أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العالم يتّحد ويتكتّل ونحن نتفرّق ونعود إلى القبليّة والطائفيّة














المزيد.....

العالم يتّحد ويتكتّل ونحن نتفرّق ونعود إلى القبليّة والطائفيّة


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوحدة قوّة وازدهار واستقرار، والتّفرقة ضعف وحروب ودمار وانهيار؛ هذه حقيقة واضحة أثبتت صحّتها التغيّرات التاريخية الهامة، وآمنت بها شعوب العالم، ونحن العرب ما زلنا نرفضها ونعمل عكسها.
الدول الكبرى المتّحدة المتماسكة كالصين، والهند، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وغيرها، مكونة من شعوب غير متجانسة ثقافيّا، تتكلّم لغات مختلفة، وتتبع ديانات وفلسفات وعقائد مختلفة؛ ورغم ذلك كلّه فإن المواطنين في هذه الدول يعيشون ويعملون ويبنون وينتجون معا، ويساهمون في إزدهار أوطانهم، وفي خدمة الأنسانية جمعاء من خلال علومهم واختراعاتهم وانتاجهم الصناعي والزراعي والمعرفي.
القوّة قرّرت مصير العالم منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا، وستستمر في التحكم بمصيره في المستقبل؛ ولهذا فإن الدول الكبرى القوية تتحكّم في سياسة العالم المعاصر واقتصاده وحروبه وسلامه لأنها دول قانون قوية مستقرّة موحّدة متماسكة قادرة على حماية أوطانها ومواطنيها بجيوشها الحديثة، وبصناعاتها الدائمة التطوّر، وبوعي إنسانها وولائه لها.
الاتّحاد السوفيّتى السابق كان القوّة المرعبة لأمريكا وأوروبا، وعندما إنفصلت عنه معظم الدول التي كانت متّحدة معه وتحوّلت إلى دول مستقلة، تفكك وانهار وانتهى كقوّة كبرى واختفى من الوجود، ولم يبقى منه إلا روسيا الاتّحادية التي ما زالت تنتفع من صناعاته العسكرية والتقدم التقني والعلمي الذي حققه قبل انهياره.
وعلى العكس من ذلك، ألمانيا التي قسّمت بعد الحرب الكونية الثانية إلى دولتين، عرفتا بألمانيا الشرقيّة وألمانيا الغربيّة، فقدت معظم تأثيرها الأوروبي والعالمي نتيجة لتقسيمها وهزيمتها في الحرب، وبقيت ضعيفة حتى أسقط الشعب الألماني حائط برلين، وأعاد توحيدها، فأعادت مجدها، وأصبحت من الدول التي يحسب حسابها في الاتحاد الأوروبي، وفي الساحة الدولية في أقل من ربع قرن.
وطننا العربي الممزّق المثقل بحروبه وجراحه يمكن اعتباره مثالا حيا على أن الدول الضعيفة المنقسمة المتنازعة لا تستطيع أن تتقدّم، ولا يمكنها أن تحمي أراضيها ومواطنيها، حتى وإن كانت تتمتع بثراء فاحش كبعض دولنا العربية الحالية؛ لو كان الوطن العربي موحدا وقويا، لما كان ممكنا أن تقوم الدولة الصهيونية وتواصل البقاء وتهزمه عدة مرات، ولما تعرض لكل هذه الانقسامات والحروب والمؤامرات، ولما كان من الممكن لأمريكا أن تبتزه بهذه الطرقة البشعة.
الحكام العرب الذين يحكمون الشعب العربي بالحديد والنار هم الذين تآمروا مع أعداء الأمة على وطننا، وعملوا معا ضد توحيده، وأمعنوا في تفكيكه إلى أقطار لإضعافه، وحافظوا على القبائل والطوائف، واستغلّوها للحفاظ على عروشهم وحماية دولهم التسلطيّة، وللتحكّم بالمواطنين وقهرهم والسيطرة عليهم من خلال تطبيق سياسة فرّق تسد.
نحن العرب لم نتعلم قيمة وأهمية الوحدة لا من التاريخ ولا من خلافاتنا وانشقاقاتنا وتمزقنا، ولا ندرك ان القطرية والشرذمة كانت السبب في إيصالنا إلى ما نحن فيه من ضعف وتفكك وجهل وتخلّف ومحن. العالم كله يتّجه إلى الوحدة والتقارب والتعاون، ونحن للأسف ... نتبدون ... ونلتف حول القبيلة والطائفة وندعم العنصريّة والانقسامات القطرية، ونفرّخ دولا هزيلة تزيدنا بؤسا وتخلفا وشقاء.
الدول العربية التي تضيع وقتها في إثارة النعرات القبلية والطائفية وشرذمة أمتنا، وفي إذلال شعبنا وحرمانه من حقوقه، وتجهيله، وإشغاله بقضايا تافهة لا يقبلها العقل والمنطق في عصر العلم والثقافة والحرية هذا، لا يمكنها أن تقوى وتحمي الوطن والمواطنين وترتقي وتزدهر، ولن تحقق لشعبنا العربي سوى المزيد من التفكك والبلاء والتعاسة والشقاء!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الطائفي اللبناني في مأزق
- فوز قيس سعيّد بالرئاسة التونسية نصر للديموقراطية في الوطن ال ...
- أمريكا وخيبة أمل من يثقون بها من الحكام العرب
- هل بدأ الشعب العربي يستيقظ من سباته؟
- الأحزاب السياسيّة الإسرائيليّة لا تريد حلاّ سلميّا ومتّفقة ع ...
- انها بلدة عقربا .. أيقونة فلسطينيّة بجمالها وتاريخها ورجالها ...
- الوطن العربي ... دويلات يحكمها أعداؤها
- أمريكا لن تتورّط في حرب مع إيران من أجل عيون العرب
- السعودية وكابوس حرب اليمن!
- يتحالفون مع نتنياهو ويستنكرون نواياه بضم المستوطنات والأغوار ...
- ترامب، وكوشنر، وبيركوفيتش وسياسة الخداع والاستهتار بالدول وا ...
- الدولة الأردنيّة وتجاهل إرادة الشعب
- أعداء حزب الله اللبناني شهود على وفائه ومصداقيّته
- جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -
- حكومات رامي الحمد الله: فشل وفساد
- المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة
- الصهاينة يخطّطون لترحيلنا من غزّة والضفة ونحن نزداد انقساما ...
- الهان عمر ورشيدة طليب وكشف حقيقة إسرائيل للشعب الأمريكي
- موجة الإساءة لشعب فلسطين العظيم تصل السعودية!
- الدولة الفاسدة تعلّم الشعب الفساد


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العالم يتّحد ويتكتّل ونحن نتفرّق ونعود إلى القبليّة والطائفيّة