أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض الآخر














المزيد.....

الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض الآخر


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 09:16
المحور: المجتمع المدني
    


زراعة الشوك لها من يحسنها ويفلح الأرض ويمهدها لهذه الزراعة الخبيثة الملعونة وكان الغرض من هذه الزراعة هو أن ينثر أعداء الإنسانية شوكاً في طريق الإنسانية , ليصيب البشر بالأذي ويسعد لأذاهم ولرؤية الدماء المسالة من أجسادهم , أو يطرب سروراً وسعادة حينما تنكسر الأ شواك في أجساد البشر ويصعب عليهم إخراجها من الجسد المتألم المكلوم بفعل أعداء البشر , وأعداء الإنسانية , فسعادتهم مبتناها علي شقاء وعذابات وآلام الغير , هؤلاء هم زارعي المسد , فلاحي الشوك , مبدعي الآلام والتأوهات والتحسرات .
ولكن ليت الشوك والمسد هو نهاية المطاف بل التلذذ بالقتل لمجرد أنني أمثل الآخر بالنسبة لهذا المريض بمرض يسمي مرض الآخر في الدين !!
وكأن الآخر ليس من بني الإنسان أو من البشر علي الإطلاق وأن هذا الآخر يتوجب قتله وقتاله في سبيل مرضاة إله المريض بمرض الآخر في الدين والمخالف لهذا المريض في الدين والعقيدة والتصور لطبيعة الإله ومفهومه للجنة والنار والثواب والعقاب وأسلوب وطريقة العبادة لرب وإله المريض بهذا المرض اللعين الذي لايرجي منه شفاء إلا بوجود أجواء من العدالة الإجتماعية , والحرية السياسية , وعدالة توزيع الثروة القومية , وتواري مناخ الفساد والإستبداد بالحكم والسلطة , ويحل محلها بالمقابل التداول السلمي الديمقراطي للحكم والسلطة , والمشاركة في صناعة القرار علي كافة المستويات الداخلية والخارجية , ونفي فكرة الحاكم الإله الصنم الذي يريد أن يكون هو الإله وأبناء الشعب هم عباد هذا الإله الصنم يرتأوا برأيه , ويسعدوا بحلمه , ويشقوا برؤيته الشؤم .
والفساد والإستبداد بالحكم والسلطة هما أساس كل الأمراض الإجتماعية , لأن الحاكم الفاسد المستبد يكون هو صاحب السلطة المطلقة , والسلطة المطلقة هي اساس للفساد المطلق , ومن الفساد المطلق تتوالد جميع الجرائم من هذا الرحم الفاسد الذي لايتوالد منه إلا الأحقاد الإجتماعية والضغائن السياسية بعيداً عن مساحات العدل والتسامح والتراحم وقبول الآخر في إطار اجتماعي وسياسي تحت ظلا ل من المواطنة الحرة الشريفة التي تساوي بين المواطنين دون تفرقة عنصرية بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو النوع .
والسلطة المطلقة لما كانت هي أس وأساس للفساد المطلق , وتقوم علي خلفية فظيعة من الأنا العليا التي تمجد الذات وتعبد المصلحة وتتفاني في الحصول عليها دون النظر للأنا الإجتماعية المحبة للمجتمع والناس والتي تعلي من شأن القيم الإنسانية العليا في مواجهة العنصرية الدينية التي تمجد من هذه العنصرية الدينية القائمة علي أساس تكفير وتجهيل الآخر في الدين والعقيدة , ومنصبة من ذاتها إله حاكم للناس للتفتيش عن قلوبهم وعقولهم وما تحتويه من عقائد وأفكار وتصورات !!
ومن هنا كان الآخر الداخلي الذي يصارع من أجل فناء الأنا العليا وفناء الآخر الذي يعيش فيه وبداخل الأنا العليا دون أن يدري صاحب الأنا العليا الحاكمة علي أفكاره وأراؤه ومعتقداته وتصوراته علي خلفية من المصلحة وليست علي خلفية من الدين أو العقيدة , وإذا كان الإنسان يوجد بداخله العديد من الصور المختلفة للآخر الداخلي ولايستطيع أن يتفهمه أو يتعرف عليه , وإن تعارف عليه لايستطيع فهمه أو التعامل معه للحد من إجرام الآخر الداخلي , والحد من صراعه حتي ضدالأنا العليا المهيمنة , ولايستطيع الإنتصار علي الآخر الداخلي في صوره الداخلية المتعددة , ولا توجد حتي في أحيان كثيرة حالة من الحوار بين الأنا العليا والآخر الداخلي الذي يكرس للظلم والفساد والإستبداد والطغيان وذلك لتحقيق المصلحة التي هي من وراء القصد وليس حب الدين أو الدفاع عن العقيدة الدينية .
وإذا كانت العنصرية الدينية لها بعد وأساس علي خلفية الفساد والإستبداد والظلم الإجتماعي وقتل روح المشاركة والخلق والإبداع في صوره العديدة من خلال أيضاً الآخر الداخلي , فلماذا لاينتصر العنصريون علي العنصرية الداخلية في الذات صاحبة الأنا العليا التي تصارع الآخرالداخلي وصوره المختلفة في صراعات قائمة علي صراع ا لتضاد وليس صراع المصالح .
وإذا كان هناك صراع داخل النفس الواحدة ولا يستطيع العنصري التصالح مع الآخر الداخلي فكيف له أن يتصالح مع الآخر في الدين علي أساس من الإنسانية وقبول الآخر علي مبادئ التسامح والمحبة والإخاء والعدل من خلال منظومة أجتماعية / قانونية قوامها الحق والواجب واللذين يتحمل بهما جميع أفراد المجتمع دون تمييز بين مواطن وآخر أو رجل وإمرأة مادامت منظومة المجتمع القانونية متناغمة علي سيمفونية الحق والواجب من خلال التكاليف المتبادلة بينهما والتي في النهاية تصب في مجري النهر الإجتماعي صاحب الماء العذب داخل مجتمع يسوده السلام النفسي والسلام والأمن الإجتماعي .
ولكن الذي يعكر ويفسد ها الماء العذب في النهر الإجتماعي هو السلطة المطلقة التي حتماً في النهاية تؤدي إلي الفساد المطلق , ومن هنا ينتشر الفقر والجهل والمرض والتعصب والتطرف وتنشأ نتؤات تذداد مع زيادة حجم ورقعة الفساد المطلق وتتدهور الأحوال الإجتماعية وتسؤ الأحوال المعيشية والإقتصادية وتذداد معدلات البطالة والفقر والجرائم الأخلاقية والإقتصادية , وتنعدم منظومة الحق والواجب ومن هنا يلجأ المجتمع إلي البحث عن منظومة أخري هي منظومة الجهل والتخلف والتقوقع علي الذات والبحث في التكاليف الدينية التي تهتم بالعبادات والطاعات دون نظر للمعاملات ورفض الآخر الذي يشاركهم حتي في فقرهم ومرضهم وذلهم الناتج عن السلطة المطلقة التي هي مفسدة مطلقة ومناخها هو مناخ رفض الأخر في الدين والدنيا !!
ومن هنا ليست الأزمة في الأساس في المرضي النفسيين الذين أصابهم مرض رفض الآخر في الدين !!
فأين الأزمة إذاً ؟
الأزمة وأساسها يتشكل في السلطة المطلقة والفساد المطلق !!
فماهو الحل ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض الآخر