أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - هس ... الشعوب العربية نائمة















المزيد.....

هس ... الشعوب العربية نائمة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدق كل الذين وصفوا قادة العرب وغالبية شعوبهم بأنهم كالأبل لا ذاكرة لهم، وكل من يستسلم للنسيان يفقد غيرته وحماسه وهو على الاستعداد بالتفريط بكرامته، كما أن شعوره الأمني والوطني يتجمد وقد تجسد هذا الإحساس القومي بالاستسلام لحالات التدهور ومواصلة التبعية لنظم مختلفة ولقوى أجنبيةـ كل هذا حول غالبية الدول العربية إلى ما يشبه " ماء السبيل " الكل يستعمله دون إذن ويأخذ منه بقدر ما يريد .
اليوم الوطن العربي من المغرب إلى شواطئ دويلات الخليج مباح ، لا يمتلك مياهاً إقليمية خاصة به وأجواءه مباحة ، كل دولة من الدول الطامعة تستطيع استباحة أي قطر عربي يريد ، دون أية ردود فعل ، لا شعبية ور سمية ، يمكن استباحة هذا الوطن بقوى عسكرية بشكل مباشر، لأن هذه القوى المعتدية تعرف مسبقاً أن لا أحداً يردها ، ولا يقاومها ، العكس هو الصحيح ، تجد من يقف وراء عدوانها ، هذا ما فعلته أمريكا في العراق عام 2003 ، دمرت دولة بأكملها وأعادتها إلى العصور الوسطى ، وقلبت كل موازين الحياة والبنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها، حولت العراق إلى بلد متسول ، متعدد الطوائف ، كما قامت بتنمية الروح الانفصالية لدى الأقليات الأثنية ، كالأكراد الذين أصبحوا طابوراً خامساً لامريكا وإسرائيل ، وكذلك الأمر بالنسبة للطوائف الأخرى ، كاليزيديين ، والنساطرة والتركمان والكلدان وغيرهم ، العراق لم يعد عراقاً واحداً . هذا ما فعلته أمريكا أيضاً في سوريا، لم تكتف بدعم عناصر إرهابية ، انفصالية في هذا القطر العربي كالأكراد ،بل قامت باحتلال جزء من الأراضي السورية ، خاصة منطقة الجزيرة وتقوم بنهب النفط في هذه المنطقة ، يحدث هذا والعرب جثة هامدة ، هذه القرصنة لم تثرحفيظة أي زعيم عربي، ولا حتى مواطن عربي ، لم تخرج مظاهرة واحدة ضد القرصنة الأمريكية في سوريا داخل أي قطر عربي ، ربما هناك وقع احتجاج من قبل شعوب أجنبية ، أم الأبل العربية فلا تزال تسير وراء حمار الذل التبعية والنسيان والضياع ، وغارقة بين سحب الآف الفضائيات التي تقدم سموم فتاوى الفساد وبرامج طرد الشياطين وفك السحر وفتح الفنجان وقراءة الكف.
إلى جانب البرامج السخيفة الفارغة من كل مضمون تعبئة قومية أو إنسانية .
هذا ما فعلته تركيا في العراق أيضاً ، فقد دخلت قواتها إلى بعض شمال العراق بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني واقامت القواعد الخاصة بها ، دون أي مقاومة عراقية ، كما أن تركيا تقوم بتحريض القبائل التركمانية وتشجعها على المطالبة بالانفصال عن جسد الوطن الأم العراق، كل هذا يحدث والعرب سائرون في صحاري جهلهم لأنهم فقدوا الحس الوطني، والغيرة على استقلالهم وكرامتهم .
لم تكتف تركيا الاخوانية بما تقوم به في العراق ، فزعيمها اردوغان يحاول أن يكمل ما لم يفعله أجداده سلاطين الدولة العثمانية داخل الوطن العربي ، أنه يعرف بعدم مقدوره على عض أية دولة أوروبية، خاصة الدول المحيطة بتركيا، لأن شعوب هذه الدول تملك الكرامة والغيرة على استقلالية ارادتها ، لذلك لم يجد تنفيساً لأطماعه سوى الأقطار العربية ، لأنه يعرف مدى ضعفها واباحتها للقوى الأجنبية ، وهناك من يؤمن بأن فقدان الحس الوطني نابع من ثقافة التبعية والترهل السياسي والفقر والجوع والبطالة لدى الشباب أفقد الانتماء للأرض ، فالتبعية للقوى الأجنبية متوارثة وتنتقل عبر السلطة من جيل إلى جهل ، ومن قوى أجنبية إلى أخرى ، من بريطانيا وفرنسا ، إلى اسبانيا في المغرب وأمريكا وإسرائيل واليوم تركيا ، أنه تاريخ حافل من التبعية .
إذا أردنا أن ننظر إلى الخارطة الشعوب العالمية ، لا نجد سوى انبطاح الأنظمة العربية التي أصبحت في ميادين السباق ، من يهرع أولاً إلى حضن التبعية ؟ ومن يقدم الجزية والخاوة للقوى الأجنبية .
استغل اردوغان الأوضاع في سوريا وفعل ما فعل من دعم لإرهاب ونهب النفط والمصانع والمعدات من داخل المدن السورية ، وأخيراً قامت قواته المدعومة من حلف الأطلسي باحتلال مساحات واسعة ن الأراضي التابعة للسيادة السورية، هذا العدوان لم يحرك مشاعر أي مواطن عربي ، من المغرب إلى العراق والسودان وكافة أقطار العربية ، كأن أصبحت الدول العربية ملعب لتمرير الهوايات في التوسع والاحتلال وفرض الواقع المذل، التجزئة فرقت الجسد العربي وأصبح كالزواحف التي تقوم بفصل أحد أجزائها عندما تشعر بالخطر كما تفعل السحالي والأفاعي.
ماذا يهم مصر السيسي ، ومغرب محمد السادس وحكام السعودية والخليج لو تم احتلال العراق وسوريا ومن قبلها فلسطين، عشرات المرات إنها بالنسبة لهؤلاء الحكام مثل ذيل الزواحف ، إذا قطع تبقى حياتهم كما هي .
اردوغان يعرف أن العرب ظاهرة صوتية ، لذلك انتقل من احتلال أراض داخل سوريا إلى دولة عربية ثالثة وهي ليبيا، حيث النفط والموانىء الاستراتيجية ، فسارع بإرسال قواته إلى هذا البلد المنكوب إنه يعرف أن أرض العرب مشاع وأنه يعرف أن كل هكتار داخل الوطن العربي لا قيمة له ولا كرامة بالنسبة لحكامه ، لأن الذي يسمح لامريكا بإقامة القواعد وتوجيه السياسة وبيع الأسلحة والحصول على ثمن الحماية وإقامة المناورات المشتركة كيف باستطاعته أن يمنع تركيا .
السؤال الذي يطرح نفسه ، هل تذكرت الأنظمة العربية مثل مصر والسعودية والأردن والمغرب وغيرها التي احتجت على الغزو التركي لليبيا ، هل تذكروا من المسؤول عن تدمير ليبيا وتعاون مع الحلف الأطلسي وامريكا في اسقاط النظام فيها ، من ينسى دور جامعة الدول العربية في التواطؤ والخذلان ، عندما طلبت بنفسها من قوات حلف الأطلسي احتلال ليبيا حدث ذلك دون أي احتجاج أو رفض ، من ينس تطوع شيخ التبعية للمصالح الامريكية ، شيخ الفساد والفتاوى الخائنة القرضاوي عندما طلب من فوق منابر المساجد الإسلامية من أمريكا مباشرة ومن الحلف الأطلسي بغزو ليبيا وسوريا ، لم يطالب حتى اليوم أي مواطن العربي بمحاكمة ومعاقبة هذا الشيخ وغيره من الشيوخ المتلحفين بالدين ، أن مطالب الجامعة العربية وإلى جانبها القرضاوي حولت ليبيا إلى امارات ودويلات استغلها اردوغان للمشاركة بالخراب والدمار في ليبيا لتنضم إلى سوريا و العراق وفلسطين ... " صمت ... هس .. الشعوب العربية نائمة "



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتم حماية أهل السنة بالعمالة الامريكية
- نتنياهو وحزامه الأسود
- سلام بدون سلام (2) الأخيرة
- سلام بدون سلام
- لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 4 -
- لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 3 -
- لماا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين عام 1973 ( 2)
- لماذا أغفل العرب ور العراق في حرب تشرين 1973
- لا يوجد للسياسة مقياس ، يوجد مصالح
- السنة التي امتدت سنوات طويلة - 3 - الاخيرة
- قانون جديد يضاف الى كومة قوانين العنصرية
- السنة التي امتدت سنوات طويلة
- الانتخابات الاسرائيلية بين القديم والجديد
- الذاكرة الفلسطينية تتحدى مشاريع الاسرلة
- مهما تغيرت أسماء الأحزاب السياسية في اسرائيل تبقى صهيونية
- حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية
- ارتفاع منسوب مخزون العنف في داخلنا
- تموز يا تكوز عد الى الوراء وتجدد
- لا جديد تحت شمس المذابح الصهيونية
- القدس تركل ترامب وتصيب نتنياهو بخيبات الامل


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - هس ... الشعوب العربية نائمة