أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - لايُقتل مسلم بكافر … !














المزيد.....

لايُقتل مسلم بكافر … !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلنا يعرف من هو المسلم ، ولكن علينا ان نفهم من هو الكافر ؟ الكافر حسب المفهوم الاسلامي هو كل من لم يعتنق الاسلام ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِِ الْإِسْلَامُ ) يقول ابن باز ( قد وصف الله تعالى اليهود والنصارى بالكفر لما قالوه عن الله، وبما حرفوه في كتبهم ) اذن كل من هو غير مسلم فهو كافر .
( ثبت في البخاري من حديث علي أن النبي قال : لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ سواء كان ذميا أو معاهدا أو مستأمنا ) …
الحديث صحيح وواضح ، وقد يكون في وقته وزمانه منطقياً وثورياً ومبرراً ، ولكنه الان لا يمكن قبوله او تطبيقه في ظل الوقائع والمعطيات الحالية بعد ان تبدلت الدنيا ، واصبح العالم غير ذاك الذي كان في صدر الاسلام ، واصبحت الدول لاتدار بالتشريعات الدينية ، وانما بقوانين وضعية تحفظ لكل البشر حقوقهم على اختلاف انواعهم وميولهم وتوجهاتهم …
الحديث فيه رائحة العنصرية ولا يتوائم مع القوانين والتشريعات الانسانية الجارية في كل دول العالم ومنها واهمها الميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي لايميز بين البشر على اساس الدين او الجنس او العرق … الخ ( يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق . وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء . )
والا اصبح لكل دين الحق في تفضيل اتباعه على اتباع بقية الاديان ، فللهندوسي مثلا في الهند الحق في ان يقول لا يُقتل هندوسي بكافر ، والمسلمين هناك كفار في نظر الهندوس … هل يوافق المسلمون على هكذا تشريع … ؟ سيقولون الهندوسية دين وضعي من صنع البشر ، كيف لك ان تقارنها بالاسلام وهو دين سماوي ؟ نقول حياة البشر لا فرق بينها ، أم حتى في الموت عنصرية ، فحياة المسلم لها قيمة ، وغيرها لا قيمة لها !
المفروض لحياة الناس جميعاً حرمة فوق اي تشريع ديني ضيق ، ولا يجوز التعامل معها على اساس تفضيل واحدة على اخرى … ثم كيف نفهم لو ان ذمياً اعتنق الاسلام سيصان ، وتتضاعف ديته لتصل الى دية المسلم الاصلي ، ومن لم يفعل تقل ديته الى النصف !… الم نتفق على ان البشر جميعاً من مخلوقات الله فلماذا اذن التقليل من شأن بعضها ؟!
( قال صلى الله عليه وسلم : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ) … لم يقل من قتل معاهداً يُقتل وانما اكتفى بالقول انه لن يشم رائحة الجنة ، وهذا عقاب الاهي مابعد الموت ، ونحن نتكلم هنا عن عقوبة ارضية وهي كيف نتعامل مع من يقتل ذمياً او معاهداً او غيرها من التسميات خطأ او متعمداً ؟
مع العلم ان الحديث بكلماته الثلاث لم يحدد وانما كان عاماً ومطلقاً في حكمه . لكن الشيوخ هم من شرحوا وفسروا ، وعلى الجميع تحمل وقبول نتائج فهمهم للنص دون اعتراض ، وفي النهاية يتحول كلامهم الى مقدس هو الآخر ، فمن يجروء منا ان يقترب مثلاً من كلام ابن تيمية او ابن عثيمين او ابن باز او ابن آوى ؟ لا احد كلهم ناس مقدسين وكلامهم منزل فوق كلام البشر !
( أما العقوبة على قاتل الذمي ، فإذا كان القتل خطأ فإنه يدفع ديته ، وهي نصف دية المسلم ، وإذا كان القتل عمدا ، فقد جاء عن عثمان وعمر بتغليظ الدية على قاتل الذمي عمدا ، فعن ابن عمر : " أن رجلاً مسلماً قتل رجلاً من أهل الذمة عمداً ، ورُفع إلى عثمان فلم يقتله ، وغلظ عليه الدية ، مثل دية المسلم ")
يعني اذا قتل مسلم ذمي خطأً لاشئ عليه سوى دفع الدية ، واية دية ؟ نصف دية المسلم ، واذا متعمد عاقبه عثمان بدفع دية كاملة كدية المسلم دون قتله … منتهى اللاعدل !
الم تقل الاية : ( وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف …… ) لماذا لا يطبق هذا النص الردعي ( النفس بالنفس ) فيتحقق العدل ؟ … لماذا الاصرار على احتقار غير المسلم واسترخاص حياته ؟! فثمن حياته يساوي نصف قيمة حياة المسلم !! منتهى التعالي والاستهانة بالروح التي يقال ان الله قد قدسها ( قل الروح من امر ربي ) اي ان الروح من مسؤوليات الله وليست من اختصاص البشر !
المفهوم ان الهدف من اي عقوبة جزائية هو ردعي للحد من الجريمة وتكرارها لتكون درساً للآخرين ، وخاصة في الامور التي تتعلق بالقتل فلا مجال للمجاملة هنا ، فمن قتل يُقتل كائن من يكون القاتل والمقتول ! وفي العصر الحديث ، عصر الانسان غيرت بعض الدول العقوبة الى السجن المؤبد لانهم يرون ان الاعدام عقوبة قاسية وهذا شأنهم !
ان تخلف مثل هذه التشريعات وغيرها ، وعدم واقعيتها وموائمتها لعصرنا الحديث دليل دامغ على اسقاط مقولة ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان التي يرقص على انغامها الشيوخ وغيرهم !
ان اصلاح الخطاب الديني يبدء من هنا … فقد اثارت هذه النصوص وغيرها المعشعشة في التراث ، الكثير من النقاش واللغط بسبب خطورتها على المجتمعات العربية والاسلامية المتعايش فيها المسلم وغير المسلم ، وهنا تكمن الخطورة على وجود الاوطان … ان الذي يعيق كل شئ في دنيانا الحالية ومنها اصلاح الخطاب الديني كم القداسة المخيف الذي يشكل حائط صد بوجه اي قفزة الى الامام !
حتى الله الغى وغير وبدل في آياته فنسخ بعضها وجاء بمثلها واحسن منها بما يتوافق مع المستجدات الحاصلة في المجتمع ! وبلعناها ! فلماذا لا نتحرك باتجاه خيرنا وخير أوطاننا قبل فوات الاوان ولات ساعة مندم ؟!
أخيراً :
اذا بقينا أسرى موتى الدين نستنشق هواءً فاسداً على الدوام ، ونستخرج تعاليمنا من تحت ركام التاريخ ، فعلى مستقبلنا وأوطاننا السلام !



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن أنكر الاصوات لصوت الحمير … اعجاز قرآني !
- البصرة … الدمعة المحبوسة !
- هل كرم الله بني آدم … ؟
- الاسلاميون … وعقدة الحداثة !
- الالحاد … كرة الثلج !
- التكفير … الطامة الكبرى !
- قاتل فرج فودة إرهابي اسلامي لا يقرء ولا يكتب !
- حلم المسلمين في إعادت حكم العالم ، هل سيتحقق ؟!!
- القاعدة وداعش شوهتا صورة الاسلام … ؟!
- هل اساء الله الى ذاته في القرآن … ؟!
- احذروا صولة الكريم اذا جاع واللئيم اذا شبع …
- دولة مدنية ديمقراطية الخيار الاصح للحالة العراقية !
- واخيراً امتلك الشعب سلاحه !
- رفقاً بالعراق فليس لنا غيره …
- فخلف كل سفاح يموت سفاح جديد …
- لاتزال قبيلة قريش تحكمنا !!
- مكافحة النار بالنار … !
- الاخوان … وحسرة المظاهرات على النموذج العراقي واللبناني !!
- قراءة نقدية لبعض ما جاء في كتاب ( فترة التكوين في حياة الصاد ...
- قراءة نقدية لبعض ما جاء في كتاب ( فترة التكوين في حياة الصاد ...


المزيد.....




- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - لايُقتل مسلم بكافر … !