أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الظاهر - حركة الغناء النسوي في العراق خلال القرن العشرين















المزيد.....

حركة الغناء النسوي في العراق خلال القرن العشرين


فاطمة الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 12:44
المحور: الادب والفن
    


مشاركتي في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية السنوي في القاهرة من 1/11 ولغاية 7/11/ 2019
كان موعد عرض ورقتي في المؤتمر يوم الأحد المصادف 3/11/2019
ترأس الجلسة الأب د. يوسف طنوس من لبنان ، أبتدأت الجلسة بورقة الدكتور محمد غوانمة من الاردن والتي كانت بعنوان ( أثر الحراك المجتمعي على أبداع المرأة الأردنية في الغناء ، المطربة سلوى العاص نموذجاً) تلاه الدكتور محمد أدم سليمان من السودان حملت ورقته عنوان ( أثر الحراك الأجتماعي على أبداع المرأة السودانية 1940 - 1999) ثم ورقة الدكتورة ميشال الشمالي بعنوان ( المرأه العربية من التلقي الى الأبداع الموسيقي) ثم أختتمت الجلسة بورقتي والتي حملت عنوان ( أثر التحولات السياسية والأجتماعية على الغناء النسوي في العراق)
أستعرضت في ورقتي مسيرة قرن كامل من الزمان لحركة الغناء النسوي العراقي وبين التحولات والمتغيرات السياسية والاجتماعية خلال القرن العشرين ، وكيف أن عقود النصف الاول من ذلك القرن يأتي محملاً بالعديد من الأحداث الأيجابية والمشجعة وصولاً لعقد الخمسينيات والتي كان فيها المشهد الغنائي النسوي في أوج تألقة وجماله ، وبدأً من الستينات وثورة 14 تموز في العام 1958 والتي قلبت النظام الملكي الى نظام جمهوري حيث كان معها بداية الأنهيار على المستوى السياسي والثقافي وخاصة حركة الغناء النسوي التي بدأت بالأنهيار بسبب الأنقلابات العسكرية والتحولات السياسية والصراع على السلطة والذي لا يخلو من صراعات دموية عنيفة أحياناً أطاحت بكل المكتسبات المادية والمعنوية التي أسس لها أجيال متعاقبة من العراقيين منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1921 ، وأطاحت بالسلام النسبي الذي كان ينعم به العراقيين في ظل الحكم الملكي ، ثم أستعرضت الغناء النسوي في ظل تجربة حكم البعث الذي أستلم السلطة بشكل كامل بعد أنقلاب 17 تموز 1968
وقد قسمت فترة حكم البعث الى فترتين
الفترة الاولى : حركة الغناء النسوي بين العامين 1968 والعام 1979 وعندما كان الرئيس أحمد حسن البكر على رأس هرم السلطة كرئيساً للجمهورية العراقية ، حيث أتسمت هذه الفترة بالانفتاح والحريات النسبية من خلال التأسيس للبنى التحتية الثقافية ( مدرسة الموسيقى والبالية 1968 ، معهد الدراسات النغمية 1971 ، المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية 1970 ، تأسيس فرقة الانشاد العراقية 1971 ) أضافةً الى المصالحات السياسية التاريخية مع الأكراد والتي توجت ببيان 11 آذار في العام 1970 ومنح الأكراد جكماً ذاتياً والأعتراف بالحقوق الثقافية للتركمان والمصالحة التاريخية مع الآحزاب اليسارية والقومية الأخرى من خلال ما يسمى ب(الجبهة الوطنية التقدمية) مما أعطى فرصة المشاركة النسبية في الحكم وممارسة الأنشطة السياسية والثقافية والفنية لجميع هذه الاحزاب وتحول الصراع من صراع دموي عنيف في عقد الستينيات الى صراع سياسي ثقافي في عقد السبعينيات، أضافة الى المنجزات الاخرى مما ساعدت على أفراز جيل موسيقي جديد أحدث نقلة نوعية في الأغنية العراقية وهم جيل الملحنين في السبعينيات ، ألا أن كل ذلك التحول الايجابي في السياسية والثقافة عجز عن طرح أصوات نسائية ، وعلى قلتهم الا انهنّ لم يكنّ بمستوى مطربات العقود السابقة (لا كماً ولا نوعاً)
الفترة الثانية : حيث أستعرضت حركة الغناء النسوي في فترة الثمانينات وبعد أستلام صدام حسين للمنصب الاول في الدولة العراقية أضافة الى مناصبه الأخرى فقد كان ( رئيس الجمهورية العراقية ، والقائد العام للقوات المسلحة ، ورئيس مجلس قيادة الثورة ، وأمين سر القيادة القطرية لحزب البعث) حيث جاءت سنوات الثمانينات تحمل في طياتها حرباً طاحنة مع أيران والتي دامت على مدى 8 سنوات ، مما أدى الى أعتزال وأنسحاب أغلب المطربات العراقيات في أواسط الثمانينات وذلك بسبب توظيف الغناء ومعه الشعر للمجهود الأعلامي الحربي وليكونا بمثابة فيلقاً يضاف الى الفيالق العسكرية المقاتلة في سوح المعارك وعلى الجبهات ، وهذا بلا شك يدعو الى مشاركة جميع المطربات والمطربين في الغناء للمعركة وتمجيد القائد المنتصر ، مما أضطر أغلب مطربات هذه الفترة الى الأعتزال أو الهجرة ، مثل المطربة الكبيرة مائد نزهت والمطربة أنوار عبد الوهاب وسيتا هاكوبيان وأمل خضير وخلو الساحة الغنائية من مطربات رصينات مقتدرات إلا ما ندر ، والآستعانة بالمطربات العربيات مثل ( وردة الجزائرية وسميرة سعيدة وسوزان عطية وسعاد محمد ) للغناء للمعارك من أجل التعبئة والتحشيد ، ووصولاً الى فترة التسعينيات ومع الحصار الأقتصادي الجائر نجد ليس هنالك مطربات رصينات يؤدين الغناء العراقي الرصين المهذب والأكاديمي الا ما ندر مثل المغنية (سيناء) التي سرعان ما إختفت من المشهد الغنائي في العام 1995 ولم يتبقى سوى فقاعات غنائية لم تضف شيئاً الى المشهد الغنائي ، وغزى الساحة الغنائية الغناء الشعبي الغجري لمطربات من أصول غجرية مثل صبيحة ذياب وساجدة عبيد وغيرهن الكثيرات وأنتعشت أعمالهنّ في النوادي الأجتماعية والحفلات الخاصة وعلى المسارح الحكومية يحيينّ فن الغناء والرقص الغجري الماجن والتمثيل حتى تسيدنّ على المشهد الأعلامي بالكامل (غناء ، تمثيل ، رقص) وعلى مستوى الأذاعة والتلفزيون والشريط الممغنط (الكاسيت).

أن المفارقة المفجعة والمؤلمة أن نرى مطربات الجيل الأول اللواتي كافحنَّ لنيل الاعتراف بهن كفنانات في مجتمع مغلق ومحافظ تحكمه منظومة أسلامية متشددة متوارثة من العهد العثماني الذي كان الأقسى والأشد ظلمة بين كل الأحتلالات التي مرت بالعراق حتى سميت بالفترة المظلمة والذي دام احتلالها للمرة الثانية 300 عاماً حتى الأحتلال البريطاني في العام 1917، قد نجحن حقاً في نيل هذا الاعتراف وحظينّ بالمكانة الأجتماعية العالية ، بينما في الجانب الآخر والصفحة الاخيرة من القرن العشرين نشهد تراجع المكانة الاجتماعية للمشتغلات في الفن وخاصة الغناء، فبدلا من أن تنال المرأة المغنية حظا وافراً من التقدير الاجتماعي والاعتباري نرى العكس من ذلك، فقد أصبح الاشتغال بالغناء والرقص قرين العمل بالمواخير، ولم يأتي هذا التحول من فراغ بل جاء من مجموعة تلك العوامل المرتبطة بالظروف السياسية والاقتصادية في البلد
حقيقةً هذا كان مختصر مفيد لورقتي التي ألقيتها في المؤتمر وقد عززتها بعرض فيديو طوله 14 دقيقة أستعرضت فية بعض العينات من المطربات العراقيات والعربيات اللواتي تركنّ الأثر الكبير على المشهد الغنائي العراقي خلال القرن العشرين بدأً من عشرينيات القرن وحتى سقوط النظام أبان الأحتلال الأمريكي في العام 2003
وفي نهاية جلسات المؤتمر قدمت توصية في أن يدرج موضوع ( المقام العراقي) في المؤتمرات العربية على مستوى الوطن العربي والتي ستقام مستقبلاً للتعريف به ودراسته أكاديمياً لأنه سيكون أضافة مهمة للموسيقى العربية بشكل عام لما للمقام العراقي من وسع في المقامات وأسلوب خاص في الأداء من خلال أركانه التي تحكم أدائه.
لقد كانت جميع البحوث المطروحة في المؤتمر على قدر عالي من القيمة والأهمية ، وشارك الغالبية العظمى من المؤتمرين بمداخلاتهم التي أثرت المواضيع ولاقت الكثير من القبول.
شاهد الفيديو على اليوتيوب (حركة الغناء النسوي في العراق على مدى قرن) والذي فية أستعرض عينة لمطربات العراق بدأً من الثلاثينيات القرن العشرين وحتى سقوط النظام في العام 2003




#فاطمة_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في علم الآلات - أستعراض الآلات الوترية القوسية والنقرية
- الاغنية الثمانينية بين مطرقة الحرب وسندان التهميش
- بحث في الاوضاع السياسية والاجتماعية التي انتجت الاغنية السبع ...
- حكاية لم تكتمل فصولها حكاية الفنان علي حمدان...الحلقة الأولى
- الأغنية البغدادية الخمسينية...الملامح والخصائص والتحولات
- العازفة امال احمد مينا - عشتار والعود والامل
- الفنان علي الامام عازف العود العراقي ذو الاصابع الذهبية
- شعوبي إبراهيم عازف الجوزة البغدادية وأول مدرس للمقام العراقي ...
- الفنان معتز البياتي – عازفاً ومولفاً وأستاذاً لآلة العود
- الموسيقار جميل سليم - المايسترو النابغه
- صفية آيلا زوجة الشريف محي الدين حيدر
- الموسيقار روحي الخماش وفرقة الانشاد العراقية
- جغرافية المقام العراقي
- مدخل الى المقام العراقي


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الظاهر - حركة الغناء النسوي في العراق خلال القرن العشرين