أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد المعالي - الكاتب الحي والبرلماني الميت














المزيد.....

الكاتب الحي والبرلماني الميت


خالد المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


في الحالات المصيرية الكبرى، تكون رسالة الكاتب، كما يعبر بصدق الشاعر الروسي أوسيب مندلشتام، تلك التي سيجدها قارئ ما ربما في قنينة طافية تهدهدها الأمواج، على شاطئ من شواطئ العالم، انها رسالة القبطان الذي غرقت سفينته...
الكاتب يكتب تحت الوطأة وفي كل الظروف، يُصارع الأمواج الشداد وفي اللحظات المناسبة يُحكم سداد القنينة التي تحوي رسالته ويرميها في البحر... السفينة غرقت وهلك البحارة وعلى الطرف الآخر أن يعرف الحكاية. الرسالة ستصل حتما إلى قارئها، ذلك الشخص القلق الهائم على شواطئ العالم، في كل وقت وفي كل مكان! قد يكون هذا القارئ باحثاً عن طوق نجاة سيجد تفاصيله في القنينة، وقد يكون هو الذي يجلب النجاة لتلك الرسالة... سينجو بنفسه وينجّي المحمول الذي حملته القنينة الجائلة بين الكثبان والأمواج المتكسرة على الشواطئ...
الرسالة ستصل اذن، مهما كانت اللغة التي كُتبت بها، والكاتب يعرف هذا، حتى وان لم يصرّح به، لهذا فهو يتخذ احتياطاته الكاملة، ان سمحت له الظروف، لكن رسالة الكاتب تأخذ طريقها إلى الحياة حتماً! والكاتب لا يهتم أصلاً بعد هذا لما سيحدث.. فهو قد قال الذي عليه أن يقوله، لقد عاش ورأى واستشعر! فهو يكتب ويكتب، القلم يسعى بين يديه والألم يسيل على الورقة حروفاً، كلمات... المشاهد تترى حقائق وشقائق نعمان لقارئ آتٍ... يدرج بالعكاز في زمن أسود، رفيقه كلبه، لقد عرف الكاتب كيف يحوّل عماه إلى بصيرة، وسواد أيامه إلى حقائق ناصعة البياض! هو اذن يعيش عبر الأزمنة، يعيّش قراءاً عطشى في زمن أسود آخر.. فهمو كتّاب الزمن الآتي... يخطون خطوتهم وسط بشاعة الوجوه المكفهرة والصلعات اللامعة وسط عالم الأكاذيب والحماقات...
والكاتب سيبتسم شفقة على ذلك النائب في البرلمان، ممثل ثقافة الجهل والتكفير والتخوين وهو يلعلع في هذا المكان أو ذاك، فكم هو ميت، ولكنه يتفاخر بالتحرك كجثة، فالجثة تتحرك أحياناً.
والكاتب يضحك حينما تعلن جثة النائب بأن هذا الكاتب الذي يرقد الآن تحت التراب منذ مئات السنين، ممنوع من الدخول! يا له من جمرة ذكاء وقّادة! فهو في كل مكان، لم يعد بحاجة إلى تصريح لكي يدخل أو يخرج! رسالته وصلت منذ مئات السنين! لكن جثة النائب التي يبدو أنها قد تعلمت أبجدية الجهل تواً وصارت تتهجى حروفها وتنطق كلماتها... لكي تكمل مسيرتها في الطريق إلى الجهل.
الكاتب يعرف أن "ثقافة الجهل، ثقافة التكفير والتخوين" لا ترى الا أطراف أصابعها، فهي تهذي ولا تتكلم، تمارس الجهل ولا تتعلم، والأخطر من هذا تصريحات الغرف المغلقة، التي تنز ثقافة خنوعة، ثقافة مكبوتة، مستسلمة للأمر الواقع... الثقافة الميتة التي تجاري فلان وعلان ولا تفصح عن الكوامن، وبدل هذا تدرج في الطريق ككلب مطأطئ الذيل في قرية غريبة...



#خالد_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقة السعودية
- رسالة إلى شخص جاهل
- -أعزائي القتلة-
- المثقف العربي: سيرة قصيرة


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد المعالي - الكاتب الحي والبرلماني الميت