أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين الداغستاني - قراءة في كتاب (المفصل في تاريخ إِربل) فرادة في التأصيل التأريخي لمدينة عريقة جامعة















المزيد.....

قراءة في كتاب (المفصل في تاريخ إِربل) فرادة في التأصيل التأريخي لمدينة عريقة جامعة


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 12:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ترتقي مدينة (أربيل) الى مصاف المدن العريقة ذات الهوية التاريخية الخاصة بها ، فخزينها حافل بالعلامات الفارقة ومنها أنها كانت مركزاً لعبادة (عشتار) آلهة الحب والحرب والجمال والتضحية في الحروب في حضارات بلاد الرافدين. وتعاقبت عليها عبر عمقها الزمني الموغل بالقدم حضارات الاشوريين والباراثيين والساسانيين والعرب واخيراً العثمانيين ، وبالتالي فإنها تنتمي الى تأريخ يتصل بالقرن الثالث والعشرين قبل الميلاد ، وبثباتها أفلحت في مقارعة التغييرات النوعية في الزمكانية واستطاعت بالبقاء كَمدينة نابضة بالديمومة والحيوية ، غير تقليدية ، وذات حضور تأريخي آخاذ .
وفي خضم هذا السفر المديد يتوقف البروفيسور الدكتور حسام داود خضر الأربلي في محطة تاريخية مهمة ليكتب عن مدينته الآثيرة كتابه الماتع الصادرعن دار التفسير (المفصل في تاريخ إربل - قصة المدينة حتى تسوية مشكلة الموصل 1926م) المطبوع في اربيل في العام 2019 م ، وهوكتابه الثالث فيما كتبه ودرسه في تاريخ الترك وثقافتهم في العراق ، والسابع فيما كتب في علم الانسانيات عامة .
يلاحظ المؤلف أن أغلب المتصدين قبله لكتابة تأريخ أربيل من المؤرخين والدارسين كانوا يتناولون بالتفصيل المدة البكتيكينية على عكس ما وجد بأن القارئ المهتم بالتأريخ يتطلع الى من يقف به على تأريخ مجتمعه وأصوله وطبائعه وعاداته وقيمه ، لهذا فهو بادر الى تقسيم كتابه الى قسمين تناول فيهما تأريخ المدينة والنزوح التركي إليها ، ومن هذا المنطلق فهو بحث في القسم الأول تأريخ (إربِل) قبل الإسلام (لغاية 640 م) ثم تأريخه فترة إنتشار الإسلام مروراً بالفترة التي كانت المدينة تحت حكم الاسرة الهذبانية الكردية لفترتين (640 -1128 م) ثم حكم الاسرة البكتيكينية التركمانية (1128-1232 م) وحكم الخلافة العباسية (1232 - 1258م) والحكم المغولي ـ الإيلخانية والجلائرية ـ (1258ـ 1411 م) وحكم التركمان ـ القوينلية والصفوية(1411 ـ 1518م) والحكم العثماني (1518ـ 1918م) ومن ثم فترة حكم الاحتلال البريطاني والانتداب والحكم الوطني تحت الإنتداب ولحين تسوية مشكلة الموصل في العام 1926م .
ويتوغل الأربلي عميقاً في إسم أربيل (إربِل) ويشير إلى أنه ورد في كتابات الملك السومري (شوليكي) قبل ألفي سنة قبل الميلاد بصيغة ( أوربيلم) أو جاء بصيغة (أربا ـ ئيلو) وتعني الألهة الأربعة في السلالة الأشورية وهي مصطلحات قيد التخاطب اليومي لدى مستعمليها في إربـِل .
وكانت أربيل عند ياقوت الحموي الذي زارها سنة 617 هـ كما ورد في معجم البلدان (.. قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيط ولقلعتها خندق عميق وسور المدينة ينقطع في نصفها وهي على تلٍ عال ن التراب عظيم واسع الرأس وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصلاة وحمام وهي شبيهة بقلعة حلب إلاّ أنها أكبر وأوسع رقعة . فيما هي في عصرنا مدينة كبيرة ، عريضة وطويلة ، قام بعمارتها وبناء سورها وعمارة أسواقها وقيسرياتها الأمير مظفرالدين كوكبوري بن زين الدين كوجك علي فأقام بها وقامت المدينة بمقامه لها سوق وصارت لها هيبة ونازع الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة تجربته حتى هابوه وصارت مصراً كبيراً من الأمصار) .
ولكن من الواضح تماماً تركيز البروفيسور حسام الأربلي على التناول الفريد لدراسة الشخصية التركمانية الأربيلية في أربعة مباحث تفصيلية ضمت الأصول والإنتماء ـ اللسان والنطق ـ الدين والعقيدة ـ العادات والطبائع ، وهو يتعامل مع مفردتي (الترك) و(التركمان) بإعتبارهما مفردتان لشعب واحد وليس شعبين . ولهذا فقد كرس القسم الثاني من كتابه بفصليه الأول والثاني للحضور التركي في إربل وللشخصية التركية الاربلية إبتداءً من قبل الإسلام ولنهاية الاحتلال الإنكليزي للعراق وهو قسم ماتع وغني بالمعلومات المستمدة من فيض من المصادر التأريخية الموثقة، وربما يكون قد انفرد بين المؤرخين والباحثين في دراسته التأريخية المعمقة والموثقة في اصل هذه الشريحة الرئيسية في المجتمع الاربلي و إنتسابها إلى العشائر والقبائل او الى المهن التي مارستها أو انتماءها إلى المدن والبيوتات المعروفة فضلا َ عن اللغة واللهجة المتداولة بين أتراك أربيل ودياناتهم ومذاهبهم الى جانب عاداتهم وطبائعهم.
فعن اصل الارابلة الأتراك يشير المؤلف الي انهم كانوا اتراكاَ من بلاد تركستان الكبرى بقبائلهم المختلفة والتي من أكثرها دخولاَ إلى إربل هي قبيلة الغزّ (الأوغوز) وهم من أصل السلجوقية وهؤلاء الأتراك ما يزالون يسكنون في إربل ويعود تاريخ بعضهم الي قبل ١١٠٦ سنة. ومن عشائرهم القرة قوينلية والآق قوينلية والقزلباش إستوطنوا فيها بحكم استيلاء رؤسائهم عليها بعد الحقبة المغولية.
ويتوسع البروفيسور حسام في دراسة أصول إربيل القومية فيشيرالى إنها لا تزال تسكنها الترك والكرد والعرب مع تباين حجم هذه الأطياف عبر مرحلة وأخرى تبعاً للأوضاع السياسية والإجتماعية السائدة وكان أبناؤها من هذه الأصول متحابين تعزو صلاتهم دين الأكثرية من أهلها وهو الإسلام فيما بقيت الحياة الثقافية ثابتة نوعاً ما ولم تتغير مع تغير الاوضاع السياسية فيها وإنتهج علماؤها وأدباؤها وشعراؤها على ما كانوا عليه في الفترة العباسية وما تلاها بذات النهج ويفكرون بذات التفكير مع التسليم بما طرأ من تحول الى الفارسية والتركية فيها بعد الفترة المغولية .

و يتناول البروفيسور حسام لغة التركمان ولسانهم في أربل فييثبت بأن لغتهم التركية ( وليس بينها وبيت تركيات العالم إختلاف فالتركية واحدة إن كانت في أربل أو في تبريز أو في أستنبول أو في إستانة أو في قبرص ولعل الإختلاف الوحيد هو اختلاف اللهجة ليس إلاّ).

الحياة الدينية والعادات الاجتماعية
ويذهب المؤلف الى تثبيت إمكانية القول بأنها على الرغم من تنوع الديانات في أربل من مسلمة ومسيحية ويهودية فلم تكن تحدث فيها صراعات أومناوشات .وباستثناء بعض التعامل غير المحسوب من لدن بعض الشباب ‏المتهوّر في الجانب الاسلامي أو بعض الصبية الاغيار فيهم ما كان المرء يسمع شكوى من يهوديّ أو مسيحيٌ تُقدّمْ إلى السلطات المحلية أو المؤسسات الدينية المتواجدة في إربل . فقد (كان اليهود تجمعهم محلة خاصة بهم في المدينة تسمى عند أهل اربل (يهودلر كوجاسى) اي محلة اليهود وكانت قائمة بسكانها حتى نزوحهم منها في العام 1948 وكانوا يعيشون فيها أحراراً ، يحتفلون بأعيادهم ومناسباتهم ويتكلمون بلغتهم . فيما كان المسيحين يعيشون في (عينكاوة) وكانوا مع اليهود يشاركون المسلمين احتفالاتهم ، وقد ذكر الكابتن هاي الحاكم الإنكليزي لأربيل بداية الاحتلال إلى أنه حضر إحتفالا َ للمدينة بعيد الأضحى في سراي القلعة وأنه إستقبل بإطلاق مدفع عند وصوله إلى أرض الاحتفال) .
الإنتساب الى المهن والمدن
كما أن من تركمان إربل من انتسب الي المهنة التي كانوا يمارسونها بزيادة حرفي ( جي) و(الياء) إلى المهنة نحو قولهم (دمير) للحديد ليقال (دميرجي) أي الحداد. والجايجي والكبابجي وكذا في المهن (الكوره جية) وهم متخصصون في صناعة الطابوق داخل مواقد كبيرة و(التوتنيجية) المنسوب للتجار العاملين في تجارة التبغ و(البامبوغجية) ومنهم تجار القطن والندافة و(الصندوقجية)، وهناك من ينتسب إلى صناعته أو المهنة التي يمارسها مثل (القصاب) و(البقال) و(النجار) و(الخياط) و(الحلاق) و(البزاز)، وفي الكتاب أسماء لامعة في مجتمع أربيل من يحمل اسماء هذه المهن.
ومن الارابلة من انتسب إلى مدن اجدادهم في تركستان الكبرى كالكورلية وهي مدينة كبيرة في مقاطعة (شين جيانغ) ذات الحكم الذاتي في جنوب الصين والكرديزية الأفغانية وهم اليوم أسر وعوائل كثيرة ومعروفة من نسل المغول بسمات مغولية او قوقازية. فضلا َ عن انتساب بعضهم إلى البيوتات كبيوتات (الشيخ) و (الاغوات) و(الجلبية) و(الجُعو) و(كوربيا) و(الجاوشلي) و(العصافي ) و(العزيرية) و(الأكمكجي) و(آلتي برماق) وغيرها، وفيها شخصيات واعلام معروفين في مجتمع أربيل.
ويتطرق المؤلف الى عادات وتقاليد أهل أربل ويشير الى أنها كثيرة وجميلة حتى الى بعض السنوات الأخيرة ومنها خروج النساء الى أماكن عامة مخصصة للنساء في أطراف المدينة خلال أيام الأربعاء من كل اسبوع بعد إنقضاء فصل الشتاء فيما كان الرجال يتوجهون الى موضع (آوبار) شمال أربل أثناء الاعياد ومراسيم الزفاف للإحتفال والترويح عن العريس وأصدقائه.
كما وكان لأهل أربل عادات وطبائع وسجايا تأصلت في أعماقهم ليومنا هذا ومنها الأنس خلاف الوحشة، والنظافة، ونبذ التطرف، والابتعاد عن الشر، واذا كان زائرهم على غير لسانهم فإنهم يبادرون الى ترك لغتهم ليتحولوا إلى لغة زائرهم، وقد أورد المؤلف ابيات عديدة لشعراء عبر التأريخ في مدحهم لأهالي اربل والإشادة بكرمهم ووفاءهم كأبي نصر الأموي الأندلسي وطه الاربلي وغيرهما.
‏ومن عاداتهم وتقاليدهم إنهم بعد أن يقيموا مناقب نبوية بمناسبة زواج أحد ابنائهم ينظمون له حفلة ساهرة بجلسة غنائية تستمر الى الفجر، ترتفع فيها قراءات في (القوريات) يقرأها قرّاء إربل وأحيانا يشاركهم فيها قراء المقامات في كركوك بدعوات خاصة .
‏ وفي تقليد آخر كان القلعي التركماني قبل ان ينزل الى باب رزقه في السوق الكبيرة يقف عند باب القلعة وأمامه المقبرة العامة ليقراً (الفاتحة) على أرواح أمواته وأموات المسلمين المدفونين فيها ويترحم عليهم . ثم ( ينزل الى عمله في الربض ويفتح دكانته باسم الله ويزاول ما يزاوله فيها ولا يغلقها في يومه إلا قبيل المغرب بقليل ليعود الى منزله ويصلى المغرب، ويفكَ حزامه ويتعشى ويصلِّي العشاء وينام) .
ويختتم المؤلف كتابه الفريد والممتع متذكراً مدحة إبن الحداد الموصلي (626 هـ ) لها في قوله :

كيف أخلص الود الصحيح لمغناكِ الأنيس - رعاكِ الله ـ من وطنِ
وفي مغانيك مياد القـــــــوام ، له لحظٌ يغـّل سيوف الهند واليمن ِ

إن (المفصل في تاريخ إربـِل) كتاب بطبعة أنيقة يشتمل على 561 صفحة من الحجم الكبير وهو جدير بالقراءة فعلاً .



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توق التغيير لمجابهة تحديات المكان... قراءة في مجموعة ثمة ما ...
- لكي تحقق الثورة الشبابية أهدافها النبيلة ؟
- قراءة في مجموعة (قصائدي تطفح ليلاً ) للشاعر الدكتور فاروق فا ...
- حصة المكونات الوطنية في المناهج الدراسية في العراق
- في طريقي حيث لا أنتِ
- وجعي يتشظى !
- قيامة أيوب
- حوار لا تنقصه الصراحة مع ... الفنانة التشكيلية العالمية فاطم ...
- الحلم
- أزمة توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- الشباب ... الرمز والثقافة الشاملة
- أصداف البحر
- التحديات الاستراتيجية في مرحلة ما بعد داعش
- مسؤولية الدولة والحركات السياسية في تعزيزالسلم الأهلي في الع ...
- 14 قصة قصيرة جداً في الحب لجليل القيسي
- جليل القيسي و قصصه القصيرة جداً و أنا !
- الرائد الراحل الشاعر إسماعيل سرت توركمن ومجلة صدى كركوك الري ...
- غرباً صوب جنينة الله الصغيرة
- الشيشان والداغستان والشركس في العراق م دراسة أولية
- الشيشان والداغستان والشركس في العراق دراسة أولية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين الداغستاني - قراءة في كتاب (المفصل في تاريخ إِربل) فرادة في التأصيل التأريخي لمدينة عريقة جامعة