أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد ع محمد - الحب الكامن في يومه المعلن














المزيد.....

الحب الكامن في يومه المعلن


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 13:39
المحور: المجتمع المدني
    


بما أن إنجازات الدول الغربية في كل مجالات الحياة التكنولوجية والاقتصادية والفكرية والثقافية والسياسية تستدعي الأخذ بها، ولا يمكن للعاقل إنكار دورها وأهميتها في حياتنا اليومية، وبما أن تلك الإنجازات رمت الكثير منا إلى مهاوي الاستلاب الكلي، وغدا طيف كبير من العامة ومعهم الكثير من أهل الفنون والكتابة منبهرين بكل شيء غربي، فهذا ما يدفعنا للاستشهاد بمنتجات مبدعي تلك المجتمعات، وذلك في الذي يناهض نوعاً ما تصورات أولئك الشرقيين في بعض ما يقولونه ويقومون به؛ وحيث يتفاخر بعضنا بقصة حبه والتلويح بعلاقاته وأشواطه الغرامية أينما كان في المدرسة أو البيت أو الشارع أو على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، والظن بأنه كلما عبّر المرء أمام الناس عن مشاعره العاطفية يثبت بأنه شخص محب، وأن المجاهرة بما يُشغل القلب يؤكد صوابَ غرامه الذي قد لا يكون أكثر من بعضِ كلماتٍ حفظها النفر نقلاً عن أسلافه، وراح يتداولها أو يرميها يمين شمال من غير التفكير بمسؤولية ومآلات ما يبوح به، إذ أن المجاهرة بالعواطف والمشاعر يرونها دلالة على المحبة الخالصة، بينما بالعكس تماماً في مكانٍ آخر، حيث نرى الشاعر الانكليزي الكبير وليم بليك يقول عن سر الحب: "لا تسعَ أبداً لتعرب عن حبكَ، فالحبُ المعلن لا يمكن أن يحيا أبداً، فالريح الرخاء تتحرك بهدوءٍ ودون أن ترى".
وبخصوص مواضيع الحب وطرحها بين الشباب والصبايا في الأماكن التي يُصادف إجتماعهم فيها، ففي فترة الدراسة الجامعة وحيث تكون الرغبات في فتوتها، والقدرات الفيزيقية للمرء تكون في أوجها، لذا تكثر الأحاديث المتعلقة بالحب، ويكثر التصريح بمن يعتني بالأنثى وشؤونها وشجونها أكثر من غيره، وبديهي أن يكون من بين المصرّحين الكثير من المتاجرين بقصص حقوق النساء، ومع أني كشخص من أبناء هذا المجتمع لم أعارض أي حق من حقوق المرأة في السر أو العلن في الجامعة حينها، إلا أني نادراً ما كنت من المبادرين بالدفاع عن المرأة وحقوقها سواءً في جلساتنا معهن في مقصف الصحافة، أو في زياراتي لبيوتٍ كانت تجمعنا ببعض الزميلات في الجامعة، بل وغالباً ما كنت أشك بنوايا الكثير من المتبجحين بالدفاع عن حقوق المرأة، وكنتُ أرى بأن الغاية السطحية من وراء هذه الشعارات ستزول فور حصول أغلب أولئك على غاياتهم الجسدية من الفتيات، وأن الحقوق التي يريدونها للمرأة ليست دائمة ولا هي مبنية على قناعة تامة أو رؤية استراتيجية طويلة المدى، لذا كنتُ أقول لبعض الزميلات بأن معرفة حقيقة موقف الرجل من المرأة وحقوقها وإدراك ماهية المرأة في كينونته لا تتم من خلال بضعة شعارات يطلقها الذكر على هواه كما يرمي الصياد بصنارته في قلب البحر، فإن فلحت الصنارة وجلبت سمكة ما كان بها، وإن لم تعلق فلن يكون من الخاسرين باعتبار أن بيع الكلام لا يكلف صاحبه الكثير، لذا كان مقترحي لهن بأن عليكن بالتعرف أولاً إلى أهل البعل وملاحظة علاقته باخته وأمه وقريباته، عندها من الممكن أن تلتفتوا إلى ما يقوله عن ذلك الموضوع، فحينها ستنكشف حقيقة ما يعلنه عن حقوق المرأة، وهل تلك القضية متجذرة حقاً أم أن الحديث الممجوج عن المرأة وحريتها هو لتحقيق أغراض آنية بحته، كما هو الحال لدى بعض مَن يسمون بالنشطاء الناطقين باسم حقوق النساء، بينما كل أهدافهم القريبة والبعيدة ربما لا تتجاوز تخوم الشهوة والاستحواذ على قطعةٍ ما من تضاريس إحداهن.
على كل حال فبما أننا نقر بأن علوم الغرب ومعارفه أضاءت عتمات كل دول العالم، وباعتبار أن الغرب هو مقياس لكل شيء بهي وينبغي محاكاته حسب تصور الكثير من أناس بلادنا، لذا أوردنا الأمثلة من بحور ثقافتهم وما خلّفه الفكر البشري في الغرب للعالم أجمع، وخاصةً فيما يتعلق بموضوع اليوم، أي الحب، وها هو أحد أهم أعمدة الأدب الغربي أي وليم شكسبير متحدثاً عن جوهر الحب وكنهه حيث يقول:"الحب لا يتبدل مع الساعات والأسابيع القصيرة، ولكنه يجاهد حتى حافة النهاية، فإذا كنت مخطئاً، وثبتَ خطأي، فأنا لم أكتب شعراً أبداً، ولم يعرف العشق بشر"، إذاً وبناءً على ما قاله شكسبير أليس من المفروض أن يلتزم العاشق الشرقي المتفاخر بعشقه وصبابته بهذا الكلام إن كان صادقاً في حبه؟ ولماذا لا يتبنى هذا الكلام ممارسةً وليس مواءً؟ ولماذا نرى كثيرهم كالتيوس بين القطعان بودهم الانتقال من أنثى لأخرى؟ كما تنتقل المومس من حُجر كائنٍ غرائزي إلى جُحرِ كائنٍ آخر.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يقرأ المتصفح؟
- قادر ولكنه لا يفعل
- رأيي المقامِر بالساسة
- تبعات جهل فلسفة التّقية
- آلية من آليات الشحيح
- التاجر والسياسي الجوّال
- دلباز برازي: الفنان بحاجة إلى مساحة من الحرية والأمان حتى يت ...
- أثمة كُرد جيّدون
- القهوجي في حضرة الخاقانات
- مخيمات مؤقتة أم مستوطنات دائمة
- أحمد كبار: الفنان يؤرخ الوقائع في لوحات فنية لا تموت
- الإنكسار على أنغام الفلاح
- أدلجة الأخبار
- استخفاف
- ترشُّحات العنصرية
- دور الإعلاميين في تأجيج الصراعات
- العنصرية مُنتج محلي قميء
- دبلوماسية النذالة
- حورِبوا كمؤمنين كما حورِبوا كملحدين
- في أدراج الشذوذ وأهله


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد ع محمد - الحب الكامن في يومه المعلن