أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عزيز الحاج - من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..














المزيد.....

من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:22
المحور: حقوق الانسان
    


وأخيرا تبدأ المحاكمات الخاصة بجرائم الأنفال وهي جرائم ضد الإنسانية حملة إبادة عنصرية.
في حملات الأنفال في كردستان لعراق [1985- 1988] تجاوز عدد الضحايا 182 ألف ضحية، راحت تحت صواريخ وهاونات وقذائف النظام الصدامي. خبر المحاكمة مفرح بشرط أن لا تطول كسابقتها وأن تحسم بسرعة مع مراعاة حقوق المتهمين واستيفاء كافة البيانات والأدلة. أما في غازات حلبجة لعام 1988 فقد تجاوز عدد الضحايا من المدنيين 6000 ضحية، وهذا رقم كرقم الأنفال يبلغ أضعاف ضحايا حملة الدجيل التي شرعت المحاكمات بها.
لقد تعرض الأكراد العراقيون إلى سلسلة من سياسات القهر والتمييز منذ بناء العراق الحديث، ولكن هذه السياسات بلغت أقصى درجاتها والأكثر دموية في عهد نظام صدام بعد أن تنكر لاتفاقية آذار لعام 1970 حول الحكم الذاتي. وكانت حملات تهجير الأكراد الفيلية في بداية الثمانينيات مرحلة بالغة القسوة والسادية في السياسات القهرية العنصرية والطائفية. وإذا كان الأكراد الفيليون جزءا لا يتجزأ من الأمة الكردية المجزأة، وكانوا دوما متعاطفين مع الأحزاب الكردستانية ونضالها في كردستان، فإن خصوصية قضيتهم تتمثل في مذهبهم الشيعي وانتشارهم في بغداد ومناطق الوسط والجنوب العراقيين.
إن جرائم الأنفال وحلبجة صارت لحسن الحظ معروفة لحد كبير على النطاق الدولي وليس بإمكان أية مغالطات محامين الدفاع عنها أو تبريرها ولذلك يلجئون لاتهام المحكمة الخاصة بعدم الصلاحية، مناقضين أنفسهم: فإذا كانت محكمة غير شرعية فلماذا يمثلون أمامها؟! أما مأساة الفيلية فلا يزال الكثير من صفحاتها القاتمة مجهولا على الصعيد الدولي. إن حملات تهجير حوالي ثلاثة أرباع مليون من شيعة العراق، يبلغ الأكراد حوالي نصفهم أو أكثر، والسطو على ممتلكاتهم، وتجريدهم من وثائق المواطنة العراقية والهوية، ودفعهم غدرا داخل الحدود الإيرانية حيث راح المئات منهم ضحايا الألغام المزروعة، لهي جرائم رهيبة انتهكت حقوق الإنسان تماما، وهي تستحق تقديم المسؤولين عنها يوما للمحاكمة، سواء بوجود صدام أو بغيابه. ومن المؤلم، وكما ورد منذ أيام في المقالة المؤثرة للكاتب والقانوني الضليع زهير كاظم عبود، أن التمييز مستمر اليوم تجاه الأكراد الفيلية، كمطالبتهم بشهادة الجنسية التي حوربوا باسمها، وعدم رد ممتلكات الكثيرين منهم، وعدم التحقيق في مصير حوالي 5000 إلى 6000 شاب منهم، اعتقلوا بعد تهجير عائلاتهم، وأودعوا سجونا سرية، وقيل إن المئات منهم ماتوا تحت التعذيب ومئات أخرى ماتوا بتجربة السلاح الكيميائي والسلاح الجرثومي عليهم.
إن ما يحتاج أيضا للتأكيد عليه المعاملة العنصرية القهرية التي عاملت بها إيران المهجرين الشيعة رغم أنهم هجّروا بتهمة موالاة إيران. وباستثناء قيادات تنظيمات ومليشيات تشكلت هناك من المهجرين وفريقا من الشخصيات الموالية، فإن الأكثرية حرموا من حق العمل وهوية الإقامة وحرم أطفالهم من حق التعليم، ثم بلغت القسوة حد مطاردتهم في أواخر التسعينات لخارج إيران وحتى للعراق. وقد أدى هذا الاضطهاد لتقديم العشرات من الشخصيات الشيعية العراقية، مذكرات استنكار لخامنئي نشر بعضها في صحف المعارضة ومنها صحيفة حزب الدعوة التي كانت تصدر في لندن.
لقد توقفنا عند هذا الجانب من مأساة المهجرين لتفنيد ادعاء النظام الإيراني عن حرصه على مصالح شيعة العراق، وإنما يستخدمون الورقة الشيعية لأغراضه السياسية والنووية.
أخيرا نحيي ذكرى ضحايا الأنفال وحلبجة والأكراد الفيلية، آملين أن تأخذ العدالة القانونية مجراها وأن يلقى المسؤولون عن تلك الجرائم الكبرى قصاصا عادلا يوازي حجم الجريمة وفظاعتها.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم رخيص وأمن مفقود..
- الأسد وخلف بن أمين!
- الحرب الأخرى!
- لماذا يرفضون القوة الدولية؟!
- ونفاق دولي أيضا!!
- السجال السياسي بين البؤس الفكري والتدهور الأخلاقي
- السيد نصر الله و-الوعي الإلهي-!
- الجحيم العراقي!
- هل ماتت كل الضمائر العراقية؟!
- رحيل المفكر الليبرالي المتمرد .. جان فرانسوا ريفيل
- إنما باسم الله هم يقتلون!
- من أوراق القنبلة الإيرانية: مقتدى الصدر
- وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!
- الكوميديا التراجيدية العراقية!
- التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..
- في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!


المزيد.....




- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عزيز الحاج - من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..