أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - هذا دواكم .. وعند الله شفاكم !!ء














المزيد.....

هذا دواكم .. وعند الله شفاكم !!ء


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 1665 - 2006 / 9 / 6 - 09:35
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت جدتي رحمها الله من المؤمنين بالطب الشعبي , فكانت تصف لكل داءٍ دواء من
الأعشاب
والنباتات , فهذا دواء للسعال والبرد , والأخر للاسهال والمغص المعوي والكلوي ,
وأعشاب
خاصة لأوجاع الأسنان والرأس.. وامراض العيون كانت تداويها ( بالشاي ) بعد غليِّه
وتبريده ,وما الى ذلك من الأمراض التي كانت منتشرة بين اوساط الكادحين وعوائلهم
وأطفالهم آنذاك .. وكانت تقول لكل واحد منهم ( هذا دواك وعند الله شفاك).. أما آلام
الظهر والمفاصل والفقرات فكانت تنصح بزيت الزيتون وزيت ( الخروِّع ) مع
التدليك ...ولعدم معرفتها بالقراءة والكتابة إلا بالقدر اليسير , لكنها كانت تحفظ
الكثير من آيات القرآن الكريم عن ظهر قلب , لذا كانت تستعين بأحفادها لقاء بعض
المحفزات ( الخرجيّه ) وهو المصروف اليومي , ليقرأوا لها قصاصات من الجرائد
والمجلات التي
كان العطارون يستعملونها لتغليف بضائعهم فيها .. وفي إحدى المرات قرأوا لها خبراً
مفرحاً
عن ( لزكة اُم النسر !! ) , والتي إنتشر صيتها ذلك الحين , حيث كانت تُباع أولاً في
الصيدليات , بعدها في الدكاكين ومحلات العِطارة ,وهي لعلاج آلام المفاصل
والروماتزم وآلام
الظهر والفقرات , وكانت ميزة هذه ( اللزكة ) أنها تلصق على المكان الذي توضع فوقه ,
ويجد المريض صعوبة بالغة عند رفعها , ومن شدة قوتها تترك أثراً مؤلما ً واحمراراً
على الجلد
الذي كانت تغطيه , بحيث يبقى يعاني منه المريض لأيام عديدة .. ومنذ ذلك الحين أخذت
تصف
( اللزكة ) لكل مريض من الكِبار يأتيها شاكياً من مرضٍ ما !! , وهي تحدد له المكان
الذي توضع فيه , حتى أن أحدهم إعترض عليها , حيث كان يشكو من آلام في رأسه , وهي
نصحته بأن يضع ( اللزكة ) على قدميه ,قائلة له إن (الوَلَم - الألم ) جاءك من (
الرجلّين - القدمين !! ) .هكذا كان الناس قديماً يعالجون أمراضهم وبلاويهم .. ولكن
الأمراض المنتشرة هذه الأيام عصيّة جداً , فهي الى جانب الأمراض التي تسببها
الفايروسات
والمكروبات والعُصيات , هناك أمراض اجتماعية , وفئوية وحزبية لا حصر لها , والسبب
واضح للعيان ,فالوضع المأساوي الذي يعيشه العراق , والأحتراب بين شرائحه , والفوضى
التي تعم الوطن من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ,وقوى الظلام تعيث في الأرض
الفساد ,تخطف وتقتل وتُهجر ,والرشوة والمحسوبية والمنسوبية في كل زاوية من زواياه
,وفرق
الموت والسيارات المفخخة والأحزمة الأنتحارية والميليشيات والقتل على الهوية مستمر
دون
رادع .. ومأساة الشعب الذي لبس السواد والحِداد الدائم , وكل شيئ أصبح صعباً وعصياً
على الحل !! .. فمن منكم أيها السادة الذين انتخبكم الشعب , يصف الدواء
الناجح ,ويرتفع الى مستوى المسؤولية ويعمل من أجل الوحدة الوطنية والتآلف
والتآخي ,وتقديم مصلحة الوطن والشعب العراقي المعذب والمريض على المصلحة الخاصة ,
والآلتصاق بالوطن والشعب إلتصاقاً حقيقياً ( كلزكة اُم النسر !! ) ..وينادي ( هذا
دواكم وعند الله شفاكم !! ).



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!الحوار المتمدن .. والطيور المُغردة الجديدة
- الصحفيان الغربيان يعلنان اسلامهما !! .. يا ..يعيش ..!!ء
- !! قُل ْ .. ولا تقُلْ - .. قُلْ ..اُحبك يا عراق
- شمر بالف خير .. بس عوزها الخام والطعام !!؟
- لعبة الكراسي بين الصغار والكبار !! . مهداة الى اعضاء البرلما ...
- هل نحن سياسيون حقا إ؟
- بعض الأضواء على حركة الشهيد البطل حسن سريع ورفاقه الخالدين


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - هذا دواكم .. وعند الله شفاكم !!ء