أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل فاضل - أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة














المزيد.....

أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:54
المحور: حقوق الانسان
    


طلعت علينا الصحيفة الحكومية الأولي في صدور صفحتها الأولي بصورة السيد نظيف خلال زيارته لورش السكة الحديد بالسبتية )الخميس 24 أغسطس 2006(، بدا بطوله وعرضه، بذلته ورابطة عنقه، شاربه وشيبه نظيفاً من الإحساس، شبيهاً ببهلوان في سيرك يطمئن الجمهور واللاعبين بـ 5% حوافز للعاملين وتحسين أحوالهم المالية. سمّاه أحد الكتاب (بأحمد نزيف) مطابقاً رنة نطق الاسم بنزيف القضبان ونزيف مصر الذي لا ينتهي مع دموع ثكلاها وأراملها. بدا نظيف كالسيمافور يتجاوزه السائق، وبدا كذلك مقفوشاً كفرامل القطار كما قال سائقة في (بركة السبع)؟!
لقد تجاوز السائق الزمن والحضارة الإنسانية والسيمافور، كما تجاوز السيد نظيف وسمعنا عن العطشجى الذي كان يعين بالإعدادية والآن بدبلوم صنايع، وعن احتياج السائقين للعمل في أماكن أخرى، مما يجعلهم منهكين متعبين مقاطعين لدورات التدريب، وقرأنا عن نظرة الذل والانكسار في عيون الناس ـ كل الناس ـ وها هو حمدي الطحان يصرح بعد حريق قطار الصعيد بوصول اعتمادات مالية إلى هيئة السكك الحديدية، (لم تكن كافيه للتحديث) واعترافه بأن الحكومة متهمة بالتقصير الكامل في توفير الاعتمادات الأخرى ، وأن اتفاقية تجديد الورش تمت منذ 3 سنوات علي أن تتحملها الكويت(...) لكن الحكومة تقاعست عن التنفيذ بدعوى إعداد الأوراق اللازمة فضاعت علينا الصفقة (...الأهرام 25/8/2006).
كما تظهر صورة السيد نظيف مرة أخري داخل نفس الصحيفة القومية، يطالعنا بطلعته المهيبة مؤكدا إنه أخذ 5 مليار من حصيلة بيع الشبكة الثالثة للمحمول و 3.5 مليار من مصادر وزارة التعاون الدولي (قروض ميسرة)، بالذمة هل هذه بلد ؟!هل هذه حكومة تمسك بنوتة البقال وتدير الكوارث بأسلوب الحارة القذرة عالية الصوت خاوية الخزنة والمعدة.
مع كل كارثة كنت أكتب مؤكداً على أننا مجتمع يقوده الحدث Event driven society وحكومة لا تري ولا تسمع ولا تخطط ولا تفهم ولا تدرك، تتشدق بالأقوال وتدير الأمور بأسلوب عشوائي عقيم. السيد نظيف المخ والإدارة والرؤية شاحب الموهبة، باهت لا يحمل أي ملامح، ربما معرفته هو و وزرائه بأن هذا الشعب المسكين لن يتطور ولن يثور ليس لأنه لا يمتلك (ثقافة المقاومة) فحسب؛ لكن لأنه لا يعرف (فن الحياة) فهو شعب مطارد ومسلوب الإرادة، متناقض الرؤى والطبقات، فهلوي، فنجري، تضحك عليه بكلمتين، عايز ياكل عيش، يسير على خط الإلهاء باستقامة؛ فيعمل 18ساعة في اليوم، يدخل جمعيات ويستدين من طوب الأرض ليغرق في دوامة التقسيط والدروس الخصوصية واللقمة المغموسة بالدم والعرق والتراب. أين هو السيد نظيف العملاق البكر، وهو ينتشي مشيداً بأداء حكومته الرشيدة في تعاملها مع جثث الضحايا وفي صرفها للتعويضات.
نظيف ملك رد الفعل بامتياز، عقيم الوجدان، مزعج لأقصى حدّ، وهو واجهة صادقة لنظام مترهل مفلس نزع عنه برقع الحياء و ورقة التوت، فوقف عارياً متسخاً بشعاً خلف تمثال (الملك رمسيس الثاني) في رحلته من ميدان رمسيس إلى صحراء الجيزة، فنسمع معه حوارات زاهي حواس البطل المنتصر، بكلماته المفعمة بالأمل والحب وازدهار المستقبل، وفاروق حسنى الوزير الفنان الفذ وهو يتغنى بعبقريته وقدرته على معرفة الأفضل للسيد رمسيس، وعن المستقبل المشرق الذي ينتظر مصر في ظل حكمه الغالي، ألم يلحظ أحد تلك المذيعة الناعمة وهي تسأل سائق (الزحافة) التي جرّت رمسيس: (كَلْت يا عم غرباوي) فأجابها وهو الرجل القليل الكلام (لأ عشان مانامش) عم غرباوي ساق عربة رمسيس الإلكترونية على مدى عشر ساعات، وبضع مئات من الشعب الغلبان يرفعون الأعلام ويغنون ويرقصون كالمذبوحين من الألم.
كم من المصريين لا ينامون لأنهم لا يتعشون. وكم من الناس في برّك يا مصر يدركون حجم المأساة، وكم منا فعلاً ينتظر في خوف شديد أو بلادة منقطعة النظير، كارثة جديدة، وفي نفس الوقت يتمنى زوال الغمة بعد زوال النعمة.
في رحلة تضاد اللغة بين نظيف ونزيف بين قطار الصعيد وقطاري قليوب، بين ممدوح حمزة وممدوح إسماعيل وبين الحزن المزمن، والاكتئاب المشق في كل أوجه الحياة والممات، في عدم القدرة على ممارسة الحياة، إن المسألة قد أصبحت لدى ملايين المصريين (أكل وشرب وشغل ونوم... قليل من هذا وكثير من ذاك)أو العكس.



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة
- ملامح الشخصية المصرية ..... في صِحَّتِّها وعلّتِها
- شادي عبد الموجود
- عمياء تمشط شعر مجنونة
- البغل والعربجي والعربة الكارو
- رقبة عبد الفتاح المائلة
- كائنــات خاليـــة من الضــــــوء
- سيكولوجية المنافق، الضلالي.. والبلطجي
- نظيف، نحن، وسيكولوجية الديموقراطية
- مفهوم الشخصية العربية


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل فاضل - أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة