أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - خطاب الكراهية لا يقدم حلاً لمشكلاتنا الخلافية!














المزيد.....

خطاب الكراهية لا يقدم حلاً لمشكلاتنا الخلافية!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 20:06
المحور: المجتمع المدني
    


هنا في الدول المتقدمة يمكن، بل أكيد ستحاكم على ما يعرف ب"خطاب الكراهية" وذلك كأي جرم يمكن أن ترتكبه المرء بحق الآخر، لكن في عالمنا ودولنا والتي ما زالت تعاني من عدد من القضايا والإشكاليات الفكرية والمجتمعية، فإن المرء يمكن أن يوجه ويعمل ضمن أنساق فكرية ومؤسساتية تدعو ليس فقط لخطاب الكراهية، بل يمكن أن تدفع بفئة ومكون اجتماعي ما -أقوامي، ديني، مذهبي، طائفي، حزبي- لأن ترتكب بحق فئات مجتمعية أخرى المجازر والويلات ومن دون أن يلتفت أحد لها ولخطابها، كون الفعل الجرمي موجود فمن يلتفت للكلام النظري في واقع الجريمة والفعل الإجرامي ولذلك تجد بأن نصوصنا وخطابنا، ليس فقط الديني والتراثي، بل المعاصر والسياسي -وحتى الاجتماعي- يحمل الكثير من المفردات التي تدعو إلى العنف والجريمة ومن دون محاسبة، بل بتشجيع من الفريق والطرف الذي يتبنى ذاك الخطاب الفئوي.

طبعاً قد يبدو للكثيرين بأن خطابنا ودعوتنا هذه فيه الكثير من المثالية وهم بذاك محقين، كون واقعنا اليومي جد عنيف ومتأزم ومن الصعب بهكذا بيئة مجتمعية أن تقدر على الطلب من الآخر أن يكون "ملاكاً"، لكن الدعوة هنا ليست دعوة مجتمعية، بل هي دعوة للنخب السياسية والثقافية وقبلها للذين يعملون في المنظمات والهيئات القانونية وجماعات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وذلك بأن تتكاتف الجهود بحيث يكون هناك خطاب وطني -في الحالة السورية مثلاً- وأن يتم التصدي لكل الخطابات التي "تكفر" الآخر دينياً أو قومياً، بل وصل الأمر ببعض الجماعات مثل الحالة الكردية، أن بات أحدنا "يكفر" الآخر حزبياً، ناهيكم عن التكفير الطائفي والمذهبي في الحالة الاجتماعية العربية والتي تعود لقرون .. وهكذا وللأسف؛ بدل أن تكون المنظمات المجتمعية -أحزاب ومنظمات خيرية- هي جهات تعمل للتوافق الوطني فهي في جلها -إن لم نقل كلها- تبث خطاباً طائفياً تزيد من الاحتقان والأحقاد في الشارع الوطني؛ الكردي أو السوري عموماً!!

إننا نأمل من الجميع وبالأخص النخب الثقافية، العمل على التأسيس لثقافة وطنية تقبل بالآخر المختلف -وليس الآخر الذي نريده على مقاساتنا حيث وللأسف؛ عندما نقول بأننا نقبل الآخر، فإننا نريده وفق مقاسات محددة نختارها نحن وبالتالي نجعله نسخة فوتوكوبية مشوهة لمعارضات مسخة مأجورة- كون دون تقبل المختلف لن تكون هناك الحلول لمشكلاتنا المختلفة، بل ستكون المزيد من الأزمات والحروب والكوارث وبالتالي المزيد من الدماء والآلام والدموع وأعتقد الوقت قد حان لنقف جميعاً لحظة ونلتفت لنرى ماذا تركنا خلفنا من دمار؛ دمار للروح والمجتمع والبلاد حيث الموت في كل مكان وسنحتاج لسنوات وعقود لنعيد بعض ما دمرناه. بالأخير أود فقط أن أقول العبارات التالية؛ مهما كنت على خلاف مع المعارضة أو النظام أو كان الخلاف كردياً/عربياً أو سنياً/علوياً أو كردياً/كردياً .. فإن خطاب الكراهية والحروب والقتل لن يقدم لك الحل، بل فقط القبول به والحوار معه وصولاً للتشارك ضمن حالة مدنية ديمقراطية.

ونداءنا للجميع؛ أوقفوا الكارثة والمقتلة السورية، فإن الإنسان السوري بات مدمراً عجزاً يبحث عن لحظة إنسانية يعيش بهدوء وسلام مع جاره الآخر المختلف.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفرين في ظل الخرائط الجديدة! هل سنكون اللاجئين الجدد على غرا ...
- تركيا .. تعمل على ضم عفرين!
- محتل ومحتل .. الفرق بين تركيا وإيران.
- أيها البوق أيهما الأفضل أن يحكمك أبن بوطان أم يتحكم فيك ابن ...
- الجزء الأول من حواري ل-جريدة العالم الأمازيغي-.
- قراءة موجزة في خطاب السيد نيجيرفان بارزاني
- إقليم كردي آخر هل هو جزء من الإستراتيجية الأمريكية الجديدة؟
- من منا يريد الفتن والمكائد.. نحن الكرد الذين نطالب بحق الشرا ...
- هورباك في بلاد الأتراك
- سوريا القادمة والحلول والسيناريوهات المطروحة
- تركيا وخيبة -المنطقة الأمنية-.
- الكرد والمجازر الأرمنية الآشورية
- تركيا.. إلى أين؟!
- الولد المجنون قراءة في تصريح أردوغان!
- ندائي الأخير لكل من المجلس الوطني والإدارة الذاتية
- عفرين مجتمعاً وجغرافيا بين العمق التاريخي والصراع السياسي
- نفاق وتباكي البعض على دماء أبناء شعبنا من قوات الحماية.
- الأمازيغي بو يحيى يرد على كرم أحزابنا ب-عظمة-!!
- إسرائيل والمصلحة الكردية في معاداتها!!
- حزب العمال الكردستاني والتخلي عن كردستان والقضية الكردية!!


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - خطاب الكراهية لا يقدم حلاً لمشكلاتنا الخلافية!