أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ














المزيد.....

اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 10:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يتخطى الموقف الراهن من المواجهات الدامية، والقصف الوحشي، الذي يتعرض له المدنيون الآمنون، كل بعد سياسي، وحسابات بازارية، وشخصية أخرى. فلقد سقطت آخر أقنعة الزيف، والرياء السياسي، وديبلوماسية العبث، والفراغ التي لم تعن يوماً، سوى مقايضة الدماء، بالجثث والأشلاء، والمتاجرة بمستقبل الأوطان. وليس من الشهامة، والفروسية، في شيء، التفرج على حمام الدم هذا، والوقوف بصمت، لاعتبارات، وحسابات سياسية واهية, وإلقاء اللوم على هذا الطرف، أو ذاك. ومن لا يكفيه رصيده الأخلاقي، وتاريخه الموبوء، وارتباطاته المشبوهة، وتبعيته المعهودة، الوقوف موقف شرف، ورجولة، وإباء، فلا يجدر به أن يسلك سلوك النعامات، ويدفن رأسه في الرمال، ويقلب المبادئ، والقيم، والمعارف، والمعتقدات، و"يادار ما دخلك شر"، ويقتنع، بما يتهيأ له، من تخيلات، وتصورات، ومنامات. ومن واجب جميع القوى المحبة للسلام، والمناهضة للعدوان، والتهجير، إدانة هذه الاعتداءات الجبانة الآثمة، التي لم توفر ملة، ولا ديناً، ولا طائفة، ولا تيّاراً، والوقوف بحزم ضدها، وفضح وحشيتها، وساديتها، التي لا ترحم.

"من رأى منكم منكراً فليغيره....". فهل هناك من منكر أكبر، الآن، من إزهاق هذه الأرواح بهذا الشكل الجماعي الفاجر، واسترخاص الحياة البشرية، التي كرمتها جميع الشرائع والديانات؟ ليس هناك من منكر، مثل السكوت على وحشية جنرالات الاحتلال، وتواطؤ الأخوة الألداء، وطغيان الخيانة، والصمت، والعار على المشهد العام. لا منكر ، البتة، مثل قلب الحق بالطل، والباطل حق، والنظر للأشياء بعيون لئيمة، عوراء. ولا منكر مثل التشفي، والفرح، وصم الآذان عن كل هذا الأنين، والأوجاع.

لبنان الضحية ينزف بألم، ويئن تحت وطأة التواطؤ الدولي، وسماسرة النظام الرسمي العربي، ومحامو الشيطان، وكتبة السلاطين المشعوذين المشغولين، في هذه الأثناء، بتحديد الوقت الأنسب، بيولوجياً، للكائن البشري، لكي يستشعر كرامته، وعزته. هل هو مثلاً، حين يصبح برميل النفط بألف دولار؟ أم حين تستنفذ آخر ذرة من كبرياء، وتسقط جميع أوراق التوت، وتكشف العورات؟ أم حين تغتصب آخر طفلة، على مرأى ومسمع من هؤلاء، ويُيَتمّ كل الأبناء، وتثكل جميع النساء، وتترمل كل الأمهات؟ أم حين يهدم آخر عش زوجي دافئ على الرضّع، والأطفال؟ أم حين يصل "البَلّ" إلى ذقون الجميع، وبعد أن تكون قد أكلت جميع، الثيران، و"التيوس"، والأكباش؟ متى سيأتي زمن الكرامة الموؤودة الذي يحدده لنا هؤلاء الاستراتيجيون العظام، بعد أن أصبحت أصابع الجميع، ودون استثناء، في اللهيب والنار؟ وما الذي جنوه من "جنوحهم" للسلم كل هذه السنوات سوى مزيد من الفقر، والتردي، والخزي، والعار؟

إن جميع التبريرات، وآلات الكذب الرخيصة، والصحف الصفراء، والألسنة الملوثة والمروضة لتجتر كل المواقف، في شتى المناسبات، لن تستطيع أن تغيّر من طبيعة العدوان الوحشي الغدّار، أو أن تحجب هذا الوهج الساطع لشمس الحقيقة الذي لا يختلف عليه إثنان.

مهما تكن المواقف المتباينة من حزب الله، وأياً تكن الدوافع، والبواعث لذاك، فإن هذا لا يبرر هذا الصمت المشين، والمخزي، والوقوف في صف الأعداء، وآلة الموت العمياء، تحصد يومياً أرواح عشرات الأطفال، والنسوة، والفقراء الذين تقطعت بهم السبل، وليس لديهم مارينز، وحاملات طائرات، وسفن إنقاذ تحملهم إلى بلاد الأمان، أو بوارج، أو مدمرات تنقلهم من هذا السعير الذي يحرق الأخضر واليابس، ويقتل كل شكل من أشكال الحياة.

هذا القتل، والموت الجنوني لا يبرر تحت أية ذريعة، وادعاء، وهو موقف للتاريخ لكل وطني مخلص، ما زال يحمل في قلبه شيئاً، من الإنسانية، والعطف، والانتماء. لقد تخطّى الموقف موضوع عملية عسكرية بسيطة، أو اختطاف جنديين ليصبح موضوع وطن، وشعب بأكمله يتعرض للإبادة، والموت، والخطف، والاحتراق، والحصار. وإذا كان البعض، يجد متسعاً لفلسفة الأشياء، فهذا لا يعني بالضرورة، التلكؤ في إدانة العدوان، أو التموضع في صف السماسرة، وتجار الدماء، المناوئ لآمال وتطلعات الشعوب ومشاعرها، وعواطفها.

معك يا لبنان الفقراء، والشرفاء، "واللهم والي من والاه، وعادي من عاداه. اللهم انصر من نصره، واخذل من خذله".

لندن 20/7/2006



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ
- عبيرالعراق:اغتصاب الأموات
- نساء العرب وخيبة الآمال
- نهاية التاريخ العربي
- المونديال وهزيمة الذات
- الديمقراطية العلمانية
- غربة الفكر العظيم
- الزرقاوي: نهاية الأسطورة
- مسلسل النكسات القومية
- أصنام المعارضة السورية
- نعوات بدون عزاء
- ميشيل كيلو: طرق المحرمات
- ديمقراطية الطوائف
- الدهاء السياسي، واللعب على المتناقضات
- الاستخفاف بالداخل
- فاتح جاموس: عزيمة الأحرار
- الاستبداد والإرهاب


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ