كورونا كوفيد 19 تحرم العمال من احياء عيدهم الاممي

الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 18:15
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    

كورونا تحرم العمال كونيا من الاحتفال بعيدهم الاممي، حيث يعتبر فاتح مايو/أيار موعدا سنويا لاحتفال الطبقة العاملة في كل انحاء المعمور بيومها العالمي، اليوم الذي يرفع فيه الكادحين بكل ارجاء العالم اصواتهم للتنديد بالاستغلال الذي يتعرضون له عبر خريطة الاستغلال الكونية.

وقد حرمت كورونا كوفيد 19 الشغيلة هذا العام من رفع صوتها مدينة للاستغلال الذي تتعرض، لان يومها الاممي جاء متزامنا مع الحجر الصحي الذي نهجته معظم دول العالم، بسبب جائحة كورونا كوفيد 19، هذه الجائحة التى فرضت قوانينها على القوي قبل الضعيف الغني قبل الفقير..

تعود قصة احياء عيد الشغل إلى القرن 19، وتحديدا سنة 1856، إذ ان البدايات كانت بأستراليا اولا، لتنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوربية اخرى في ذلك الوقت وخصوصا بعد تطور الرأسمالية إلى الإمبريالية، إذ كان الرأسماليون يفرضون ساعات عمل طوال واستغلال اكبر لقوة عمل العامل وذلك لمراكمة فائض القيمة، على حساب استغلّال الانسان بصورة بشعة، فكانت ساعات العمل ما بين 14 إلى 16 ساعة كل يوم، لكن أجرى مقارنة مع قوة العمل المبذولة جد زهيد،

وقد أثار هذا الاستغلال والاضطهاد الشديد غضب العمال، الشيء الذي جعل الاضرابات العمالية في العقد الثامن من القرن التاسع عشر تنتشر بشكل كبير، خصوصا بامريكا التي كانت تعيش منذ أواسط القرن التاسع عشر بداية الثورة الصناعية وكان العمال الأوروبيون المهاجرون إلى العالم الجديد يمثلون الشريحة الأكبر في القوة العاملة في أمريكا.

وكانت الشرارة الاولى لاعتماد فاتح مايو/أيار عيدا امميا للطبقة العاملة، حين طالب مجموعة من العمال في شيكاغو بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثمان ساعات، الطلب الذي وجه برفض البرطرونا، ليقرروا العمال التظاهر من اجل انتزع مطالبهم التي اعتبروها مشروعة.

والامر الذي دفع اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة سنة 1894 إلى الدعوة لاضراب « بولمان الشهير » في الأول من مايو/أيار للمطالبة بثماني ساعات عمل يوميا، تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”، وقد لقيت الدعوة للاضراب نجاحا كبيرا حيث شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، وبعد ان شلت الحركة الاقتصادية في المدينة، تدخلت الشرطة لقمع المحتجين، ففتحت النار على المتظاهرين الامر الذي اسفر عنه قتل العديد من قادة العمال، الزج بالبعض الاخر في غياهب السجون، حيث وحُكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.

.وامام شلل الحركة الاقتصادية سعى الرئيس الأمريكي حينها، غروفر كليفلاند، لامتصاص الغضب العمالي انقادا للاقتصادي الذي تضرر كثيرا جراء الاضراب إلى عقد مصالحة مع حزب العمال، وأعلن الفاتح من ماي عيدا للعمال، وإعلانه عطلة رسمية مؤدى عنها.

وقد انتقلت عدوى الاضرابات العمالية الى إيطاليا إذ دخل حوالي 400 عامل في الإضراب عن العمل والخروج في مظاهرات ضخمة، حققت نجاحا كبيرا.

#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات