أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسفي برئيل - اذا كانت هناك حاجة، فنتنياهو سيحل محل الدولة














المزيد.....

اذا كانت هناك حاجة، فنتنياهو سيحل محل الدولة


تسفي برئيل

الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بدو أن دولة إسرائيل لم تنظر مؤخرا إلى نفسها في المرآة. ولو أنها نظرت فهي كانت ستصاب بالدهشة من رؤية البيضة الفاسدة التي تم دهن رأسها بها. لا توجد أي حالة مشابهة في التاريخ فيها دولة كاملة وليس عدد من مخالفي القانون، تم دهن رأسها بالزفتة والريش، في حين أن مواطنيها على يقين بأن هذا هو الموضة الجديدة.

يجلس رئيس الحكومة الذي انتخب فقط من قبل ثلث اصحاب حق الاقتراع ويسن لنفسه قانون شخصي. ويطوي جهاز القضاء ويبصق على اسس الاخلاق وهو متأكد أنه ضحية الطريقة التي أوجدها هو نفسه. والجمهور يعتقد بأن هذا فقط مجرد عرض للسيرك. هذه هي الطريقة التي سمحت لرئيس حكومة بأن يخترع لنفسه انتخابات، والآن ايضا أن ينشئ حوله سورا دفاعيا، يتشكل من وزراء مصابين بثمل السلطة، ويطلبون سلال مليئة بالرشوة لأنفسهم، التي سيحصلون عليها اذا وقعوا على كتاب استسلام للزعيم الاعلى. لأنه في كل ما يتعلق بنتنياهو، ليس المحكمة هي التي ستقرر براءته، بل اصدقاءه في العصابة الذين يعدون الآن قيمة بدل الرعاية.

المفارقة هي أن تمويل المدافعين عن اسواره لن يأتي من جيب رئيس الحكومة، لأنه فقير وغير قادر على تمويل الدفاع القانوني عن نفسه، بل من جيب دافعي الضرائب، المتدينون والقوميون المتطرفون والعنصريون، لا يعملون بدون مقابل. هم لن يكونوا مثل محامي نتنياهو الذين يقفون مثل من يعلنون الافلاس ويهددون بالاستقالة. هم وعدوا بأن يضاعفوا الجهود من اجل تعزيز حصانة المتهم. كل واحد منهم توجد أفواه يجب عليه اطعامها. اذا كان نتنياهو يريد أن يوفر اتعاب المحامين فسيحصل على خدمات بديلة أكثر ناجعة، لكنها اغلى بعدة اضعاف، وهي على حسابنا. لأنه في المافيا لا يتنازلون عن الديون.

شركة "متفلكس" كان يمكنها فعل بعض الامور الجيدة، من البرنامج الواقعي الذي أدخل نتنياهو الدولة إلى داخله. صحيح أن مسلسل الاثارة السياسي الذي فيه رئيس حكومة فاسد متهم بمخالفات جنائية ويدير اموره بمساعدة المافيا، ليس أمر جديد. من يحبون هذا النوع الجنوب أميركي من سلالة ماركوس والجهاز يعرفون السيناريو جيدا. في هذه المسلسلات من المعتاد الحذر لأن "المسلسل قائم على احداث حقيقية، لكن جزء منها تم تغييره لاسباب درامية". في إسرائيل لا حاجة إلى تغيير أي شيء، الاحداث كلها حقيقية والدراما ليست بحاجة إلى اضافات.

ولكن أميركا الجنوبية تعلمنا درس هام في سلوك الجمهور الذي سئم من زعيمه الفاسد. في إسرائيل التي فيها تسرق الحكومة الجهاز القضائي من ايدي المواطنين امام ناظري المستشار القانوني، والمحكمة العليا فيها ستدفن تحت كفة جرافة "دي 9" المليئة بالقمامة، الجمهور موجود في سبات عميق يمكن من الرشوة وسرقة الخزينة العامة المتهم بها رئيس الحكومة (الخاضع للاستماع) والتمتع بافتراض البراءة. افتراض البراءة هو قيمة هامة في الديمقراطية لكنها ليست أدبية. هذه مكانة مؤقتة تلزم المتهم بأن يجتاز اروقة المحكمة التي ستقرر اذا كان مذنب أم بريء.

نتنياهو كان يمكنه الامساك بقرون هذا المذبح لو أنه احترم الاجراءات القانونية والقانون ومواطني دولة إسرائيل. ولكن في اندفاعه من اجل تقويض التهديد الذي يحيط به، ليس فقط يريد سن قانون جديد مصنوع من قطع غيار مضروبة وجهاز قضائي من الكرتون، هو يخلق ثقافة إسرائيلية فيها القانون على هيئة تغير الاشكال والالوان، دائما لصالح الحاكم وأبناء عائلته والمقربين منه. هذا قانون أبدي، لا يريد أي زعيم سيأتي بعده تغييره، نتنياهو يجسد بذلك الحلم الإسرائيلي القديم "بدون محكمة عليا وبدون مركز بيتسيلم"، الذي في الاصل استهدف تعزيز سلطة القمع في المناطق، لكن الآن هو موجه ضد مواطني الدولة.

في هذا الشأن لا يوجد افتراض براءة. الجريمة ارتكبت في وضح النهار، والمجرم اعترف بفم واسع أنه ارتكبها، ووعد بأنه لن يهدأ حتى استكمال مهمته. وماذا بشأن المواطنين؟ هم فقط يشاهدون ذلك بملل.



#تسفي_برئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقلال ليس حرية، فإسرائيل حبيسة حصار مزدوج
- هل تريد إيران، حقاً، تدمير إسرائيل؟
- من شريك اسرائيل في الاتفاق؟
- -التغذية القسرية-: -قيم الاحتلال- هي التي تُملي هوية الدولة
- النكبة ترعب اسرائيل
- أين المال يا لبيد؟ انه في الاحتلال
- -فلسطين؟ نعم!-
- أصبح جنوب افريقيا هنا
- أسرار التسليح العراقي حسب المصادر الإسرائيلية
- من دون عَلَم اسرائيل في بغداد
- وعندئذ ظهرت قطع السلاح في مياه دجلة .
- بعد الانتصار على صدام حسين
- الولايات المتحدة لا تستطيع خسارة السعودية عشية حربها ضد العر ...


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسفي برئيل - اذا كانت هناك حاجة، فنتنياهو سيحل محل الدولة