أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كرار العامل - أمهاتنا لا تذكر تواريخ ميلادنا !














المزيد.....

أمهاتنا لا تذكر تواريخ ميلادنا !


كرار العامل

الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 18:02
المحور: كتابات ساخرة
    


في قرانا الصغيرة، حيث كل شيء كبيراً سوانا، كان كل شيء يكبر أمام أنظارنا بسرعة ونحن مازلنا على عهدنا صغار ،في لحظة ما كنا نتمنى لو نكبر قليلاً حتى يمكننا أن نتماهى بعض الشيء مع الكبار، أولئك الذين كانوا يذهبون للحرب كأنهم ذاهبون إلى نزهة؛ يرددون كأنهم ذاهبون في سفرة راجلة أغنيتهم الغريبة (واحنا مشينا مشينا للحرب)!. كنا نتصور إن الحرب كما هي لعباتنا الطفولية ليست سوى مناوشات بالحجارة، والفائز ببساطة سيكون أكثرنا مراوغة، من تساعده مرونته وخفة جسده لتفادي حجارات -المحچال- بوارجنا الصغيرة تلك. في صغرنا صور الحزبيون لنا تنظيم الأشبال الصغار (أشبال صدام آنذاك) كأنه مغامرات الفرسان الثلاث، وكنا نتخيل كل واحد منا سيصبح كلندايزر صغير يحامي عن أرضه ببسالة، وكم هو محظوظ من يمنحه عمره حق الالتحاق بهذا النضال الكبير، هذا ما خيل لنا فعلاً حينها. و واحدة من أغرب محاولات التماهي مع الكبار، ذلك الصراع الذي يشب كل فَينة بيننا نحن الصغار لإثبات الجدارة بيننا، ولإننا صغاراً كان صراعنا الوحيد،  يتلخص في محاولة إثبات إننا أكبر من أقراننا من الصغار. في تلك القرية كان الكل يجهد ليثبت إنه أكبر من غيره حتى ولو بيوم واحد، لا يهم الفارق بالعمر كثيرا، المهم إنه أكبر. ولإننا لا نعرف تواريخ مولدنا كنا نحتكم لأمهاتنا، كل طفل منا يدخل دائرة الصراع تلك يركض نحو أمه، يسألها ؛ أماه من هو الأكبر بيننا ، أنا أم فلان ؟.. أماه ، ماهو تاريخ ميلادي ، في أي سنة ولدت ؟. يتخذ السؤال تعابير مختلفة لكن الجواب على الأغلب يكون بلغة واحدة ، لن يكون جواب الأمهات بالأرقام طبعا، فأمهاتنا لا تتذكر إذا لم تكن تعي التواريخ بالأرقام؛ لكنها تذكر جيداً في ظرف عصيب ولدنا. الحروب، كل ما تتذكره الأمهات عن لحظاتنا الأولى في هذه الحياة، فتجيب واحدة  : يمه أنتَ صرت وي طگة بوش الأولى، والثانية تجيب : بضربة بوش الثانية صرت يا بعد هلي . والثالثة تشير لإبنها إنه وليد الساعات الأولى للحصار وهكذا . نعود جميعاً كل واحد يحمل حربه معه - أقصد تاريخ ولادته، ليخبرنا إنه الأكبر؛ و الأكبر  طبعا هو من سبق الآخرين في الحروب. أتذكر كيف إن أحدهم بكى كالثكلى حين علم من والدته إنه ولد في القصف الأميريكي الثاني، لا الأول. كيف لفلان بن فلانة أن يسبقني بضربة حرب واحدة ، كيف يكون أكبر مني؛ عافى الله أمي لماذا لم تلدني مثلاً في أقدم الحروب حتى لا ينافسني أحداً في الكبر. حتى أعود للجميع نافخاً ريشي كالنعام، وأعلمهم إني متفوق عليهم بحرب واحدة أو حربين. لعن الله الحرب وساعتها التي فرقتنا ونحن صغاراً قبل أن نكبر!. قاتل الله دعاة الحرب الذين جعلوا كل من هب ودب يجرب (محچاله ) البائس في صدورنا. حارب الله حروبهم التي جعلت أمهاتنا تتذكر الحروب ولا تتذكر تواريخ ميلادنا، الحروب التي سرقت ماضينا وحطمت حاضرنا و شلت مستقبلنا!.



#كرار_العامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة العراقية و حدوتة -الميتا سلطة-
- كارل ماركس في باب الشرجي -بغداد
- مع شيخنا يريخت ، لا مع غيره .. النضال ضد الاشكال البرجوازية ...
- عرض لكتاب السيرة والعنف الثقافي للكاتب محمد غازي الاخرس
- العراقيون جميعهم في انتظار غودو


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كرار العامل - أمهاتنا لا تذكر تواريخ ميلادنا !