أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - هل هو طهر حقا ؟















المزيد.....

هل هو طهر حقا ؟


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 443 - 2003 / 4 / 2 - 04:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

كتب الأخ شعلان شريف معقبا على  مقالتي العهر الأخلاقي والثقافي ، مؤكدا إن منحى الحياد في الحرب على العراق ( شعلان من أبناء العراق ) طهر ثقافي ، ويتهمني بالشتيمة في سجالي مع الآخرين (الفنان علي رشيد يكتب سلسلة يعبر فيها عن نقمته على زملائه العراقيين الذين لا يقولون بقوله في شأن هو شأنهم أيضا وفي وطن هو وطنهم أيضا. وقد أعطى لسلسلته عنواناً لا يليق للأسف بسلسلة حوارية أو سجالية بل لا يليق حتى بسلسلة حربية.).
في البدء لم أكن في سجال مع أحد ( كان مقالي فجيعة مواطن بعراقه ... الحلم والذاكرة ، بهمجية الجرائم التي تنتهك بحق أهله وأحبته ، بخيبة أمله بأبناء جلدته وهم يمارسون فعل الخيانة أو يفلسفون عهر التراجع والإنكفاء أمام الغزاة ) ، لم أكن أجادل بمصطلح أدبي كالحداثة أو أتقول بشأن ظاهرة علمية ، إن مالايعيه البعض ممّن يعيش في أوهام الحداثة وتأثيرها على أنفلات النص من قوانينه وانفلات القيم من آدميتها إن فجيعة المواطن بوطنه لاتحتاج إلى جدل ووضوح رؤية للإنحياز إلى وطنه وشعبه ثم حين تكون الحرب شأن الجميع كما الوطن للجميع أي معادلة يمكن أن تتركب على منطق الحياد٭ ، ثم ماهو الخط الفاصل بين الأبيض والأسود ؟
 ( كم أحسدهم أولئك الواثقين بانفسهم والقادرين على معرفة الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذه العتمة الكالحة المحيطة بنا. أحسدهم لأن الخيارات أمامهم سهلة ، بيضاء وسوداء لا غير. أحسدهم من المعسكرين، من يرى الحرب هذه حرباً ضد العراق فينحاز إلى وطنه ومن يراها حرباً على النظام فينحاز إلى شعبه.)
ماهو الخط الفاصل بين الأبيض والأسود أمام القتل الجماعي والهمجي ، أمام صورة الأشلاء لأهلنا  ، أمام الخراب و  الحرائق التي أشعلها الغزو وفي كل مدننا ( ومنها الناصرية مدينة شعلان ) ، حرائق مسعورة تلتهم العراق أرضا وتاريخا وحضارة وتأسيسا لقيم أنسانية يتفاخر فيها العالم ( المتمدن ) كونها نتاج حضارة وادي الرافدين ، حرائق تلتهم بغداد والموصل والبصرة وكربلاء والنجف والحلة والناصرية . كيف يمكن لمن ينتمي لآدميته أن ينحاز لفعل الحياد ، وهل الحياد فعل قيم ومنطق عقل في حرب تشنّ على بلد الشخص المحايد .
فحين تسمي الدخول الأمريكي للعراق احتلالا ، لماذا تضع نفسك في حياد قسري كما تصفه ، ولماذا تناور في إلغاء نظرية الفعل ورد الفعل ، ولما كان الفعل هنا إحتلالا ، فلماذا لا ننصف رد الفعل وهو المقاومة .
ثم لماذا يصرّ البعض على استنساخ الموقف الأمريكي البريطاني ، من أن العراق هو صدام ، ، رغم أن الأمريكيين يعرفون عدم مصداقية هذا الموقف وإنه ليس أكثر من تغطية للنوايا الشريرة والأهداف المرسومة لغزو العراق والمنطقة ، ولذلك جاءت ذريعة الحرب على العراق زورا بأنها حرب على النظام والمتمثل بشخص الطاغية.
 كذلك  يصرّهذا البعض ( من العراقيين ) المؤيدين للحرب من ان الدفاع عن العراق ضد الغزو الأمريكي البربري هو دفاع عن صدام . ومحاولة تسفيه فعل المقاومة الباسلة للشعب العراقي .
ان الأنحياز إلى الوطن هو أنحياز إلى الأنسان ( الشعب ) ، وان القتال من أجل الوطن ليس قتالا من أجل (الزعيم) كما يدعي البعض.
 ألم تكن أغلب الجرائم التي أرتكبها الغزاة ومازالوا يرتكبونها ، كانت بحق أناس أبرياء ، هل شاهد أحدكم بين كلّ الأشلاء التي شوهدت للأطفال والشيوخ والنساء  ضحايا القصف الهمجي الأرعن ( لدكتاتورية الموت والكراهية أمريكا) جثة لمسؤول أو متسلط من ماكنة النظام القمعي البعثي ، وهل شاهد بين كلّ هذا الخراب للأسواق الشعبية وحرائق بيوت الفقراء حريقا لبيت من بيوت جلاوزة النظام المتخمة بالترف أو لمزارع عدي وقصي و( الماجدة ) ساجدة .
يتحدث الأخ شعلان وكأن العراقيين ( الشعب ) يمتلكون خيار الحرب :-
(لقد شهد التاريخ تجارب كثيرة قرر فيها حكماء مدن تاريخية الاستسلام للغزاة رغم اصطفاف الناس خلفهم لأنهم لا يريدون أن تحترق البيوت ويموت الناس في معارك خاسرة. فكيف ندعو إلى مقاومة في بلد ممزق كالعراق ، مقاومة حتى النصر فيها هو هزيمة لا نتمناها ، فالنصر فيها يعني أن يبقى صدام جاثما على صدر الوطن ليقتص من كل من لم يدافع بشكلٍ كافٍ. )
هل يمتلك العراقيون خيار الحرب ، وهل أعطاهم الغزاة فرصة للإنزواء وعدم الأشتراك في مقاتلتهم ، لقد بدأت أمريكا حربها على الشعب العراقي يوم جاءت بنظام البعث للتسلط على رقابه لغرض تمرير مخططاتها ، ثم تفاقمت هذه الحرب في السكوت عن جرائم الطاغية بحق شعبه ودعمه إعلاميا وعسكريا في كلّ حروبه المشبوهة ، وشاركت فعليا في جريمة إبادة هذا الشعب بعد الإبادة الجماعية المتعمدة لكل الجنود الأبرياء العائدين من حرب الكويت ، وكذلك ساهمت وبشكل فعلي في مساعدة الطاغية في قمع الأنتفاضة ،  وترك الطاغية يمارس جرائمه السادية في الأنتقام من المنتفضين دون الإشارة حتى أعلاميا لجرائم الأعدامات وتدمير المدن وبتر الأعضاء ، ومارست حصارا على هذا الشعب دام أكثر من عشر سنيين وحصد أرواح العديد بل ساهموا في شلّ قدرة هذا الشعب في الوقوف ضد جلاده بل وتقوية الجلاد ، وهاهي حربهم تدخل ذروتها ضد العراقيين و بكل كم القصف والدمار الذي أصاب الناس الأبرياء ، ألم يستعملوا في غزوهم ومنذ اليوم الأول صواريخ كروز وطائرات الففتي تو ... ألم يرفعوا العلم الأمريكي فوق أول بناية تمكنوا من إحتلالها في أم قصر. ثم هل كان الخيار بيد هؤلاء الفقراء المفزوعين من القصف والموت ليكونوا حكماء في تسليم مدنهم ، وماهي الحكمة التي تطالب بها النساء في مدينة الناصرية ، وأنت تعرف من قباحة الحرب أن ينال الغزاة مآربهم حتى من ال.... هل ستطلب من النساء في أم قصر والبصرة والنجف والناصرية من التمرغ على عتبات البيوت المهانة ، رافعات الأرجل للمحتل الوسيم ، أم يطلقن الزغاريد وينثرن الورود للضيف الذي نثر أجساد أطفالهن على مساحة البيوت  والمزارع التي دنّسها  ، وذلّ أزواجهن وأخوانهن بالوقوف طوابير موسومة بالذل وبأيادي مرفوعة ،  طوابير من رجال يبكون جثث موتاهم العارية من القبور ( طالبت منظمة العفو الدولية من الجيش الأمريكي و البريطاني بأحترام حقوق الأنسان في البصرة والناصرية ) .
( لم يطالب أحد من المؤيدين للحرب ( الخونة ) أو المحايدين وخصوصا ممن يعيشون في بحبوحة الغرب ونعيمه  من القتال دفاعا عن العراق ولكن حينما يتعلق الأمر بكتابة نصوص تسيء إلى قيم العراقيين وكرامتهم ، نصوص تمارس فعل التبجيل للغزاة القتلة وتسفه بل و تبطل فعل الشهادة لكل العظام الذين سموا بموتهم  ، وتجند سلوكا غريبا ليس على العراقيين بل على كلّ شعوب العالم ، وهو سلوك الردح للغزاة وتجييش المظاهرات المطالبة بدك شعوبهم وإشاعة ثقافة لاتقاوم ،  بل والتجند في صفوف العدو ( معسكرات هنكاريا )، سيكون واجب كلّ عراقي شريف تعرية هذه الثقافة العولمية الرادحة التي ليس لها مثيل إلا في تجربة جيش لبنان الجنوبي  وهاهو جيش من العراقيين المتأمركين ) .
لقد بدأت الحرب الفعلية ، حرب لم نكن سببا لها أوطرفا  فيها ، ولكنهم جعلونا مادتها وخزين ضحاياها
هل نطالب شعبنا أن يموت عاريا منكسرا خافض الرأس ، أم أن يجعل الاخريدفع ثمن موته غزاة كانوا أم طغاة .
 هل تمتلك الحرب حوارا حضاريا  ، كي نطالب أشلاءنا بأن تكون أكثر حكمة .

هامش:-
*أدناه النص الذي كتبه الأخ شعلان ملمحا إلى السبب الذي وجدت به عهرا ثقافيا
سأكرر هنا أحد المقاطع التي أخذها الأخ علي من مقالتي ووضعها ضمن نماذج العهر الثقافي:
"اللهم أنزل الحكمة على العراقيين، نوّر قلوبهم بالأمل الذي يدعوهم إلى الحياة ، لا اليأس الذي يدفعهم إلى الشهادة. أريد أن أرى أحبتي في العراق أحياءً لا شهداء"
ولكنه لم يذكر النص الذي أشرت اليه في مقالي والذي يقول فيه :-
•  للحظاتٍ شعرت بشيء من الفخر حين سمعت أخباراً عن المقاومة التي أبدتها مدينتي الناصرية. ثمّ سرعان ما ندمت على لحظات الفخر الوطني تلك. ما أشعر به الآن تجاه أم قصر وسوق الشيوخ والناصرية هو خيبة املٍ كبيرة. إنها خيبة عميقة بأنفسنا حين لا يشعرنا بالفخر إلا مواقف البطولة بمعناها القبلي الجاهلي .

* إن ثقافة الحياد نتاج لثقافة أشاعها الدكتاتور بين الناس خلال سنيين حكمه ، ولذلك نشأ جيل وترعرع على ثقافة دفن الرأس في الرمال وعدم مشاركة الضحايا ﺁلامهم وأحزانهم بل واعتبار جرائم الطاغية أمر واقع طالما هي بعيدة عنهم ، ولذلك أفقدت هذه الثقافة البعض روح الإنتماء أو مفهوم والمواطنة واعتبارها خطأ قد يفضي إلى الموت ، فﺁ ثر هذا الجيل ثقافة :- لا أسمع ، لا أرى ، لا أتكلم .




#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - هل هو طهر حقا ؟