أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - تجديد مفهوم الهوية















المزيد.....

تجديد مفهوم الهوية


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورقة بحثية
بعنوان

تجديد مفهوم الهوية الوطنية
( وفق المنهج الاستنباطي)

إعداد الباحث
الأستاذ/ عبدالواحد حركات أبوبكر
ماجستير إدارة أعمال

بنغازي – ليبيا
مارس 2020


ملخص:-

هدف هذه الورقة هو التأصيل لرؤية مستقبلية واعدة ترتكز على حقائق ومعطيات الواقع المعاش وليس الماضوي المتخيل أو المرضي الافتراضي، وطرح لتجديد وبلورة مفهوم الهوية الوطنية وفق المتغيرات السياسية والاجتماعية، فحالة الإرباك التي نشهدها في ميادين السياسة ومنابر الإعلام المتنوعة متأثرة جداً بضبابية الدلالات، وانتشار المغالطات المفاهيمية، لذا رأينا توجيه الاهتمام وتقديم محاولة لإعادة بلورة مفهوم الهوية الوطنية برؤية فيها بعض التجديد، مع إشارات صريحة لبعض المتغيرات التي يجب أن تراعي من قبل الحكومات والمؤسسات الحكومية التي تهتم وتتماس مع موضوع الهوية سواء هوية الفرد أو المجتمع.









مقدمة
لنتفق مسبقاً أن الهوية قناع، ولكن ليس مجرد قناع يرتدى ويخلع، بل قناع ألتصق بالروح وتماهت بينهما القناعات والاعتقادات والقيم والمبادئ حتى صارت مظهرها المشتهى، ولنكن مع أرنولد توينبي في رأيه أن " المجتمع لا يتكوَّن من مجموعة أفراد بل من العلاقات المتبادلة بين هذه الأفراد"، ونقر بأن هذه العلاقات هي الحياة المتدفقة بيسر أو بعسر، وأن شكلها ومظهرها الدال عليها والواصف لها هو ما يظهر بأعين الجميع حقيقة لها، وهو الهوية التي تعرف بها ضمنا واختصاراً، أي هي القناع الدائم الذي ألفه المرتدي له والمراقب.
عمق الهوية واتساعها وغموضها يجعلانها مشروع عمل لفريق كامل من البحاث والمختصين بعلوم الاجتماع والنفس وواضعي الاستراتيجيات والسياسية، وحصرها في أوراق قليلة امر مستحيل، لذا آثرت أن أحدد نقطة صغيرة جداً في فضاء الهوية لبحثها، واعتمدت على قراءات سابقة وحالية في موضوع الهوية سواء رؤى ايركسون أو كوهوت أو وليم جيمس أو هوفمان من مؤسسي دراسات الهوية ونظرياتها التي تبحث عن الجذور النفسية وترتقي إلي الأوضاع الاجتماعية والحضارية، كما أنني ابتعدت عمداً عن الخوض في المعاني المعجمية والمفاهيم الفلسفية والاجتماعية لمحتويات الورقة توفيراً للجهد والوقت وثقة أن هنالك زملاء قد تعمقوا وأثروا هذا الأمر وأضافوا فيه، وتركت أيضاً البحث في مقومات وتصنيفات وإشكاليات وأزمات الهوية لاتساعها وتعدد الآراء فيها، وأخذ على عاتقي صفة الباحث وليس الدراس لأعين على إيجاد حل لمشكلة أو قضية ساخنة وليس لأجمع معلومات وآراء حولها من مصادر متعددة، وكانت رؤيتي أن أبحث في تجديد الهوية منطلقاً من قناعة أن كل موجود عليه أن يتجدد ويتطور أو يموت ويفنى، فمن لا يتجدد يتناقص ويأكل التلف حتى يندثر، وهذا شأن الهوية كما أراه.
الحقيقة التي لا يغتفر لمن يتجاهلها أن الهوية شأن الجميع، فهي موجودة في كل مكان وفي كل شيء كما يراها إيركسون، وكما هي حقيقة وإن تخففنا كثيراً من حمل أعبائها واهملنا التعمق في معرفتها وإدارتها، واليوم بات علينا أن نحمل الأعباء ونرتاد سبل المعرفة لأهمية هذا العمل، فالأوضاع في وطننا وفي العالم باسره تنبأ بتجدد الجغرافية السياسية للعالم وتعلن عن ميلاد للبعض وفناء وتفتت للبعض الآخر، وعلو النعرات والصراخات المنادية بمطالب كثيرة والرامية لتحقيق طموحات وآمال كبيرة يحتم إعادة التوازن واستمرار الوجود بصيغة تتناسب مع التغيرات وتلائمها.
هنا .. أعلمكم أن الانسان هو البداية والنهاية، وأنه مجموعة هويات متداخلة ومترابطة ومتناوبة في التحقق، فلا ينبغي إغفال التفاصيل.

منهجية البحث:-
اتبعت في هذه الورقة المختصر أسلوب استنباطي وجيز، حاولت من خلاله طرح رؤية التجديد على أمل أن تكون نتيجة التجديد المبتغاة هي تقوية الهوية الوطنية وإبرازها، وحاولت ما استطعت تناول الموضوع بشكل عام بعيداً عن خصوصية الحالة الليبية كي أضع تصور عام للتجديد عن طريق الاستنباط المنطقي والرجوع من الكل إلى الأجزاء التي تمثلها عناصر الهوية.















مفاهيم الهوية التقليدية:-
توضع للهوية عدة دلالات مختلفة في العلوم الإنسانية، فكل علم يسقط على مصطلح الهوية مدلول خاص به، ويوظفها بمجاله للدلالة على ظاهرة أو عملية محددة، وسوف أتجاوز هنا سرد المفاهيم وعرضها وفق المراجع العلمية وقواميس المصطلحات، واكتفي بعرض أهم النقاط التي تعد أساسية أو خلافية بين العلوم وتدعم رؤية التجديد المبتغاة، وأهم النقاط هي:-
- مصطلح الهوية دخيل على اللغة العربية، لذا فإن مفهوم هذا المصطلح يحمل دلالات غير أصيلة في الثقافة العربية عموماً.
- الهوية لها مدلولات متناقضة، فاجتماعياً لها مدلول التفرد والتميز، وفلسفياً لها مدلول التشابه والتطابق.
- لمصطلح الهوية طبيعة فسيفسائية فهو مركب ومعقد يشوبه الكثير من الغموض.
- جوهر مدلول الهوية يتعلق بالوعي بالوجود للأنا والهو الفردية وكذلك الجمعية.
- الهو – هو منبع الهوية الأقوى ونجد فرويد يؤكد على أن الهو هو الأساس والمنشأ للأنا والأنا العليا.
- ينقسم الهو إلى جزء غرائزي موروث ، وجزء آخر لاواعي مكتسب.
- الهو هو الجانب المظلم في شخصيتنا الفردية والجمعية، وهو يعمل وفق مبدأ اللذة، ويسعى لتحقيق الرضا الفوري.
- الأنا الفردية والأنا الجمعية لهما نفس الصفات والمتطلبات، وكلاهما يعرف بوجود الآخر المختلف، وكلاهما يسعى فطرياً لخوض النزاع وصناعة والأعداء.
الهوية مصطلح أميبي متداخل ومتلون بألوان ثقافية دينية واجتماعية وحضارية، فلا يمكن حصره بدقة وقولبته بشكل معجمي يعين على تحديده، لذا تعد الهوية اطار وجودي وليست صورة وجودية، والهوية للفرد لا يمكن أن تكون مفردة بل هي مجموعة هويات متداخلة ومتمازجة تصبغ الفرد وتكون رمزاً له يميزه ويفرده عن غيره، أو سمة تجتمع عليها جماعة أو طائفة أو شعب وهذه الأخيرة، أي هوية الشعب تعرف بالهوية الوطنية أو القومية.
فالهوية الوطنية هي سمات شعب معين داخل وطن محدد، تجمع أفراده وتفرقهم عن سواهم.

عناصر الهوية:-
كأي بناء معنوي أو معتقدي تؤسس الهوية الوطنية على مجموعة عناصر، تعد هي الأرضية التي تنمو عليها الهوية، وتكتسب منها مبراراتها وثباتها وقيمتها وقوتها، وأهم هذه العناصر:-
- التاريخ
المجتمع يمتلك ذاكرة جينية وفكرية ذات رصيد كبير من التجارب السابقة، وميراث الأجيال الذي نسميه تاريخ هو ما يميز الانسان عن سواه من الكائنات، وعلى هذا التاريخ يؤسس وجود الانسان وتصبغ وتتحقق به هويته الفردية والجمعية الوطنية، والتاريخ المقصود هنا ليس كومة الأحداث بل مجموعة القوانين التي تسير وتشير إلى مقاصد خفية وتتحقق بجدلية ناصعة، لأن التاريخ الذي تؤسس عليه الهوية هو التاريخ الحي والممزوج بالعاطفة التي مازالت تعطي لصوره ورموزه وحكاياته تأثير وجداني لدى الجموع، أي أنه لازالت لتفاصيله قدرة على خلق الانفعالات الوجدانية، وليس كل تاريخ مخزن بالذاكرة أو يدرس له هذه القدرة، فبعض التاريخ ميت أو مقتول.

- الأرض
للجغرافية فاعليتها كعنصر خطر من عناصر الهوية الوطنية، والأرض هي الجغرافيا وهما الوطن الذي تعطف عليه الهوية، والأرض لا يمكن أن تكون عنصر للهوية إذا لم تحمل دلالة سياسية وتتلبس بمفاهيم معينة تمنحها تقديس ومعاني تتجاوز سيليكات الرمل ومعادن الصخور وموادها العضوية وما علق بها من بقايا الأسلاف.

- الثقافة
شمولية الثقافة تجعلها من المفاهيم اللامحدود، فهي كل معارف الانسان بتنوعها، وفيها يمتزج الدين باللغة بالعادات بالعلوم بالآمال وبالخيال أيضا، فالثقافة هي حصاد الحياة الواعية واللاواعية، لذا نجدها معضلة فهي القيد والحرية في آن، ولهذا التناقض تأثير كبير على الهوية، ولديناميات وسيولة الثقافة أيضاً تأثيرات على الحياة بمجملها وعلى الهوية بشكل خاص.


- الهويات الصغرى
هنالك إهمال للهويات القزمية أو الأولية التي تبنى عليها أو حولها الهوية الوطنية، فهنالك بشكل محتم هويات صغرى تبدأ بهوية الفرد الخاصة وتمتد إلى العائلة والقبيلة أو الطائفة وغيرها، وهذه الهويات تكون حجر الأساس للهوية الوطنية، ولكنها قد تكون حجر عثرة أمام تكوين الهوية الوطنية، وهي في كلا الحالتين أقرب وأكثر تأثيراً في الأفراد من الهوية الوطنية.

- معنى التجديد عموماً:-
يعرف أندريه لالاند التجديد على أنه إنتاج شيء جديد، قد يكون هذا الشيء ماديّاً أو معنويّاً ، ويرى أنه غير متعلق بالإنتاجات الماديّة والفكريّة، وهو مذموماً في المجتمعات شديدة التعلّق بعاداتها وتقاليدها، ومحموداً في المجتمعات التي تقدّس روح الابتكار.

- دوافع التجديد:-
منطقيا يفترض أن التجديد وتجاوز الذات غاية الفرد التي لا يحيد عنها، ومنها يكون تجديد الجسد المعنوي للمجتمع عملية تلقائية ينبغي أن تتم باستمرار، لتلبيه متطلبات النمو والنضج ومجاراة المتغيرات، وكون الهوية رمز المجتمع فهذا يؤكد على تجديدها، وذلك لعدة دوافع منها:-
- اندثار أو تفكك أو ضعف الهوية نتيجة متغيرات متعددة تحوطها
- تغير سمات الوطن أو انقسامه أو تغير في مكوناته الأساسية
- تبدل أو تغير أو تطور في أحد عناصر الهوية الوطنية
- دخول هويات عابرة للأوطان تفرض المنافسة على الهوية الوطنية ( هذا حدث في ليبيا)
- ازدهار وتعملق الهوايات الصغرى ومداهمتها للهوية الوطنية وتهديدها بالتفكك ( هذا حدث في ليبيا)
- زيادة انفتاح واتساع الهوية الوطنية وتحولها للأممية أو الدينية أو الاتحادية




تجديد مفهوم الهوية:-

تجاهل التجديد وعدم الوعي بقيمته كارثة فكرية لها أثار وخيمة على أي فرد أو جماعة أو شعب، فالتجديد بمعناه استبدال القديم أو إصلاحه وترميم الأذى والتلف اللذان لحقا به، ضرورة ينبغي أن يتم تلبيتها بشكل مستمر وكامل، وحينما تكون ركائز المجتمع بحاجة للتجديد فانه يكون اكثر ضرورة وإلحاحاً، فالمجتمع يخضع للتغير بشكل مستمر وللحفاظ على وجوده واستقراره يحتاج دائما إلى مواكبة التغيير ومحاكاته، وتأتي هوية المجتمع على رأس قائمة رأس المال الاجتماعي له، فهي الرمز الذي يصفه به الآخرين كمجتمع ذو هوية، وتجديد الهوية لا يعني استبدالها بل يعني رفع قيمتها وتنمية عناصرها وتطويرها والتأكيد عليها بشكل مستمر، ولتوضيح ديناميات تجديد الهوية سنعود إلى عناصرها ونبين آليات التجديد للعناصر التي تكون بمجموعها الهوية الوطنية للمجتمع، وذلك كالتالي:-

- تجديد لتاريخ
لا يمكن تجديد التاريخ كذاكرة أو ابتكار تاريخ جديد، علماً بأن التاريخ ينمو وغير محصور ويمثل كل الأحداث السابقة للآن، ولكنني أقصد بتجديد التاريخ تجديد وتنمية مهارات التفكير التاريخي، وإحياء التاريخ عبر زيادة كم التاريخ الحي في الذاكرة الاجتماعية، وتأثيث الثقافة بالمزيد من الرموز التاريخية مادية ومعنوية، وبعث التاريخ في الحياة الواقعية عبر وسائل متعددة، بشكل يحمل الذاكرة على تكوين خارطة جديدة لها تتسع لتاريخ قيمي أكثر وأكبر، وذلك عبر تداول تفاصيل التاريخ ونشرها عبر وسائل الإعلام والنشاطات الاجتماعية، واعتقد أن هذا أحد أهم عيوب مجتمعنا الذي اختصر التاريخ في رموز قليلة شكلت عبء اجتماعي وأسهمت في إضعاف وتشويش الهوية الوطنية.
التشويش حدث بسبب وجود ثقوب في التاريخ الحي، فرغم الايدلوجيا القومية العروبية السائدة في ليبيا، نجد أن هنالك فراغ تاريخي عربي أو رموز عربية في تاريخ ليبيا، وكذلك الحال للتاريخ الحديث السابق على الاحتلال الفاشستي عام 1911، ونجد ذلك يتكرر خلال الحقبة الملكية، وهذا الضعف في التاريخ الحي يقابله ضعف في الهوية الوطنية، وتفاصيل هذا كثيرة ومثيرة لا مجال للخوض فيها بعمق أكثر.

- الأرض
تعد المكافئ التقليدي لكلمة "وطن"، وهذا مرده إلى الملكية القبلية للأراضي التي كانت أساس الحكم والتعاون منذ حقب قديمة، فالأرض تمثل الوطن بالنسبة للعوام والعموم، ولكنها تتحدد بالمعني السياسي لها فهي الأرض التي تبسط عليها السلطة نفوذها دون غيرها، لذا تعطف عليها الهوية ضمنياً، ولغلبة القيمة السياسية للأرض يفترض أن يتم تجديدها كعنصر هوياتي، وذلك بإثرائها والتعريف بها سياسياً بشكل كاف، فيتم صبغ كافة ربوع الوطن بدلالات سياسية وتضخيم تاريخها الوطني، لضمان وجود روافد قوية ومتنوعة للهوية الوطنية الجامعة.
دائما هنالك صيغة مركبة للأوطان يصعب ترتيبها أو المفاضلة بين مكوناتها، فالأقاليم الجغرافية تحوز الهويات الصغرى التي يفترض أن تنمو وتترابط وتشكل هوية الوطن، وهنا نجد الضرورة تتمثل في التركيز على الروابط بين الأقاليم بعضها ببعض وارتباطها بالوطن.

- الثقافة
الشمولية لهذا العنصر الفائق التأثير تجعل التجديد فيه مكثف ودقيق، فحساسية مكونات الثقافة التي تشمل الدين والمعتقدات وباقي معارف الانسان، توجب تجديدها باستمرار والحرص على مجاراتها للتطورات الفكرية، فالتطوير لم يعد محصور بالمحتوى فقط بل شمل أساليب التفكير وإدارة المعرفة، وهنالك أبحاث وتجارب ونظريات مذهلة في مجالات تطوير أساليب المعرفة والتفكير، لذا تحتم الضرورة تجديد نسيج الثقافة بالكامل وفق استراتيجيات محددة ودقيقة، ومرتبطة جيداً بالبيئة الثقافية للمجتمع وتراعي اشتراطات الهوية.

- الهويات الصغرى
تجديد الهويات الصغرى يعني رفع درجة الانصهار في سبيكة الوطن، ودمج ألوان وفسيفسائه، وذلك يتم بتوضيح تكاملية الهويات الصغرى وإبراز قصورها عن تعويض هوية الوطن، وإدارتها بشكل دراماتيكي جيد يقلل من حدة المنافسة والتصادمات بينها داخل الوطن، فالانتماءات الأولية وهواجس ما قبل الدولة الدفينة يجب أن تعاد صياغتها ليس على نمطها التقليدي بل بنمط متطور يسمح لها بأداء دورها في مسيرة التنمية بدل أن تكون حجر عثرة،

ولمنع الهبو ط بالانتماء إلى ما تحت اسقف قزمية متصدعة ينبغي وضع استراتيجيات فاعلة وإيجاد آليات اندماج قوية للهويات الصغرى، للحد من صراع الاغتراب للماضي والاغتراب للمستقبل، وهذا التجديد يتم بفرض حالة سيولة المجتمع وإقامة مشروع وطني قوي وتوزيع مكاسب التنمية وإعمار ذاكرة الوحدة ثقافيا.

الخاتمة:-

مجبرون على البحث عن أفق أجمل لحياة أفضل، وعجزنا عن العيش دون جماعة يدفعنا دائما إلى خوض صراع الوجود بمختلف الطرائق والأساليب، ويحيلنا إلى البدائية والتوحش حيناً وحيناً آخر يحيلنا إلى ملائكية وسلم، وبين التوحش والملائكية نظل دائماً متخمون بهواجس الانتماء والتفرد، فلا نقنع بتوحشنا ولا نقنع بملائكيتنا.
غايتي من هذا البحث الموجز أن أسير بدرب الملائكية واحمل الآخرين على سلكه بما اترك من نقاط دالة أو مرشدة، واعلم شركاء الهوية أن الهوية تتآكل وأنه بإمكاننا أن نصلحها بتظافرنا حتما، ولكن بوعينا وقدرتنا وجهدنا، فهنالك أخطاء وقعت تجرنا إلى هاوية سحيقة، وإن كان بعضها وقع بدعاوى انقاد الموقف وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
هذا البحث غايته اطلاق صرخة لتجديد هويتنا الوطنية وترك العبث القزمي لإعلاء الهويات الصغرى وتنميتها، فهي هويات رغم أهميتها كانت عاجزة بالأمس وهي اليوم أكثر عجزاً عن بناء دولة أو الارتقاء بالإنسان، فهي عتاد وأثاث ما قبل الدولة وغايتنا جميعاً هي بناء دولة وليس نصب مضارب وافتتاح موسم للعمائم الملونة بأيدولوجياتها.
ثقوا .. العالم يبتعد عنا وجلوسنا لن يفضي سوى إلى غيابنا في الظلام فنور الحياة يبتعد عنا، لأن أهل العلم والرؤى المستقبلية يحملونه بأيديهم ولديه وقوده.




مصادر البحث:-

- André Comte, Dictionnaire Philosophique, Presses Universitaires De France, Paris, 2001.
- CHEZ L. HACHETTE, DICTIONNAIRE DES PAR UNE SOCIÉTÉ PK PROPBSHEURS DE PHILOSOPHIE, PARIS, 1945.
- Elex Mucchiell, L Identite, Presses Universitaires De France, Paris, 1993.
- أبو الفضل جمال الدين بن منظور، لسان العرب، ج1،ط3، دار صادر، 2004.
- أحمد بعلبكي، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2013.
- إدغار موران، الفكر والمستقبل، ترجمة أحمد القصوار ومنير الحجوجي، دار توبقال، الدار البيضاء، 2004
- أندريه لالاند، موسوعة لالاند الفلسفية، تعريب خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت،ط2، 2001.
- بيتر كوزن، البحث عن الهوية، ترجمة سامي رضوان، دار الكتاب الجامعي ، الإمارات العربية، 2010.
- جون جوزيف، اللغة والهوية، ترجمة عبدالنور خراقي، عالم المعرفة، الكويت ، 2007.
- داريوش شايغان، أوهام الهوية، ترجمة محمد علي مقلد، دار الساقي، بيروت , 1993.
- عبدالله العروي، ثقافتنا في ضوء التاريخ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1983.




فهرس المحتويات

- ملخص
- مقدمة
- منهجية البحث
- مفاهيم الهوية التقليدية
- عناصر الهوية
- معنى التجديد عموما
- دوافع التجديد
- مفهوم تجديد الهوية الوطنية
- الخاتمة



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماء ونار - نص شعري
- دراسة في تطوير اللغة العربية
- الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
- داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
- داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...
- جذور الداعشلوجيا
- فايروس الزير
- هويات سقيفة - طورابورا -


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - تجديد مفهوم الهوية