كيل كامش 𒄑𒂆𒈦

عبدالرحمن حسن الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 22:20
المحور: الادب والفن
    

في الثالث من ديسمبر 1872 م أعلن " جورج سمث " نجاحه في جمع القطع المتناثرة من ملحمة كيل كامش بعضها إلى بعض، مكتوبة في أثنى عشر نشيداً، أو بالأحرى لوحاً، ومحتوية على قصة الطوفان في لوحها الحادي عشر.إذ قام الباحث البريطاني جورج سميث بحل رموز أحد الألواح المكتشفة في مكتبة آشور بانيبال بنينوى القديمة.في الفترة ما بين 1889م ،1900 م، اكتشفت أول بعثة أثرية أمريكية قامت بالتنقيب في العراق اللوح الطيني الذي يحتوي على القصة السومرية للطوفان في مدينة "نيبور " (نفر) ثم تبعه آخرون، ويبدوا من طابع الكتابة التي كتبت بها القصة السومرية أنها ترجع إلى ما يقرب من عهد الملك البابلي الشهير " حمورابي " وعلى أن تاريخ حوادث القصة من المؤكد أنها كانت قبل ذلك.أن معظم خبراء الأثار والباحثين في مجال الدراسات الشرقية القديمة لا يعارضون احتمالية كون كيل كامش شخصية تاريخية حقيقية, وفي حال كونه ملكا حقيقيا فان أغلب الظن انه عاش في القرن 26 قبل الميلاد.
من منا لم يسمع بهذا الأسم لبطل قصة الطوفان السومرية والتي تدعى أيضاً بملحمة كيل كامش والكاف تنطق هنا معجمة گيل گامِش . ولكن مذا يعني هذا الأسم وهل له مغزأ يتصل بقصة الطوفان أو بمكانة صاحب الأسم منها؟ المعروف عن هذا البطل أنه كان الحاكم الخامس لمدينة أوروك العريقة والتي عمم أسمها فيما بعد على كل بلاد ما بين النهرين فسميت عراق.ويعرف عنه أنه كان ملكا عالي المقام فهو من بنى سور أوروك العظيم وأنه كان بطلا محاربا وقائدا للجيش من الطراز الأول ولهذه الأسباب كتبت سيرته وخلد عبر العصور في قصة الطوفان .بداية نحن نفترض أن الأسم هو كنية أو أسم شهرة أطلق عليه وليس أسمه الحقيقي لرفعة مكانته كما هو جار ومعمول به لحد اليوم عند تعظيم شخصية مهمة فندعوه بكنية تليق به وبمقامه وليس بأسمه المجرد إحتراما لمكانته كأن نقول السيد القائد أو الزعيم الأوحد أو الأخ القائد أو الأمام المنتظر....وأن تاريخ هذه التسمية ،كيل كامش، أطلقت فيما بعد أبّان العهد البابلي كما تقدم أعلاه أي في فترة إنتشار اللهجات الأكدية وأن القصة مكتوبة في العهد البابلي الأول وأن التسمية أو الكنية أكدية الأصل.
والآن لنضع هذا الأسم أو الكنية تحت العد سة فالمقطع الأول ،،كيل،، يقابله ويقاربه بالسومرية ،،كال،، أي العظيم أو الكبير والعالي ونفسه مكون من مقطعين مدمجين ،،كا،، و ،،آل،، والأول يعني شيئ والثاني عالي أو عال .وبالمقاربة مع اللغة العربية نجد أن كلمة ،،كيل،، تعادل كلمة،، قيل،، في العربية القديمة وتعني ملك .أما المقطع الثاني أي كامش فالكلمة تعادل كلمة خامس ليصبح الأسم هو [ قيل خامس ]أي الملك الخامس وهوما كان عليه فعلاً.المعهود في اللهجات الشمالية العروبية الجزيرية الأصل قلب بعض الحروف كالسين مثلا لتصبح شين كما في شمس و شمش أوالقاف الى كاف معجمة.....وهنالك ربما إجتهاد آخر فنقول أن كامش بلفضها كميش ،،كيل كميش ،، يتقارب المقطع الثاني،، كميش،، من الكلمة العربية خميس أي جيش فيصبح أسمه حينها حاكم أو ملك الجيش.

#عبدالرحمن_حسن_الصباغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات