أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - الاحداث والمتغيرات التي أثّرت في تشكيل الدولة العراقية















المزيد.....

الاحداث والمتغيرات التي أثّرت في تشكيل الدولة العراقية


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6355 - 2019 / 9 / 19 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد كان للتداخل الكبير للمجتمع العراقي مع محيطه البشري والتغيرات الديموغرافية الكبيرة التي حصلت فيه على مرّ القرون الماضية هي التي صنعت الصورة الحالية للمجتمع. وقد تركت هذه التغيرات بصماتها في بنية المجتمع وبناءه الفكري والنفسي، وبما أن الفكر الديني هو المؤثر الأكبر في المجتمعات الشرقية عموماً والعربية خصوصاً طوال تاريخها القديم والحديث، فقد نقل الفكر الديني تأثيره في السلوك الطبيعي للأفراد اتجاه الآخرين من المخالفين له. والموقع الجيوسياسي للعراق كان أحد الأسباب الأساسية التي زادت من أهميته فهو يمثل حلقة الوصل بين آسيا والدول العربية، والسيطرة عليه يعني السيطرة على منطقة القلب بالنسبة للعالم القديم أو الحديث. وموقع العراق في الجزء الجنوب الغربي لآسيا جعله طوال تاريخه الممر الطبيعي الأسهل الذي يربط وسط آسيا ببلاد الشام وجزيرة العرب ومنها إلى إفريقيا أو العكس، لهذا كان العراق ممراً للهجرات البشرية، بداية من العصور القديمة وهجرة الجماعات السامية الأولى من جزيرة العرب والتي استوطنت مناطق وسط وشمال العراق، وأسست الدول الأولى المعروفة في التاريخ (الأكديون والبابليون والآشوريون).
بدأت الدولة الجديدة تتشكل بيد أجنبية من خلال الحاكم المدني الجديد للعراق وفق نظرية المكونات العراقية (الشيعة العرب، السنة العرب، الكرد، الأقليات الأخرى)، وتم تقسيم الشعب العراقي وفق الطائفة والعرق بنظام محاصصة غير مسبوق في تاريخ الحكم في العراق. كان من أبرز علامات الدولة الجديدة سيطرة التيارات الإسلامية وخصوصاً الشيعية وتحكمها في الوضع العراقي مع وجود قوة مسلحة داعمة لها، وهي أذرعها العسكرية التي كانت تتواجد في إيران ثم انتقلت إلى العراق بعد الاحتلال، مع وجود للتيار القومي الكردي في المنطقة الشمالية واضمحلال واختفاء التيار القومي العربي، (وباستثناء تأثير الأحزاب الإسلامية فقد غاب الفعل السياسي المؤثر في التكوين الجمعي للرأي العام العراقي، ولوحظ تهميش نسبي للأحزاب الأيديولوجية التاريخية( الحزب الشيوعي العراقي)، أما الأحزاب الصغيرة فقد بدت بمنزلة تجمعات مكتبية لا يزيد عدد أعضائها على عدد موظفي مكاتبها). إن طبيعة النظام السياسي الذي تم تطبيقه في العراق مع تبعية كثير من الأحزاب إلى دول خارجية وتدخل هذه الدول في الوضع العراقي بالإضافة إلى ضعف إدارة الحكام الجدد وانتشار الفساد المالي بينهم أدى إلى حالة من الضياع والصراع على مراكز السلطة، وكان نتاجه سيطرة المكون الشيعي متمثلا بأحزابه الدينية والمدعومة إيرانيا على الدولة ومؤسساتها وخصوصاً مع انزواء الكرد ومحاولة ابتعادهم عن المشاكل الداخلية إلا بما يتعلق بإقليمهم والذي تحول إلى كيان شبه منفصل في الشمال. لاشك ان هذه المرحلة مرحلة ما بعد داعش تحتاج الى سلم أهلي ومبادرة شاملة للوئام الاجتماعي تساهم فيها جميع الاطراف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وحتى المؤسسة الدينية’ ، بهدف الوصول الى اعادة اعمار وبناء ما هدمه ودمره تنظيم داعش الارهابي من بنى تحتية وعلاقات اجتماعية وانسانية اثرت في النسيج الاجتماعي العراقي المعين الاساسي وقاعدة بناء أي جيش وطني يتولى مسؤولية حماية أمن واستقرار العراق. هذه المشاكل لم تكن وليدة اللحظة التي دخلت فيها الجيوش المحتلة إلى العراق، بل كانت لها عوامل كثيرة منها آنية أو تاريخية ساعد الدخول الأجنبي الحديث على كشفها وعمل على تضخيمها خدمة لمصالحه. وقد يكون المشكل الطائفي والديني أحد أهم العوامل التي ساهمت في تأجيج الصراعات في هذا البلد واستمرارها وخصوصاً مع وجود قوى خارجية تزيد من تفعيله، وإذا استثنينا القضية الكردية باعتبارها القضية العرقية الأكثر بروزا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، فإن الصراع الديني لم يكن ذا تأثير كبير في الساحة العراقية إلا في جانبه الطائفي (الشيعة والسنة)، وذلك لأسباب عدة من أهمها: ضعف الأقليات الدينية وتنوعها إلى الحد الذي لم يجعلها تشكل ثقلاً مؤثراً في الصراع في هذه المرحلة. وضخامة الأزمة الطائفية وتشعبها داخليا وخارجياً، وتداخلها مع باقي أزمات المنطقة إلى الحد الذي جعلها تغطي على المشاكل الدينية وتجعله أمراً ثانوياً، قد يظهر بين الحين والآخر باعتباره أحد المشكلات التي تفاقم الأزمة الداخلية في العراق .
لذلك لابد من اعادة النظر بالاستراتيجية العسكرية العراقية بشكل أكثر موضوعية متلافين الاخطاء والاخفاقات التي وقعت في السابق ومستفيدين من دروس التجربة التي مر بها العراق في حربه مع الارهاب وخصوصا” تنظيم داعش الارهابي وهذا الامر يتطلب اعادة النظر في البناء المؤسسي للجيش والشرطة العراقية من خلال استحضار مرتكزات الأمن الوطني أو القومي العراقي المتمثلة بصفحتي الأمن والدفاع واعادة بناء مفاصلها التنفيذية القوات المسلحة الحالية(الجيش والشرطة) وقواعدها المادية التدريبية والتسليحية ونظام معركتها ، بعيدا” عن المحاصصة الطائفية والعرقية ووفق المهام والغايات والاغراض التي من اجلها شكلت القوات المسلحة ، باستحضار المفاهيم الوطنية الحقيقية, و وحدة القيادة وتماسك التنظيم وشمولية التمثيل ليكون جيش وطني متكامل قادر على تلبية المهام باعتماد معايير الكفاءة المهنية والخبرة العسكرية مستفيدين من خبرات الجيش العراقي السابق وخبرات جيوش التحالف الدولي . اصدار التشريعات القانونية الخاصة بحصر السلاح المتوسط والثقيل بيد الدولة وحظر التنظيمات والتشكيلات المسلحة ، حماية للسلم الاهلي والوئام الاجتماعي. إذا اعترفنا أن العراق بلداً تعددياً لنبحث عن كيفية انتاج نظام سياسي يشرك الجميع.المحاصصة هي جزء من دائرة الفساد السياسي والاجتماعي، نريد مناقشة الملف برمته، وهنا نذكر حقيقة تاريخية على ضوء المحاصصة، "جوبايدن" نائب الرئيس الأميركي زار العراق اربع مرات، زيارته الثالثة كانت وقت الانتخابات الأخيرة 2010 شجع العراقيين وتحديداً التحالف الوطني وحضر أكثر من جلسة مع ائتلاف دولة القانون متمثلاً بشخص السيد نوري المالكي، وشجعهم على ترك الدستور وتعليقه والذهاب إلى الاتفاقيات، من هناك بدأ تكريس وتعزيز المحاصصة السياسية حتى تتشكل حكومة مبنية على أساس المحاصصة، وفعلاً رئيس الوزراء غير قادر وما يزال على محاسبة اي وزير ليس بحماية أحزاب السلطة ولكن الأحزاب والكتل السياسية هي التي تحمي هذا الوزير الفاسد. وعليه فإنَّ الحل يأتي عبر تشريع دستوراَ شرعيا صحيحا يحفظ للجميع حقوقهم ولا ينتقص منها وإجراء انتخابات عادلة صحيحة وبناء الهرم المؤسساتي على وفق القانون وليس خارجه وخضوع الجميع للعقد المشترك (الدستور) المتوافق عليه وليس المفروض قسرا...



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية
- تأثير المحاصصة السياسية على عمل البرلمان العراقي
- حماية حقوق الانسان دوليا
- التعصّب الديني والقومي أساس تأخر المجتمعات الانسانية
- الدور الامريكي في خلق الازمات الاقتصادية السياسية والاجتماعي ...
- تلوث البيئة الناتج عن الحروب وعمل الانسان
- الاستعمار الجديد
- إفول الهيمنة الامريكية وشيك
- واجبات القائمين على الامن داخل السجون
- دور السلطة الادارية في تنفيذ القانون للمحافظة على النظام الع ...
- الهدف من سياسة التجريم والعقاب هو حماية المجتمع وتأهيل الجان ...
- صدر قبل شهرين الجزء الثاني من كتابي العدالة الجنائية لاجل مك ...
- وجوب فصل الدين عن السياسة حفاظا على قدسية الدين وللأ تفشل ال ...
- الديمقراطية الحقيقية ضمانة لحقوق الانسان
- الاتفاقيات الدولية وميثاق الامم المتحدة ومدى حفظ حقوق ألإنسا ...
- انعكاس العولمة على اقتصاد دول الشرق الاوسط
- دور الامم المتحدة ومجلس الامن في حفظ السلم والامن الدوليين
- التوتر القائم بين الهند والباكستان من مصلحة أمريكا واسرائيل
- تداعيات السلاح النووي على الأمن و السلام الدوليين توازن الرع ...
- عن مؤتمر وارسو


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - الاحداث والمتغيرات التي أثّرت في تشكيل الدولة العراقية