أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً














المزيد.....

فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 10:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحوار ضرورة حياتية في مجتمعاتنا البشرية والأرتقاء بمستوى الخطاب الحواري ظاهرة حضارية ، والحوار مطلب نخبوي نحتاجه وعلينا ان نتحاور بصوت عالي مجتازين الخطوط الحمراء المفروضة كحدود قصوى . وعلى الجانب الآخر من المعادلة يظهر النقد الذي يأخذ أشكالاً متباينة ، ولكنه يشكل ركيزة لحالات الخوف والتشنج والأمتعاض وأحياناً الأنتقام من الناقد من قبل المنظمات او الأحزاب التي تضع تابوات عديدة لا تسمح بتجاوزها ، وأكثر من ذلك تخشى التحاور حول تلك الثوابت لا سيما تلك المنوطة بالأديوجيات والثوابت الحزبية فتحيط هذه الثوابت بهالة القدسية ، وعلى الجميع التسليم بها باعتبارها حقائق مطلقة مقدسة .
حالة النقد لمؤسسة او حزب او منظمة او شخصية قد تحمل في طياتها فائدة للجهة المنتقدة ، وفي هذه الحالة تكون حالة النقد هذه ذي فائدة لتلك الجهة .
في حالة أخرى إن كان الناقد على خطأ ، وهذا احتمال وارد ، فإن الموضوع يكون قد نوقش من كل جوانبه ويتم الرد على الناقد وتشخص اخطائه ، ومن هنا إذا عوملت حالة النقد بروح رياضية لا تخلو من فائدة في كلتا الحالتين .
أما الحوار من جانبه يضع الجوانب التنظيرية على طاولة التفكيك والتشريح ، إضافة الى وضعها في قالبها العملي على ارض الواقع للأستفادة من ميكانزم الحوار والتفاهم .
مثلا ً إن معضلة الفصل العنصري والقضاء عليه ، والتي كانت متفاقمة في جنوب أفريقيا قد تم القضاء عليها بالحوار وذلك بإنشاء لجنة الصلح والتسامح . والمسألة تتلخص في نقل الخلافات الى طاولة الحوار والتفاهم وجهاً لوجه بدلاً من تبادل العنف الجسدي او العنف اللفظي الذي هو اسوأ من الأول باعتباره يولد الأحقاد والكراهية . والصراع العربي الأسرائيلي يبقى قائما ما دام الحوار مهمشاً ، والعمليات الثأرية قائمة بين الطرفين .
إن معظم التنظيمات الاشورية وفي مقدمتها الحركة الديمقراطية الآشورية مع الأسف تبدي الخشية والرهبة من عملية النقد ، ولا تحاول تفعليه او مناقشته ، وبدلاً من ذلك تتمسك بالأدوات القديمة للأحزاب الأديولوجية القومية من قبيل : الحزب القائد ، حزب الطليعة ، الحزب الثوري ... الخ وتحت ظلال هذه الأفكار المؤدلجة يجري قمع الأفكار المعارضة او إسكاتها او في أفضل الأحوال التعتيم عليها لكي لا ترى النور في نشرها وإيصالها الى الملأ .
إن الخشية من النقد والحوار أرث متوارث من العقود الماضية ، وليس من السهل هضم عملية اللعبة الديمقراطية ومبادئ حرية الفكر واحترام الرأي والرأي الآخر .
الخطاب الآشوري بشكل عام يخص شعبنا ، ومن حقنا ان نبدي رأينا بصراحة ودون خوف او مجاملة ، إن الخطاب المذكور قد أضر بوحدة شعبنا باعتباره خطاب قومي إقصائي ، وهو لا يلائم روح العصر . اما الحركة الديمقراطية الآشورية باعتقادي أنها تتباكى على اطلال كرسي وزاري زائل ، ومن أجله أيضاً تتخبط في العملية السياسية وهي تريد ان تخسر كل الأطراف من اجل بعض المكاسب الآنية المحصورة في الحصول على حقيبة وزارية .
إن تخبطها في الحقل السياسي ينحصر أولاً :
عزل الحركة الديمقراطية الآشورية نفسها حينما تنأي بنفسها عن الأعتراف بالوزراء من أبناء شعبنا الذين تم تعيينهم في وزارة اقليم كردستان او في الحكومة العراقية ، وكأن هؤلاء الأشخاص هبطوا علينا من كوكب المريخ ، ولا ينتمون لشعبنا ، ولا يمكن لهم ان يدافعوا عن شعبنا ، والبديل الوحيد ينحصر في تعيين وزراء من الحركة الديمقراطية الاشورية دون سواها .
الجدير بالذكر كان في الوزارة السابقة وقبلها ايضاً وزراء من الحركة الديمقراطية الآشورية .
وسؤالنا بسيط : هل تتكرم الحركة الديمقراطية الآشورية بإعلامنا عن المنجزات التي حققها وزراء الحركة لصالح شعبنا ؟
وثانياً :
من أجل هذا المنصب وضعت الحركة نفسها في موقع المعارض لحكومة اقليم كردستان وهي تصفق لكتاب يكيلون تهم الخيانة للأكراد . إن هذا الخطاب لا يمكن ان يتبناه حزب يدعي ان له تاريخ وتجربة سياسية ، وأنا مستغرب لهذا التوقيت وهذا السلوك .
وثالثاً :
ان الفعاليات الجماهيرية حق مشروع وضروري لكل حزب سياسي ومن هذه الفعاليات حق التظاهر ، وقد سّيرت الحركة مؤخراً تظاهرات في كندا وأمريكا ، وباعتقادي ان هذه المظاهرات وشعاراتها المرفوعة لا تقدم ولا تؤخر في العملية السياسية . وإن مفعولها لا يتعدى عملية اشغال اعضاء الحركة ومؤيديها بشئ ما ، حتى لو كان هذا الشئ عبارة عن سراب .
ورابعاً :
تضع الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) نفسها في موقع المدافع الأوحد عن شعبنا ، وهي تعلم جيداً ان هناك أحزاب أخرى وهناك مؤسسة الكنيسة بكل فروعها ولها مكانها ووزنها الدولي والأقليمي ، وحتى على الساحة السياسية العراقية ، وهناك احزاب وجهات عراقية ـ احزاب ومنظمات وشخصيات ـ تدافع عن شعبنا . ومن هنا فإن احتكار حق الدفاع عن شعبنا مسألة يجب ان لا تكررها الحركة لأنها تفتقر الى الدقة في التشخيص وفي المصداقية .
نعود الى فوبيا النقد والحوار فلا نرى سبباً راجحاً لعملية التخوف هذه والسعي الى تجنب هذا النقد او اسكاته بطرق مختلفة ليس إلا محاولات يائسة للهروب نحو الأمام ولكن بعيون معصوبة عما يدور حولنا .
إنني حينما امارس عملية النقد لا اسع الى الاستخفاف او الأنتقاص او الأنتقام من تلك الجهة المنتقدة ، إنني اسلط اضواء على زوايا مخفية وابدي وجهة نظري بصراحة ، وقد أكون مخطئاً او مصيباً فيما أبديه من رأي . لكن تبقى عملية الألتفاف على النقد ووضعها في أماكن مظلمة تبقى محاولة لتغيب حرية الرأي وهي لا تتوائم مع هدف بلوغ الحقيقة .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثاث وأدوات منزلية تراثية بيت القوشي نموذجاً 2 2
- هل يجهل مجلس الأقليات العراقية اسم أقلياته القومية
- هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟
- قرار مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 - القسم الثاني
- قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب
- هل من حقائب وزارية للأقليات الدينية في حكومة المالكي
- اثاث وأدوات منزلية تراثية .. بيت القوشي نموذجاً
- هل الشيعة مؤهلون لإدارة الحكم في العراق
- واقع الأقليات الدينية والقومية في أقليم كردستان
- أخي ثامر توسا .. لماذا تستكثرون علينا اسماً قومياً ؟
- انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟
- نعم .. لمنطقة آمنة ولكيان ذاتي للعراقيين المسيحيين
- الوحدة القومية بين الفكر الراديكالي الآشوري وبين حذف الواوات
- مام جلال .. جنّبوا العراق شبح حرب اهلية قذرة
- البيت الكلداني القومي والسياسي .. كيف نبني ؟
- ايران تتحدى امريكا وحلفائها من موقع قوة
- العراق بين العودة الى العصر الجاهلي واللحاق باليابان
- المصداقية في بيث نهرين اثري 752 والامل في العراقية الوطنية 7 ...
- تكهنات الفوز واحتمالات الفشل قوائم شعبنا 752 :740 :800


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً