أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - بارقة أمل من بيت حانون؟!














المزيد.....

بارقة أمل من بيت حانون؟!


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما سرقت الأحداث الأمنية في العراق صدارة نشرات الأخبار لفترة ليست بالقصيرة، عادت الأخبار القادمة من الأراضي الفلسطينية إلى المقدمة مرة أخرى بعد المذبحة التي ارتكبتها المدفعية الإسرائيلية بقرية بيت حانون بقطاع غزة والتي راح ضحيتها ثمانية عشر فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. لقي الحدث ردود أفعال قوية في معظم بلدان العالم من ضمنها إسرائيل ذاتها وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة. فقد أعربت إسرائيل عن أسفها! وبررت بغرابة شديدة هجوم المدفعية بخلل في مدافعها أدى إلى إصابة الهدف المدني عن طريق الخطأ! علامات تعجب كثيرة حول هذا الهجوم البربري الذي من شأنه أن يزيد المسائل تعقيداً في ما يتعلق بحاضر ومستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي استبدلت الجهود المشتركة لحله بالعنف والعنف المضاد، بعدما ماتت عملية السلام.

الحدث البشع لا ينبغي أن يمر مرور الكرام كغيره من الأحداث الدموية التي يروح ضحيتها الأبرياء. فالحدث يبدو كما لو كان نتيجة للاحتقان الذي تشهده الساحة الامنية في قطاع غزة في الاونة الأخيرة أو ربما انتقاماً مقصوداً من الجماعات الفلسطينية المسلحة التي تستمر في قذف إسرائيل بالصواريخ من، وهي الصواريخ التي أقلقت مضاجع السياسيين الإسرائيليين رغم أنها لا تهدد المناطق المأهولة سكانياً في إسرائيل. وقد تسببت أعمال العنف والانتقامية المتبادلة في تعطيل اتفاقات أوشك الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على التوصل إليها برعاية مصرية بشأن تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير بعدد من الأسرى الفلسطينين. التبرير الإسرائيلي للحدث لا يبدو منطقياً على الإطلاق، إذ كيف لمدفعية الجيش الأكثر تجهيزاً في المنطقة وربما العالم أن تخطيء هدفها بهذه السهولة؟ هذا فضلاً عن أنه كعادة الإسرائيليين لم يعلنوا عن أية العقوبات بحق المتسببين بالخطأ المزعوم إن وجد.

لا يبدو في الأفق أن الحدث سيتم التعاطي معه بطريقة مختلفة فلسطينياً أو إسرائيلياً أو عربياً أو دولياً فعلى المستوى الفلسطيني يسود الاعتقاد بأن العمل العسكري المضاد والانتقام بالعمليات المقابلة هو السبيل الأمثل في ظل تمسك حركة حماس الإسلامية بالحرب والقتال والعنف كسبيل وحيد للتعامل مع الإسرائيليين. ولا ينتظر ان يتوقف قيادات حركة حماس عن تخليهم الكامل عن المسار السياسي التفاوضي الذي يأتي في إطار إيمان هذه القيادات بضرورة تمديد الصراع إلى أجل غير مسمى أملاً في حدوث انقلاب في ميزان القوى بالمنطقة يطيح بإسرائيل من المنطقة. أما على المستوى الإسرائيلي، فلا يتوقع أحد من المراقبين حدوث تغير في سياسة إسرائيل القائمة على الردع الصارم ، ومحاولة تقليم أظافر حركات العنف الفلسطينية المسلحة، والمعاقبة الجماعية للفلسطينيين. ولقد جاء تعيين السياسي الإسرائيلي المتشدد ليبرمان ليضع نهاية للأمال المحدودة بحدوث تلين في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

عربياً ذكرت الانباء القادمة من الجامعة العربية أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً يوم الأحد المقبل لمناقشة تداعيات الهجمات الوحشية الإسرائيلية. من غير المفهوم جدوى هذا الاجتماع الطاريء الذي ينتظر أن يأتي غير مثمر كغيره من الاجتماعات العربية الهزلية. لا ينتظر أن يطرح العرب حلولاً جذرية للمآزق الحالي الذي تشهده الساحة الفلسطينية وتداعياته على المنطقة. ولا يتوقع أن يخرج الاجتماع بقرارات حاسمة تعود بالمسار السياسي للقضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث. كما لا ينتظر أن يقوم الجانب العربي بممارسة الضغوط على حركة حماس للعودة إلى الواقعية ووقف إطلاق النار الذي يجنب الفلسطينيين الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية التي تستنزف قدراتهم وطاقاتهم. أما على المستوى الدولي، فمن المؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد من القضايا الملحة بعدما سيطر المأزق الأمني في العراق على جل اهتمامات الإدارة الأمريكية؛ الدافع الرئيسي لأي تحرك دولي.

لا شك في أن مسئولية المذابح التي يذهب ضحيتها المدنيون تقع بالمقام الاول على عاتق طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اللذين هجرا قاعات المفاوضات وانتقلا إلى ساحات القتال متفرغين لأعمال العنف والقتل والمذابح التي يدفع ثمنها الأبرار من المدنيين. من المؤكد أن لا غنى إطلاقاً عن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لذلك فإن الجانب الاكبر من اللوم في هذا الصدد يقع على عاتق قيادات حركة حماس الذين أوقفوا المسار التفاوضي مع الإسرائيليين، منذ جاءوا إلى سدة الحكم في المناطق الفلسطينية، لتحقيق أيديولوجيتهم المتطرفة القائمة على اللاءات المعروفة؛ لا اعتراف، لا تفاوض، ولا سلام، أملاً في زوال إسرائيل يوماً. ولكن هذه الأيديولوجيا لن تخلف سوى المزيد من القتل والعنف والثأر.

ليت الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يستمعان إلى صوت العقل والحكمة ويعودان إلى التفاوض، فحاجتنا للسلام تزداد بشدة حين يسقط الأبرياء صرعى الحرب والعنف. وليت الطرفين يستعيضان عن سياسة الانتقام بسياسة التفاوض السلمي المفيدة للجانبين. لقد كان العنف والعنف المضاد هما اللغتان الوحيدتان البديلتان للمفوضات المعطلة، وكانت دماء المدنيين الأبرياء هي الثمن الباهظ للغباء السياسي الذي يمارسه الطرفان الفلسطيني والإسرائيليين. إن وقف نزيف الدم يتطلب التعقل وضبط النفس والعودة الغير مشروطة لطاولة المفاوضات في إطار عملية سلام عادلة يقودها شجعان من الجانبين ممن لم تتلوث أياديهم بدماء الأبرياء من المدنيين. فهل يتعقل المسئولون في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سعياً لحقن الدماء؟ وهل تضع مجزرة بيت حانون حداً للعنف؟ وهل تنطلق بارقة أمل للجميع من قرية بيت حانون بعدما أصابنا اليأس من العنف والثأر والدماء؟



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب امرك أيتها الشعوب العربية!
- وداعاً صدام... شكراً أميريكا!
- محرقة الأقلية المسيحية في إمارة العراق الإسلامية
- كل عام ونحن متسامحون
- تحكيم أم تحجيم العقل في مسألة صراع الأديان
- 25 يوماً من الحرب... 58 سنة من الكراهية
- نصر الله لمن: لحزبه المغوار أم لشعبه المختار؟
- سياسة الأسد: عليّ وعلى جيراني
- من يحاسب حزب الله على أخطائه بحق لبنان؟
- الأسد يعاقب اللبنانيين بالآلة العسكرية الإسرائيلية
- لبنان: ماذا يخبيء لك حزب الله؟
- المسكوت عنه في محاولة تقسيم الكنيسة القبطية
- تجريد الإنسان الأمريكي من آدميته
- القذافي يخشى مصير تلميذه الليبيري
- طغاة في قبضة العدالة: إنذار لمن يهمه الأمر
- قراءة في آفاق جديدة للقضية القبطية
- دين، سياسة واقتصاد في المونديال
- صح النوم: صرخة فيروز لإيقاظ الضمير الوطني
- بل هجرة سيد القمني انتكاسة للحرية
- النفوذ السياسي لرجال الأكليروس العرب


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - بارقة أمل من بيت حانون؟!