أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد ابراهيم بسيوني - عمال النظافة من يحمى الفئة التى تحمى المجتمع في هذه الجائحة؟!














المزيد.....

عمال النظافة من يحمى الفئة التى تحمى المجتمع في هذه الجائحة؟!


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 21:33
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


سنوات طويلة والأطباء يطالبون بزيادة بدل العدوى ولا حياة لمن تنادى ولكن هناك من يتعرض كل يوم عشرات المرات للعدوى ولم يطالب ببدل عدوى وهو عامل الصرف الصحي وعامل النظافة أنهم يقومون بأصعب الأعمال التى لا يستطيع احد منا القيام بها وهى التخلص من فضلاتنا التى لا نستطيع تحملها ولو ساعة واحدة.

 لابد ان تتكون لجنة لتقيم المخاطر التى يتعرض لها عمال النظافة والصرف الصحى وتقرير بدل عدوى وبدل مخاطر مناسب لتلك المهن الشاقة وايضا المتابعة الصحية الدورية لهم ويتم صرف زى خاص واقى من المخاطر وخاصة القفازات.

يحظي عامل النظافة بكل الاحترام والحب لدوره الكبير في نظافة المجتمع، فهم يعملون ليلاً نهاراً فقط من أجل إظهار الوجه الجميل لمدينتنا ويجعل منها مكاناً صالحاً للعيش، ونحن نوجه لهم أرقى عبارات الشكر والتقدير.

احترموا مهنة عامل النظافة وخففوا عنه الجهد في التنظيف على الأقل بإلقاء القمامة في مكانها وليس في الشارع. علموا أولادكم احترام العامل وتقديره وأن يبتعدوا عن الاستهزاء به وأن يتعاملوا معه بذوق وأدب. تخيلوا الحياة دون عمال النظافة ستعرفون قيمتهم.

هم وجوه نراها كل يوم منذ وقت الفجر أول النهار حتى آخر اليوم في الظهر وحر الشمس يلفح الوجوه، فئة بنظر الكثير من الناس أنّها دونية لا ترقى للمستوى، يتقززون منهم وهناك من يحتقرهم ومنهم من لا يتوانى عن توبيخهم، وهناك من ينظر إليهم بعين الرحمة يحترمهم ويشفق عليهم ويقدرهم.

إنّهم عمال النظافة الفئة الأكثر رقياً وأدباً من بعض البشر، فلا تراهم يفتعلون المشاكل في الشارع، ولا يلقون مخلّفاتهم على قارعة الطريق، ولا يرمون بقايا طعامهم بالقمامة، بالمقابل هناك من ينامون ببيوتهم ويتنعمون بقصورهم، ويأكلون ما لذ من خيرات ويشربون ما تحتار النفس باختيار نوعه، لكنهم بالوقت نفسه لا يعرفون للمعاناة طريقاً ولا معنى ولا يعرفون للحياة من قسوة ولا دمعة تذرف من أجل لقمة العيش.

تلك الفئة المتعبة المنهكة في هذه الدنيا التي تفيق قبيل الفجر في ساعات الليل حتى يعملوا على راحتنا، ينظفون لنا الطريق وأمام منازلنا وشوارعنا مقابل جنيهات معدودة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

 فئة من البشر قُدِّر لها أن تحيا حياة الشقاء، وليس ذنبهم ما هم عليه من فاقه وفقر وحاجة، فلماذا تلك النظرة القاصرة من البعض تجاههم؟ ألّا يكفيهم ما هم فيه وما هم عليه؟ شهادة حق يجب أن تُقال في حق عمال النظافة؛ لولا أن سخرهم الله تعالى لامتلأت البلاد بالأمراض والأوبئة وهلك الناس واستحالت الحياة فلهم منا عظيم التقدير والامتنان .

 سؤال نوجهه لأنفسنا ماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام؟ ماذا سيحدث؟

 دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل. يا معشر من قدر لكم خدمة الناس فضلكم علينا كبير وأجركم عند الله أكبر، يا من تعملون بصمت ولا يشعر بمعاناتكم أحد أو بمرضكم أحد وإن غبتم لا يتفقدكم أحد، لله دركم؛ فأنتم للغنى معنى وأنتم للكرامة رمز وأنتم العطاء. لقد أصبح لابد من وجود هؤلاء الرائعين المستعدين لجرنا بكلماتهم السهلة العميقة إلى عالم أنظف، لا تلوثه أمراض العصر وكآبة التكنولوجيا وهوس مواقع التواصل، تماماً كما نحتاج عمال نظافة لشوارعنا لتنظيفها وتطهيرها، كذلك نحتاج في حياتنا من يبعث فيها الأمل، من يقول كلمة طيبة في وقت مناسب تكون كفيلة بإزاحة الكم المرعب من القذارة الأخلاقية التي نصادفها كل يوم، وكما نحتاج بشكل ملح لمن يتكرم لتنقية مداخل بيوتنا، نحن أيضاً في حاجة ملحة لمن يتكرم لمنح قلوبنا قليلاً من الإيجابية وتهوية زوايا أرواحنا وتخليصها من بيوت عناكب القلق التي احتلتها في غفلة منا. لا تنسَ وأنت تمر على عامل نظافة شارعك أن تبتسم في وجهه، وتشكره على جميله، وتهديه قنينة ماء باردة تروي ظمأه والذي لولاه لكنت تئن تحت وطأة الروائح الكريهة.

 هناك العديد من الناس لا يدركون حجم مخاطر التنظيف والأمراض التي يتعرض لها عامل النظافة من بكتيريا وسموم، وأن جهلنا بهذه المخاطر هو السبب الرئيسي لعدم تفهمنا عملهم، فعمال النظافة مجهولون، يبذلون أعمارهم وأوقاتهم بأجور قليلة، بعيداً عن عدم تعاون المجتمع معهم، والنظرة الفقيرة التي تلحق بهم من قبل الناس، مما جعل مهنة النظافة عملاً يخشاه بعضهم وعملاً يمارسه بعضهم الآخر على استحياء وخيفة من كلام الناس. نوجه أرقى عبارات الشكر والتقدير لعمال النظافة الذين نصادفهم في طريقنا صباحاً ومساءً يعملون بجد وإخلاص في الأحياء والشوارع وبمحيط مؤسستنا. إليهم يرجع الفضل في نظافة بيئتنا وجمالية مدينتنا التي نريدها أن تكون أجمل المدن التي نتباهى بها ونتطلع إلى تحقيق آمالنا، الشكر والتقدير لعمال النظافة الذين هم بحق مهندسو الجمال والرونق الذين يستحقون أكثر من الشكر وأكثر من هذه الكلمة، لهم منا أكبر الباقات وأجمل الورود، ولتلك الأيادي التي تغرس وتكنس وتنظف دوام الصحة والعافية، ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نوجه نداءنا إلى كل الأطفال أولاً وإلى سكان المدينة قاطبة أن يحافظوا على نظافة بيئتنا، ولنرفع جميعاً شعاراً نعتز به دائماً: حضارة الشعوب في جمال بيئتها. عبارات جميلة عن عمال النظافة يعود إلى البيت في الغسق كل مساء منهكاً من فرط الوقوف لساعات تحت أشعة الشمس والتعرض لمضايقات تصل أحياناً لحد السب والشتم، مضايقات تتصدع لها جدران النفس فتهوي في لمح البصر، ومع ذلك لم يأبه يوماً لذلك، كان جفناً يحرس أفراد أسرته.
شهادة يجب أن نسجلها لولا الله ثم هؤلاء عمال النظافة لعمت الديار الوباء والشوارع القاذورات واستحالت الحياة وهلك جميع خلق الله فلهم منا عظيم الشكر والامتنان.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشتبه فيهم لمرض COVID-19
- جائحة فيروس الكورونا 2019 (COVID-19)
- السياسات المنفذة للحد من انتشار COVID-19 في الصين اليوم
- تقوية جهازك المناعي ضد الفيروسات والميكروبات
- أعراض مرض فيروس كورونا COVID-19
- ما يجب ان تعرفه عن جائحة الكورونا
- فيروس كورونا 19 (COVID-19) والمرضي الذين يعانون من حالات صحي ...
- الخطوات المطلوبة للحد من وفيات فيروس كورونا (كوفيد-19) وتقلي ...
- لو لم يتم كبح الجائحة
- ليست بمؤامرة
- العلاجات المستخدمة لعلاج الكورونا
- اخطاء شائعة عن فيروس الكورونا
- التعاون المطلوب لمحاربة الأوبئة
- تطور فيروس الكورونا
- ما يجب ان تعرفه عن مرض الكورونا
- ما احتمالية ظهور  فيروس جديد قد يكون اشد خطورة  على البشرية؟ ...
- تحذير .. كلام جديد ومهم جدا عن فيروس الكورونا المستجد
- تصحيح المفاهيم المغلوطة‏ عند العامة عن فيروس الكورونا
- سرطان الثدي الوقاية والعلاج
- الكورونا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد ابراهيم بسيوني - عمال النظافة من يحمى الفئة التى تحمى المجتمع في هذه الجائحة؟!