسماح لهم بإقامة شعائرهم بحرية واسعة وان يقبلوا كمواطنين متساويين مع اقرأنهم من المواطنين السنة ، لتتوارى في نهاية الأمر قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات وتعد من القيم الغربية التي لا ينادي بها سوى ذوو الاتجاهات الغربية بمعزل عن قواعدهم الشعبية .

كيف تولد البيئة السعودية الإرهاب والإرهابيين
باعتقادي فان البيئة السعودية تعتبر أرضا خصبة وتربة صالحة تماما لإنتاج الخلايا الإرهابية ، وجميع الاتهامات الموجهة ضد الشعب والنظام في المملكة حقيقة لا جدال فيها ولا ينكرها سوى النظام السعودي وأنصاره للأسباب التالية:

1- انغلاق البيئة السعودية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا.
2- الفتاوى والآراء العقائدية والفقهية المتسمة بالعداء للأخر سواء في داخل الدائرة الإسلامية أو خارجها .
3- التعليم الديني المحرض على العنف والكره والبغضاء طيلة مئة عام هي عمر الدولة السعودية الحديثة .
4- انعدام الحرية الشخصية والاجتماعية والثقافية والسياسية مما يولد أنواعا مختلفة من الكبت المؤدي للتنفيس السلبي عن مكنونات الدهن والنفس .
5- الفصل بين الجنسين وما ينتج عنه من تدهور للحياة الاجتماعية السوية وشبق جنسي عارم ورتابة للحياة الفردية والعامة.
6- التدهور الاقتصادي خلال العشرين عاما الماضية.
7- استئثار العائلة المالكة بكافة أوجه الحياة وعدم إتاحة الفرصة للشعب للتعبير عن ذاته عبر مؤسسات المجتمع المدني وغيرها من قنوات التعبير والتغيير والتطوير الحضاري.
8- التمييز بين المواطنين لا سيما ضد الشيعة مما يولد حالة من العداء الصارخ ضد هذه أتباع هذا المذهب ، وكذلك التمييز القبلي والمناطقي الذي يساهم في ادكاء روح العداوة والبغضاء .
9- عدم تطور مناهج التعليم السعودية وكذلك النظام التربوي السعودي .

إن ما يشاع في المجتمعات الإسلامية ومنها المجتمع السعودي إن الشعوب الغربية شغوفة بالحياة وملذاتها بينما تنتشر في دول الشرق الإسلامي العمليات الإرهابية ذات الطبيعة الانتحارية ، كالسعودية ومصر والعراق، أمر لا شك في صحته إلا أن أسبابه تبدوا بعيدة عما يقوم بتفسيره الإسلاميون من شيعة وسنة ، ذلك أنهم يقولون بان الإنسان الغربي يحب الدنيا ويكره الآخرة بل إن ماله في الآخرة إلى النار لذلك فهو يقبل على الحياة لأنه مصيره غامض في الدار الآخرة بينما الفرد المسلم يعيش الحياة الدنيا من اجل الآخرة والعيش في الجنة، بينما تكمن الأسباب الحقيقية في كون الإنسان الغربي لا يعيش الكبت وإرهاصات الذل والهوان والتهميش بل انه يتمتع بكافة حقوقه الإنسانية من أهمها الحرية والعدل والمساواة وحق الوصول لأعلى المراكز السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ينما يعاني الإنسان العربي من اليأس وفقدان الأمل في التغيير وإبراز مواهبه وقدراته عبر القنوات المشروعة ، لذلك فانه يتجه إلى ممارسة الإرهاب كرغبة باطنية في إحداث التغيير ، ويقدم على تنفيذ العملية الانتحارية الإرهابية عله يحصل في الدار الآخرة على ما فقده في الدنيا كما أن العملية الانتحارية تعتبر علامة من علامات اليأس واجتماع عوامل الإحباط والبؤس في ذاته المعذبة .
لم يعد الجنس في الغرب مشكلة بأي حال من الأحوال فالإنسان هناك يمارسه منذ بلوغه ويتفرغ لتحقيق آماله وتطلعاته وأحلامه في هامشا واسعا من الحرية والأداء السياسي والاقتصادي والتنظيم الاجتماعي المتقن ، بينما يبلغ الإنسان العربي الثلاثين من عمره ولم يروي بعد رغباته الجنسية الطاغية بل انه عندما يتزوج بشق الأنفس فان زواجه من امرأة واحدة لا تعوض سنوات الحرمان الطويلة وأعوام الكبت الذي ارهقة جهازه النفسي والعصبي ولربما الجنسي أيضا ، وعندما يستقر الإنسان العربي في حياته العائلية ويكبح جماح الرغبة الجنسية كبتا أو ارتواء فانه يواجه تقدمه في السن ومشاكله الاقتصادية والعائلية إلى جانب آثار التخلف السياسي والاجتماعي ، انه يعيش في دوامة مثقلة بالتخلف والبؤس والإرهاصات التي لا تنتهي جراء الصراع على السلطة والفساد الاقتصادي والمشاكل الاجتماعية العميقة نتيجة غياب مشاريع الإصلاح وانعدام التطور الإنساني مما يحوله إلى ذات خانعة ،خاضعة، ومخلوق استهلاكي غير منتج .

اتجاهات الإصلاح في العربية السعودية
ينشط في داخل البلاد وخارجها تيارا إصلاحيا ذو توجهات ليبرالية ، يدعو إلى قيام ملكية دستورية قائمة على تحديد صلاحيات الملك والعائلة الحاكمة ، وتأسيس نظام سياسي يتألف من ثلاثة سلطات منفصلة عن بعضها البعض وفقا لدستور يشترك الشعب والعائلة المالكة في سنه، وعلى ضوء هذا الدستور تبتنى مؤسسات المجتمع المدني ويتحرر الاقتصاد من السيطرة الحكومية ويسود حكم القانون وتتقلص سلطة الدولة داخل المجتمع لتتاح الفرصة للتيارات والأفراد لإدارة شئونها بمعزل عن الحكومة، إلا أن هذا التيار نظرا لاعتباره الدين احد مصادر التشريع ومرتكز حضاري من عدة مرتكزات موازية يواجه صعوبة في الحصول على التأييد اللازم من قبل شرائح وفئات الشعب التي يغلب عليها التدين والتحفظ والتمسك بالتقاليد المتوارثة ، الشعب السعودي سيرته طوال عقود المؤسسة الدينية الرسمية ولم يسمح له بتلقي الأفكار الأخرى في انغلاق قل نظيره في القرن العشرين .
في المقابل ينشط التيار الديني الإصلاحي والذي يدعوا إلى إصلاح الأوضاع المالية والاقتصادية والإدارية والقضائية في ظل الملكية المطلقة ، بينما يطمح الشيعة إلى الإصلاح دون التطرق للملكية الدستورية رغم ميلهم إلى قيام نظام دستوري واضح المعالم ، فالملكية الدستورية حلا ناجعا لمعظم اشكالياتهم مع الدولة وبقية شرائح وفئات الشعب لا سيما التيار السلفي الحاكم الذي يمسك بزمام الأمور ، ويبرز أيضا التيار الديني المحافظ الذي لا يرغب في أي شكلا من أشكال الإصلاح سوى المزيد من الرفاه الاقتصادي لامتصاص الغضب والنقمة الشعبية والتي بدورها تساهم في زيادة الاحتقان وبروز مشاكل الدولة إلى العلن .
العائلة المالكة من جهتها لم تقدم بعد على أية إصلاحات حقيقة معتبرة ، أنها مترددة جدا ، ولم تحدد موقفها من الإصلاح ، أنها تتفق مع كافة أطياف الشعب على ضرورته ،هذا ما صرح به الأمراء السعوديون الكبار إلا أن معطياتهم في هذا المضمار تبقى غامضة وغير واضحة ، ، لعل المرحلة القادمة مع تسلم الملك الجديد عبد الله مقاليد الحكم ستوضح المعالم الأساسية ولربما النهائية لماهية الإصلاح في نظر العائلة المالكة ، في نظري لن يتخطى التغيير المرتقب حدود الإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي وقليلا من الإصلاح الاجتماعي والديني بحيث لا يتخطى الخطوط الحمراء وفي ظل الملكية المطلقة التي لا مساومة على بقائها ، في السنوات الماضية أنشى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وعقد ثلاثة مؤتمرات نوقشت فيها أهم القضايا على الساحة السعودية إلا إنها عقدت خلف أبواب موصدة وفي ظل تحفظ حكومي وتكتم إعلامي وشابها الكثير من التشنجات ورفعت توصيات للملك عبد الله الذي كان في ذلك الوقت ولي للعهد إلا أنها لم تأخذ حظوتها من التنفيذ والتطبيق لافتقار البلاد مؤسسات دستورية وقانونية تأخذ على عاتقها وضع التوصيات والتشريعات في أيطار قانوني واضح وملزم.
وفي بداية 2005م أجريت الانتخابات البلدية الجزئية وكان الإقبال عليها ضعيفا بشكل عام، وتعتبر في مضمونها الواقعي مجالس استشارية غير ملزمة، ولم تباشر عملها بعد.
إن استحكام نظام العبودية وسيطرة القوى المستبدة في بعض الشعوب ومنها الشعب السعودي قد يكون أمرا شائعا، وتناضل الشعوب من اجل الاستقلال والحرية والعدل والمساواة إلا أن الأمر الذي ربما عجز عنه جميع محللي ومنظري علمي النفس والاجتماع كيف أن بعض الشعوب ومنها الشعب السعودي ترفض الحرية بل وتحارب أي جهة ترغمه على الخروج من دائرة الاستعباد والقمع والدكتاتورية إلى الحرية والأمل والنور، فمن بين أكثر من 14 مليون إنسان هم مواطنو العربية السعودية ليس إلا أفراد معدودين على أصابع اليد يناضلون من اجل الديمقراطية وحرية وكرامة الشعب أما البقية فليس سوى مجموعة من المعارضين السياسيين الذي يطرحون نظام لا يقل شمولية عن نظام آل سعود ، مجرد صورة أخرى من نظام مستبد يراد له أن يستحكم بالرقاب الآدمية من جديد، وينشر البؤس والخراب في ربوع الجزيرة العربية .



#احمد_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد العلي - سياحة في البيئة السعودية