أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - سلمية الاحتجاجات تنتصر على العنف والاستبداد














المزيد.....

سلمية الاحتجاجات تنتصر على العنف والاستبداد


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 29 - 15:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تشكل انتفاضة تشرين العفوية امتدادا طبيعيا للحراك الشعبي متعدد الاشكال الذي عم العراق منذ عام 2010 ، خصوصا محطاته الرئيسة في شباط 2011 وتموز 2015 . وقد جاءت الانتفاضة المستمرة منذ الاول من الشهر الحالي شبية بسابقاتها من حيث سلميتها وشعاراتها الوطنية الجامعة، وسعة المشاركة المجتمعية فيها. وفي السياق ذاته جاءت اهدافها المتمثلة في استعادة وطن يرفل ابناؤه بحق الحياة والامن والعمل والرعاية، وطن تسوده قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان، بعد ان انهكته جرائم الارهاب والمحاصصة الطائفية والاثنية، وربيبتها منظومة النهب والفساد، والجريمة المنظمة، وانفلات الامن، وتمزق النسيج الاجتماعي وضياع الهوية الوطنية العراقية، حاضنة النضالات الوطنية والطبقية طيلة العقود التي سبقت اسقاط الدكتاتورية، وفشل محاولات بناء الدولة البديلة المنشودة.
لقد ارعبت الانتفاضة الحالية المتنفذين، لانها هددت سلطتهم في الصميم، وشكلت مدخلا مهما لاستعادة هويتنا الوطنية التي حاول ابطال فلسفة المكونات طمسها، وفضحت الانتفاضة تهم اصحاب الوعي المسطح لشعبنا بالخمول والانتظار، واثبتت مرة اخرى ان الجماهير هي صانعة التاريخ، وان اية مراهنات اخرى لا مستقبل لها.
وعلى هذا الاساس كان العنف واطلاق الرصاص الحي على الشبيبة المنتفضة الرد الرئيس الذي اعتمدته السلطة وامتداداتها، وسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى . وقد فتح عنف بعض التشكيلات الامنية، الذي يتحمل رئيس الوزراء مسؤوليته الاولى، الباب امام اشكال متعددة ومختلفة الدوافع مثل حرق مقرات الاحزاب الذي مارسته بالاساس مجاميع غريبة عن الحشود المنتفضة، وربما عبرت عن غضب بعض المنتفضين، الذي يجب ان تتفهمه القوى السياسية الايجابية، وليس اولئك الذين يرون في احداث العنف فرصة لاغراق الانتفاضة بالدماء.
كذلك تداعيات احداث العنف التي جرت خارج مجريات الانتفاضة او على هامشها، والتي تشكل خطر جديا ليس على الانتفاضة فحسب، بل على العراق مجتمعا وشعبا.
ولم يجف حبر القرارات التي جاءت في سياق كلمة رئيس الوزراء، والتي اكدت على عدم استخدام العنف ضد المنتفضين، حتى شهدت بغداد والمحافظات مجزرة جديدة فاقت في دمويتها احداث اسبوع الانتفاضة الاول، وعكست كما اشار بيان الحزب الشيوعي العراقي: " عجز الحكومة عن الوفاء بوعودها وتوفير الحماية للمتظاهرين السلميين، وعن تأمين أمن بلادنا واستقرارها".
مما لا شك فيه، انه لا بديل للوقف الفوري للقمع وكل اشكال العنف وجميع المواجهات متعددة الدوافع والاسباب. ومن جانب آخر يشكل تعزيز سلمية الاحتجاجات وصور التضامن بين المنتفضيين والمواطنين وبعض تشكيلات القوات المسلحة، الضمانة الرئيسة للحفاظ على الاحتجاجات واتساعها وزيادة زخمها. ان الذين يناضلون من اجل استرداد حقوقهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا يمكن ان يكونوا في هذه اللحظة الحرجة الا سلميين ودعاة تغيير واستقرار وسلام. وبهذا يقدمون اكبر وفاء لدماء الشهداء الزكية، ويقطعون الطريق على الساعين الى العنف، الذين يجدون فيه ورقة خلاصهم المثلى والحفاظ على نظامهم الذي اثبتت الحياة فشلة وضرورة تجاوزه.
ولابد من التاكيد على ضرورة العلاقة التضامنية الديمقراطية بين المنتفضين وقوى شعبنا السياسية الحية، التي تبنت باستمرار البديل الوطني الديمقراطي وقدمت على هذ الطريق قوافل من الشهداء والمضحين.
ان وضع جميع الاحزاب السياسية في سلة واحدة ودون تميز يضعف الانتفاضة ويحرمها من حلفائها الحقيقيين، ويدق اسفيناً بين طرفي المعادلة الوطنية التي بدونها يصعب تحقيق التغيير المنشود.
وفي هذا السياق جاءت استقالة نواب الحزب الشيوعي العراقي من عضوية مجلس النواب واستقالة الأعضاء الشيوعيين من مجالس المحافظات لتؤكد الموقف التاريخي الاصيل للحزب عبر تاريخه الوطني المجيد.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد أربع سنوات من سلطة الليبراليين الجدد / الارجنتين .. تحال ...
- تعهدات ووعود الرئيس اليميني المتطرف لم تنفع / تشيلي .. مئات ...
- المعارضة اليمينية رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات / بوليفيا ...
- قوى اليسار الجذري تؤكد بصمتها في النجاح الحكومي المتحقق / ال ...
- بمشاركة وحضور أممي مميزين المهرجان العاشر لحزب العمل البلجيك ...
- بعد الفشل في تشكيل الحكومة والتوجه نحو انتخابات مبكرة جديدة ...
- معارك شوارع في جاكرتا / إندونيسيا .. احتجاجات حاشدة ضد اسلمة ...
- مع تصاعد اجواء حرب باردة جديدة / البرلمان الاوربي يبعث برسال ...
- مسارات من تاريخ الاشتراكية في العالم / ِلمَ الماركسية؟!
- الحكومة تلجأ الى قانون طوارئ غذائي / الارجنتين .. خمسة ملايي ...
- جمعة عالمية من اجل المستقبل / الملايين في جميع القارات يحتجو ...
- مع تراجع مشاريع الاسلام السياسي في المنطقة / خسائر اردوغان ت ...
- رغم اهمال دور الحكومة الشرعية في افغانستان / تعثر اعلان اتفا ...
- من برنامج استذكار مئوية استشهادها / رحلة في أثر روزا لوكسمبو ...
- اندلعت في الأول من ايلول 1939 / الحرب العالمية الثانية - الك ...
- قبل اسبوع من الانتخابات في ولايتين شرقيتين / المانيا: 40 ألف ...
- مع استمرار الحوار حول تشكيل حكومة جديدة / هل ذهب فاشيو ايطال ...
- استمراراً لنهج الاستبداد والانقلاب على الديمقراطية / أردوغان ...
- رئيس الوزراء مودي يصر على سياساته العدوانية والعنصرية / اليس ...
- أكد على تعزيز المشتركات بين قوى اليسار والتقدم / منتدى ساو ب ...


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - سلمية الاحتجاجات تنتصر على العنف والاستبداد