أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن














المزيد.....

للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد حان الوقت للاستدارة قليلا والنظر إلى ما وراء غبار معركة الضم التي أعلنت اسرائيل عزمها على تنفيذها مطلع الشهر القادم وتشمل منطقة الاغوار بعد ان نجحت القيادة الفلسطينية بهذا القدر أو ذاك في دفعها للخلف قليلا حيث فككت بسرعة قياسية انساقها الداخلية والإقليمية وحتى الدولية اذ لم يكتف الرئيس عباس بالأقدام على وقف كل أشكال التنسيق مع اسرائيل وعلى رأسها التنسيق الامني ورفضه شرعنة التطبيع اي كانت الجهة التي تقف ورائه حتى ولو كانت دولة الإمارات التي دفعت تحت ضغط الحاجة لتمرير خطوة ذات دلالة على هذا المستوى، بل إنه ذهب لقطع اي شك بيقين قاطع بأن زمن الوهم أو الخطأ في الذهاب نحو العنوان الخطأ قد انتهى.
فأغلب الظن ان الرسالة التي صاغها عباس بغبار شوارع رام الله عندما ترجل بكامل لياقته البدنية متنقلا بين ناس العاصمة المؤقتة للدولة الفلسطينية سائلا عن احوالهم ومطمئنا على تواصل يقظتهم في مواجهة كورونا أرادها ان تكون رسالة شديدة اللهجة إلى الداخل والخارج على حد سواء بأن لا غير المقاطعة القصر الجمهوري بساكينيها من يقرر الحرب أو السلام في تلك الديار.
وبشكل متواز وعلى نفس الإيقاع كانت تتحرك الخيارات الاسرائيلية، حيث من السذاجة الذهاب للاعتقاد بأن نتياهو سيسارع إلى رفع الراية البيضاء ويعلن عن إلغاء أو تأجيل تنفيذ نية حكومته بالاستيلاء على منطقة الأغوار التي منها يستمر تصاعد الامل بامكانية حل الدولتين دون ان يحاول الالتفاف على النجاح الفلسطيني في افشال مخطط الضم.
ففي تلك الأثناء وطوال الأسبوع الماضي اشتدت وتيرة التسريبات والحديث الاسرائيلي عن تزايد حدة المعارضة الداخلية لهذا القرار لأسباب مختلفة وأحيانا متناقضة، إذ اعتبرت أوساط اليمن الاسرائيلي المتطرف ان مخطط الضم لا يشبع نهمه بل إنه يقدم بعض المزايا للفلسطينيين، إلى جانب تصاعد الرفض البرلماني والحزبي الامريكي والأوروبي.
وعلى هذا المستوى أشارت عديد الأوساط السياسية والاعلامية إلى أن تركيز الاعلام الإسرائيلي على هذه التسريبات لن يكون خارج دائرة نظر الحكومة ان لم يكن بالتنسيق معها لتوفير أجواء من الخداع تمكن نتنياهو من تبرير التراجع عن خطة الضم من ناحية وللقيام بتنفيذ عملية ضم اخرى ذات مغزى وواسعة النطاق دون أن تشمل كامل المساحة التي تشملها خطة الضم بنسختها الاصلية من ناحية أخرى.
وما قد يعزز مثل هذا الانطباع هو تعمد يديعوت احرونوت في مثل هذا التوقيت الحرج مما تبقى من عمر للاعلان عن الضم الرسمي إلى التركيز على ما قلت أنه نقلا عن أوساط اردنية أعربت عن اعتقادها ان حسن تصرفات نتنياهو قد تساعد على تنفيذ عملية الضم بالتنسيق بين الجانبين على حد تعبيرها مما يحمل قدرا من جدية التوقع باحتمال استعداد سرائيل للتراجع عن تنفيذ خطة الضم بصيغتها الاصلية.
بل إن ما يرشح صحة الظن باننا ذاهبون إلى نحو من هذا القبيل هي الولادة المباغته لمصطلح الضم التدريجي أو الضم على مراحل والتي افهمونا انها تتضمن مرحلتين الاولى ستشمل ضم نحو 30% مما تسمى بالمناطق الفلسطينية الخالية والمستوطنات النائية والتي لا تحظى بإجماع إسرائيلي على ضمها وتنطوي على ميزتين احداها أنها تعزز ما تسمى بالوحدة الوطنية الاسرائيلية، اما الثانية فإنها ستوفر للاردن أجواء من التدرج النفسي والزمني لامكانية التعايش مع عملية الضم.
وعلى هذا الصعيد ُنقل عن نتنياهو قوله ان ضم غور الأردن والتجمعات السكانية الكبرى تحظى بإجماع وطني ولذا فإنه من غير المجدي العجلة بالذهاب إلى تخوم الاستفزاز والمواجهة وضمها حيث يمكن القيام بذلك لاحقا وفي الوقت المناسب.
ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي ان من شأن استبدال خطة الضم الأولى بالخطة المعدلة ان يحقق لإسرائيل الاحتفاظ بمظلة الدعم الامريكي كما أنها تحقق تماسكا داخليا امتن ووحدة وطنية اصلب، والاهم من ذلك فإنها ستسمح باستمرار البيئة الإقليمية الملائمة للأنظمة العربية للاستمرار ومضاعفة نسق تعاملها مع إسرائيل دون أي إحراجات غير ضرورية.
والاهم من كل ذلك ان هذه الخطة المعدلة بمرحلتيها تمسح ما يزيد عن 60% من مساحة الضفة الغربية باعتبار أن مساحة منطقة الأغوار ومعها التجمعات السكانية الكبرى تتجاوز ال30% بكثير وإن إضافتها لمساحة المناطق الخالية والمستوطنات النائية التي تصل إلى 30% يعني ضرورة مصادرة ما يتجاوز ال60% من مساحة الضفة الغربية مما يعني استحالة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وان الأقرب للواقع اننا نتجه إلى كنتونات تمهد لنظام ابارتايد مهد له قانون يهودية الدولة.
صحيح أن ضم منطقة الأغوار يجهز على فكرة الامل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بيد أن الاستيلاء على أكثر من 60% من اراضي الضفة سيحيل هذا الامل ليس إلى مجرد سراب في صحراء المخططات الاسرائيلية بل إنه سيبيد قدرة الابداع الفلسطيني في الاصرار على الصمود داخل معازل متباعدة.
من هنا فإنه قد صار ملحا مغادرة المساحة التي يحجب غبار معركة الضم بصيغتها التي تشمل منطقة الأغوارعنها الاطلالة على ما يجري خلف ذلك الغبار والذهاب على عجل إلى مسرح العمليات الذي تعده حكومة اليمين الإسرائيلي حيث الحيلولة دون منحها الوقت الكافي لوضع اللمسات الأخيرة عليه واستبدال خطة الضم دفعة واحدة باخرى على مراحل سيكلل نجاحات الشعب الفلسطيني وقيادته طوال السنوات الماضية بنجاح أضخم يحافظ على زخم معركة اسقاط صفقة القرن بكل استتباعاتها وألوانها ويضع كافة الأطراف أمام مسؤولياتها حيث لا طرزان في السياسة إلا عقل صاحب الحق.
هاني الروسان / استاذ الإعلام والاتصال في الجامعة التونسية



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...
- التصادم بين الرغبوي والموضوعي
- السياق ألسببي لصعود الإسلام السياسي
- الصراع لاجل سوريا لا عليها
- التردد في التغيير: من الفوضى في التفكيرالى الفوضى في السلوك
- العوبة اجهاض نضوج عوامل القابلية الثورية
- ماذا وراء تصاعد حدة التهديدات الاسرئيلية بمهاجمة ايران ؟؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن