أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم أحنصال - الذكرى الأربعون لانتفاضة الفلاحين الفقراء بنواحي قصبة تادلة- المغرب














المزيد.....

الذكرى الأربعون لانتفاضة الفلاحين الفقراء بنواحي قصبة تادلة- المغرب


ابراهيم أحنصال

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 23:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كثيرة هي المحطات الكفاحية التي قدم فيها شعبنا آيات رائعة من المقاومة والصمود، لا سيما معارك وانتفاضات الفلاحين الصغار الفقراء التي ما يزال أغلبها مطمورا ومجهولا حتى لدى أوساط المناضلين المهتمين، ولعل واحدا منها الانتفاضة التي شهدتها ثلاث جماعات ترابية (أولاد سعيد الواد، كطاية، سمكت) التابعة لدائرة قصبة تادلة إقليم بني ملال. حيث توجد منطقة رعوية (الحنزوزي) التي تقدر مساحتها بأكثر من عشرين ألف هكتار، وهي أراضي الجموع.

ونظرا لشساعة هذه الأراضي فقد كانت محط أطماع السلطة وإقطاعييها بالمنطقة، حيث أن أحد الإقطاعيين الذي كان من العملاء المتعاونين مع الاحتلال الفرنسي، والذي عين بعد الاستقلال الشكلي عاملا على عمالة بني ملال أوائل الستينيات والمنحدر من منطقة القصيبة، أخذ يتسلل إلى هذه الأراضي ويقوم بقضمها قطعة تلو قطعة عبر إنشائه لاسطبلات وإنزال عشرات الآلاف من رؤوس الماشية المملوكة له ولأصدقائه من الإقطاعيين. ومن هنا أخذو يحتلون هذه الأراضي حتى أصبح الأهالي الفلاحين الفقراء في حصار وانحسار داخل أراضيهم التي تعرضت للسطو والنهب والاحتلال.

وأمام هذا الواقع المفروض تقدم الفلاحون مرارا وتكرارا بالشكاوى والاحتجاجات إلى السلطات بمختلف مستوياتها، سواء عندما كان هذا الإقطاعي عاملا في جهاز السلطة ببني ملال أو بعد إلحاقه بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية، حيث طالبوا بتحرير أراضيهم من المحتلين واسترجاعها دون جدوى. وبدل الاستجابة لإرادة الفلاحين، قام هذا السلطوي الإقطاعي بمعية مسؤولين بعمالة الإقليم في شهر دجنبر 1979 بإجراء اتصالات مع أعضاء المجالس الجماعية الثلاثة، قصد فرض "أحقيته" وباقي الإقطاعيين في تلك المراعي، وهو الشيء الذي لم يستطع تمريره رغم ضغوطات عمالة الإقليم.

أمام هذا الوضع، فوجئ الفلاحون يوم الأربعاء 26 دجنبر 1979 بإنزال لعناصر القوات المساعدة ومعهم سيارة (جيب) مجهزة بلاقط اللاسلكي، مما يبين أن أجهزة النظام القمعي عازمة على فرض الأمر الواقع بتجريد الفلاحين من أراضيهم بالنار والدم. فأعلن الفلاحون النفير في صفوفهم وهبوا للدفاع عن أراضيهم وحمايتها، حيث ذهبوا يوم السبت 29 دجنبر 1979 بالمئات إلى عين المكان للتصدي لهذا الاحتلال البغيض، فهاجمتهم أجهزة النظام بوحشية كما أحرقت جرارا في ملكية أحد الفلاحين، فنشب الاشتباك وعم السخط ودبت الحماسة فيهم، هنا قام النظام الفاشي بتعزيز قواته القمعية عبر استقدام قطاعات أخرى من خارج الإقليم، فسقط الكثيرون من الجرحى واعتقل العشرات. كما أطلق العنان لوحوشه من أجل البطش والتنكيل ومطاردة المنتفضين، فخرج في أولاد سعيد الواد حوالي ثلاثة آلاف متظاهر لردع هذه الاستباحة.

لقد حضر عامل إقليم بني ملال شخصيا ومسؤولي الأجهزة القمعية على عجل للإشراف والإدارة المباشرة لهذا العدوان، وكانت الحصيلة اعتقالات بالجملة وصلت 180 معتقلا، تم نقلهم جميعا في شاحنات مغطات إلى ثكنة (أورير) ببني ملال، ناهيك عن الجرحى والمعطوبين الذين صعب حصر عددهم. وبالموازاة لجأت قوات النظام الفاشي إلى نهب وسلب الدكاكين التجارية والسطو المسلح على رؤوس الماشية ومن تم نحرها، حتى تتغذى منها وكذلك لإشاعة الرعب والانتقام من جماهير الفلاحين المنتفضين.

لقد كانت الانتفاضة باهظة التضحيات وجسيمة، حيث بلغت الأحكام الصادرة عن محاكم النظام ب"اسم جلالة الملك" ثلاثة سنوات لبعض المعتقلين؛ لكنها في المقابل حررت الأرض ودحرت المحتلين، حيث اضطرت المصالح المركزية لوزارة الداخلية إلى إنجاز محضر يوم 04 يناير 1980 بمقر العمالة ببني ملال تقر فيه بجلاء الدخلاء من أرض آيت الربع وبني معدن. إنها معركة مشرقة من تاريخ شعبنا جديرة أن تدرس وأن تكون ملهمة في الحاضر، سيما في هذا الزمن الذي تتعرض فيه أراضي الجموع لشتى أنواع السطو والاحتلال من طرف مافيات العقار من الطبقة الحاكمة.



#ابراهيم_أحنصال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الحركة الوطنية من خلال -وثيقة المطالبة بالاستقلال- في ال ...
- سلام على من ارتقوا شهداء.. سلام على المضحين الخالدين
- محمد أبو عنان.. الطُّهرُ في زمن التلوث: رحيل أحد مناضلي مجمو ...
- الخالد محمد بن عبد الكريم الخطابي.. دروس بلا ضفاف
- في ذكرى اليوم الأممي للطبقة العاملة
- العمل الجمعوي بالمغرب: روافد للتغيير أم أدوات للإحتواء والتد ...
- طبيعة النظام تؤكد عبثية الانتخابات في المغرب
- المقاوم والمناضل الشهيد موحى أوموح نآيت بري
- في الذكرى الرابعة لرحيله.. محمد بوكرين مدرسة للكفاح تأبى الن ...
- بؤس الثقافة الليبريالية
- الشهيد عمر بنجلون .. الغائب اضطرارا الحاضر دوما
- الشهيد المهدي بن بركة .. زواج الوعي العلمي بالممارسة الثورية
- المجد والانتصار حليف خط الكفاح العمالي..الخزي والهزيمة مصير ...
- الكفاح النقابي المستمر هو السبيل الوحيد لهزم التحريفية المتآ ...
- في ذكرى رحيله رفاق محمد بوكرين كلهم إصرار على السير على خطاه
- محمد بوكرين: تاريخ ومواقف


المزيد.....




- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم أحنصال - الذكرى الأربعون لانتفاضة الفلاحين الفقراء بنواحي قصبة تادلة- المغرب