أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - العقل : بين النص المقدس المتناهي والقضايا اللا متناهية














المزيد.....

العقل : بين النص المقدس المتناهي والقضايا اللا متناهية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 04:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تثار العديد من القضايا اللامتناهية والمستحدثة العديد من الإشكاليات والصراعات مع النصوص المقدسة والرائد العام في إدارة هذا الصراع أو وقفه وإدارة المصالحة مع النص المقدس هو علي الإطلاق العقل الإنساني المفرد صاحب السلطة العليا في إجراء الموائمة مع النص أو إدارة الصراع مع النص , وهذا يتأتي من أن العديد من النصوص الدينية علي تنافر تام بين إطلاقات النص الديني المقدس وبين الضرورات العلمية والعصرية المستحدثة والقضايا العلمية الحديثة في الطب والهندسة والصيدلة والتاريخ والحفريات التاريخية التي تبحث وتؤصل لنشؤ الكون وبدايات الحياة ثم نجد تصادم مع التفسيرات التراثية للنص الديني المقدس لمخالفتها حقائق العلم والطبيعة والمنطق العلمي الصريح الخاضع لأصول التجربة والمعايرة العلمية .
النصوص الدينية المقدسة متناهية في العدد ومحدودة بأعداد محددة لم يخرج عن إطارها الوحي والرسائل السماوية للأنبياء والمرسلين فعدد آيات أي كتاب مقدس معدودة بالعدد من رقم واحد إلي آخر الأرقام في أي كتاب مقدس وكذلك أعمال الأنبياء والمرسلين محددة ومحصورة في الأقوال والأفعال والتقريرات بل ويتعدي الأمر إلي المسكوت عنه من هؤلاء الأنبياء والمرسلين علي إعتباره أنه مكمل للرسالات السماوية .
ومن هنا يتأتي أن النصوص الدينية المقدسة المشتملة علي الرسالة السماوية وعلي أعمال وأقوال وأفعال وتقريرات الأنبياء والمرسلين هي نصوص محدودة كانت لها مناسبات زمنية معينة إقتضت وجود النص الديني لعلاج أزمة من الأزمات الدينية أو الحياتية بالنسبة للبشر المعاصرين للحظة وجود الأزمة أو المشكلة ومن ثم لحظة نزول النص الديني المقدس أو لحظة علاج النبي أو الرسول للأزمة المعاصرة لأبناء قومه وعشيرته , ومن ثم هذا النص من الممكن القياس عليه في حالة وجود أزمة مشابهة أو مشكلة تشابه ظروف وجود النص
إلا أنه في أحيان كثيرة لاتتطابق المشاكل أو الأزمات ومن ثم نحتاج إلي العقل ليكون هو الحاكم للنص المقدس والبحث في آليات جديدة للخروج من أزمة النص الذي في الغالب الأعم لن يكون هو المأزوم وإنما المتعامل مع النص هو المأزو م الفعلي الذي تعطلت آلته العقلية وعجزت عن الوصول لمرامي ومقاصد النص الديني المقدس الذي يجد إتباع من الغالبية العظمي من الملتزمين به وأنه صالح لكل زمان ومكان وأنه يعالج جميع الأقضية القديمة والمعاصرة علي حد سواء دون علم أو فقه أو دراية من أن النص الديني متناهي وأن الأقضية غي متناهية وهناك فرق بين المتناهي واللا متناهي من ناحية الظروف والنشأة والمناسبة وطبيعة الأزمة أو المشكلة التي يواجهها النص الديني المقدس المتناهي عدداً والعابر لحدود الزمان والمكان فقهاً وفهماً بالقياس فقط عليه لإستحالة تشابه الحوادث والأزمات وتكرارها بصورة متطابقة ولو تطابقت لم تعد هناك مشكلة وإلا لإنعدمت الأزمة .
والأزمة تتأتي من الإعتقاد الديني بأن النص الديني المقدس عابر لحدود الزمان والمكان بنصه وشخصه وبنفس الزي الذي كان يرتديه منذ بداية نشأته ووجوده في واقع وحياة البشر .
وأن النص الديني المقدس يحتوي كل الإجابات علي التساؤلات والأقضية التي تعرض عليه منذ بداية وجود النص الديني المقدس إلي أن تقوم الساعه وينفخ في النفير نافخ الصور أي حتي قيام الساعة التي هي القيامة , ويصطحب أصحاب هذه الرؤية ويحملوها للنص حتي مع القضايا العلمية الصرفة كالقضايا الطبية والقضايا العلمية البحتة فيحاولوا إلباس النص الديني الحقيقة العلمية أو الحقيقة الطبية أو الحقيقة الطبيعية وكأن الأنبياء والمرسلين أرسلوا أطباء أو علماء أو رجال في علم الفيزياء والكيمياء الحيوية أو الطاقة الذرية والمفاعلات النووية والصواريخ العابرة للقارات أو الباليستية , وكأنهم إذا لم يحوروا النص ويلووا عنق النص الديني المقدس فكأن النص عاجز عن إحتواء هذه الحقائق العلمية مع أن النص المقدس لم يأتي بهذه الحقائق العلمية أو المعجزات الطبية والحقائق العلمية وإنما أتي به الأنبياء والمرسلين لعلاج الأرواح وعلاج المجتمعات من أمراض الفساد والظلم والجور والإستبداد وتحقيق مجتمعات العدالة والمساواة والحرية بين البشر علي هدي من النص الديني المقدس .
والنص الديني المقدس أو الكتب السماوية ليست كتب كيمياء أو أحياء أو فيزياء نووية أو ذرية أو كتب للطب والتداوي والعلاج ولايعيب النص الديني عدم إحتواؤه لهذه العلوم , وإنما العيب فيمن يؤمن بالنص الديني ويعتقد فيه بهذا الأعتقاد.
ومع ذلك تجد معظم الملتزمين بالنص الديني المقدس والذين يتحدثوا بهذه الطريقة معظمهم من المتخلفين علمياً وثقافياً وحضارياً وأنهم في بلادهم وأوطانهم يغيب عنهم مفاهيم العلم والتقدم والحضارة ولم يقدموا للبشرية أي نوع من أنواع السبق في العلوم والإختراعات والإكتشافات العلمية وتجد مجتمعاتهم مصابة بآفات الفساد السياسي وإغتصاب الحكم والسلطة والنهب والسلب المنظم لأوطانهم من جانب حكامهم الظلمة الفاسدين للناس والمفسدين للدين ثم لايفقهوا إلا في الجدال والمراء فقط .
ومما يمكن قوله أن النصوص الدينية المقدسة محدودة والقضايا والمشاكل غير محدودة بمعني أنها متناهية عدداً والقضايا والمشاكل لايحصي لها عدداً ومن ثم وجب علي المتناهي والغير متناهي أن يكون بينهما حكماً قاضياً يفصل بين المتناهي واللا متناهي حتي لايحدث صدام بينهما بسبب الإكتشافات العلمية الحديثة والضرورات العصرية الملحة علي المجتمعات جميعها في الوقت الذي اصبح فيه العالم يمثل بالفعل واليقين العلمي قرية صغيرة منقوصة الأطراف ومحدودة الأبعاد.
ومن هنا لزم أن يكون العقل هو الحاكم للمسألة أو الأزمة أو المشكلة التي تنجم بين المقدس المتناهي والمصلحة البشرية المتمثلة في مصالح الناس وأقضية حوائجهم التي تمثل اللا متناهي .
وإذا كان العقل لايصلح للمسألة فمن غيره يكون بديلاً ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رؤساء الأحزاب السياسية : مادوركم ؟!!
- الدين والمصلحة : المقدس والمدنس : أين الحقيقة المطلقة ؟
- عن الدين والمصلحة : المقدس والمدنس
- والحرب .. لم تنتهي : فماذا بعد ؟
- مبارك الإبن : عن أزمة لبنان : ماموقف لجنة سياسات الحزب الحاك ...
- إلي الحكام العرب : لماذا فعلتم مافعلتم بأوطانكم ؟
- الأنظمة العربية : هذا موقفكم مع لبنان : فماذا سيكون مع فلسطي ...
- الدين والسياسة : المقدس والمدنس : لبنان مثالاً
- الجماعات الدينية : عداؤها لمن ؟
- أزمة الخطاب الديني
- لبنان : سيناريو ما بعد الحرب
- وزراء الخارجية العرب : مالفرق بينكم وبين حكامكم ؟ !!
- شافيز أيضا ًفاضح حكام العرب والمسلمين : فهل كان سنياً أم شيع ...
- أزمة النخب : ورحيل الأنظمة الفاسدة ؟
- إلي الحكام العرب : و من منكم ليس بخائن ؟!!
- السلفيون : فيما يفكرون ؟ ومن ورائهم ؟ ثقافة الحياة وثقافة ال ...
- خانة الديانة : هل من ضرورة ؟
- غربة الأوطان
- هل من مستقبل لمصر ؟
- في المعادلة : الدين أم المصلحة : السنة أم الشيعة ؟؟


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - العقل : بين النص المقدس المتناهي والقضايا اللا متناهية