أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - متى سينتهي العالم من أحادية القطب؟















المزيد.....

متى سينتهي العالم من أحادية القطب؟


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى سينتهي العالم من أحادية القطب؟
تستند الهيمنة على السيطرة في آسيا وأوروبا.
بيتر هاريس*
مجلة ناشنال انترست الأمريكية
27 مايو 2019
ترجمة عادل حبه
القرن الأمريكي في طريقه إلى الأضمحلال. هذا هو الإجماع في الرأي بين معظم محللي السياسة الدولية، سواء أكانوا يعزون تراجع الولايات المتحدة إلى الخلل الوظيفي المحلي أو إلى نهوض الصين والقوى الناشئة الأخرى . ويميل المراقبون إلى الاتفاق على أن انحسار"حالة أحادية القطب" ، عاجلاً أم آجلاً ، ستفسح المجال لقيام نظام دولي تلعب فيه أكثر من دولة عظمى.
ومع ذلك ، فمن غير الواضح متى ستتلاشى أحادية القطب في العالم في نهاية المطاف. وما الذي يتطلبه الأمر لقوة عالمية أخرى كي تساوي الولايات المتحدة أو تتفوق عليها؟ وما هو أوان إعلان أن أحادية القطبية أصبحت شيئاً من الماضي؟ إن معظم محاولات الإجابة على هذه الأسئلة تنطوي على معايير دقيقة لمجمل القدرة الوطنية. ومن وجهة النظر هذه ، فإن فهم التراجع في الولايات المتحدة هو مسألة التنبؤ بالوقت الذي قد يتفوق فيها أحد المتنافسين لأمريكا في مجمل المعايير المادية، الاقتصادية والعسكرية.
إلاّ أن العالم أحادي القطب ليس هو مجرد دور الميزانيات العسكرية النسبية. إذ يتم تعريفه أيضاً من خلال التوزيع الجغرافي للسلطة وتأثيرها. و يسير هذان العاملان جنبا إلى جنب. حيث تسمح القوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة الاستمرار بالوفاء بالتزاماتها الخارجية الرئيسية، علماً أنه ليس القوة المادية المجردة هي التي تحدد الولايات المتحدة دورها المهيمن. إن نشر القوة العسكرية والسياسية الأمريكية في الخارج هو الذي يهم أكثر من أي شيء آخر.
ومن أجل فهم أهمية الأسس الجيوسياسية لعزم قوة الأحادية القطبية بشكل أفضل ، من المفيد التفكير في كيفية ظهور الأحادية القطبية في المقام الأول - أي من ركام ما حدث قبلئذ ، أي القطبية الثنائية لحقبة الحرب الباردة. فبناءً على من يتساءل ، هل انتهت الحرب الباردة في عام 1989 (عندما بدأت تتراجع قبضة الاتحاد السوفيتي على أوروبا الشرقية) أو في عام 1991 (عندما توقف الاتحاد السوفيتي عن الوجود تماماً). لكن وبعبارة أدق ، ما الذي أثار نهاية الأزدواجية القطبية؟ هل هو الانسحاب السوفيتي من أوروبا الشرقية أم انهيار الاتحاد السوفيتي النهائي أم تفكك حلف وارسو أم التحول في مواقف وأولويات القادة السوفييت أو الروس أم شيء آخر تمامًا؟
وفقاً للعالم السياسي هاريسون فاجنر ، لم يتم تعريف الازدواجية القطبية من خلال مجرد وجود دولتين قويتين في السياسة العالمية ، ولا حجم ترساناتهما النووية ، ولا عدد الحلفاء الذين يمكن لكل منهما أن يتبجحوا بهم. بدلاً من ذلك ، كانت "السمة المميزة لتوزيع السلطة في الحرب الباردة أن "دولة واحدة ، الاتحاد السوفياتي ، احتلت في وقت السلم موقعاً شبه مهيمن على القارة الأوروبية الآسيوية ، وهو موقف كان في الماضي قادراً على تحقيقه فقط بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية".
وبعبارة أخرى، كانت الإزدواجية القطبية خلال الحرب الباردة حالة جيوسياسية - صراع مستمر شنه التكتل الغربي للوقاية من الهيمنة السوفيتية الكاملة على بعض المساحات الجغرافية ، خاصة في أوروبا وشرق آسيا. ولقد انتهى عصر الازدواجية القطبية عندما أصبحت التحولات الداخلية داخل الاتحاد السوفيتي تعني أن موسكو لم تعد تشكل تهديداً لأمن هذه المناطق. ولم تتطلب نهاية الازدواجية القطبية انهيار الاتحاد السوفياتي بالكامل ، ولا حتى تراجعه الكبير في القوة المادية الإجمالية. إن كل ما يتطلبه الأمر هو إعادة تشكيل المصالح والنفوذ بحيث تم استبدال المنافسة الجيوسياسية على أوراسيا بمجموعة مختلفة من التفاعلات الدولية.
ماذا يعني أي من هذا بالنسبة إلى القطبية الواحدة- ماضيها وحاضرها ومستقبلها؟
أولاً ، إذا ما تميزت الازدواجية القطبية في حقبة الحرب الباردة بمضمون التفوق في أوروبا وشرق آسيا - وإذا اختتمت تلك الحقبة عندما توقف الاتحاد السوفياتي عن تهديده بالسيطرة على تلك المناطق - فإن ذلك يعني أن الاحادية القطبية هي الأخرى هي مجموعة من الظروف الجيوسياسية. وبالتحديد ، يتم تعريف الأحادية القطبية من خلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي المواتي الذي ورثته الولايات المتحدة في نهاية الحرب الباردة: شبه الهيمنة في أوروبا وشرق آسيا.
وببساطة ، تحتل الولايات المتحدة اليوم موقعًا جيوسياسياً مشابهاً للموقف الذي كان يتمتع به الاتحاد السوفيتي في عام 1945: الأولوية السياسية والعسكرية في أهم مناطق أوراسيا. أما في أوروبا ، يمتد تحالف الناتو بقيادة الولايات المتحدة من المحيط الأطلسي إلى خليج فنلندا والبحر الأسود. في آسيا ، تفتخر الولايات المتحدة بسلسلة من التحالفات والشراكات غير الرسمية التي تحاصر بالكامل منافستها الجيوسياسية الأساسية ، الصين. إذا تم تعريف ثنائي القطبية من خلال التنافس المستمر للسيطرة على القارة الأوراسية ، فقد تم تعريف عزم قوة الأحادية القطبية بالغياب النسبي للمنافسات الجيوسياسية النشطة.
بالتأكيد ، هذه هي الطريقة ينظر بها العالم الأحادي القطب إلى المنافسين الرئيسيين لأمريكا. فالبنسبة إلى الاستراتيجيين في روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وأماكن أخرى ، اتسم النظام الدولي لما بعد الحرب الباردة بالاحتلال الأمريكي الدائم للمناطق التي جرى تحصينها في بادئ الأمر خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة حتى الآن ولم يتم إجلاؤها ، على الرغم من استعادة السلام المفترض. وتمارس البحرية الأمريكية السيطرة الكاملة على جميع محيطات العالم ومعظم النقاط البحرية المهمة ، بما في ذلك تلك البعيدة عن الشواطئ الأمريكية. ويعلن القادة في موسكو وبكين عن تذمرهم واستيائهم من هيمنة الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ ، لكنهم يعلمون أن إخراج أمريكا من أوراسيا لن يكون مهمة سهلة.
بالنسبة لمعظم الأميركيين ، فإن نشر القوات الأمريكية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط له ما يبرره تماماً بذريعة الأمن الدولي فضلاً عن المصلحة الذاتية الوطنية. ولكن بالنسبة للخصوم الأجانب ، فإن "باكس أمريكانا" (السلم الأمريكي) هو توزيع غير عادل لا يطاق للسلطة والنفوذ. إنه تكوين جغرافي - سياسي حصل بالصدفة التاريخية ويجب إبطاله لصالح شيء أكثر إنصافا واستدامة.
إن رؤية الأحادية القطبية كتكوين جيوسياسي يساعد في إلقاء الضوء على الوقت الذي قد ينتهي فيه العالم الأحادي القطب. فكما انتهى القطبان عندما سحب الاتحاد السوفياتي قواته من أوروبا الشرقية وتوقف عن ممارسة وجود عسكري ذي مغزى في شرق آسيا ، كذلك فإن العالم أحادي القطب سوف يفسح المجال عندما لم يعد الجيش الأمريكي هو المهيمن على طول الجناحين الرئيسيين في أوراسيا: شبه الجزيرة الأوروبية والدول البحرية لشرق آسيا.
هناك طريقان رئيسيان لتحقيق هذه النتيجة ، ويمكن تصور كل منهما تماماً في السياق الحالي. أولاً ، من الممكن أن يتمكن بعض المنافسين الدوليين (أو مجموعة من المنافسين) من طرد الولايات المتحدة من أوروبا أو آسيا أو كليهما. يمكن أن يحدث هذا ، على سبيل المثال ، إذا أثارت روسيا حرباً برية في أوروبا تكشف عن أن التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها في أوروبا الشرقية ما هي إلاّ وعود فارغة يخشى البعض من اندلاعها. بدلاً من ذلك ، يمكن للصين أن تتغلب على حلفاء الولايات المتحدة في شرق آسيا و إجبار جيرانها على التخلي عن بنية الأمن الإقليمي المحورية مع الولايات المتحدة. وهناك احتمال آخر هو أن تحالف القوى الأوروآسيوية يجعل الولايات المتحدة غير قادرة استراتيجياً على الولايات المتحدة في الحفاظ على وجود عسكري خارجي موثوق به.
ولكن من الأهمية بمكان أن العالم الأحادي القطب لن ينتهي إلا عندما تفقد الولايات المتحدة مكانتها شبه المهيمنة في أوروبا أو شرق آسيا. فلن يكفي الصين أو روسيا أن تتفوق على الولايات المتحدة على الورق. وسوف يتعين قلب الظروف الجيوسياسية على الأرض. إن الضغوط من المنافسين الأجانب ليست سوى طريقة واحدة قد يؤدي إلى ذلك.
.الطريقة الأخرى هي أن الولايات المتحدة قد تختار ببساطة التراجع لأسبابها الخاصة. في الواقع ، هكذا تنبأ تشارلز كراوثامر بإنتهاء العالم الأحادي القطب: مع ضغوط القوى الانعزالية داخل الولايات المتحدة الداعية إلى وضع حد للانخراط العميق في الخارج بدافع الاعتقاد بأن الأمن الدولي لم يعد يعتمد على التفوق الأمريكي في الخارج.
في كلتا الحالتين ، أن القرن الأمريكي – عزم قوة الأحادية القطبية - يعتمد بشكل أساسي على احتفاظ الولايات المتحدة بارتباط سياسي وعسكري عميق في المناطق الأساسية في أوراسيا ، وخاصة في أوروبا وآسيا المحيط الهادئ. لقد كان التراجع السوفياتي عن هذه المناطق في عام 1991 هو الذي ترك الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في الشؤون العالمية في المقام الأول. وسيكون تراجع أميركا عنهم - سواء أكان قسرياً أو طوعياً - هو الذي يشير إلى نهاية أحادية القطبية.
لم تنته عزم قوة الأحادية القطبية ، حتى لو كان زوالها بعيد المنال. ليس السؤال الحاسم الذي يواجهه محللو السياسة الخارجية اليوم هو "أي نوع من النظام الدولي سيظهر بمجرد انتهاء الأحادية القطبية؟" بل بالأحرى ، "ماالوقت الذي سيتطلبه اضمحلال الأحادية القطبية؟" هذا لأن الانهيار النهائي للنظام أحادي القطب لا ينبئ كثيراً بإعادة تنظيم السياسة العالمية لأنه سيكون بمثابة تأكيد على أن إعادة الهيكلة هذه قد تمت بالفعل.
___________________________________________________
*بيتر هاريس أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة كولورادو



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازالت ذكرى الشهيد فيصل حمادي الحجاج تحيا في وجدان وضمير كل ...
- اخطاء جسيمة ارتكبها الشهيد عبد الكريم قاسم مهدت لكارثة 8 شبا ...
- اربعون عاما على الثورة الايرانية
- امريكا حولت العالم الى رهينة بواسطة الدولار
- الدكتور فاروق برتو في ذمة الخلود
- أين تكمن جذور مشاكل الاقتصاد الايراني؟
- رسالة اساتذة الجامعات الايرانية الى السيد حسن روحاني حول احت ...
- مدفعية الصحيفة الاسبوعية الايرانية توجه قذائفها ضد الاسلام ا ...
- المعضلة الاساسية في الاقتصاد الايراني هو الحكم المطلق للاقتص ...
- التباين في الرأي هو حق طبيعي لأعضاء الحزب الشيوعي العراقي
- حزب الشعوب الديمقراطية الفائز الحقيقي في اانتخابات التركية
- الدرس الذي يجب أن يتعلمه اليسار الايراني والجمهورية الاسلامي ...
- أنسان الألفية
- يجب على واشنطن التعامل مع كوبا
- امل جديد للعراق - الانتخابات القادمة يمكن أن تكون نقطة تحول ...
- حزب العراقيين بكل أطيافهم
- الديمقراطية هي نتيجة لانتاج الثروة والتصنيع
- الحركات الاجتماعية الجديدة وإيران
- هل أضحت ايران حبلى بأحداث وتحولات مصيرية؟
- يجب وضع نهاية لتسلط الرأسمال التجاري على الاقتصاد الايراني


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - متى سينتهي العالم من أحادية القطب؟