أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - آرام كربيت - النظام الدولي وآلياته















المزيد.....

النظام الدولي وآلياته


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 05:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع كل تغير يطرأ على النظام الدولي يستدعي بالضرورة تغيير دراماتيكي على النظم الأقليمية المنتشرة على كامل قارات العالم.
وفق مبدأ مونرو الذي صاغته الولايات المتحدة الأمريكية، أعطت لنفسها حق التدخل السريع في القارة الأمريكية الجنوبية، حق التدخل في شؤونهم دون شريك من خارج القارة. لهذا السبب.. عند أنتهاء الحرب الباردة وعلى أثر سقوط جدار برلين أرغمت الولايات المتحدة العسكر، حكام أمريكا اللاتينية للعودة إلى ثكناتهم بعد أنتهاء وظيفتهم العملية في إدارة سلطة تلك البلاد.. من تشيلي إلى بوليفيا إلى الأرجنتين..البيروالسلفادوروغيرها كما أرغمت دول مثل نيكارغوا الساندنية على ترك السلطة في أنتخابات مشبوهة
كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في أحتلال دولة صغيرة مثل بنما وسجن رئيسها نوريغا الذي يقبع في السجن منذ عام 1989إلى الأن كما احتلت غرينادا أيضاً وغيرها من الدول.
أغلبية النظم في العالم الثالث، هي نظم أستعمارية، نظم وظيفية، خدم أو وكلاء، وجودهم مرتبط بمرحلة زمنية محددة، مرحلة تحدده طبيعة الوضع الدولي وآليات عمله، شكل إدارة الحكم في زمن معين.
يقوم عمل الحكام على الاستجابة السريعة لمتطلبات المتروبول، المركز، وإدارة سياساته بفاعلية وحيوية وإلا حكم عليهم وعلى أنظمتهم بالزوال.
إن الأزمة الفاعلة في قلب النظام الدولي يفعل فعله دون البحث عن حلول عملية لمعالجة هذه الأزمة كالفقر والمديونية والبطالة ومعالجة شؤون البيئة والجوع والتشرد وغيرها وغيرها من الأشياء التي تتطلب معالجة طويلة الأجل. كما أنها لا تفسح المجال للبحث عن حلول معقولة أو البحث عن مجالات لتوازنات بين القوى تعيد النظام إلى مرسأة أمنة. لهذا يدفع النظام الدولي المأزوم العالم نحو الفوضى دون البحث عن إجابات صحيحة على المطالب السابقة الذكر.
على أثر انحسار الهيمنة البريطانية على العالم في بداية القرن العشرين دخل النظام الدولي في مرحلة تحولات خطيرة أدت إلى حربين عالميتين حصدت أرواح عشرات الملايين من البشر في أوربا وروسيا واليابان وترتب على ذلك تبعات خطيرة. منها..
بعد الحرب العالمية الأولى:
1ــ جرى احتلال بلدان عديدة من العالم الثالث وإعادة تقسيم العالم وفق مصالح الدول المنتصرة في الحرب.. فرنسا وبريطانيا.
2ــ دخول العالم في أزمة اقتصادية وسياسية خطيرة.
3ــ بروز دول المحور.. ألمانيا النازية وأيطاليا الفاشية واليابان يبحثان عن دور في النظام الدولي، بغياب دولة مهيمنة على النظام.
بعد الحرب العالمية الثانية
برز الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية على الساحة الدولية ودخل العالم في مرحلة استقطابات خطيرة.. سميت في وقتها الحرب الباردة.. وعلى أثر ذلك انحسرت الهيمنة البريطانية بشكل كامل وبرزت الولايات المتحدة كقائدة للعالم الراسمالي وللنظام الدولي، كدولة عملاقة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
بعد بروزها كدولة مهيمنة على النظام ووقف الصراعات العسكرية بين الدول المكتملة وطنياً.. أوروبا واليابان والولايات المتحدة الامريكية ومحاولة رسملة العالم الثالث أو أطراف النظام بالعمق والسطح لكن وفق آليات مختلفة عن التدخل العسكري المباشر.. اهمها:
1ــ دعم الولايات المتحدة الأمريكية استقلال دول أطراف النظام، العالم الثالث!.
2ــ استثمارالحركات السياسية المطالبة بالاستقلال لمد نفوذها داخل هذه البلدان.
3ــ محاولة دمج هذه الدول وفق آليات جديدة.. مساعدات، دعم سياسي وعسكري.
4ــ دعم الانقلابات العسكرية في أطراف النظام لغربلة القوى الفاعلة في هذه الانظمة ولأيجاد نظام ذي فاعلية واستجابة سريعة لشروط وحاجات مصالح الولايات المتحدة.
سعت الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة على ادماج العالم الثالث أو أطراف النظام عبر التدخل الغير مباشر في الحياة الاجتماعية في هذه البلدان من خلال العسكر وإدامة الاستبداد وثقافة الخوف السائدة في هذه الفترة.
جرى العمل وفق هذه الآلية إلى حين سقوط جدار برلين.
إن انحسار هيمنة الولايات المتحدة سياسياً على النظام الدولي بعد سقوط جدار برلين دفعها للجوء للسيطرة عبر وسائل عسكرية مباشرة لتسريع عملية أنتاج نظم أقليمية فاعلة في العالم الثالث ومنها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأسيا.
النظام الأقليمي الشرق أوسطي وصل إلى طريق مسدود.. نظام عاجز عن إعادة إنتاج نفسه، عاجزعلى إعادة تسريع التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخله، عاجزفي عملية الاندماج في النظام الدولي الجديدة الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الامريكية بعد أحداث 11 أيلول عام 2001 .
هذه المنطقة مهمشة على كل الصعد، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً.
منطقة هشة على كل المستويات.
منطقة أستراتيجية لها موقع جيوسياسي فاعل ورئيسي في الشأن الدولي.
تعمل الولايات المتحدة في هذه الفترة على إعادة رسم وصياغة نظام أقليمي جديد وفق آليات جديدة ومشاريع جديدة لم تتضح أفاقه الحقيقية إلى الأن. لهذا تحتاج الولايات المتحدة إلى نظام أقليمي فاعل ونشط، نظام قادرعلى الاستجابة لضرورات مرحلة التكيف التي تتحرك امريكا على اساسه ووفق آليتين أساسيتين:
1ــ آلية أقتصادية مندمجة بسرعة في الراسمال العالمي.
2ــ وآلية سياسية متكيفة.
لأستباق الزمن، لأستباق حلفاء الأمس ولإعادة ترتيب الوضع الدولي الجديد بسرعة..
تسعى الولايات المتحدة عبر التدخل العنيف والمباشرفي النظم الأقليمية وفي الحياة الاجتماعية لهذه البلدان لأعادة صيرورة التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية فيها ومن أجل تسريع عملية الاندماج وإعادة أنتاج نظام أقليمي جديد أكثر فاعلية وسرعة ويستجيب لمرحلة ما بعد الهيمنة التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة الامريكية ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى حين سقوط جدار برلين.
من الواضح أن الولايات المتحدة الامريكية عاجزة هي الاخرى على إعادة أنتاج نظم سياسية تستجيب لمصالحها بوسائل سياسية لهذا تلجأ للعنف والقسر ولوي الذراع ومن خلال الجيوش والعسكرلتحقيق سيطرتها.
كما هو معلوم إن الدولة الغيرمهيمنة لا تستطيع الهيمنة إلا بالقوة العسكرية المباشرة.. وسترفض أي أعتبارلقضايا أنسانية أو أخلاقية إذا أستدعت الضرورة لبسط سياساتها.
إذا النظام الدولي يدخل في مرحلة أزمة خطيرة.. نتائجه ستتضح على المدى البعيد.
لقد دخلت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان والعراق والأن تقترب من حدود لبنان عبر نشرقواتها المتمثلة بالحلف الاطلسي أو الناتو لتكسير أذرع دول أقليمية كبيرة كسورية وإيران.. دول كانت فاعلة بقوة في فترة الحرب الباردة ولكنها عاجزة ومعيقة ومعرقلة لمصالح الولايات المتحدة في بسط سيطرتها وإعادة ترتيب نظام أقليمي جديد يستجيب لشروط ما بعد أحداث أيلول.
إن النظام الأيراني والسوري المثقلين بأيديولوجيات تقليدية، المأزومين على الصعيدين الداخلي والاقليمي واللذان يهربان من الاستحقاقات الداخلية الكبيرة كالانفتاح على المجتمع وحل الازمات العالقة داخل بلدانهما كالديمقراطية وتداول السلطة وإلغاء قوانين الطوارى وحل القضايا الأجتماعية العالقة منذ عشرات السنين. هذا الأمر يدفعهما إلى خلط الأوراق واللعب على تناقضات المنطقة وصراعاتها الطويلة الأجل ودفع دول الجوار كاللبنان وغيره من قوى محلية لدفع فواتير هربونهم من معالجة المشاكل الحقيقية لديهم. هذه الدول العاجزة تلعبان في قواعد اللعبة التي ارست دعائمها الولايات المتحدة الأمريكية على المدى الطويل وتتحركان في مثلث مصالحها الأستراتيجية.
النظام الأقليمي الشرق أوسطي انتهى وظيفياً بأنتهاء الحرب الباردة وآلياته السياسية أضحت غير متكيفة مع التطورات التي تحدث على صعيد العالم.
الحرب حاجة وضرورة للولايات المتحدة وإسرائيل، لأستعمار المنطقة وربما مناطق اخرى من العالم.
كل من يظن ان الحرب ستنتهي سريعاً فهو واهم، لن تقف ألة الحرب الامريكية الاسرائيلية عن حصد الارواح إلا ببسط سيطرتهم ونفوذهم عبر تكريس مشاريعهم الأستراتيجية البعيدة المدى وترتيب نظم أقليمية حيوية النشاط والعمل، ولأستعادة زمام المبادرة السياسية والاستراتيجية لدفع مشاريعهم البعيدة المدى إلى الأمام.
سيعملان على ترتيب الوضع الشرق أوسطي بشكل متكامل وطويل الأجل.
ستنزع الدولتيان من خلال قوتهما الكبيرة على تقليم الأظافر الأقليمية للنظام الايراني والسوري عبراللعب داخل هاتين الدولتين في الأيام القريبة القادمة. هناك قوى جاهزة داخل الدولتين لتلبية الأشارات القادمة من الخارج، قوى ليس لديها ما تخسره سواء لعبت مع الأنظمة او مع الخارج سواء داخل إيران أو سورية، قوى أشبه بقنابل موقوتة تتحين الفرص لقطف المكاسب السريعة والأنية دون أعتبارللمصالح العليا والبعيدة المدى لحاجات الاوطان.
المنطقة في حالة مخاض سياسي كامل ولا يبدو في الأفق بوادرحل للأزمة الراهنة نتيجة تغييب مصالح شعوب المنطقة وأزدرائه والعبث بمستقبله وحياته. إن الحرب الدائرة الأن بين قوة عسكرية عملاقة وضاربة هي أسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبين قوة صغيرة، حزب الله، لا سند عملي له، لا في الداخل ولا في الخارج، هذه الحرب لن تحل المشاكل العالقة منذ زمن طويل كما أن نشر الخراب والدمار لن يزيد الأمر إلا مزيد من الحقد والكراهية وتتركان المنطقة في حالة عدم توازن سياسي أواستقرار.
المطلوب في هذه الأيام وقبل فوات الأوان أن يكف النظامان السوري والأيراني عن اللعب في الشأن الداخلي اللبناني لحاجات ومصالح أنظمتهم الفاسدة والملوثة بالدم والخراب وأن يعود النظامان إلى حل مشاكلهما الداخلية للخروج من عنق الزجاجة التي حشرى انفسهم بها.
أن لا يترك حزب الله عارياً وحده في المعركة. يجب أن يقف إلى جانبه كل الشعوب المحبة للسلم، لوقف العدوان والعنف في المنطقة، على الأقل في هذه الأونة بالذات، لان هزيمة حزب الله سيترتب عليها استحقاقات خطيرة وطويلة المد، وأن لا يفسح المجال للولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل أن تمررامشاريعهم الأستعمارية، الأستراتيجية الطويلة المدى.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرفة التحقيق
- النظام العربي
- ظلال الوقت
- من الذاكرة.. إلى الذاكرة
- السجن..مرة أخرى
- الليل في سجن تدمر
- بعض الذكريات من منزل الموتى


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - آرام كربيت - النظام الدولي وآلياته