أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر دوري - استبداد أم احتلال ؟














المزيد.....

استبداد أم احتلال ؟


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


(( " يا بنيتي ، قالت ، واضعة يدها بنفاذ صبر على مذكراتي الموضوعة على ركبتي ، ما الفائدة من الخربشة عن أكواخ محروقة و أناس ذبحوا في السابق ؟ إنهم لقوا حتفهم . أبطعمنا هذا أو يغطينا أو يجعلنا نعيش ؟ كان في القرية ثلاثة آلاف من الماشية و الغنم ..ليس هناك الآن دجاجة واحدة تستطيع أن تضع بيضاً . كيف أستطيع أن أطعم ابنتي و رجلي العجوز الذي أصابه اليونانيون بجراح ؟ ليس هناك حتى الملح لوضعه مع أوراق النبات التي نغليها لنسكت هذا الجوع الملتهب في بطوننا ....
ثمة شيء خاطيء ، ثمة شيء خاطيء ، يا بنيتي . كنا نعتقد أن الدرك الكارثة الوحيدة التي أرسلها الله في الماضي . كنا نقول آنئذ إن السلطان لا يعلم بأننا مضطهدون . مضطهدون ؟ كان ذلك فردوساً مقارنة بهذا . يا إلهي كم توسلت إلى اليونانيين كي يتركوا بعض الأغطية للذين بقوا على قيد الحياة ! ضحكوا و قالوا لي إن أوربا قد أرسلتهم ليفعلوا كل ذلك ، و أنهم لن يتركونا في سلام قط . يجب إخبار هذا الرجل أوربة ، يا بنيتي ، أن يتركونا و شأننا ، نحن الفلاحين الفقراء . ماذا فعلنا له ؟ )) فطمة نينة من قرية ملك إلى خالدة أديب – نقلاً عن كتاب الطرد و الإبادة ( مصير المسلمين العثمانيين – دار قدمس 2005 )


هذه الكلمات التي نطقت بها سيدة مسلمة في الأناضول الغربي قبل أكثر من مائة عام تطرح منذ ذلك الوقت إشكالية المفاضلة بين الاستبداد الداخلي و الاحتلال الخارجي . لكن ليس بالخفة و لا بالتواطؤ التي طرحت الأمور بها من قبل بعض المثقفين عشية العدوان الأمريكي على العراق ، أو كما يعاد طرحها الآن في أماكن أخرى من المشرق العربي من هواة النظر إلى الكون من خلال زوايا حادة .
و أجزم لو أن أحداً في المشرق العربي اليوم تفوه بالكلمات التي تفوهت بها هذه السيدة لصنفه هواة قسمة الكون إلى أبيض و أسود ، الذين لا يفهمون الدنيا إلا معنا أو ضدنا . هواة وضع الأمور في زوايا حادة ، إما مع الاستبداد أو مع الديمقراطية و لو كانت على حراب الأجنبي . لو أن أي شخص في المشرق قال ما قالته هذه السيدة لاتهموه على الفور أنه من أبواق الاستبداد و أنه يبرر للمستبدين . و كأنه لا يوجد في الكون سوى خيارين ، فإما أن تقبل بالاستبداد أو أن تقبل بالتدخل الخارجي بكافة أشكاله و درجاته حتى نهايته القصوى ، أي الاحتلال الخارجي .
يتراوح استجداء الرافعة الخارجية بين الادعاء بالإتكاء على الدعم الخارجي ، أو تثمير الضغوط الدولية لصالح الخلاص ممن الاستبداد وصولاً إلى القبول بدبابات المحتل و كل ذلك بدعوى الخلاص من الاستبداد . لذلك بقيت تجربة هامة كتجربة أمريكا اللاتينية ، التي تنشأ فيها ديمقراطيات مقاومة في كل من فنزويلا و البرازيل تستعيد سيادة بلدانها و تسيطر على موارد أوطانها لصالح الطبقات الفقيرة معيدة الاعتبار إلى السياسات الاجتماعية و بالتالي البعد الاجتماعي الوطني للديمقراطية . لكل ذلك تبقى هذه التجارب بعيدة عن عقول و ألسنة منظري الزوايا الحادة الذين يريدون ديمقراطية عارية من أي عمق وطني أو اجتماعي، يريدون فقط الذهاب إلى صندوق الاقتراع، و لو بحماية دبابات الاحتلال، و لو كانت الجماهير فقيرة معدمة حافية ، عارية.............
إن الأمور بحاجة سريعة للخروج من معادلة : استبداد داخلي أو احتلال خارجي إلى فضاء ديمقراطي وطني تحرري يحافظ على الأوطان ، و لا يستجير من الرمضاء بالنار . و هذا ما تفعله المقاومة في الساحات العراقية و الفلسطينية و اللبنانية



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيحاسب من في لبنان ؟
- مع المقاومة تحت أي راية كانت
- ولادة العربي الجديد
- قنابل نووية يدوية الصنع
- الإرهابي هو كل من يعارض مصالحنا
- تلفيقات فكرية سورية
- تيمور الشرقية قصة نفطية نموذجية
- خرافة الاستعمار الجيد
- العدوان الإمبريالي على العرب بين -القوة الناعمة -و -القوة ال ...
- مصر على مفترق طرق التغيير
- التدمير المنهجي للزراعة في العالم من العراق إلى الهند
- حكاية الذئب الأمريكي الذي يجب أن يغير طبعه
- قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة
- العطب الأخلاقي للحضارة المعاصرة
- صورة بالأشعة السينية للنظام العالمي القائم
- معادلة حلبجة الجديدة
- الحروب الإبادية كطريقة حياة في االعصور الحديثة
- مضيق هرمز
- شرارة واحدة كافية لتشعل السهل
- عرض لكتاب - التنصير الأمريكي في بلاد الشام -1834 – 1914 -


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر دوري - استبداد أم احتلال ؟