أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - بين الدين و السياسة... عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم في الإسلام















المزيد.....


بين الدين و السياسة... عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم في الإسلام


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


و هذا المقطع قد يهز أفكارك يا قارئي العزيز و يا أخي المسلم لكنه ليس تجديفا ولا اختراعا و لا افتراء علي الله عزّ و جلّ و لا شِركا به إنما هو مقطع مبني علي ما جاء في آيه قرآنية سليمة نصّها كلآتي "سورة التوبة 31 "اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"
و الذي يرجع إلي سورة التوبة ليفحص موضوع هذه الآية يجد أن السياق كلّه يتكلم عن اتهامات وجّهها القرآن إلي اليهود و النصاري بالكفر و أن كثيرا من الأحبار و الرهبان يأكلون أموال الناس بالباطل و يصدّون عن سبيل الله و هذه صورة مرعبة عن مجتمع ديني مُنحَل لا يمت للمسيحية الكتابية بأي صلة أما هذه الآية رقم 31 فهي تُوبّخ النصاري الذين كفروا علي اتخاذهم أحبارهم و رهبانهم الفاسدين أربابا و عبدوهم من دون الله و المسيح ابن مريم فاصلا القرآن بذلك بين المسيح و البشر الفاسدين و مؤكدا إن عبادة الله الواحد التي أمر الناس بها هي عبادة الله و المسيح ابن مريم إلها واحدا من دون الأحبار و الرهبان
و الذي يُتابع آيات القرآن لا يجد أي ربط بين القوم أو الطائفة الذين دعاهم القرآن نصاري و بين المسيح عيسي ابن مريم بل بالعكس لقد دعا القرآن أتباع المسيح عيسي ابن مريم مسلمين كما جاء في سورة البقرة 136 "قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلي إبراهيم و إسمعيل و إسحق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسي و عيسي و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون" و في أل عمران 52 "فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله و اشهد بأنا مسلمون" وفي المائدة 111 "و إذ أوحيت إلي الحواريين أن آمنوا بي و برسولي قالوا آمنا و اشهد بأننا مسلمون" و قد وعد الله هؤلاء الاتباع بأن يجعلهم فوق الذين كفروا كما جاء في آل عمران 55 "إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا و جاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون"
و قد أورد القرآن العديد من عقائد الطائفة التي تدعي نصاري عن المسيح و دعاها أحيانا كُفرا و أحيانا شِركا بالله و هي عقائد قد تبدو أنها تتشابه مع العقائد المسيحية الكتابية إلاّ أنه بفحصها و التدقيق فيها يتبين إنها أبعد ما يكون عن صحة العقائد المسيحية السليمة فلم يربط القرآن أبدا النصاري بالمسيح عيسي ابن مريم علي أنهم أتباعه بل و بّخهم علي عدم إتّباعه كما في التوبة 31
و في التاريخ المسيحي و خاصة تاريخ أقباط مصر لم يرِد ذِكر أي ارتباط بين المسيحيين في مصر و بين طائفة نصاري الجزيرة العربية الذين لم يكونوا تابعين لأي كنيسة و لم يكن لهم أي تمثيل في المجامع المسيحية المسكونية أو المحلية التي عُقِدَت قبل و بعد ظهور الإسلام في الجزيرة العربية. و قد أوصي النبي محمد أصحابه خيرا بأقباط مصر و أن يصادقوهم لأجل الصلة التي بينهم و بين عرب الجزيرة العربية و لم يعترض النبي محمد علي ديانه الكنيسة المسيحية القبطية لأنه كان يعرف أنهم مختلفون في ديانتهم عن نصاري الجزيرة العربية حتي أن الجارية ماريه القبطية التي اتخذها النبي محمد زوجة له و هي من أقباط مصر لم تَحتَج أن تُغيّر ديانتها و طبعا عرف منها النبي محمد مبادئ ديانه مصر القبطية المسيحية التي كانت تدين بها ماريه فرأي أنه ليس ضروريا أن تُغيّر ماريه القبطية المسيحية ديانتها و بذلك يكون النبي محمد قد أقر إن ديانتها المسيحية القبطية هي ديانة إسلامية قرآنية
و نلاحظ و هو المهم أن الكنيسة المصرية و الأقباط عموما لم يرفعوا الصليب للقتال و المعارك الحربية أبدا حتي حين دخل عرب الجزيرة العربية غُزاة ليحتلوا مصر و ذلك بسبب أن مذهب الكنيسة المصرية القبطية كان يختلف عن مذهب الكنيسة البيظنطية التي رأسها الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي رفع الصليب علي كل آلاته الحربية و زركش به ملابس جنوده فصارت الكنيسة البيظنطية كنيسة حربية عسكرية و هذا مُخالف تماما لما كانت عليه الكنيسة المصرية و عقيدتها الكتابية و ستظل كذلك إلي الابد
و اسمح لي يا قارئي العزيز أن أُورِد هنا نص الرسالة التي أرسلتها إلي صديق ناقشني في هذا النص القرآني لأبين فيها المفهوم الذي أعتقد أنا أنه صحيح لقراءة هذه الآية القرآنية بحسب نصّها القرآني الواضح و الصريح

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ العزيز اسامه
ارجو ان تسمح لي ان اعبّر عن بالغ سروري و امتناني لله أولا و لكم ثانيا ان تتاح لي هذه الفرصة الثمينة لذلك الحوار البناء الذي يعلم الله وحده كيف استفيد منه شخصيا ابلَغ الاستفادة اذ يفتح الله لي بابا علي مصراعيه للتزود بفهم واضح من الفكر الاسلامي الذي يعبد الله بغيرة و اخلاص فأستنير بمزيد من معرفة الله عز و جل و أتمتع بمحبته لعباده من كل صوب و مذهب حبا جما الي هذا مقداره
و قد تلاحظ لي ايها الاخ الكريم تشعّب الحوار و التساؤل و المناقشة في ابواب شتي و رغم ان سَبر غور الامور الالهية امر ملذ و شائق إلا أن المناقشة بدون ترتيب ستؤدي الي التشتت و انا استسمحك ان ابدي رأيا في ان نبدأ حوارنا الان حول شخص عيسي المسيح و هو قد بدأ فعلا بما ابديته انت من ملاحظات علي تفسيري للآية القرانية في سورة التوبة 31 "اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون"
و قد بيّـنت انا ان القصد من هذه الاية هو شرعية و وجوب عبادة الله و المسيح ابن مريم الها واحدا و كان ردك علي هذا ان اللغة العربية تسمح بالاستطراد بعد الفصل فالمقصود و بحسب تفسيرك ان تُتلي الاية هكذا " اتخذوا احبارهم و رهبانهم و المسيح ابن مريم اربابا من دون الله و ما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون"
و انا رأيي إن إعادة تركيب الاية كما اوردت أنت يسئ الي النص القراني من عدة اوجه كالاتي:
1- بهذا تضع المسيح في مصاف الاحبار و الرهبان الذين قبلوا ان يعبدهم الناس من دون الله و هؤلاء وصفهم القرآن بان اكثرهم الفاسقون (آل عمران 110) و بشرهم القران بعذاب اليم كما جاء فيهم القول في نفس سورة التوبة 34 "يا أيها الذين آمنوا كثيرا من الاحبار و الرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم" فهل يمكن ان يكون المسيح ابن مريم من بين هؤلاء؟
2- لاحظ كلمة "من دون الله" أي ان يُعبَـد المسيح ابن مريم من دون الله و هذا كفر عظيم لا تؤمن به المسيحية اطلاقا. فالمسيحيون لا يعبدون المسيح ابن مريم منفردا بعيدا عن الله . المسيحيون يعبدون الله و الله وحده . و حتي نصاري الجزيرة العربية المختلفون عن المسيحيين في عقيدتهم عن التثليث ما كانوا يعبدون المسيح من دون الله بل كانوا يتخذون احبارهم و رهبانهم اربابا يتشفعون بهم عند الله و المسيح. و هذه طبعا عقيدة خاطئة تماما لكن حتي العقيدة الخاطئة لم تكن تستعيض بالمسيح ابن مريم عن الله
3- اذا التجأنا الي اللغة العربية فاسمح لي و ارجو ان يتسع صدرك في ان اضرب لك بعض الامثلة اللغوية و لست احاكي بها القران بل فقط اوضح لك استحالة فهم و تفسير النص القرآني (التوبة 31) بالمفهوم الذي أوردته انت (وهذه جمل مركبة لغويا من عندي انا قصدت بها الشرح اللغوي فقط) و هذه الامثلة كالآتي:
(1) إتّبَعوا أساطيرهم و خرافاتهم منهاجا من دون الحديث و السنة النبوية و ما أوصوا إلا ليتبعوا منهاجا واحدا لا سبيل إلا هو حاشا عما يفسقون.
فكما فعلت أنت في الاية محل المناقشة فهل تستطيع أن تنزع عبارة "السنة النبوية" من مكانها في الجملة و تضمها الي أساطيرهم و خرافاتهم فتقول "إتبعوا أساطيرهم و خرافاتهم و "السنة النبوية" من دون الحديث . أظن ان هذا سيكون خلطا غير مقبول فكيف يمكن الجمع بين الاساطير و الخرافات و السنة النبوية في كفة واحدة أما المنطق فيساوي بين الحديث و السنة النبوية في كفة واحدة و هذا هو الصحيح
(2) انغمسوا في الفسق و الفجور طريقا من دون الحق و العدل القويم و ما حُضّوا إلا ليسلكوا سبيلا واحدا لا صواب إلا هو تَبّا عما يعرجون.
فهل يمكن ان تنزع "العدل القويم" من مكانه في الجملة و تضمها الي "الفسق و الفجور" فتقول "انغمسوا في الفسق و الفجور و العدل القويم" أظن ان هذا لا يلتصق بذاك لان المنطق يُساوي بين الحق و العدل القويم و لا يساوي بين الفسق و الفجور من جانب و العدل القويم من الجانب الاخر
(3) ساروا في طريق خيالاتهم و خزعبلاتهم نبراسا من دون العقل و المنطق السليم و ما نُصِحوا إلا ليتبعوا طريقا واحدا لا سبيل الا هو دونهم بما يخرّفون
فهل تستطيع ان تنزع "المنطق السليم" من مكانه في الجملة و تضمه الي "خيالاتهم و خزعبلاتهم" بالطبع لا يمكن . و انا اعتقد ان "العقل و المنطق السليم" هو طريق واحد
(4) بايعوا مجرميهم و سفاحيهم حُكاما من دون الانبياء و الرسل الكرام و ما حُثوا إلا ليتبعوا أسوة واحدة لا بلاغ الا هم تساموا عما يفترون.
فهل تستطيع أن تنزع "الرسل الكرام" من مكانها في الجملة و تضمها الي "مجرميهم و سفاحيهم" . و انا اعتقد ان الانبياء هم الرسل و هم اسوة
هذه الامثلة لغوية عربية فقط لكي ابين لك استحالة الخلط فلا يمكن ان يضم القرآن عيسي ابن مريم الي الاحبار و الرهبان الذين و صفهم في نفس السورة بأبشع الصفات
و الفاصل في القراءة السليمة و التفسير الصحيح هو عبارة "من دون" فلقد فَصلت هذه العبارة بين ما قبلها و بين ما أتي بعدها فالاحبار و الرهبان تعددية اما الله و المسيح ابن مريم فهو وحدانية . و لاحظ قول القرآن "و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا" و لم يقل القرآن "و ما أمروا إلا ليعبدوا الله وحده" أي ان يُثتثني المسيح ابن مريم من هذه العبادة . فاذا كان المسيح ابن مريم بحسب القرآن هو "كلمته" (النساء 171) و هو "روح منه" (نفس الاية) فكيف يفصل المفسرون "الله" عن "كلمته" و عن "روحه" و ان كان "كلمته و روحه" قد تسمي في القرآن "المسيح عيسي ابن مريم" فلماذا يفصل المفسرون المسيح عيسي ابن مريم عن الله و كيف يمكن ان نقول إن الله و كلمته و روحه هم ثلاثة اليس الله و كلمته و روحه هو واحد
و أرجو ان تسمح لي ان اعود الي الشرح الذي قدمته انت فقد قلت :
"فمثلا أقول (احب محمد و عمر حبا جما) فتعتقد اني انتهيت فاتبع كلامي بالبقية و اقول (وعبد الفتاح) و تكون الجملة النهائية (احب محمد و عمر حبا جما وعبد الفتاح) و هي جملة صحيحة"
و اسمح لي الا اتفق معك في هذا المثل لانك اسقطت اهم تعبير فيه مما ورد في الاية القرانية و هي عبارة "من دون" التي تفصل قصدك في ما قبلها عن قصدك في ما بعدها فان قلت (احب التلاميذ و المدرسين من دون الناظر و الوكيل ) فقد استثنيت الناظر و الوكيل من حبك . لكن اذا نقلت الوكيل الي ما قبل "من دون" اي قلت (احب التلاميذ و المدرسين و الوكيل من دون الناظر) فان العبارتين لا يمكن ان تتساويا ففي العبارة الاخيرة انت تحب الوكيل اما في العبارة الاولي فقد استثنيت الوكيل من محبتك فهاتان عبارتان متضادتان لا تتفقان من جهة حبك للوكيل فاما ان تضعه في مصاف الذين تحبهم او في مصاف استثنائه منهم و شتان الفرق في المعني
و اسمح لي ان اعود الي الاية موضوع نقاشنا فانا اري ان القران قد وضع المسيح مع الله قصدا و ليس استرسالا الذي ينقضي لسبب و جود الفصل و الاستثناء بجملة "من دون"
أما الاربع آيات من سورة المائدة فنصها كالتالي:
17 لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم .......
72 لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم
73 لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة و ما من اله الا اله واحد ......
116 و اذ قال الله يا عيسي ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني و امي الهين من دون الله ......
و اسمح لي ان اقول ان هذه الايات توبخ عقيدة فاسدة اعتنقها بعض عرب الجزيرة قبل و في ايام النبي محمد و قد اطلق عليهم القران القاب "اهل الكتاب" و ايضا "النصاري" و هؤلاء ليسوا مسيحيين و ذلك بسبب فساد عقيدتهم المُبيّنة في الايات السابقة و هي مختلفة عن العقائد المسيحية الصحيحة و هؤلاء ايضا لم ينتموا الي أي من الكنائس المعروفة آنذاك و هي كنائس الاسكندرية و انطاكية و القسطنطينية و روما و حتي الخلافات بين هذه الكنائس كانت مختلفة كل الاختلاف عن العقيدة الفاسدة التي انتقدها القران في زمن النبي محمد و ارجو ان تسمح لي ان ابين فساد تلك العقائد التي انتقدها القران أيضا و موافقة المسيحيين لكلام القرآن عنها كالاتي:
أولا : ان الله هو المسيح ابن مريم
فهذه العبارة تحد من الله سبحانه و تنزع منه لا محدوديته و تقصر وجوده في شخصية المسيح ابن مريم المحددة لنا و هذا تناقض مع الايمان المسيحي السليم الذي يعتقد ان المسيح هو صورة الله غير المنظور بحسب النصوص الكتابية كالآتي :
رسالة بولس الرسول الثانية الي اهل كورنثوس الاصحاح 4 عدد 5 : "..... المسيح الذي هو صورة الله"
رسالة بولس الرسول الي اهل كولوسي الاصحاح 1 عدد 13 و 14 و 15 " الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الي ملكوت ابن محبته الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة"
الرسالة الي العبرانيين الاصحاح 1 عدد 3 "الذي و هو بهاء مجده و رسم (صورة) جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي"
و فرق كبير جدا بان يكون المسيح ابن مريم بحسب الاعتقاد المسيحي السليم هو صورة الله و بين اعتقاد طائفة النصاري الفاسد انه هو الله لان هذا الاعتقاد يفصل فعلا بين الله و بين المسيح و يجعل المسيح اما بديلا لله او شريكا له و هذا بحسب المسيحية الصحيحة هو الكفر بعينه
ثانيا : ان الله ثالث ثلاثة
و هذا قول فاسد لان العقيدة المسيحية تؤمن باله واحد ليس ثالث و لا ثلاثة
و أرجو أن تسمح لي ان اوضح و اقول ان العقيدة المسيحية الصحيحة عن الله هي ان الله في ذاته هو "أب" بمعني هو البادئ الباري المهيمن و المسيطر و في اعلانه عن ذاته فهو "ابن" من حيث كون خروج هذا الاعلان منه أي من ذاته و صدوره عنه و في قوة عمله البادي لنا في الوجود فهو "روح" و هذا هو المفهوم الذي اعلنه الله الواحد عن ذاته الذي اذا استخدمنا لغة الفيزياء او الهندسة نستطيع ان ندعوها أبعادا ثلاث لشخص واحد تماما كما انك انت الانسان المخلوق لك جسد و نفس و روح و مع ذلك فانت واحد و ليس ثلاثة
ففي سورة الحشر 24 "هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسني
و لفظة البارئ هنا هي ما تقول عنه العقيدة المسيحية "الآب"
و في سورة مريم 17 فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا
و لفظة تمثّل تقابل تصّور في العقيدة المسيحية و القول تمثل لها اي ظهر لها و هذا يعني ان الله يستطيع ان يرسل صورته كيفما شاء و هي تقابل عقيدة التجسد او التصور في المسيحية
اما من حيث كون ان روح الله من الله فواضح من نفس الاية و في ايات اخري كثيرة في القرآن اهمها في هذا المقام و اوضحها : سورة السجدة 9 "ثم سواه و نفخ فيه من روحه" و سورة الحجر 29 "فاذا سويته و نفخت فيه من روحي"
من هذا يتضح ان شخص الله عز وجل هو آب بارئ و صورة متمثلة متجسدة و روح محيي يشترك في هذه العقيدة المسلمون و المسيحيون بلا شرك و لا كفر
اما اعتراضك علي تجسد الله الذي هو ان يُظهر الله نفسه او يتمثل في صورة محددة فاسمح لي ان اُرجعك الي المقطع السابق بعاليه و اسمح لي ان اضيف عليه مُناقشا رأيك الذي هو "اذا نُسب لفلان انه فعل شيئا ما سواء صوابا او خطأ و هو لم يفعله فليس معني هذا انه ليس عنده القدرة ان يفعله"
و اختبار القدرة هذا يتوقف و يصلح فقط للاعمال الصالحة الايجابية و ليس للافعال السيئة السلبية فاذا قلت مثلا ان فلانا لا يريد السباحة فما هو برهانك علي انه عنده القدرة علي السباحة ان لم يسبح فعلا و اذا رايت انسانا جالسا فقلت انه لا يريد ان يمشي فماهو دليلك علي انه يستطيع المشي اذا لم ينهض و يمشي فعلا لكن اذا نفيت العمل الشرير عن انسان ما معروف قدرته فهذا مدح له كأن تقول عن لاعب من ابطال كرة القدم انه لا يستطيع ان يركل انسانا لاننا نعرف انه يركل الكرة في الملاعب في كل وقت فاذا كان الله قادر علي كل شئ فهو قادر علي كل شئ صالح فقط لانه اذا عمل الله الخطأ فقد تلا شي عنه كماله و صلاحه و حاش لله ان يكون كذلك فاذا كان التجسد او التمثل للبشر من الاعمال الصالحة فكيف نعرف ان الله قادر عليه ان لم يعمله فعلا الا ان هذه مناقشة فلسفية ارجو ان نتجنبها و ننحصر فيما عمله الله فعلا
اما تسؤلاتك عن كيف يكون المسيح فمردود عليها كالاتي:
1- كلمة الله : و ردي عليه ان ذلك بحسب نصوص القران ذاته
2- صورة الله المرئية : و قد اثبت ذلك فيما سبق عاليه
3- ممثلا عن البشر : لا نه جاء للبشر و تمثل لهم في صورة بشرية (و سنناقش في مرة اخري كيف ان المسيح هو الصورة التي خلق الله الانسان عليها. لكن ليس مجاله الان)
4- الله ذاته : و هذه مرفوضة كما سبق و شرحت لك و هي ليست عقيدة مسيحية بل نصرانية
5- ابن امراة : القرآن يدعوه ابن مريم
6- جزءا من الله : هذه عقيدة خطأ لم ترد لا في القرآن و لا في الانجيل
اما كيف ضحي المسيح لاجل اعدائه و كيف ان الانسان خَطّاء بالفطرة فارجو تأجيل مناقشتها لوقت لاحق لانها مرتبطة بمعرفة من هو المسيح ابن مريم
أخي العزيز اعذرني ان كنت قد اطلت فالموضوع شيق جدا و ارجوك في المحبة الا تتواني عن توجيه اي انتقاد تراه اما من جهة موضوع ادلة تحريف الكتاب المقدس فارجو ان نضع هذا الامر جانبا حتي ننهي الموضوعات المطروحة امامنا لكن اقول فيه كلمة بسيطة هي ان مفهوم الوحي في المسيحية و تدوين الاسفار مختلف تماما عن مفهوم الوحي في الاسلام و هذه كبداية فارجو الا تقيس الكتاب المقدس بمفهومك لوحي القرآن و انا شخصيا لا اريد ان اطبق مفهوم الوحي في المسيحية علي وحي القرآن و الا نكون انا و انت نتكلم لغتين مختلفتين لكن ملحوظة بسيطة هل تعتقد ان كل الجامعات و الدراسات المتخصصة في علوم نقل و ترجمة و تحقيق و نقد نصوص الكتاب المقدس لا يعلمون ما يقوله البعض عن الكتاب المقدس لكن لا اريد ان اخوض في هذا الامر
في النهاية ارجوا و ادعو الله من قلبي ان يحفظك الله في محبته الي الابد . (إنتهت الرسالة)



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية الحكومة المصرية الي عُمّال مصر في عيدهم .... و نصيحة لو ...
- الجنرال جون أبي زيد ... ماذا يفعل في مصر؟ !!! صباح الخير يا ...
- إيران ستضرب إسرائيل بالقنبلة الذرية
- ولدي .... من الموت الي الحياة
- إضطهاد الاقباط في مصر و مسؤلية الكنيسة .... الدين هو الحل
- الامم المتحدة .... المأزق الذي وقع فيه اقباط المهجر... أبشر ...
- ثلاثي مصر المرح ... الحزب الوطني ... الإخوان المسلمون ... ال ...
- النساء بين الإلهة المعبودة و الذليلة المحتقرة ... و فتّش عن ...
- سر الكارثة ... كمبيوتر العبّارة المصرية المنكوبة كانت ماركته ...
- الصليب بين الخشب و الحديد ... الفخ الغير مسيحي الذي وقع فيه ...
- الفخ العربي الذي وقع فيه أقباط مصر
- الطريق نحو إصلاح الدولة و إرساء ديموقراطية الحكم في مصر المح ...
- الدولة المصرية من الواقع الي المستقبل
- اقباط المهجر لم يستفيدوا شيئا من المهجر ...... لماذا ؟
- الاقباط المسيحيون ليسوا كفارا و لا مشركين و عقيدتهم اسلامية ...
- رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر
- الحقيقة المرّة التي كشفتها انتخابات مصر الحرة
- ابراهيم الجندي.... المحتار ....بين من سيدخلونه الجنة ....و م ...
- الرئيس مبارك .... الف مبروك ..... ست سنوات مع الشغل و النفاذ ...
- الحل المسيحي لمشكلة الحجاب الاسلامي


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - بين الدين و السياسة... عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم في الإسلام