أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حزب العمال التونسي - البابا يمنح تفويضا دينيا لسياسة بوش العدوانية














المزيد.....

البابا يمنح تفويضا دينيا لسياسة بوش العدوانية


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثارت تصريحات البابا بنديكت السادس عشر موجة من الغضب الرسمي والشعبي في صفوف المسلمين. وكان البابا قد أساء إلى الإسلام والمسلمين عندما قال في محاضرته أن "الإسلام انتشر بالسيف" وأورد كلاما اقتبسه من العصور الوسطى لأحد ملوك بيزنطة وصف فيه الإسلام بأنه "شرير وغير إنساني". ولم يقل البابا خلال محاضرته أن هذا الملك كان مخطئا بل على العكس من ذلك وصفه بأنه مشبع بالفلسفة اليونانية وعالم بالديانتين المسيحية والإسلامية على حد سواء.

ونددت كل الأنظمة العربية تقريبا بهذه التصريحات، وطالبت البابا بتقديم اعتذار رسمي. لكن هذا الأخير اكتفى بالتعبير عن أسفه لما حصل من سوء فهم لمحاضرته وقال بأنه يكن كل الاحترام للإسلام. وهو اعتبره البعض غير كاف.

وقد سجلت بعض ردود الأفعال الشعبية على هذه التصريحات حيث خرجت بعض المسيرات في بعض المدن العربية. كما وقع الاعتداء على بعض الكنائس في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقتل راهبة إيطالية في الصومال...

وأعادت هذه التصريحات إلى الأذهان قضية الرسوم الكاريكاتورية في سبتمبر من العام الماضي. كما تزامنت مع تصريحات بوش حين ربط بين الإسلام والفاشية.

إن تصريحات البابا لا يمكن فصلها عن سياقها العام وعن سياسة الامبريالية العالمية التي تمر بأزمة شاملة وخانقة ومستعصية على الحل. فهي تأتي في ظل مناخ عالمي ازدادت فيه الامبريالية الأمريكية غطرسة ونفوذا واحتدت أزمتها إلى درجة لم يعد بإمكانها حلها إلا عن طريق الحروب العدوانية والسياسات العنصرية لإحياء النعرات الطائفية وتأجيج الكراهية بين الأديان والأجناس والعزف على أوتار الدين لكسب التأييد والتعاطف. وكلما احتدت أزمة الامبريالية كلما اتضح هذا التوجه أكثر. وهذا لاحظناه مثلا في خطابات بوش الأخيرة التي ركّز فيها على البعد الأخلاقي والديني والقومي، لأنه يعلم أن كل الناس بمن فيهم الأمريكيين لم يعد بالإمكان إقناعهم بسياسة أثبتت التجربة فشلها وبانت فضائحها وانكشفت عدوانيتها.

ولا يمكن للبابا أن يكون جاهلا بالإطار العام الذي تنزلت فيه تصريحاته. فهو يدرك تمام الإدراك أن هناك موجة من العداء والكراهية للمسلمين يقودها اليمين المتطرف والمتصهين في واشنطن تروج أن الإسلام هو دين الكره والعنف والإرهاب وأن المسلمين متخلفون وفاشيون وإرهابيون. والغاية من هذه الموجة هي إيجاد مبررات لسياسة بوش العدوانية في العراق وأفغانستان ودعمه اللامشروط للكيان الصهيوني الذي ارتكب مجازر فظيعة آخرها في لبنان ولا يزال يبيد الشعب الفلسطيني. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحميل المسلمين مسؤولية كل الفظاعات التي ترتكبها الامبريالية العالمية والصهيونية في حق شعوب العالم، بحيث يصبح الجلاد ضحية وفي موقع الدفاع عن النفس، أما الضحية الذي يقاوم من أجل حريته وكرامته فهو إرهابي يستمد الكراهية من دينه ومن جذوره التاريخية والعرقية!

ومن هذا المنطلق فإن تصريحات البابا في توافق تام مع سياسة بوش وتوجهاته. وهو بذلك يعطي غطاء دينيا لليمين المتطرف الحاكم في واشنطن والمتحكم في العالم، ويمنحه تفويضا دينيا بالمضي قدما في سياسته العدوانية في العراق وأفغانستان... لتتحول هذه الحروب القذرة التي غرقت فيها الإدارة الأمريكية ومن معها إلى "حروب مقدسة" مدعومة من طرف أعلى سلطة دينية مسيحية في العالم (الكنيسة الكاثوليكية). وهذا يؤكد إفلاس السياسة الامبريالية في أعلى مراحلها (العولمة) وعدم قدرتها على إقناع الرأي العام بغير لغة الغيب واستحضار الشهادات من القرون الوسطى. وهي تلتقي بذلك مع كل الأنظمة الرجعية العربية التي توظف الدين وتستغله في إضفاء طابع قدسي على نظمها الفاسدة وتشريع قمعها لشعوبها وحرمانها من أبسط حقوقها.

والأخطر من كل هذا هو أن الامبريالية بقيادة اليمين المتطرف تدفع باتجاه حرب طائفية كونية لا تبقي ولا تذر.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد مرور 50 سنة على صدور مجلة الأحوال الشخصية: المساواة القا ...
- سنة سياسية جديدة بمشاكل قديمة
- الإجرام ملازم للنظام الرأسمالي
- لا طريق أمام الطبقة العاملة سوى طريق النّضال
- تونس إلى أين؟
- الاتحاد العام لطلبة تونس: التوحيد النقابي، مهمة عاجلة
- التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي
- ماذا تعرف عن العَلمانيّة؟(1) لماذا العودة إلى طرح العَلمانيّ ...
- ماذا يجري في الاتحاد العام التونسي للشغل؟ ما هكذا يكون الاحت ...
- الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغرب ...
- الذكرى 28 لأحداث 26 جانفي 1978
- لنلتحم بالشعب ونفك العزلة
- الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال:عشرون سنة في خدمة قضايا الع ...
- بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل ...
- هل مازال للمفاوضات الاجتماعية من معنى ؟
- لنكن جميعا في خدمة أهداف الإضراب
- ماذا جرى بين الاتحاد والحكومة؟
- نحو أزمة اجتماعية حادة
- قانون جديد لتكريس الحكم الفردي المطلق بتونس
- بن علي يخضع جميع الموظفين لشبه مراقبة إدارية


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حزب العمال التونسي - البابا يمنح تفويضا دينيا لسياسة بوش العدوانية