أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - مشروع قانون ضريبة الدخل يعمق التشوهات الهيكلية للاقتصاد ولا يحقق الإصلاح الضريبي














المزيد.....

مشروع قانون ضريبة الدخل يعمق التشوهات الهيكلية للاقتصاد ولا يحقق الإصلاح الضريبي


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 05:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أعلن رئيس الوزراء في لقاء مع رؤساء النقابات المهنية أن مجلس الوزراء أقر الملامح الرئيسة لمشروع قانون ضريبة الدخل، ولم يقر بعد التفصيلات الدقيقة التي يشتمل عليها القانون، ومن باب التذكير المشروع المقدم من مجلس الوزراء هو المشروع الثاني خلال أقل من عام حيث صدر الأول بصيغة قانون مؤقت في 30/11/2005 كان مفترض أن يكون ساري المفعول في 1/1/2006 ، إلا أن الحكومة سحبت القانون بعد رده من مجلس النواب على اثر الحملة الواسعة التي شنتها الهيئات الشعبية والنقابية والصحفية لإلغائه لاعتبارات دستورية وأخرى جوهرية تتعلق في مضمون القانون .
من الناحية الدستورية الحكومة تتوجه حاليا لطرح المشروع على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب للمرور بمراحله الدستورية، أما من حيث المضمون مطلوب إصلاح ضريبي يضمن ما يلي:
- تحقيق العدالة الاجتماعية بإعفاء ذوي الدخل المحدود من الضريبة، وتخفيف العبء الضريبي على الفئات الوسطى، وزيادة مساهمة الفئات العليا.
- المساهمة في زيادة إيرادات الخزينة.
- الإسهام في تصويب الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد الأردني بتعزيز دور القطاعات المنتجة.
لنرى مدى استجابة المشروع الجديد لهذه الأهداف ، ولكي لا نغرق في التفاصيل لابد من تناول القضايا المركزية تنص الفقرة الثانية من المادة (16) من مشروع القانون " تستوفي الضريبة من الدخل الخاضع للضريبة لأي شخص معنوي أو شركه بنسبة 20 % " بمعنى تخفيض الضريبة عن الدخل المتأتي من البنوك والشركات المالية من 35% إلى 20 % وكذلك تخفيض الضريبة عن الدخل المتأتي من شركات التامين والصرافة والاتصالات والخدمات التجارة من 25% إلى 20% وبالمقابل زيادة الضربية عن الدخل المتأتي من قطاعات التعدين والصناعة والفنادق والمستشفيات والنقل والمقاولات الإنشائية من 15% إلى 20% .
أما البند (13) من المادة (7) والمتعلق بالدخل المتأتي من الأرض المستثمرة في الزراعة والبستنه وتربية الماشية والدواجن والأسماك... والمعفاة بموجب القانون الحالي فقد أخضع المشروع هذا الدخل للضريبة.
التعديلات المبينة أعلاه اخطر ما يتضمنه المشروع المطروع، سواء ما يتعلق بزيادة العبء الضريبي على الصناعة، أو تحميل الزراعة عبء ضريبي لأول مرة بتاريخ البلاد، أما اغرب ما يتضمنه التعديل تخفيض مساهمة القطاعات المصرفية والمالية والتأمين والاتصالات والخدمات التجارية دون أي مبرر ، فالإصلاح الضريبي يقتضي زيادة مساهمة هذه القطاعات في إيرادات الخزينة وليس العكس، خاصة وان هذه القطاعات تحقق إيرادات عالية، علما أن هذه القطاعات كانت تخضع إيراداتها لنسبة 50% قبل تعديل عام 2001 و المشروع يطرح تخفيضها إلى 20% ، نريد تفسيرا منطقيا واحدا لهذه الإجراءات غير المفهومة ،والتي لا تحقق إصلاحا ضريبيا ، وتشكل ضررا على الاقتصاد الوطني، بشرط أن لا نتذرع بأي أسباب غير وطنية ومحلية وان لا نحمل الهيئات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية أو غيرها مسؤولية دفعنا لاتخاذ مثل هذه الخطوات، خاصة إذا ما علمنا أن نتائج كارثية سوف تحل بالاقتصاد الوطني في حال تطبيق هذه التوجهات الحكومية.
فمن المعروف أن الميل العام لدى المستثمر التوجه نحو القطاعات غير المنتجة لضمان تحقيق ربح أعلى وأسرع واقل مخاطرة، وتسعى الحكومات لجذبهم نحو قطاع الإنتاج بتعظيم مزايا الاستثمار في هذه القطاع وخاصة الصناعة والزراعة، وفي حال اختفاء هذه المزايا التي يحصل عليها بموجب القوانين السارية المفعول من إلغاء الإعفاء الضريبي بموجب قانون تشجيع الاستثمار، وإلغاء إعفاء الصادرات الوطنية، وزيادة ضريبة الدخل على الصناعة، سيضعف قدرة القطاعات المنتجة على المنافسة.
فما هي النتيجة المترتبة على السياسات الضريبية المطروحة:-
1- تعريض أقسام من الصناعة الوطنية لخطر التصفية والإفلاس وخاصة التي أقيمت بهدف التصدير ، لعدم مقدرتها على منافسة المنتجات الأسيوية والعربية رخيصة التكلفة، مما يضعها أمام خيارات الإفلاس أو الانتقال إلى قطاعات غير منتجة أو البحث عن دول أخرى جاذبة لاستثماراتها ، مما يؤدي إلى زيادة البطالة
2- زيادة الاعتماد على الاستيراد لتوفير الاحتياجات الضرورية للمجتمع من مواد استهلاكية، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع عجز الميزان التجاري في ميزان المدفوعات، علما ان العجز وصل إلى درجة خطيرة جدا تستدعي التوقف عندها لمعالجتها بدلا من تعميقها، تشير المعلومات الواردة في التقرير السنوي للبنك المركزي ان العجز بلغ (3556)مليون دينار(39% من الناتج المحلي الإجمالي ) مسجلا زيادة نسبتها 48.5% عن عام 2004 ، وقد أدى تفاقم تفاقم عجز الميزان التجاري إلى ارتفاع عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات بشكل قياسي بلغ (1640)مليون دينار.
3- تخلي الدولة بشكل طوعي عن جزء هام من إيراداتها دون أي مبرر مما يفاقم عجز الموازنة، الأمر الذي يدفع الحكومة البحث عن مصادر جديدة للدخل، وحسب التجارب السابقة ونمط تفكير أصحاب القرار فالتوجه سيكون نحو توسيع مظلة ضريبة المبيعات لتشمل كافة المواد الغذائية ورفع نسبتها، والضحية هنا الفئات والشرائح الفقيرة في المجتمع.
4- سوف تؤدي السياسات الضريبية المطروحة إلى تعميق تشوهات البنية الهيكلية للاقتصاد وانخفاض النمو الاقتصادي في القطاعات الإنتاجية، لصالح القطاع التجاري وسيكون لذلك اثر بالغ على ارتفاع معدلات البطالة، يكفي الإشارة إلى ان توظيف مليون دينار في قطاع الصناعة قد يوفر حوالي 50- 70 فرصة عمل بينما توظيف نفس القيمة في قطاع تجاري لا يوفر أكثر من 7-10 فرصة عمل.







#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى التاسعة لوفاة شيخ النقابيين والابن البار للطبقة العام ...


المزيد.....




- -ركلها من الخلف-.. فتاة حلبة تتسبب بحرمان مقاتل من المنافسة ...
- 477 مليون دولار أرباح بنك الكويت الوطني في 3 أشهر
- قناة السويس.. إنقاذ سفينة بضائع ترفع علم تنزانيا من الغرق
- -القابضة- الإماراتية وجهاز الاستثمار العماني يطلقان -جَسور- ...
- أرباح -بنك بوبيان- الكويتي ترتفع 21% بالربع الأول من 2024
- بيانات اقتصادية قوية من الاتحاد الأوروبي ترفع أسعار النفط
- اليورو عند أعلى مستوياته منذ 2008 مقابل الين الياباني
- بعد التنصيف.. إلى أين تتجه البتكوين على المدى القصير؟
- توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية
- أسعار الأصفر الرنان تواصل الانخفاض


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - مشروع قانون ضريبة الدخل يعمق التشوهات الهيكلية للاقتصاد ولا يحقق الإصلاح الضريبي