أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - إدارة المحارق وحروب الفناء














المزيد.....

إدارة المحارق وحروب الفناء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6303 - 2019 / 7 / 27 - 18:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في عالم السياسة والاستراتيجيا، لا مكان للصدف والتكهنات، والعبث والولدنات، وكل ما يدور من أحداث، قد تم تدبيره بعلم ومعرفة خبير قادر محنك عليم، خاصة في ما يتعلق بوضع ومصير فضاء حيوي هام يعتبر قلب العالم، ومع تشابه أنظمة الإدارة والحكم والتسلط، وفساد وإفساد وعملية التخريب المتعمد للمجتمعات في المنظومة العربونية والصلعومية هذه، وبلوغها حد التطابق في الكثير من المفاصل والمنعطفات، رغم التباين الظاهري والشكلي، وأحياناً الخلافات الظرفية فيما بينها، يدلل بما لا يدع أي مجال للشك قكلها تخدم استراتيجيا واحدة وتقول أن المرجعية و"المرشد" و"البروشور" (الكتالوغ) الذي تشتغل به هذه المنظومة، ومن يديرها بالخفاء هو واحد.

ونظراً للأهمية الكبرى للموارد والعامل البشري والإنساني في تلك الاستراتيجيات، تأتي سياسات إضعاف الدول وتجويفها من الداخل واستنزافها وتفريغها من الطاقة البشرية المبدعة والخلّاقة وتحطيم القيم والروح الوطنية والإيجابية في صلب وفي أولويات تلك الاستراتيجيات الشريرة التي فعلت الأفاعيل بالمنظومة الصلعومية والعربونية وحولتها لعصف مأكول ينازع بين الموت والحياة وهي بذلك تخدم مصالحها بطريقتين الأولى كما قلنا تجويف وتفريغ المنظومة الصلعومية العربونية من نخبها المبدعة وتراها وقد تحولت بعد ذلك لزرائب وحظائر تعج بالمتطرفين والمتشددين وقطعان الجهلة وأدعياء المعرفة المهلوسين وهؤلاء هم الخزان البشري الافتراضي لجيل الحروب الرابعة الذين تتم تربيتهم داخل تلكم المجتمعات وبرعاية وميزانية وإشراف الحكومات الصلعومية حيث سيتحلون لاحقاً لقنابل موقوتة وألغام مزروعة في قلب مجتمعاتهم يجري التحكم بها من ذات "المرجعية" المشار إليها سابقاً خدمة للفوضى الخلاقة، وثاني مغانم ومكاسب هذه الاستراتيجيات هو ربح تلك النخب التكنوقراطية والمبدعين والمفكرين واستقبالهم وتقديم كافة الإغراءات لهم وتوطينهم وتجنيسهم بالدول التي تنفذ تلك السيناريوهات وتقوى وتستقوي بهم وتستفيد من خبراتهم وأدمغتهم وتحرم بلدانهم الأصلية من الاستفادة من طاقتها البشرية الخلاقة التي كانت السياسات الصلعومية والعربونية الكارثية المدمرة قد أجبرتها على الفرار والرحيل.

وفي هذا السياق، وضمن مشروع الشرق الأوسط الصهيوني، طاردت الدول الصلعومية والعربونية المقكرين والفلاسفة والكتاب وأقصت المبدعين والشرفاء والشعراء الأحرار والتكنوقراط والعلماء الأصلاء وشنت عليهم بلا هوداة حروب الاستهداف والإقصاء الممنهج وتطفيش النخب المتنورة وإرهابها وإرعابها، ونكـّلت بهم وشردتهم بالمنافي والشولرع والأصقاع وهجـّرتهم وضيّقت عليهم الخناق وجوعتهم ولم تسمح لهم بالعيش بكراماتهم وسلطت عليهم حثالات القوم وسفلتهم من المخبرين والطراطير والإمعات والأجراء ورمتهم بشتى التهم والادعاءات حتى خلت منهم، ولم يبق في هذه المنظومة الصلعومية العربونية المتخلفة الشريرة سوى الجهلة الأميين يتحكمون برقاب البشر وأطلقت، بالمقابل، يد التيوس الشراشيح المساطيل المعاقين والمعاتيه المهرجين أدعياء المعرفة وأشباه المتعلمين من حملة الشهادات المزورة والرعاع سقط المتاع فضاعت وضعفت وتفككت الأوطان وانشرخت المجتمعات وتمزقت النسج الوطنية وانفرطت عرى الوحدة الوطنية وصارت المنظومية في الحضيض تكابد أرذل وأحط الظروف والأوضاع..

لم يعد بالإمكان، والحال، تفادي أو منع الانهيارات الكبرى وما نشهده من انزياحات وخلخلة بنيوية خطيرة عصقت بمعظم الأنظمة الصلعومية المتردية منها والنطيحة والمذبوحة وما أكل السبع والضبع و"الربع"، والتي ترفع رايات التقوى والورع والإيمان والزهد والدروشة و"البهللة" ظاهراً (وهو يقع طبعاً ضمن إدارة تلكم الاستراتيجيات)، لكنها تعيش داخلاً أعلى حالات الانفصام والسقوط الأخلاقي الفظيع والشنيع والمريع عبر ممارسة فجور وفسق وعهر وفساد وانحلال الدولة الممنهج والمنظم)، هو نتيجة مباشرة لتلكم الاستراتيجيات الممنهجة والمخطط لها بدقة وخبرة متأنية يشرف عليها مخططون ومحللون استراتيجيون وخبراء كبار في إدارة الحروب المتنقلة والمحارق في معاهد غربية وبحثية تصرف عليها المليارات، ومن المفارقات الكبرى، أن أبناء مهجرين ومهاجرين يساهمون ويشتغلون في تدوير وتشغيل عجلات وماكينات تلك المعاهد ومراكز الأبحاث.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كله بسبب إسرائيل ابملعونة
- ذكرى اغتصاب ناصر للحكم: 23 يولية/تموز يوم أسود مشؤوم في تاري ...
- رسالة إلى السيد الفاتح المغوار رئيس جامعة دمشق
- خرافة الأمة الإسلامية
- عندكم حدا يكفل هذا الفقير ببعثستان؟
- حلبات النفاق: من هو الكذاب؟
- لا للتسامح: من يتسامح مع من؟
- أنتبه أنت أمام فرع أمني: اضحكوا مع المخبرين الفيسبوكيين
- لماذا لا يموت الحاكم المسلم ميتة طبيعية؟
- في تفنيد -العلوية السياسية-
- ماوراء مازوشية المرأة المسلمة؟
- فشل وفضيحة أخرى لوزارة التربية
- مأساة لاواديسا*:
- لماذا يريدون تحرير بيت هامقداش؟
- هل أنت مجنون؟
- خرافة الوحدة العربية وكذبة الوطن العربي الكبير: رسالة إلى ال ...
- زعران حماس وصهاينة المقاومة بين الأمس واليوم؟
- حماس بسوريا: وكأنك يا بو زيد ما غزيت :
- في جذور وأسباب تفكك وانهيار والسقوط الجماعي للدول القومية:
- تعلموا دروسا بالوطنية والمقاومة:


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - إدارة المحارق وحروب الفناء