أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - دموعك في مآقينا يا دولة الرئيس














المزيد.....

دموعك في مآقينا يا دولة الرئيس


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


هزنا من الاعماق دولة الرئيس فؤاد السنيورة وهو يلقي كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب , الذي انعقد في بيروت لنصرة لبنان الشقيق , الذي يواجه منذ أسابيع آلة حرب مدمرة طالت البنى التحتية والجسور والطرقات وشبكات الاتصال ومحطات الكهرباء والمطارات وطالت , وهذا هو الاهم , النساء والشيوخ والاطفال في انتهاك واضح لقوانين الحرب واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والبروتوكولات الملحقة بها لعام 1970 فضلا عن القانون الدولي الانساني , هذا الانتهاك , الذي وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش كجريمة حرب .


ما هزنا من الاعماق ليست دموع دولة الرئيس وحدها , بل مخاطبته وزراء الخارجية العرب بصوت متهدج متقطع يقدم لبنان الشقيق على صورته الحقيقية . قال دولة الرئيس : ’ ان عروبتنا غير مشروطة وهي ليست بالارغام وموقفكم معنا واجب عليكم , فالامن العربي أمن واحد والمستقبل العربي مستقبل واحد ." عروبة لبنان ليست ولم تكن يوما على المحك منذ ايام الفينيقيين , الذين قدموا للبشرية حروفا أبجدية كتبت بها الشعوب تاريخها وحضارتها , وهل يستطيع أحد أن ينكر دور لبنان الحديث في ميادين الحياة السياسية والثقافية والادبية والفكرية في المنطقة فضلا عن ميادين أخرى كثيرة .


هنا ابدع دولة الرئيس في مخاطبته لوزراء الخارجية العرب وفي خطابه الذي تابعته شعوب الامة باعتزاز لا يقل عن اعتزازها ببسالة المقاومة في لبنان . دولة الرئيس تجاوز في خطابه حدود لبنان فقدم نفسه زعيما عربيا من طراز رفيع . هذا ليس بجديد على لبنان , ألم يتجاوز كمال جنبلاط وغيره من زعماء لبنان حدود لبنان نحو الفضاء العربي والدولي والانساني الأوسع .


دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو من جيل القوميين العرب المخلصين والمدافعين عن حاضر ومستقبل الامة , ومن هنا جاء خطابه امام وزراء الخارجية العرب يوحي بالثقة , فهو " واثق أننا سنبقى ما بقي الوعي بالامة ومصالحها " . من برجه القومي العروبي خاطبهم جميعا بقوله : " تبقون وتبقى امتنا العربية ... ويبقى لبنان " وكأنه يدفع اليأس بعيدا عن الجميع ويشيع الأمل بايمان الانتصار على آلة الحرب الاسرائيلية .


أما دموع دولة الرئيس فهي في مآقينا . دموع لا تدل على ضعف او استكانة , بل على نبل انساني في أرقى مشاعره. ما هم يا دولة الرئيس , فلست وحدك من تترقرق الدموع في عينيه , فقد ترقرقت في عيني الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهو يرفع علم مصر في حزيران 1956 احتفالا بجلاء القوات البريطانية عن مصر , وترقرقت في



عينيه وهو يقف على مدخل مقبرة شهداء الجيش المصري في صنعاء في العام 1962 . لست وحدك من يحبس دموعه, فنحن جميعا نحبس دموعنا دون ان نفقد الأمل بهذه الأمة , بل اننا نحبسها معك بانتظار ساعة النصر على الغزاة والمعتدين وساعة النصر والانتصار على مشاريع شيطانية تروج لها الادارة الامريكية وتجد في دولة اسرائيل احدى ادوات تنفيذها .

تترقرق الدموع في عيون القادة يا دولة الرئيس , ألم تترقرق في عيني الامبراطور نابليون بونابرت وهو يقف على ربوة اهرامات مصر يودع وادي النيل بعد ان تحطم حلمه في بلاد النيل وبلاد الشام . كانت الدموع في عيني الامبراطور دموع حزن دون شك ولكنها لم تكن تخفي صور الشجاعة والقوة والكبرياء عند أحد أعظم القادة في تاريخ فرنسا.


في خطابه أمام وزراء الخارجية العرب في بيروت قدم دولة الرئيس درسين جوهريين : درس في المواقف الوطنية والعروبية وآخر في الشجاعة والكبرياء والنبل الانساني . ولهذا نقول بصوت عال وواضح : " دموعك في مآقينا نحن ابناء الشعب الفلسطيني يا دولة الرئيس " .

عاش لبنان -- عاشت فلسطين



#تيسير_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الاوسط الجديد
- قوات الاحتلال تمنع تيسير خالد من المشاركة في اجتماع اللجنة ا ...
- تيسير خالد : في احتفال جماهيري في بيت عنان / القدس بمناسبة ي ...
- تيسير خالد : يحمل الادارة الامريكية والحكومه البريطانيه المس ...
- تيسير خالد : يحذر من خطورة الاجراءات الاسرائيلية أحادية الجا ...
- -تداول السلطة - تحت سلطة الاحتلال
- تيسيرخالد يحذر من خطورة الصفقة
- - كديما - وأحلام شمعون بيريس في السلام
- كديما - وأحلام شمعون بيريس في السلام
- نقل المستوطنين من قطاع غزه الى الضفة الغربيه
- قرار حكومة اسرائيل يدمر فرص التسوبة
- يستقبل مندوبين عن - مركز كارتر- لمراقبة الانتخابات الفلسطيني ...
- استقبال مندوبين من -مركز كارتر- حول الانتخابات الفلسطينبة
- على الجهات المعنية في السلطة تحمل مسؤولياتها
- مقابلة صحفية مع وكالة معا الاخبارية المستقلة حول الاوضاع الف ...
- تيسير خالد : في لقاء مع لجنة المؤسسات في مدينة نابلس
- المجلس التشريعي: رواتب وتاعب
- المجلس التشريعي: رواتب ومتاعب
- الاعتداءات الاسرائيلية تضع التهدئة على حافة الانهيار
- الجدار ..اخطر مراحل المشروع الصهيوني الاستيطاني


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - دموعك في مآقينا يا دولة الرئيس