أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الخطيب - الإهداءات فن لا يملكه كل الكتاب.. لطف أم فعل حب أم كمبيالة مستحقة أم عبارة لا تنسى؟















المزيد.....

الإهداءات فن لا يملكه كل الكتاب.. لطف أم فعل حب أم كمبيالة مستحقة أم عبارة لا تنسى؟


بسمة الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


بسمة الخطيب: لعلّ الكتّاب دون غيرهم من المبدعين يبالغون في تقديرهم لإهداء ثمرات إبداعهم. لا يكتب الرسّام فوق ألوان لوحته إهداءً، ولا النحّات والمخرج السينمائي والسيناريست يفعلون، ولا يقف الراقص والمسرحي والموسيقي قبل عرض لوحاتهم الفنيّة ليهدوها الى >، ولا الى >!
الإهداء، سواء أحبّه الكاتب أم لا، قدّره القارئ أم لا، ظاهرة ثقافية تكشف أنماط ومواقف اجتماعية وثقافية ولغوية. وهو علامة من علامات شخصية الكاتب، وأحد أدلّة علاقته مع ما يكتبه ولمن يكتب. اذ يعتبر الباحثون التاريخيون والسياسيون الإهداء دليلاً ملموساً على العلاقة بين المهدي والمهدى اليه، إذا كانت بين أهل الفكر والثقافة (مهدٍ) وأهل السياسة والحكم (مهدى اليهم). كما أن إهداءً مسطوراً بقلم الكاتب لشخصية ذات شأن تاريخي يرفع من قيمة الكتاب المادية والمعنوية ويضمّه الى مصاف التحف النادرة التي تحتفظ بها المتاحف العالمية.
الإهداء، إذاً، امتياز للكتّاب. هم يولونه أهمية كبيرة، عبر إدراجه في مقدّمة كتبهم، وفوق الورقة الأولى. بعد المجلّد الذي يحمل عنوان الكتاب، وبعد صفحة بيضاء لا معنى لها سوى اراحة النظر والتقاط الأنفاس قبل الشروع في القراءة، يأتي الإهداء، بخطٍ متأنٍ وبارز، ليكون الجملة الوحيدة في النصّ التي لا يشكّ في نسبتها الى الكاتب، لا الى أبطاله وتقمّصاته...
فلماذا هذا الإهداء؟ هل هو الورق الذي يستفزّ الكتّاب لملئه؟ أم هي الكلمات التي تفتح شهيّتهم للمزيد؟ أم هي النسخ العديدة للعمل الواحد، التي تسمح بإهداء كل نسخة لشخص بعينه؟ أم أنه مجرّد تقليد درج الكتّاب عليه أو تورّطوا فيه؟
لماذا تُهدى الكتب، وهل الإهداء شيفرة خاصة، وما هي مفاتيحها؟
اميلي نصر الله، عبد الرحمن الأبنودي، ابراهيم أصلان، محمد البساطي، جورج دورليان، بهاء طاهر، مي منسّى، محمد مستجاب، جواد صيداوي، سلوى بكر يجيبون.
إهداء للبلاط
سواء كان الإهداء تقليداً أو واحداً من عناصر الباراتكست (حواشي النص) فلا بدّ أن له بداية في مكان ما من تاريخ الكتابة. يخبرنا الناقد اللبناني جورج دورليان أن الإهداءات بدأت على الأرجح في القصور. حيث كان موليير وراسين ولافونتين وغيرهم يهدون أعمالهم إلى النبلاء والكونتات... الذين يموّلون هذه الأعمال.
ويوضح دورليان: <<أقدم الإهداءات التي وصلتنا كانت في معظمها مهداة الى ما يعرف بأكبر أخوة الملك ولقبه Monsieur. وذلك بحكم نفوذه في البلاط، فإهداء الكتاب اليه يعني دخوله الى البلاط وإلى علية القوم، والنخبة القارئة بالتالي. لكن بعد تحرّر الكتّاب من سلطة القصور، صار للإهداء طابع فردي وعائلي، استمر الى اليوم مع ميل نحو الطابع المجرّد من الاعتبارات السابقة. ليس الإهداء عرفاً، فالكثيرون يهملونه، وقد يهدي روائي روايته الأولى ولا يهدي الثانية ثم يعود ليهدي الثالثة. المعايير هنا ذاتية ومزاجية. لكن هناك استثناء وحيدا، ففي حال كان الكتاب بحثاً أو رسالة ماجستير أو دكتوراه يكون الإهداء شبه ملزم>>.
معنى الإهداء
عن معنى الإهداء ودلالاته النفسية يقول الدكتور شاكر عبد الحميد، العميد الأسبق للمعهد العالي للنقد الفني المصري والمتخصّص في علم النفس الابداعي، إنه تعبير عن المودّة والمحبّة بشكل عام، فالإنسان لا يهدي إلى أحد شيئاً إلا إذا كان على علاقة طيبة به. والإهداء في كثير من حالاته هو نوع من التجريد العقلي والفلسفي.
لكل كاتب تفسيره الخاص لمعنى الإهداء، وإن كانوا يجتمعون على عناوين عريضة. الروائي المصري محمد البساطي يميز، في ردّه على أسئلة <<السفير>>، بين الإهداء الذي يسطره الكاتب على نسخ من كتابه يهديها لأصدقائه ومعارفه، والذي هو عبارة عن كلمات تتراوح بين محبة لأصدقاء أعزاء، أو أي كلام لعابرين، وبين الإهداء الذي يتصدّر أول صفحة في الكتاب، وهو غالباً يرتبط بعلاقة حميمة، أو اعتراف بجميل، <<نجد البعض يهدي الكثير من أعماله لزوجته، ولا بد أن يكون وراء ذلك حب كبير، والبعض يهدي إلى حروف مثل <<ن>> أو <<ل>> مثلاً، ووراء ذلك أيضا عاطفة كبيرة محفوفة بالمخاطر. وأذكر أنني في مرحلة من حياتي أردت أن أهدي رواية لحرف من الحروف، ووددت ذلك بشدّة، غير أنني في اللحظة الأخيرة تراجعت، بالطبع خوفاً من النتائج. ما أريد أن أقوله هو أن الإهداء عادة ما يكون مرغوبا من قبل الكاتب، هناك طبعاً إهداءات طابعها النفاق من قبل بعض الكتّاب متوسطي الجودة، لآخرين ذوي مكانة أو نفوذ، وهذا موضوع خارج المناقشة. وهناك أيضا إهداء يعني الاعتراف بفضل آخرين على الكاتب. أنا مثلاً أهديت أول رواية لي <<التاجر والنقاش>> لمثقف مصري غير معروف، كان رحمه الله مكتفياً بالقراءة ولا يسعى للكتابة، وقد كنت في بداية مشواري الأدبي أقرأ أي شيء وكل شيء، وله الفضل في توجيهي الى ما يجب أن أهتم بقراءته، وكانت نصائحه بداية لتثقيفي والاستفادة من وقتي. لذلك امتناناً له أهديته روايتي الأولى>>.
كذلك تعتبر الروائية اللبنانية إميلي نصرالله الإهداء رسالة حبّ وامتنان لأشخاص أو أمكنة أو أزمنة تدين اليها. تورد قصتين كمثال: <<أنا عادةً أهدي كتبي لأولادي وعائلتي وأحفادي. لكل منهم كتاب مهدى. لكني سأورد قصة أول إهداءين لأول كتابين كتبتهما. البداية كانت مع <<طيور أيلول>>، روايتي الأولى وقد أهديتها الى تراب قريتي، إذ شعرت أني مدينة لهذا التراب وأردت أن أقول لقريتي شكراً. ذهبت الى قريتي وكان خالي الذي دعمني مادياً ومعنوياً منذ الصغر وواكب كتاباتي الأولى، يحتضر. ركعت أمامه، وكان ممدّداً على الأرض، وأخبرته أني أصدرت كتابي الأول، فسألني وهو بالكاد يقوى على الكلام: <<لمن أهديته؟>> فقلت له <<لتراب قريتي>>، فرأيت دموعه تنهمر من زاويتي عينيه. أمام هذه الدموع ابتهلت الى الله، وقلت اذا قدّرني الله على الكتابة مجدّداً سأهدي كتابي الثاني لخالي، وبالفعل أهديت <<شجرة الدفلى>> له>>. عندما كتبت روايتي الأولى للأطفال كتبتها لابني رمزي وأبناء جيله وأهديتها لهم. كل كتاب أكتبه يكون لدي تصوّر لمن أكتبه ولمن أهديه>>.
ويجد الكاتب اللبناني جواد صيداوي نفسه مكرها على اقامة حفلات التوقيع التي تتمّ بناء لرغبة دار النشر، وهي عمل روتيني. أما الاهداءات الخاصة فيكتبها برغبة وحبّ، وتقديراً لأشخاص معينين لعبوا ويلعبون دوراً في تجاربه الأدبية أو لارتباطهم بموضوع الرواية. كما يبقى من يساهم في قراءة الكتاب قبل الطبع وإبداء الملاحظات.
لكن دورليان يميز بين الشكر والاهداء، فبينما الثاني ليس ملزماً فإن الأول هو واجب أخلاقي. <<عندما يقدّم شخص ما خدمة أو اضافة لكتابك من الواجب أن تشكره عبر صفحات هذا الكتاب>>.
الإهداء فعل حبّ وتقدير وأحياناً يكون استعراضاً وتملّقاً. لكن ماذا عن ردّ الفعل الذي يحدثه لدى القارئ، وما قيمته ومعناه الأدبي؟
يرى الناقد دورليان أن الإهداءات لعبت دوراً في المادة الأدبية، وأثّرت عليها، وذلك في حال بعض قصص الكاتب <<ادغار ألان بو>> التي كانت مهداة الى أشخاص معينين لا يمكن فهم القصة جيداً من دون معرفتهم، وربط صلتهم بالقصة. كذلك عمد الشاعر أراغون الى اهداء مقاطع بعينها من أعماله الى أشخاص بالإسم. اليوم لم يعد هذا التقليد دارجاً، الا أنه يستمر في التأثير النفسي على القارئ، فإذا كان عفوياً صادقاً يخدم الكتاب والعكس بالعكس>>.
ماذا تضيف الجملة المهداة الى القارئ، بإسمه ولشخصه؟ تجيب الكاتبة اللبنانية مي منسى عن السؤال بصفتها قارئة تحرص على الحصول على إهداءات من بعض الكتّاب قائلة: <<لهذه التواقيع أهمية كبيرة، ففي أحيان كثيرة تقلّب في خاطرها اهداءات وجّهت لها وأثّرت بها. <<في مكتبتي أشعر بأنني محاطة بعدد من الأصدقاء الذين تركوا كلماتهم فوق نسخ أهدوها لي، وأستطيع أن أشمّ رائحة حبر أقلامهم. الاهداءات تزيل ثقل الوحدة عن كاهلي. عندما كنت صغيرة كانت البطاقات البريدية تثير فضولي، كنت أفتح درج أمي وأقلّب في بطاقاتها وأتلذّذ بقراءة ما كتب عليها. واليوم لا أخاف الوحدة ما دامت عندي كتب واهداءات>>.
رسالة حبّ أخيرة
تتراوح علاقة الكاتب مع الإهداء بين حبّ وكره، إقبال وإرغام. البعض يندفع اليه مكرهاً والآخر متلهّفاً، والحالة الأخيرة هي حالة منسّى التي تقول: <<أحبّ الاهداء المسطور بحبر الكاتب، الذي يخطّه الكاتب فوق نسخة قارئه وصديقه، ولا أحبّ الاهداءات السريعة والعامة والمكرّرة، لذلك عندما أوقّع كتبي أسمع تأفّفاً من المنتظرين في الصفّ يطلبون مني الاستعجال، ولكني أتأنّى، معتبرة نفسي أكتب رسالة حبّ الى المهدى اليه وليس أي كلام سطحي وعابر، أشعر أني أكتب الإهداء لشخص أراه للمرة الأخيرة، وعليّ أن أقول كل ما لديّ وأجمل ما لدي له. لكل قارئ اهداء مختلف وأنا في خاطري أبحث عن الإهداءات قبل أن ترد في الواقع. أحبّ كتابة الاهداءات. أحبّ أن أضع قلمي وحبري على الورقة البيضاء، بدلاً من تقديم كتاب <<حاف>>.
في ريبورتاج أجرته صحيفة <<الأخبار>> المصرية، يقول الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي إن الاهداء من أصدق الأفعال التي يمارسها، وهو يودعه عصارة علاقته بالمهدى اليه، ويضيف: <<لا أهتمّ بالإهداءات التقليدية مثل <<مع حبي وتقديري>>، وهي لا تشجّعني على قراءة الكتاب، ولكنني أفرح بالإهداءات التي تدهشني، مثل ما يكتبه محمود درويش ومظفّر النواب وجابر عصفور. أجد صعوبة في كتابة الاهداء لا سيما اذا طلبه مني رجل عظيم لا يكون صديقاً شخصياً لي>>.
لكن الأمر مختلف عند الكاتب المصري الساخر محمد مستجاب، فهو يعترف بأن اهداءاته تخضع للعاطفة الوقتية أو لردّ الفعل النفسي الآني، <<فعشاء طيب عند فلانة يجعله يكتب لها الاهداء التالي: (الى صاحبة الكرم وأعز الناس...) فإذا انزاح عنصر الضغط الوقتي قليلاً يكتب للسيدة نفسها وهو جالس في منزله: (أنتِ من يمكنه أن يلقي الضوء على أفكاري التي أرهقتُ بسببها). عندما أكتب الإهداء، يتابع مستجاب، أفكّر في شخصية المهدى اليه وما يناسبه. أما الاهداء المطبوع فهو أشبه بسداد الكمبيالات المستحقّة، مثل: إلى أبي الذي تعب لكي يعلّمني، الى أمي التي سهرت الليالي... لذلك أكتب كلمات مغايرة مثل: <<كان المفروض أن أصبح لصّاً وساءت ظروفي فصرت كاتباً!>>.
خشيةً من التكرار تتّسم عملية الإهداء بالصعوبة الشديدة. قد تكون هذه الصعوبة وراء إقلاع بعض الكتّاب عن كتابة الاهداءات، سواء المطبوعة أو المكتوبة بحبر الكاتب الخاص والمرسلة الى شخص معيّن.
لكنه ليس السبب الوحيد وراء إغفال الاهداء والابتعاد عنه، فالروائي المصري ابراهيم أصلان يقول <<للسفير>> إن مسألة الإهداءات لم تشغله بصورة ملموسة، وهو كتبها مرتين فقط خلال مشواره الأدبي. المرة الأولى في كتابه <<وردية ليل>> التي أهداها ( إلى ذكرى الصديقين أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله) اذ كان حزيناً جداً لفقدهما، ورغب أن يهديهما الكتاب. كذلك أهدى <<عصافير النيل>> إلى (الولدين هشام وشادي ) لأنه رأى الرواية تتضّمّن شيئاً من تاريخهما العائلي البعيد الذي لا يعرفان عنه شيئاً، ولن يعرفا. <<جاءت الحكاية هكذا، أي أنني لا أضمر تصوراً معيناً لهذه المسألة>>، يختم أصلان.
ولكن للروائي المصري بهاء طاهر رأياً أكثر وضوحاً، فهو عزف عن الإهداءات عندما اكتشف أن النسخ التي يرسلها لأصدقائه في المؤسسات الثقافية والإعلامية لا تصل إليهم، فصار يهدي كتبه لأصدقائه المقرّبين فقط.
فشل
ويعترف بعض الكتّاب بفشلهم في كتابة الاهداءات، فتقول الروائية المصرية سلوى بكر أنها <<خايبة>> في هذا المجال، وليست لديها القدرة الابداعية ولا الخيال المعبّر.
<<غالباً أهدي كتبي لأشخاص ليست لهم علاقة بالأدب والثقافة، تقول بكر، مثل والدتي، التي برغم أنها لم تكن تكتب وتقرأ، الا أنها كانت تسعد كثيراً عندما أهديها كتاباً لي. كما أهدي كتبي لبعض الجيران وبوّاب العمارة الذي يتابع أخبار مؤلّفاتي المنشورة في الجرائد والمجلات. عندما يكتب لي أحدهم بأسلوب عبقري أشعر بالعجز. كتابة الإهداء موهبة خاصة تتجلّى في كتابة كلمات معدودة ومختصرة ومليئة بالمعاني، وأنا أفتقر إلى هذه الموهبة>>.
إن كانت سلوى بكر تشعر بالعجز أمام إهداء جميل بقلم كاتب آخر فإن بهاء طاهر يشعر بالغيرة وفق قوله لصحيفة الأخبار: <<عادة أهدي كتبي لإبنتَيْ دنيا ويسر. وأعترف أني ضعيف في هذا المجال، وعندما يهديني أحدهم كتابه مع جملة جميلة أغار منه!>>.
مسألة شخصية
لا تتوقّف اميلي نصرالله عند الاهداء المطبوع في الصفحة الأولى من كتاب تقرأه، باعتباره مسألة شخصية. أما دورليان فيقول: <<بعض الإهداءات تستوقفني رغماً عني إما لتصرفني عن القراءة أو لتعطيني فكرة عن المضمون وتضعني في جوّ الكتاب. فقد أفتح كتاباً فأجد الكاتب قد أهداه الى رجل سياسي ميليشياوي، فأبعد الكتاب من يدي بسرعة. أو بالعكس، أجد إهداءً يثير فضولي مثل إهداء أمين معلوف لروايته الأخيرة origines، الموجّه الى عمّته التي تحيا في لندن، وذلك عرفاناً لها بالجميل، ونكتشف عند القراءة أن الرواية تؤرّخ لجذور <<المعالفة>>.
نهايةً، لا شكّ أن تعامل الكاتب مع الإهداء أحد دلالات شخصيته الإبداعية والكتابية. حتى أننا إذا قرأنا بعض الإهداءات عرفنا كاتبها من دون الاطّلاع على اسمه. كان لجبران بصماته الرومانسية والانفعالية في اهداءاته، فمن غيره قد يقول في أوائل القرن الفائت الجملة التالية: <<الى الروح التي عشقت روحي. الى القلب الذي سكب أسراره في قلبي. الى اليد التي أوقدت شعلة عواطفي...>>.
تغيّر النمط اليوم وصارت نغمة الإهداء أقصر وأسرع وأقلّ شاعرية، صارت أشبه بنتيجة معادلة حسابية دقيقة، فشحّت إهداءات روائيي الربع الأخير من القرن العشرين، واكتفى حسن داوود بإهداء <<سنة الأوتوماتيك>> (الى راشد زبيب) واكتفى رشيد الضعيف في رواية <<عزيزي السيد كواباتا>> بكلمتين (الى شفيق)، وأهدت نجوى بركات رواية المحوّل (الى الجميع).
الروائية الشابة التي فتحت أبواب الرواية على عالم البدو المنسيين أهدت روايتها الأولى <<الخباء>> بعبارة ثاقبة (الى جسدي، وتد خيمة مصلوبة في العراء).
تبقى بعض الإهداءات عصيّة على النسيان في ذاكرة قارئ يقدّر الكلمة تلك السفينة التي تقلّ روح الكاتب، كإهداء ماركيز لروايته <<الحب في أزمنة الكوليرا>> قائلاً (الى زوجتي مرسيدس. طبعاً) وإهداء سليم بركات لروايته <<فقهاء الظلام>> (الى جميع الحمقى الذين وافقوا على الاشتراك في هذه الرواية).



#بسمة_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر أيام- الكاسيت- ... صار نوستالجيا والاسطوانة القديمة تعود ...
- البحث عن أقدام قوس القزح
- ثمة شيء أصفر... فوق أنفك...!
- أقلّ من الحبّ بكثير
- آدم ليس عائداً معي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الخطيب - الإهداءات فن لا يملكه كل الكتاب.. لطف أم فعل حب أم كمبيالة مستحقة أم عبارة لا تنسى؟